مرض القلب التاجي يسمى الداء القلبي الإكليلي أو داء الشريان التاجي، أو مرض نقص تروية القلب، أو الداء القلبي التصلبي اللويحي، وهو النتيجة النهائية لتراكم اللويحات العصيدية على الجدران الداخلية للشرايين التي تغذي عضل القلب.
مرض القلب التاجي |
يعتبر مرض القلب التاجي السبب الأكثر شيوعاً للموت المفاجئ، كما يعتبر مسؤولاً عن أكبر نسبة من الوفيات لدى الرجال والنساء الذين تتجاوز أعمارهم العشرين عاماً.
الفرق بين مرض القلب التاجي و النوبة القلبية
يتم التمييز بين نقص تروية عضلة القلب و النوبة القلبية بما يلي : -
1/ الإقفار أو نقص التروية يعني أن كمية الأوكسجين الواصل عبر الشرايين لتغذية النسيج غير كافي لتلبية احتياجات ذلك النسيج، لذا عندما يتأثر النسيج العضلي القلبي بالإقفار فإنه يعجز عن أداء وظيفته بالطريقة الأمثل، وحين تصبح الأجزاء المتأثرة بنقص التروية كبيرة، يظهر ضعف في قدرة عضل القلب على الانقباض والانبساط، وإذا ما تحسن تدفق الدم للنسيج، فإنه يمكن أن يعكس إقفار العضل القلبي ويتم إزالة تأثيره السلبي، أي أن الإقفار هو عملية عكوسية قابلة للعكس.
2/ الاحتشاء او النوبة القلبية يعني حدوث عملية نخر متعذرة العكس في النسيج نتيجة نقص في كمية الدم المؤكسد الواصل لذلك النسيج، ويمكن للشخص المريض أن يتعرض لتمزق في اللويحات العصيدية خلال أي مرحلة من مراحل المرض، والتمزق الحاد في اللويحة ممكن أن يؤدي لحدوث احتشاء عضل القلب الحاد.
نظرة عامة على المرض
يمكن اعتبار مرض تصلب شرايين القلب مجموعة من الأمراض التي تصيب القلب، و واحدة من صور هذا المرض هو شخص بلا أعراض وجدران شرايين قلبه التاجية مبطنة من الداخل بخطوط من الدهون، ويمثل ظهور هذة الخطوط المرحلة الأولى من مرض القلب التاجي ولكنها لا تعيق تدفق الدم خلال الشريان، وإذا تم عمل تصوير للشرايين التاجية خلال هذه المرحلة من المرض فانه من المحتمل ألا يظهر أي دليل على وجود مرض تصلب الشرايين القلبية وذلك لان قطر تجويف الشريان لم يقل، وخلال عدة سنوات، تزداد هذه الخطوط الدهنية سماكة، وازدياد سماكتها مبطنة جدار الشريان ويؤدي في النهاية إلى صغر تجويفه وبالتالي يعوق مسار الدم خلاله.
اُعتقد في السابق أن عملية تكون الصفائح الدهنية عملية بطيئة وتدريجية، لكن ظهرت دلائل حديثة على أن التكوّن التدريجي لهذه الصفائح يسرعه تمزقات صغيرة تحدث فيها مما يؤدي إلى ازدياد حجم الصفيحة الدهنية نتيجة تراكم المواد المتخثرة عليها. ومن النادر أن تسبب الصفائح الدهنية التي تسد أقل من 70% من تجويف الشريان أعراض مرض انسداد الشرايين التاجية، وفي حال ازدياد حجم الصفيحة مسببة انسداد الشريان بنسبة تزيد عن 70%، تظهر لدى الشخص في هذه المرحلة أعراض انسداد الشرايين التاجية، ويمكن القول في هذه المرحلة من المرض أن الشخص لديه مرض نقص التروية القلبية.
تلاحظ أولى أعراض مرض نقص التروية القلبية خلال الأوقات التي يزيد فيها الضغط على عمل القلب، وكمثال على ذلك، الم الذبحة الصدرية الجهدية أو تراجع قدرته على تحمل التمارين البدنية، فقد يتطور المرض فيما بعد ليصل إلى الحد الذي يسد فيه تجويف الوعاء الدموي بشكل شبه كامل، معيقاً وصول الدم حامل الأكسجين إلى عضلة القلب، والمصابون بهذه الدرجة من مرض الشريان التاجي يكونون قد عانوا من جلطة قلبية (ذبحة صدرية) مرة أو اثنتان، وقد يكون لديهم أعراض أو علامات مرض الشريان التاجي المزمن، متضمناً ألم الذبحة الصدرية بدون أي مجهود بدني أو الاستسقاء الرئوي.
يجب أن يتم التمييز بين مرض نقص التروية القلبية والجلطة القلبية من خلال التالي : -
- نقص التروية معناه أن كمية الأكسجين التي تصل إلى عضلة القلب غير كافية لتلبية احتياجه، فعندما تنقص تروية عضلة القلب فإنها لا تعمل بالشكل الأمثل، وإذا نقصت التروية لمساحة كبيرة من عضلة القلب فان ذلك قد يؤدي إلى عدم قدرة العضلة على الانقباض والانبساط، وإذا تحسن تدفق الدم إلى العضلة فان نقص التروية يمكن عكسه.
- الجلطة القلبية معناها أن نسيج العضلة قد مات ولا يمكن عكس ذلك لقلة تدفق الدم المشبع بالأكسجين إليها، وقد يحدث للشخص تمزق للصفيحة الدهنية في أي مرحلة من مراحل المرض. والتمزق المفاجئ للصفيحة قد يؤدي إلى جلطة قلبية مفاجئة (ذبحة صدرية).
