فقدان الذاكرة يعرف بالنسيان وهو عدم تذكر المعلومات والمهارات والخبرات التي مر بها الفرد، والنسيان ظاهرة طبيعية تحدث لجميع البشر ولكنه قد يكون مرضياً عند الإصابة ببعض الأمراض مثل ألزهايمر أو عقب إصابة دماغية أو صدمة إنفعالية.
النسيان |
أن أجزاء الدماغ المؤثرة على ظاهرة الذاكرة والنسيان، تتمثل بالممرات السائدة على طول المنطقة نظيرة الحصينية الوسطى وقرن أمون والفصوص الصدغية الوسطى السفلى والسطح الحجاجي للفص الامامي والدماغ المتوسط أو سرير المخ.
كما تلعب التلافيف الحصينية، وتحت المهاد، ونواة قاعدة الدماغ الامامي ومنتف المهاد الظهري الوسطاني، دوراً مهماً في الذاكرة، كما تؤثر النواة اللوزية على مدى اتساع نطاق الذاكرة، وكما إن نواة ما بين الصفائح المهادية لها دور مهم في توسيع نطاق وتنشيط الذاكرة، وتعمل نواة ما بين الصفائح المهادية والتكوين الشبكي في جذع الدماغ، على تحفيز الانطباع السلوكي للذكريات.
وتجدر الإشارة إلى أن تذكر الأمور الحديثة والقدرة على تشكيل ذكريات جديدة، تتلف في حالة التعرض لإصابات على جانبي الدماغ، حيث أن تلك الإصابات تؤثر على المهاد الأوسط والخلفي والتكوين الشبكي لجذع الدماغ وجهاز الاثارة بواسطة الادرنالين.
أنواع النسيان
- النسيان الشامل العابر :-
- ويظهر هذا النوع بصورة مفاجئة، ويستمر فيما بين 30 - 60 دقيقة إلى 12 ساعة فأكثر.
- حيث يفقد المصاب كل أحداث الماضي، ثم يعود باستذكارها تدريجياً، بعد زوال النوبة.
- يرافق هذا المرض حالة الصرع.
- ويعود سبب ذلك إلى الاقفار مؤقتاً في منتصف المهاد الخلفي أو الجانبي قرن أمون وقد ترتبط هذه الحالة بمرض الشقيقة عند الشباب أحياناً.
- النسيان الرجوعي : وهذا النوع يختلف عن النسيان الشامل العابر، في أنه انتقائي من أحداث الماضي، أي انه ينتقي الأحداث المتزامنة في وقت واحد ووقعت في الماضي، وله علاقة بالمخدرات والأدوية.
- النسيان الثابت : وهو الذي يحدث بعد اصابات خطيرة، مثل التهاب الدماغ واحتباس الدم.
- النسيان المتزايد : وهو الذي يحدث بسبب الإصابة بمرض خرف الشيخوخة.
- النسيان المتسبب عن اعتلال ورنك :-
- وهو ناتج عن الامتصاص غير المناسب لفيتامين B1 مع استمرار تناول الكربوهيدرات، حيث تؤدي هذه الحالة إلى النسيان.
- يتطور هذا المرض ليصبح المريض مترنحاً وناعساً ومذهولاً وتتأرجح مقلتاه وقد تصاب عيناه بالشلل الجزئي.
- تتطور بعض الاضطرابات الوظيفية عند بعض المرضى إلى نشاط ودي مفرط، متمثلا بالرعاش والهياج، أو خمول واضح متمثلا بانخفاض حرارة الجسم وهبوط التوتر والإغماء.
- النساوة الناتجة عن متلازمة كورساكوف : وهو يؤدي الى فقدان الذاكرة بشكل خطير، ولاسيما الأحداث القريبة جداً، أما تذكر الأحداث البعيدة فلا يتأثر إلا بشكل محدود.
- النسيان المفتعل : وفي هذه الحالة، لا يتمكن الفرد من تذكر الأحداث القريبة، وذلك لشدة تأثره بأزمات انفعالية نفسانية المنشأ، لذا يتظاهر بعجزه عن تذكر الأحداث القريبة، أي أنه يتناسى.
- النسيان التفارقي : وهو نسيان أحداث مشينة أو مؤلمة حدثت للفرد نفسه، في الماضي، بين سلسلة متواصلة من الأحداث.
