الخرف هو تدهور مستمر في وظائف الدماغ ينتج عنه اضطراب في القدرات الإدراكية مثل الذاكرة والاهتداء والتفكير السليم والحكمة، لذلك يفقد كثير من الذين يعانون من الخرف قدرتهم على الاهتمام بأنفسهم، ويصبحون بحاجة الى رعاية تمريضية كاملة، ومن أكثر أسباب الخرف شيوعاً هو مرض ألزهايمر.
مرض الخرف |
يحدث الخرف بأشكال مختلفة بناءً على السبب، ولكن المحصلة النهائية بغض النظر عن السبب في كثير من الأحيان هو تلف في الخلايا الدماغية، مع حدوث نقصاً حاداً في السيالة العصبية التي تسمى أستيالكولين، بالإضافة إلى ظهور تغيرات تدل على تليف وتلف في خلايا الدماغ.
أنواع الخرف
يوجد لمرض الخرف نوعان وهما :-
- تدهور مستمر ومتواصل في القدرات الإدراكية : يحدث على مدى أشهر أو سنوات وهذا يحدث في حالات ألزهايمر.
- دهور متدرج في القدرات الإدراكية : يفقد فيه المريض شيئاً من قدراته بشكل ملحوظ، ثم يستقر مدة من الزمن ثم يحدث تدهور ملحوظ وهكذا.
ويحدث النوع الثاني في حالات الاحتشاء الدماغي المتعدد نتيجة تجلطات في الأوعية الدموية الدقيقة في الدماغ تحدث بين الحين والآخر و يفقد معها المريض في كل مرة قدر من القدرات الإدراكية.
أسباب الخرف
يحدث الخرف نتيجة تلف في الخلايا الدماغية، ويحدث ذلك نتيجة عدة أسباب ومنها ما يلي :-
- مرض ألزهايمر.
- الاحتشاء الدماغي المتعدد : ويحدث نتيجة تجلطات في الأوعية الدموية، ويصاحب ذلك عادة أمراض أخرى مثل تصلب الشرايين وداء السكري وارتفاع ضغط الدم.
- نقص الفيتامينات وسوء التغذية : مثل نقص الفيتامينات خاصة B12 ، B3، B9.
- أمراض عضوية أخرى : مثل كسل الغدة الدرقية، إصابات الدماغ وأمراض الجهاز العصبي مثل مرض باركنسون، ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، الأورام، النزيف الدماغي.
- استخدام المخدرات : مثل الكحول، والحشيش، والحبوب المنشطة التي تؤدي لحالة شبيه بالفصام.
أعراض وعلامات الخرف
يؤدي مرض الخرف الى حدوث انحدار مستمر في القدرات الإدراكية يتمثل في خلل في الذاكرة كإضطراب القدرة على اكتساب معلومات جديدة، أو استرجاع معلومات سبق اكتسابها، بالإضافة الى واحدة أو أكثر من الاضطرابات الإدراكية التالية :-
- اضطراب في اللغة.
- اضطراب القدرات الحركية في عدم وجود مشكلات صحية في الجهاز الحركي، مثل تفريش الأسنان أو مضغ الطعام أو التلويح باليد للوداع، وغير ذالك.
- اضطراب القدرة على معرفة الأشياء بأسمائها في عدم وجود مشكلات حسية مثل الصمم أو العمى.
- اضطراب الوظائف العقلية العليا كالتخطيط والتنظيم والترتيب والتفكير المجرد.
يؤدي اضطراب القدرات الإدراكية المذكور سابقاً إلى خلل واضح في الوظائف الاجتماعية أو المهنية، ويمثل انحداراً بيناً مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه هذه الوظائف قبل ذلك، ويتميز مسار الحالة بظهور تدريجي للأعراض وتدهور مستمر في القدرات الإدراكية، بالإضافة الى ظهور أعراض وعلامات عصبية محددة.
اضطرابات أخرى تشبه الخرف
- النسيان الطبيعي : وقد يحدث ذلك عند كثير من الناس بسبب تعقد نمط الحياة، وتسارع وتيرة الأحداث، والاعتماد على الوسائل المساندة للحفظ مثل المفكرات الإلكترونية والهواتف الجوالة وغيرها، والنسيان الطبيعي لا يسبب خللاً في أداء الشخص لوظائفه المختلفة.
