داء الزهايمر يعرف بمرض النسيان، أو خرف الشيخوخة، وهو مرض يصيب المخ ويتطور ليفقد الإنسان ذاكرته وقدرته علي التركيز والتعلم، وقد يتطور إلى حدوث تغيرات في شخصية المريض فيصبح أكثر عصبية أو قد يصاب بالهلوسة أو بحالة من حالات الجنون المؤقت.
داء الزهايمر |
مرض النسيان يبداء بإصابة المريض بفقدان غامض للذاكرة، ويتطور بشكل سريع، حيث يفقد المصاب القدرة على التعرف على الأماكن، وفقدان التعرف على الأشخاص الذين يحبهم، كما لا يستطيع المريض الاهتمام بنفسه.
يعتبر مرض خرف الشيخوخة من أكثر الأمراض شيوعاً، وإثارة للقلق كلما تقدم الناس في العمر، وخاصةً في غياب أي دواء شافي للقضاء عليه، والسيطرة على عملية تدمير الذاكرة الذي يسببها هذا المرض.
أنواع مرض الزهايمر
هناك ثلاثة أنواع لمرض الزهايمر وهي كما يلي :-
- ألزهايمر المبكر : وهو الزهايمر الذي يبدأ بعمر مبكر وهو الذي يحدث في عمر اقل من 60 عام، وهؤلاء المرضى عادةً يعانون من أمراض عصبية أخرى.
- ألزهايمر المتأخر : وهو النوع الشائع، حيث يبدأ المرض عادةً بعد عمر 65 عام.
- ألزهايمر العائلي : وهو زهايمر موروث وهو نادر جداً، وعادةً يصاب الأشخاص بالمرض في عمر مبكر جداً حتى في عقدهم الرابع.
يستمر مرض الزهايمر ما بين 8 إلى 10 سنوات، بالرغم من أن بعض المصابين به، قد يموتون في مرحلة مبكرة، أو قد يعيشون لمدة 20 عام، ويمكن للعلاج أن يساعد على إبطاء تطور الزهايمر، ولكن لا يمكن الشفاء منة.
أسباب الزهايمر
لايوجد سبب معروف لمرض الزهايمر، لكن المرض يحدث بعد عملية موت لخلايا المخ المنوط بها حفظ المعلومات واسترجاعها، وربما يكون سبب المرض هو موت خلايا المخ، وقد يكون السبب هو ترسب بروتينات نشوانية حيث تتراكم داخل الخلايا العصبية المركزية مما يؤخر التيارات العصبية أو يعطلها أو يدمر المسارات نفسها، وهو السبب الأكثر دقة، والذي يحدث نتيجة للتقدم في العمر.
كما إن هناك مجموعة من العوامل التي من الممكن أن تشترك مع بعضها البعض فتؤدي في النهاية الى الإصابة بمرض الزهايمر ومنها مايلي :-
- العمر : حيث تحدث الإصابة غالباً فوق عمر 65 عام.
- الأسباب الوراثية : حيث أن فرصة ظهور المرض تصبح ضعفين أو ثلاثة اضعاف عند الأشخاص الذين أصيب أحد والديهم أو أجدادهم بهذا المرض، مقارنة بالأشخاص الطبيعيين.
- أمراض الأوعية الدموية : وهي الأمراض التي تؤثر على الأوعية الدموية الموجودة في المخ أو تغير هذا العضو الحساس.
- إصابات الرأس : هناك دلائل قوية على أن إصابات الرأس الخطيرة تزيد من فرص الإصابة بالمرض.
أعراض وعلامات مرض الزهايمر
تظهر اعراض وعلامات مرض الزهايمر في عدة مراحل على النحو التالي :-
- المرحلة الأولى : حيث يبدأ المريض بنسيان مواعيده، ولايتنبة إلى مرور الوقت، ولايتذكر أحداث الماضي القريب وفي نهاية المرحلة يميل المريض إلى العزلة والانطواء ويتفوه بجمل لا معنى محدد لها وينسى الكثير من الكلمات التي يعرفها.
- المرحلة الثانية : وتبدأ بعجز المريض عن القيام بأمور يدوية مثل شبك أزرار الثياب كما يجد صعوبة في فهم الكلمات، وتنتهي هذه المرحلة ويكون المريض بحاجة الى من يساعده، كما يعاني من نوبات الغضب والإحباط.
- المرحلة الثالثة : وتبدأ بعجز المريض عن القيام بما يقوم به الإنسان الطبيعي في دورة المياه، وتنتهي بأن يصبح لا يستطيع عمل أي شيء دون مساعدة الآخرين، وتكون هذه المرحلة أصعب وآلم مرحلة يمر بها مريض ألزهايمر.