أسباب فقدان الذاكرة والنسيان
يحدث النسيان بسبب ضعف تثبيت المعلومة في الذهن، وذلك إما نتيجة للمرور عليها بصورة سريعة أي عدم التركيز عليها، أو لتشابه المعلومات وعدم وضع حدود أو فوارق بين المعلومات المتشابهة، نتيجة لكثرة المعلومات من جهة، ولحالة القلق والاجهاد الذي يرافق اقتباس المعلومة من جهة ثانية، ولضعف أو عدم تصنيف المعلومات إلى أصنافها الرئيسة من جهة ثالثة، حيث إن المعلومات مثل الكتب المرتبة في المكتبة، كل مجموعة منها تتبع حقلا رئيساً من المعرفة، فالكتب التي تتناول مختلف المواضيع الجغرافية تقع تحت حقل الجغرافيا، وهكذا بالنسبة للمواضيع والحقول الأخرى.
وقد يحدث النسيان بسبب سوء التغذية : ولاسيما المؤدية إلى نقص أحماض أوميغا 3، حيث تودي إلى ضعف تغذية الدماغ وبالتالي ضعف الذاكرة، فضلا عن نقص الفيتامينات والأملاح المعدنية التي تغذي الدماغ وتنشط الذاكرة، مثل فيتامين (B1,B12,A,E) والبوتاسيوم والكبريت والفسفور والحديد، كما أن معظم مرضى النسيان، يعانون من سوء التغذية وعدم اتزان المواد الغذائية المتناولة.
وقد يحدث فقدان الذاكرة نتيجة الكآبة و الاعياء والصدمات والكوارث وصعوبة الحياة والكبت والضوضاء المستمرة والتنافس والحسد ومحاولة الكسب السريع والسيطرة على مساحة واسعة من العمل وكثرة تداخل الأحداث اليومية، يؤدي إلى ضعف عملية ترسيخ المعلومات المنقولة بالحواس الخمس إلى الدماغ، وبالتالي ضعف الذاكرة.
- البدانة : حيث يؤدي هضم المواد الغذائية الكثيرة، إلى قلة كمية الدم الواصلة إلى الدماغ، وبالتالي ضعف الذاكرة.
- الوراثة : حيث تنتقل ظاهرة النسيان، بواسطة الجينات المتوارثة من الأبوين أو الأجداد، والتي يتضاعف نموها بعد عام من والولادة.
- الشيخوخة : حيث يؤدي التقدم بالعمر إلى زيادة صلابة شرايين الدماغ وضعف الدم، وبالتالي قلة المواد الغذائية المحمولة للدماغ، الذي ينتج عنه ضعف الذاكرة.
- الأمراض : كالسكري ومرض الزهايمر والنكوص العصبي والصدمات النفسية المؤثرة وجرح وارتجاج الدماغ والهستيريا المرافقة للإضطراب والسكتة الدماغية والإصابة بهربس التهاب الدماغ وتلف دماغي والأورام والإصابات الدماغية، حيث تؤدي هذه الأمراض إلى النسيان وضعف الذاكرة.
- كثرة تناول الأدوية المنبهة والمنومة والمخدرة، يؤثر سلباً على خلايا الذاكرة.
- نوبة احتباس الدم الموضعي المؤقت.
- نوبة فقد الذاكرة الشامل المؤقت.
- انعدام الامن والقلق المستمر وقلة النوم والسهر، كل هذا يؤدي إلى ضعف الذاكرة.
- الكسل وانعدام أو قلة الحركة والمطالعة وممارسة الهوايات.
- المعالجة بالتخلج الكهربائي لفترة طويلة.
- العمليات الجراحية الكبيرة في الدماغ.
وقد يحدث فقدان الذاكرة نتيجة التسمم بمادة الليثيوم، واستنشاق الهواء الملوث به باستمرار، كما هو الحال بالنسبة لعمال الصناعات الكيمياوية والجص والاسمنت.
أسباب النسيان من الناحية النفسية
هناك ثلاث نظريات تفسر أسباب النسيان من الناحية النفسية وهي كما يلي :-
- نظرية الترك والغمور : وتنص على أن الذكريات السابقة تضعف أثارها نتيجة لعدم أستعمالها كما تضمر العضلة التي لا يستعملها الإنسان.
- نظرية التداخل والتعطيل : وهذه النظرية تنص على أن أوجه النشاط المتعاقبة التي يقوم بها الفرد تتداخل مع بعضها وينسي بعضها الأخر، كما أن النسيان أثناء النوم يكون أبطأ منه في أثناء اليقظة، وإن الاطفال يتذكرون في سهولة ما يروى لهم من قصص قبل النوم.
