النوبة الإقفارية العابرة هي نقص حاد في التروية الدموية لجزء من الدماغ ينجم عنه أعراض تماثل فقدان وظيفة هذا الجزء من الدماغ، كالشلل النصفي أو فقدان نصفي للإحساس، أو فقدان المقدرة على الكلام أو التعبير، لفترة زمنية قصيرة أقصاها 24 ساعة، لتعود تلك الأعراض وتختفي بشكل كامل، وعند استمرار الأعراض لمدة أطول من 24 ساعة، فإن الحالة مصابة بالسكتة الدماغية.
النوبة الإقفارية العابرة |
قصور التروية الدموية لفترة تتجاوز الدقائق المعدودة يؤدي إلى ضرر في الخلايا العصبية، بحيث تفقد في الدقائق الأولى وظيفتها، فإذا استمر انقطاع التروية الدموية لدقائق أخرى يصير الخلل دائماً بموت الخلايا العصبية.
أسباب النوبة العابرة
ينجم نقص التروية الدماغية عن مرض التصلب العصيدي، بسبب تراكم الكوليسترول في جدران الأوعية الدموية، مما يسبب تضخماً للجدار، ومن ثم ترتبط مركبات الكوليسترول بالكالسيوم مما يؤدي الى حدوث تصلبات في جدران الأوعية الدموية، وهذه التكلسات قد تتكسر لتنطلق في الوعاء الدموي مشكلة نواة للخثرة التي تحدث انسداداً في تفرعات الأوعية الدموية.
أعراض وعلامات النوبة الإقفارية العابرة
تختلف أعراض النوبة الإقفارية العابرة بحسب الجزء من الدماغ المصاب بنقص التروية، وتتمثل الأعراض بفقدان الوظيفة التي كان يؤديها ذلك الجزء من الدماغ، إلا أن هذه الأعراض تتراجع بعد دقائق قليلة وفي الغالب قبل مرور ساعة من ظهورها، وكحد أقصى خلال 24 ساعة من بداية ظهورها بدون أي تدخل طبي، وأهم أعراض النوبة الإقفارية ما يلي :-
1/ الشلل النصفي
يحدث الشلل النصفي عن إصابة القشرة الحركية في الدماغ، مما يؤدي إلى ضعف أو شلل في حركة ذلك الجزء من الجسم الذي يتم التحكم بعضلاته في تلك المنطقة من الدماغ، ويتراوح الشلل ما بين ضعف يكاد يلاحظ للقوة وما بين فقدان كامل للقدرة على التحكم بالعضلات.
- يقوم الشق الأيسر من الدماغ بالتحكم في حركة الشق الأيمن من الجسم، والعكس، لذا فعند إصابة الجزء المسؤول عن حركة اليد في الشق الأيسر من الدماغ فإن شللاً يصيب اليد اليمنى، والعكس صحيح.
- ويكون الشلل نصفياً أي أنه يصيب أحد شقي الجسم دون الآخر، لذلك يُسمى بالفالج أو بالشلل النصفي.
يمكن للشلل النصفي أن يصيب كامل الشق من الجسم، كما يمكن له أن يصيب منطقة معينة من الجسم مثل :-
- الوجه : حيث تتأثر العضلات الإيمائية في الوجه وهي العضلات التي تتحكم في حركة الوجه وتعابيره لذا تُدعى بالإيمائية، ويظهر على المريض عند إصابته بشلل نصفي في الوجه بأن أحد شقي الوجه مشلول لا يتحرك، وتكون زاوية الشفتين متوجهة للأسفل، وبسبب فقدانه السيطرة على كامل شفتيه، فإن ارتشاف السوائل يصبح صعباً في الجهة المصابة ويخرج السائل من تلك الزاوية، كما يفقد المريض القدرة على الابتسام بأحد شقي وجهه، ويفقد القدرة على إغلاق عينه بنفس الجانب بشكل كامل.
