مرض الشري هو مرض جلدي تحسسي، يحدث نتيجة التعرض لمادة مؤرجة، مما يسبب في ظهور آفة جلدية مميزة تسمى اللحبة أو الانتبار الشروي، وهي لطخات جلدية حمراء مرتفعة قليلاً عن سطح الجلد شديدة الحكة.
الشري |
آفة الشري (اللحبة) تحدث في أي مكان من الجسم بقياسات مختلفة حيث يتراوح نصف قطر اللحبة من 0.5 سم، وقد يصل لمرحلة يغطي فيها كل سطح الجسم.
أسباب مرض الشري
تشير الدراسات أن معظم حالات الشري غير معروفة السبب، كما أن بعض حالات الشري تكون نتيجة رد فعل التهابي، أو تحسسي لمؤثر خارجي، وقد يحدث الشري نتيجة بعض العوامل والمؤثرات الخارجية، وربما نتيجة بعض الأدوية، وبعض الأغذية، وهناك العديد من العوامل البيئية، التي تسبب في ظهور مرض الشري، ومن أهمها ما يلي :-
- التعرض لمؤثرات ومواد تثير الحساسية، حيث يحدث المرض نتيجة رد فعل تحسسي نتيجة التماس المباشر ببعض المواد، او تناول بعض الأطعمة.
- التعرض لدرجات حرارة مرتفعة.
- الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية.
- التعرض لحبوب اللقاح، او ابواغ الفطريات، او بر الحيوانات.
- التماس او التعامل مع مخلفات الحيوانات (روث الحيوانات).
- الإصابة بمرض مناعي.
- التعرض لأشعة الشمس.
- زيادة إفراز الإدرينالين، نتيجة التوتر والقلق.
- تعريض الجسم للضغط المباشر كإرتداء ملابس ضيقة، او شد حزام الخصر.
- لسعات النحل والدبابير.
كيف يحدث مرض الشري
تنشأ آفة الشرى نتيجة الاتصال المباشر للجلد مع المادة المؤرجة أو نتيجة استجابة مناعية للمادة المؤرجة في الطعام وغيره، وتحدث الآفة الجلدية نتيجة رد فعل التهابي في الجلد مسبباً تسرب السائل الخلالي من الشعيرات الدموية إلى أدمة الجلد، مما يؤدي إلى حدوث وذمة.
وقد تتسريب السوائل من الشعيرات الدموية الدقيقة نتيجة إفراز بروتين الهيستامين أو السيتوكينات أو عوامل تنشيط الصفائح في الجسم، والتي تؤدي الى تنشط الأعصاب الحسية فتتمدد الشعيرات الدموية مسببة في ظهور لطخات الشرى.
التفاعل الالتهابي يؤدي إلى إفراز مادة الهيستامين بالإضافة إلى وسائط التهابية أخرى من الخلايا المتضررة، وقد تم تصنيف التفاعل الالتهابي إلى ما يلي :-
- التفاعل الالتهابي المناعي : ويحدث عندما يفرز الهيستامين والوسائط الالتهابية من الخلايا البدينة، نتيجة ارتباط المادة المؤرجة بمستقبلات الغلوبينات المناعية على جدارها الخلوي.
- التفاعل الالتهابي غير المناعي : ويحدث في حالة وجود بعض الأدوية والمواد الأخرى التي تسبب إفراز مادة الهيستامين في غياب الغلوبينات المناعية.
- الشرية الشمسية : وهذا النوع يترافق مع مرض الفرفرين وتحدث نتيجة تفاعل دوائي يؤدي لحصول التفاعل الالتهابي، وفي هذه الحالة ترتبط الغلوبينات المناعية (كريين مناعي هـ) بدلاً من (كريين مناعي ج) بالفيسيولوجية المرضية.
أنواع الشري
1/ الشري الحاد : ويظهر خلال دقائق من التعرض للمادة المؤرجة ويمكن أن تستمر لأسابيع، وعادة ما تكون نتيجة لتعرض الجسم لمواد غذائية مؤرجة كالبيض والسمك، وقد يحدث بعد ملامسة الجلد لبعض الصبغات والمواد الكيميائية، كما أن بعض الحالات من الشري قد حدثت بعد التعرض لبعض أنواع البكتيريا والفيروسات.
2/ الشري المزمن : وهو الشري الذي يكون فية استمرار ظهور اللحبة لأكثر من 6 أسابيع متواصلة، ولا تختلف اللحبة في أي من الشري الحاد، والمزمن، سوى في مدة استمرار ظهورها.
3/ الشري المحرض بالدواء : وهي التي تحدث عند تعاطي الدواء الذي يعمل كمؤرج، ويسبب هذا النوع من الشرى حدوث قصور قلبي رئوي الأمر الذي قد يؤدي للوفاة في كثير من الأحيان، ومن الأدوية التي قد تسبب الشرى لمن هم بعرضة للاصابة به مايلي :-
- سلفونيل يوريا.
