تدلي الحبل السري يحدث عندما يخرج الحبل السري إلى خارج الرحم مع أو قبل جزء المجيء من الجنين، وهذه حالة نادرة نسبياً وتحدث في أقل من 1٪ من الأحمال.
![]() |
خروج الحبل السري |
يعتبر تدلي الحبل السري في طب التوليد حالة طارئة خلال الحمل أو الولادة نظراً لاحتمالية وفاة الجنين وعدة مضاعفات أخرى، وهو شائع أكثر بين النساء اللاتي تعرضن إلى تمزق الكيس السلوي.
تصنيف تدلي الحبل السري
تم تقسيم تدلي الحبل السري الى ثلاثة أنواع وهي : -
- تدلي الحبل السري الصريح : -
- نزول الحبل السري قبل جزء المجيء الجنيني.
- في هذه الحالة يمر الحبل عبر عنق الرحم ويدخل أو يتعدى المهبل.
- تدلي الحبل السري الصريح يتطلب حدوث تمزق للأغشية.
- هذا النوع هو أكثر أنواع تدلي الحبل السري شيوعاً.
- تدلي الحبل السري الخفي : -
- نزول الحبل السري إلى جانب جزء المجيء الجنيني، لكن بدون تقدمه عليه.
- تدلي الحبل السري الخفي يمكن أن يحدث في حالة تمزق الأغشية أو بقائها سليمة.
- تقديم حبلي : -
- وجود الحبل السري بين جزء المجيء الجنيني والأغشية.
- في هذه الحالة لا يعبر الحبل السري فتحة عنق الرحم، و الأغشية لم تتمزق بعد.
أعراض وعلامات تدلي الحبل السري
أول علامات تدلي الحبل السري تكون عادة انخفاض مفاجئ وشديد في معدل نبض الجنين، ولا يبرأ مباشرة.
- في تخطيط قلب الجنين، يظهر ذلك عادة على شكل تباطؤ متقلب متوسط إلى شديد الدرجة.
- وأحياناً يمكن رؤية الحبل أو جسّه أثناء الفحص المهبلي، خصوصاً في حالة تدلي الحبل السري الصريح.
تكمن الخطورة في حالة تدلي الحبل في أن الضغط على الحبل من الجنين يؤدي إلى انضغاطه مما سيعرّض تدفق الدم إلى الجنين إلى التناقص، وعندما يحدث انخفاض مفاجئ في معدل نبضات قلب الجنين أو يكون تخطيط قلبه غير طبيعي، يجب أن يكون هنالك اشتباه في حدوث تدلي للحبل السري.
خطورة تدلي الحبل السري
عوامل الخطورة تتضمن عوامل متعلقة بالأم وأخرى متعلقة بالجنين تمنع الجنين من اتخاذ وضعية طبيعية في حوض الأم، مثل الاضطجاع غير الطبيعي للجنين، أو فرط السائل السلوي، أو كون الجنين ذا حجم صغير، أو كونه خديجاً.
وعوامل الخطورة المصاحبة لتدلي الحبل السري تنقسم إلى نوعان وهما : -
- تلك التي تُصعّب دموج الجنين وملئه لحوض الأم بصورة طبيعية.
- وتلك التي لها علاقة بتشوّهات الحبل السري.
- عوامل تلقائية .
- عوامل علاجية المنشأ (التي تنتج عن تدخل طبي).
العوامل التلقائية وتشمل : -
- سوء المجيء الجنيني : اضطجاع الجنين غير الطبيعي ينتج عنه تكوين مساحة فارغة تحت الجنين في حوض الأم، والتي قد يشغلها الحبل بعد ذلك.
- الاستسقاء السلوي أو كمية عالية غير طبيعية من السائل السلوي.
- الولاده المبكره : غالباً تتعلق بازدياد احتمالية سوء المجيء والاستسقاء السلوي النسبي.
- وزن ولادة منخفض : عادة يعرف بأنه أقل من 2500جم عند الولادة، مع أن بعض الدراسات تعرفه بأنه أقل من 1500جم.
- الحمل بتوائم أو الحمل بأكثر من جنين في وقت واحد : في هذه الحالة، على الأرجح أن يحدث تدلي الحبل السري مع الجنين الذي لا يولد أولاً.
- تمزق الأغشية التلقائي : حوالي نصف حالات تدلي الحبل السري تحدث في غضون 5 دقائق من تمزق الغشاء، وثلثيها يحدث في غضون ساعة، ونسبة 95% يحدث في 24 ساعة.
العوامل العلاجية المنشأ وتشمل : -
- تمزق الأغشية الاصطناعي .
- وضع مناطر داخلية (مثل : مسرى كهربي داخلي لفروة الرأس، أو قثطار ضغط داخل الرحم).
- التدوير اليدوي لرأس الجنين .
التشخيص
عندما ينخفض نبض الجنين فجأة أو يتباطأ، خصوصاً بعد تمزق الأغشية، يجب دائماً أن تؤخذ احتمالية حدوث تدلي الحبل السري بالحسبان.
- حالة التدلي الصريح، يمكن تأكيد التشخيص عن طريق جسّ الحبل السري أثناء الفحص المهبلي.
- بدون حدوث تدلٍ صريح، يمكن تأكيد التشخيص فقط بعد إجراء عملية قيصيرية، رغم أنه ليس بالضرورة أن يكون تدلي الحبل ظاهرا حتى أثناء العملية.
علاج تدلي الحبل السري
إذا كان الحمل قابلاً للحياة فالمعيار المرجعي لمعالجة تدلي الحبل السري التوليد الفوري بأسرع الطرق وأكثرها أماناً، ويتطلب ذلك عادة إجراء عملية قيصرية، خصوصاً إذا كانت المرأة في مخاض مبكر.
- أحياناً يتم محاولة إجراء ولادة مهبلية إذا تقرر أنها ستكون أسرع أو أكثر أماناً.
- الإجراءات الأخرى أثناء معالجة تدلي الحبل تهدف للحد من احتمالية حدوث مضاعفات أثناء التجهيز للولادة.
- هذه الإجراءات تركز على تقليص الضغط على الحبل لمنع المضاعفات المميتة الناتجة عن انضغاط الحبل.
وهناك بعض الممارسات المستخدمة سريرياً وهي : -
- رفع جزء المجيء الجنيني يدويا إلى الأعلى.
- إعادة تموضع الأم بحيث يكون الرأس للأسفل مع رفع القدمين.
- ملء المثانة بواسطة قثطار فولي، أو أنبوب عبر الإحليل لرفع جزء المجيء الجنيني إلي الأعلى.
- تم اقتراح استخدام أدوية كبت المخاض (وذلك عادة ما يصاحب ملء المثانة بدلا عن استخدامها كتدخل مستقل).
إذا كانت الأم بعيدة عن الولادة، تجرى محاولة الرد الحبلي (إعادة الحبل إلى داخل تجويف الرحم يدوياً)، وقد نجحت بعض الحالات في ذلك.