- الذراع واليد : حيث تتأثر العضلات في الطرف العلوي من الشق المصاب، بحيث يفقد المريض السيطرة على ذراعه أو على يده، وتتراوح درجة الشلل من ضعف بسيط لا يكاد يلاحظ، ولكن يشكو المريض من فقدانه مهارته في أداء المهام بتلك اليد، وقد يفقد السيطرة على ما يمسكه بيده فيوقعه مثل فقدانه السيطرة على كاس الشاي أو القهوة، ويتم فحص ذلك بالطلب من المريض مد يديه وذراعيه إلى الأمام وإغلاق عينيه (حتى لا يصحح وضعية ذراعيه إذا ما رأي نزول إحداهما) ومراقبة مستوى الذراعين، فالمريض المصاب بضعف تنزل ذراعه إلى مستوى أقل من الذراع الأخرى وتدور يده للداخل.
- الرجل والقدم : ويمكن فحص ذلك بالطلب من المريض بالوقوف على أصابع أقدامه، والطلب منه بعد ذلك الوفوف على عقب القدم ورفع مقدمة الأقدام للأعلى، بهذه الطريقة يمكن اكتشاف ضعف عضلات الرجل والأقدام.
2/ الصعوبة في الكلام
يعاني المريض من صعوبة في النطق والكلام، ويكون ذلك إما أن يعاني بصعوبة في نطق الحروف، أو يعاني من صعوبة في صياغة وفهم معاني الكلمات ورموزها.
3/ كمنة عابرة
أي فقدان البصر العابر في إحدى أو كلتا العينين الناجم عن خثرة في الشبكية أو في مركز الإبصار في الدماغ، وبالرغم أنها لا تصيب الدماغ بالمعنى الحقيقي، إلا أنها تشابه النوبة الإقفارية العابرة تماماً، وبما أن البعض يعتبر الشبكية جزءاً متقدماً من الدماغ فيمكن ضمها لأعراض النوبة الإقفارية العابرة.
4/ فقدان التوازن
في حالات إصابة المخيخ بنقص في التروية، فإن مقدرة الجسم على التوازن تتأثر، كما أن مقدرته على أداء الحركات المعقدة، مثل السير في خط مستقيم مغمض العينين، تتأثر سلباً، كما يشعر العديد من المرضى بالدوار وفقدان التوازن، وقد يشعرون بالغثيان والرغبة بالتقيء.
تشخيص نقص التروية الدماغية
يتم تشخيص النوبة الإقفارية العابرة عن طريق تقصي السيرة المرضية، حيث أن الأعراض تستمر في معظم الحالات لوقت قصير لا يتجاوز 10 دقائق، كما يتم إجراء الفحوصات التالية :-
- فحص نظم القلب برسم مخطط القلب الكهربائي، وأحياناً فحص نظم القلب من خلال فحص مخطط القلب الكهربائي على مدى 24 ساعة، ويهدف هذا الفحص للتأكد من عدم إصابة المريض برجفان أذيني أو رفرفة أذينية كأحد مصادر الخثرات.
- تصوير الشريان السباتي لاكتشاف تضيقاته، التي يمكن أن تكون سبباً في حدوث النوبة الإقفارية إما بسبب تضيقات الشريان السباتي أو بسبب انفلات خثرة من جدار الشريان السباتي المتصلب، وهناك عدة طرق لتصوير السباتي ومنها : -
- تخطيط تصواتي للسباتي.
- الرنين المغناطيسي.
- القثطرة الشريانية.
- تخطيط صدى القلب والذي يسهل اكتشاف عيوب قلبية مثل بقاء الثقب البيضوي القلبي، أو اكتشاف التهاب الشغاف، أو عيوب الصمامات القلبية التي يمكن أن تؤدي إلى انفلات خثرات من القلب إلى الدورة الدموية، وبالتالي إلى الأوعية الراوية للدماغ.
علاج النوبة الإقفارية العابرة
أن النوبة الإقفارية هي عابرة، لذا تذهب أعراضها بدون أي تدخل طبي، ولكن بما أن النوبة الإقفارية العابرة تمثل إنذاراً بسكتة دماغية وشيكة، فإن العلاج يهدف لتقليل فرص حدوث السكتة الدماغية، لذا تتم المعالجة كما يلي :-
- علاج الأسباب الظاهرة مثل تضيق الشريان السباتي، تتمثل في علاج الشريان السباتي وإزالة التضيق، أو علاج العيب القلبي وإزالته.
- استخدام الأدوية المضادة لتخثر الدم عند تكون الخثرة سبباً للنوبة الإقفارية، أو عند تخمين تضيق الشرايين أو التصلب العصيدي كسبب للنوبة.