- الأسبرين.
- البنسلين.
- السلفوناميد.
- أدوية الصرع.
- الكلوتريمازول.
4/ الشري الفيزيائي : وهذا النوع يندرج منة الأنواع التالية :-
- الشري المائي : وهو الذي يحدث نتيجة رد فعل من الماء، ولكنة نادر الحدوث.
- الشري الحراري : وهو الذي يحدث نتيجة رد فعل بسبب التعرض للحرارة.
- الشري البارد : وهو الذي يحدث نتيجة رد فعل في حالة التعرض للثلج أو الماء البارد.
- شري ضغطي : وهو الذي يحدث في البقع من الجسم التي تتعرض للضعط المتواصل، ولفترات طويلة (أماكن شد الملابس الداخلية، الثياب الضيقة، مكان الحزام.
- شري ارتسام جلدي : وهو من أكثر الأنواع شيوعاً ويحدث نتيجة حك الجلد.
- شري شمسي : وهو الذي يحدث نتيجة التعرض لأشعة الشمس.
- شري الأدرينالين : وهو الذي يحدث في حالات فرط إنتاج الأدرينالين وهي شديدة الندرة.
أعراض وعلامات الإرتكاريا
يتميز الشري الجلدي ببعض الدلائل التي تميزة عن أمراض حساسية الجلد الأخرى، وتشمل ما يلي :-
- لطخات جلدية حمراء مرتفعة قليلاً عن سطح الجلد مثيرة للحكة.
- تعدد اللطخات، وتأخد مكان واسع من الجلد.
- اللطخات لونها أحمر أو مائل للأحمر، وعند الضغط عليها تتحول الى اللون الأبيض.
- طفح جلدي يتراوح ما بين مللمترات الى سنتيمترات.
- الوذمة الوعائية : وهي عبارة عن تورم الأنسجة تحت الجلد نتيجة تراكم السوائل.
- حكة جلدية شديدة.
- حمى وتورم الغدد اللمفاوية.
قد تتحسن حالات الشري بدون الحاجة لتناول العلاج، ولكن قد يفضل البعض البحث عن العلاج للتخلص من الحساسية وما يصاحبها من الأعراض.
علاج الشري
تنقسم أساليب معالجة مرض الشري إلى عدة طرق، وأهمها تحديد العمل المسبب، ومن ثم المعالجة الطبيعية، او العلاج بالأدوية، وذلك كما يلي.
تحديد العامل المسبب : إن أهم عامل في الحد من المرض والاسراع في الشفاء هو تحديد العامل المسبب له سواء كانت المادة المؤرجة أم العامل الفيزيائي المسؤول عن حدوث الشرى.
الأسباب الغذائية : إن الحساسية الغذائية الأكثر شيوعاً عند البالغين هي ناتجة من المحار والمكسرات، وأما الحساسية الغذائية الأكثر شيوعاً عند الأطفال فهي من المحار، والمكسرات، والفول السوداني، والبيض، والقمح وفول الصويا، كما أنة من غير المعتاد وبفضل الله لن يعاني المرضى من نوعين من الحساسية الغذائية الحقيقية.
العلاج الدوائي
ويتضمن العلاج الدوائي المستخدم في معالجة حالات الشري ما يلي :-
- مضادات الهيستامين : حيث تعمل هذة الأدوية على تعطيل عمل مستقبلات الهيستامين من نوع H1، وتؤخذ مضادات الهيستامين فموياً، ومن أشهر أنواع مضادات الهيستامين :-
- ديفينهاندرامين.
- سيتيرازين.
- هايدروكسيزين.
- الستيرويدات : تستخدم الستيرويدات في حالات الشري الشديدة وتستخدم بحذر كأخر الحلول نظراً لخطورة وكثرة الأعراض الجانبية المترافقة مع استخدامها، ومن السترويدات المستخدمة مثل :-
- البريدنيزون.
- الهايدروكورتيزون.
- وتعطى الستيروئيدات إما بالفم أو كحقنة داخل العضل.
مضادات الهيستامين لا تشفي الآفة ولكنها تحد من توسعها ولذلك هي من الأدوية الوقائية.
العلاج الطبيعي
من العلاجات الطبيعية للشري وأفضلها هو خل التفاح ويعتبر أفضل علاج لحالات الشرى بشكل عام، حيث تستخدام ملعقة من الخل في كوب من الماء، ويؤخذ مرتين في اليوم، في الصباح عند الاستيقاظ وقبل النوم، أو يتم استخدامها في صورة تتبيلة السلطة، وهذا العلاج الطبيعي لا يحتاج مضادات الهيستامين، كما يجب أن يكون الخل غير مبستر ولم تتم تصفيتها بحيث يستطيع الشخص أن يشاهد الرواسب في أسفل الزجاجة.