- الاكتئاب النفسي : حيث تظهر مشكلات في التركيز والتذكر، ولكنها تكون لاحقة للإصابة بالاكتئاب، وتابعة لوجوده، ويتم تضخيم الشكوى من ضعف الذاكرة من قبل المريض الذي يستثقل التركيز والتذكر، فيتجنب محاولة ذلك، إضافة لوجود أعراض الاكتئاب النفسي المعروفة.
- الفصام : حيث لا يبدو المريض مدركاً للزمان أو الأحداث من حوله بسبب حالته العقلية المزمنة وانقطاعه عن متابعة الحياة والأخبار وهيمنة الأعراض السلبية للفصام، إضافة لوجود أعراض الفصام الأخرى.
- الهذيان : وهو تدهور حاد في القدرات الإدراكية يحدث نتيجة إصابة مباشرة للدماغ أو مرض عضوي حاد كالفشل الكبدي أو الكلوي أو تغير حاد في نسبة السكر أو الأملاح الأخرى في الدم.
التشخيص
يتم تشخيص الخرف من خلال الأعراض والعلامات السابقة على النحو التالي :-
- ظهور الأعراض والعلامات السابقة ذكرها وبنفس المسار، ويجب أن لا يكون سبب اضطراب القدرات الإدراكية المذكور سابقاً أي مما يلي :-
- مرض أخر في الجهاز العصبي يسبب تدهور مستمر في الذاكرة والإدراك مثل : مشكلات الأوعية الدموية، داء باركنسون، إصابات الدماغ، الأورام.
- أمراض جسمية عامة يعرف أنها تسبب خرفاً مثل : كسل الغدة الدرقية، نقص فيتامين ب12 وحمض الفوليك ونقص الكالسيوم، والأيدز.
- استخدام المخدرات الذي ينتج عنه تدهور القدرات الإدراكية كالكحول.
- لا يحدث هذا التدهور في القدرات الإدراكية فقط أثناء حالات الهذيان.
- التدهور في القدرات الإدراكية لا يمكن تفسيره من خلال حالات اضطرابية نفسية آخرى كالاكتئاب النفسي، أو الفصام.
- وجود أعراض وعلامات عصبية محددة يعرفها الأطباء تدل على وجود تلف أو خلل في مناطق محددة من الدماغ، ويرى الطبيب أنها ذات علاقة بتدهور القدرات الإدراكية.
علاج الخرف
يختلف علاج الخرف بحسب أسبابه، فهناك بعض حالات الخرف قابلة للشفاء، مثل الحالات الناتجة عن نقص الفيتامينات وسوء التغذية، وكسل الغدة الدرقية، لأن هذه الأسباب يمكن علاجها، ومن ثم يمكن ان تعود القدرات العقلية طبيعية تماماً مثلما كانت عليه، أما حالات الخرف التي تحدث نتيجة تلف خلايا الدماغ، فلا يمكن شفائها.
ومن الأدوية التي تستخدم في حالات الخرف ما يلي :-
- الأدوية التي ترفع من مستويات الأستايلكولين، وهذه العقاقير يمكن ان تحسن من الذاكرة وتحد من سرعة تدهور القدرات العقلية، وتسخدم تحديداً لعلاج حالات داء ألزهايمر، ومن هذه الأدوية :-
- تاكرين.
- دونيبيزيل.
- ريفاستيغمين.
- غالانتامين.
- الميمانتين.
- الأدوية المساندة التي تستخدم للتخفيف من الأعراض الأخرى التي قد تصاحب الخرف مثل :-
- القلق : تستخدم مضادات القلق.
- الاكتئاب : تستخدم مضادات الاكتئاب.
- التهيج والأعراض الذهانية : تستخدم مضادات الذهان.
العلاج التمريضي ويهدف لمساعدة ذوي المريض للتعامل معه بالشكل الصحيح الذي يخدم المريض ولا يستنزف طاقة الراعين له.