- نظرية الكبت : وهذه النظرية تنص على إن النسيان ينجم عن الرغبات المكبوتة، فالفرد ينسي الشئ المؤلم والغير سار لا شعورياً.
علاج فقدان الذاكرة
ان معظم مرضى النسيان يتماثلون إلى الشفاء بصورة تلقائية، ولاسيما عند زوال المؤثر، ويمكن تقوية وتنشط الذاكرة باستخدام واحدة أو أكثر من ما يلي :-
- الإكثار من تناول المواد الغذائية والتي سيتم ذكرها لاحقاً.
- شرب ثلاثة أقداح لبن يومياً.
- تهرس ثلاثة فصوص ثوم مع عصير ثمرتي طماطم ثم يخلط ويشرب خلال يوم واحد.
- شرب قدحين لبن الماعز يومياً.
- تجنب الكربوهيدرات والسكريات المنقاة ومنتجات الالبان، باستثناء اللبن.
- ممارسة التمارين الرياضية.
يجب على المصاب بالنسيان ممارسة التمارين الرياضية لتقوية وتنشيط الذاكرة، ومن هذه التمارين ما يلي :-
- الضغط بقوة وبشكل مكرر على أصابع السبابة والوسطى والخنصر في القدمين.
- تعلم الكتابة على الآلة الطابعة.
- تكرار رؤية أو التحدث أو سماع الشيء المراد تذكرته.
- تدليك شحمة الأذنين.
- كتابة المعلومة التي تحتاج لها مستقبلاً، حيث أن كتابة المواعيد وغيرها في مذكرة خاصة ترسخ المعلومة في الذهن، ولا تحتاج إلى العودة إليها في كثير من الأحيان، لأنك تتذكرها، بسبب كتابتها، وكذلك الحال بالنسبة للدروس والمعلومات الأخرى، حيث ان كتابة ملخصات لها ومراجعتها، يجعلها راسخه في الذهن.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة، ولاسيما المشي لمدة لا تقل عن نصف ساعة يومياً.
- النوم لمدة ثماني ساعات يومياً، ونوم القيلولة ولمدة 30-60 دقيقة، لها أهمية كبيرة جداً، فعندما تستيقظ منها وكأنك في يوم جديد، نشط الذاكرة والاستيعاب.
- ممارسة بعض العاب تنشيط الذاكرة 24 مرات اسبوعيا، كالشطرنج وترتيب الصورة المبعثرة والكلمات المتقاطعة.
- كما يفضل ممارسة بعض الهوايات ولاسيما القراءة والكتابة والرسم، والاستماع إلى الموسيقى التي ترغبها وشم العطور التي تحبها والتجول في حدائق الأزهار والنباتات.
- عدم القرأة أو الكتابة بعد تناولك الغذاء مباشرة، او عندما تكون مرهقاً أو مضطرباً أو قلقاً أو خائفاً، حيث لابد من الاسترخاء لفترة قصيرة، إلى ان يهضم الطعام ويزول التوتر.
- حاول أن تفهم ما تقرأه، لأن ذلك يرسخ تلك المعلومات في دماغك.
- التقليل أو عدم استخدام الهاتف النقال إلا عند الضرورة.
المواد الغذائية التي تقوي وتنشط الذاكرة
إن المواد الغذائية التي تقوي وتنشط الذاكرة، والتي يجب على المصاب بالنسيان الأكثار منها، هي أسماك السالمون والجوز والجبن والسفرجل أو الأملج أو الكشمش الهندي، الكرفس، الجزر، السمسم، 6 حبات من اللوز وملعقة طعام بذور عباد الشمس، الزبيب، الفول السوداني، الشلغم، الفجل، الزيت أو بذور عباد الشمس، الحلبة، الكركم، السبانخ، اللهانة، والقرنبيط.
والسمك البحري، وحب الشجر، وقشور الليمون، والبصل الأخضر والثوم والخس، البامية، الرشاد، الملوخية، الجرجير، الكراث، البقدونس والبقوليات والمكسرات، والفطر والأسماك البحرية والقرع العسلي والأناناس والخبز الاسمر بردته ونخالته والارز بردته والنعناع والمنكا والبامية والمشمش والذرة الصفراء والشمام والملوخية والكاكاو والشاي الأخضر والموز وأوراق العنب وفول الصويا.