فقدان الذاكرة
(فقدان الذاكرة) الذاكرة هي أول ما تتأثر بمرض ألزهايمر، في البداية تكون المشكلة بسيطة وهي عبارة عن نسيان بعض الأشياء الحديثة مثل نسيان بعض الأشخاص الذي قابلهم أو ماذا فعل في ذلك اليوم أو اليوم الذي قبله ولكن مع الوقت تتطور المشكلة وتزداد خصوصاً تذكر الامور الحديثة مع الاحتفاظ بالذاكره القديمة التي لا يفقدها المريض إلا بالمراحل المتقدمة من المرض، حيث تلاحظ أن الذاكرة تختلف من يوم الى يوم ومن أسبوع الى أسبوع وخصوصاً في بداية ألزهايمر.
التوهان المسائي
حيث أن المريض تكون لدية لخبطه بالليل وتوهان في فترة ما بعد العصر، ووقت المغرب، وهو ما يعرف بمتلازمة الغروب.
متلازمة الغروب : هي متلازمة أو ظاهرة نفسية وسلوكية مشهورة في كبار السن، يحدث فيها زيادة في أعراض الهذيان وفرط النشاط وربما الهلاوس والضلالات والأعراض السلوكية غير المعتادة.
الاكتئاب : قد يصاب بعض مرضى الزهايمر بالاكتئاب، خصوصاً في المراحل المبكرة من المرض، وتشمل علامات الاكتئاب في هذة الحالة حب الانعزال ونقص التركيز والإحساس بضيق الصدر وقلة تعابير الوجه وقلة الشهية وقلة النوم بالليل وكثرة النوم بالنهار.
علاج مرض الزهايمر
لا يوجد علاج يوقف أو يعالج داء ألزهايمر، ولكن هناك أدوية قد تساعد بعض المرضى في المراحل الأولى أو المتوسطة من داء ألزهايمر في الوقاية لوقت محدود من تفاقم بعض الأعراض، ومن هذه الأدوية :-
- تاكرين.
- دونيبيزيل.
- ريفاستيغمين.
- غالانتامين.
- الميمانتين : لحالات ألزهايمر المتوسطة والشديدة.
وهناك أيضاً بعض الأدوية التي قد تساعد على ضبط الأعراض السلوكية مثل الأرق والهياج والحيره والقلق والاكتئاب، حيث يتم استخدام مضادات الإكتئاب والمهدئات النفسية.
الرعاية المنزلية
هناك بعض الأمور الذي يجب على اسرة المريض فعلها وإتباعها لمساعدة المريض لتخفيف مشاكل الذاكرة، ومنها ما يلي :-
- جدول يومي للمريض منتظم من الصباح بداية بالإفطار وماذا يعمل بعد الإفطار ثم صلاة الظهر ثم الغداء وماذا يعمل من العصر إلى المغرب وبعده، وأن وجود هذا الجدول اليومي يساعد من تخيف مشكلة الذاكرة.
- استخدم الكلمات لمساعدة المريض فعندما يأتي شخص ليسلم عليه يفضل أن تخبره بأن هذا فلان ابن فلان جاء ليسلم عليك أو هذا جارنا فلان جاء ليسلم عليك.
- الابتعاد عن كثرة الملهيات التي تزعج المريض كالهواتف الجوالة والتلفزيون والراديو وغيرها ووضع ما يحبه المريض فقط.
ولتخفيف مشكلة التوهان المسائي يجب اتباع ما يلي :-
- التبكير بوجبة العشاء بحيث تكون قبيل المغرب.
- الإضاءة الجيدة عندما تأتي فترة ما بعد العصر يجب إضاءة البيت بطريقة جيده.
- إخبار المريض بوقت المغرب عن طريق الساعات المنبهة.
- عندما يحصل التوهان ويتلخبط المريض يجب مسك يده والتربيت على كتفه وإخباره أن ألان وقت المغرب من اليوم الفلاني وهكذا.
ولتخفيف الاكتئاب يجب إتباع ما يلي :-
- يجب تشجيع المريض على ممارسة أي نوع من الرياضة، وإعطائه فرصه للتحدث والاستماع له حتى ولو كان كلامه مكرر، كما يجب الالتزام بعدم التصريح بتشخيص المرض أمام المريض مثل قول لديك خرف أو مرض ألزهايمر بل يجب دائماً تبسيط الأمر بمعلومات بسيطة مثل قول لديك مشكله بسيطة في الذاكرة أو ما شابة ذالك.
- كما أن القراءة تساعد إن كان يستطيع القراءة أو مشاهدة التلفاز.
- في بعض الأحيان قد يكون من الأشياء التي تسعد المريض أن يركب بسيارة مع أحد أبنائه أو أحد أقاربه بحيث يأخذه في جولة بالحي أو الأماكن التي يحب زيارتها ثم العودة للمنزل فهذا يعتبر مثل الدواء للمريض.
أن الفراغ يؤثر على نفسية المريض، فحتى لو كان المريض مخرف، فمن الأفضل أن يعطيه شي يشغل وقته، أي عمل يدوي كان يحب عمله سواء الربط أو الحمل أو فك الأدوات، فكل عمل يدوي يقوم به المريض حتى لو كان ليس له أي فائدة سوف يساعد في رفع معنوياته وتحسين نفسيته لدرجه كبيرة، فحاول العثور على عمل يدوي يسعد المريض ويقضي على وقت فراغه.