الداء القلبي الإكليلي يشير إلى فشل الدورة الدموية التاجية لتوريد تداول كافي لعضلة القلب والأنسجة المحيطة بها وهو من أكثر الأمراض القلب شيوعاً في القارتين الأمريكية وأوربا، وأحد مسبباته المعروفة التشنج الشرياني، وتستطيع الشخص علاج المرض قبلها بالوقاية بالحماية من التخمة ونقصان الوزن الشديد والإقلاع عن التدخين وبعض الأدوية مثل ستاتن و الأسبرين وهناك طرق من العمليات الجراحية لعلاج المرض.
فسيولوجية المرض
إعاقة وصول الدم إلى القلب يسبب نقصاً في تروية الخلايا القلبية، وعندما تموت الخلايا القلبية من نقص الأكسجين، تسمى هذه الحالة بالجلطة القلبية وتُعرف بالذبحة الصدرية، وتؤدي الجلطة القلبية إلى تضرر عضلة القلب، وموتها ولاحقاً تكون ندبة في مكان الجلطة لا تستطيع الخلايا النمو فيها مجدداً، وتحدث الجلطة القلبية غالباً نتيجة انسداد مفاجئ لشريان تاجي عند تمزق صفيحة عصيدية، والتي تسبب تنشيط جهاز التجلط الدموي، فينسد تجويف الشريان بالصفيحة الدهنية التي تفاعلت مع عناصر التجلط النشطة ليصل إلى مرحلة الانسداد الكامل المفاجئ.
كما يتسبب في حدوث الجلطة القلبية، تقلص جدار الشريان، ولكن بنسبة اقل، وهي حالة تصاحب الصفيحات الدهنية وأمراض الشرايين التاجية، ويرتبط حدوث أمراض الشرايين التاجية مع التدخين، والسمنة، وارتفاع ضغط الدم، والنقص المزمن في فيتامين سي، ويعتبر وجود تاريخ عائلي بالإصابة بأمراض الشرايين التاجية مؤشر قوي لاحتمال الإصابة بالمرض.
يتضمن المسح عن أمراض الشرايين التاجية معرفة مستوى الهيموسستين، ومستوى البروتينات الدهنية عالية الكثافة، ومستوى البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة ومستوى الدهون الثلاثية.
أعراض وعلامات مرض القلب التاجي
قد تظهر أعراض وعلامات داء القلب التاجي في المراحل المتقدمة من المرض، ولاكن إن معظم المرضى لا تظهر عليهم أي أعراض للمرض لعدة عقود، حيث يتطور المرض خلالها قبل أن تظهرالأعراض للمرة الأولى، وغالباً تظهر على شكل نوبة قلبية فجائية، وبمرور الزمن وبعد عقود من بداية تراكم اللويحات، قد يتمزق بعضها ويبدأ بتضييق المجرى المتاح للدم داخل الشريان المغذي لعضلات القلب.
عند تقدم درجة المرض يمكن أن يحدث أحياناً إغلاق شبه تام لتجويف الشريان التاجي، مما قد يحد وبشدة من تدفق الدم المؤكسد ووصوله لعضل القلب، وعند وصول الانسداد لهذه الدرجة عادة ما يعاني المرضى من احتشاء عضل القلب (النوبة القلبية)، الأمر الذي قد يتكرر أكثر من مرة، كما تبدأ أعراض وعلامات إقفار (نقص تروية) الشرايين التاجية المزمن بالظهور، ومن ضمنها أعراض الذبحة الصدرية أثناء الراحة، والوذمة الرئوية الومضية، اللحظية.
يؤدي مرض القلب التاجي إلى الخناق وهو الألم الذي يشعر به المريض عندما يقل وصول الأكسجين إلى القلب، وهو عبارة عن ألم ضاغط أو حاد يشعر به في منطقة الصدر وقد يمتد ليصل إلى الذراع الأيسر والفك.
يسمى بخناق الصدر المستقر إذا حدث أثناء مزاولة النشاطات اليومية، أو عند الاستيقاظ أو عند أي وقت آخر يستطيع المريض التنبؤ به والذي يحدث مع حالات ضيق الشريان التاجي المتقدمة.
- ويتم معالجة أعراض الخناق عن طريق إعطاء مستحضرات النترات مثل : -
- النتروجليسرين والذي يوجد في صورتين قصير المفعول وطويل المفعول ، ويمكن إعطاؤه تحت الجلد، تحت اللسان أو عن طريق الفم.
ويسمى الخناق إذا تغيرت شدته، وصفته أو عدد مرات حدوثه بخناق الصدر غير المستقر، وقد يسبق خناق الصدر غير المستقر حدوث الذبحة الصدرية ويحتاج عندها عناية طبية عاجلة، ويتم علاجه في العادة بالمورفين، والأكسجين، والنتروجليسرين عن طريق الوريد والأسبرين، وقد يتم اللجؤ إلى عملية توسيع الشريان التاجي أو قسطرة القلب في بعض الأحيان.
علاج مرض القلب التاجي
تتم معالجة الأمراض التاجية القلبية من خلال الإعتماد على ثلاثة مبادئ وهي : -
- العلاج الدوائي مثل : -
- nitroglycerin
- beta - blockers
- calcium antagonists . وغيرها .
- التدخل في الأوعية التاجية للقلب مثل : -
- عملية جراحية للأوعية الدموية .
- زراعة دعامة أو أنبوب داخل الأوعية الدموية بعملية التمييل.
- العملية الجراحية لزرع أوعية دموية أخرى من الجسم في الأوعية التاجية للقلب.
كما أن الأبحاث الجديدة تركز على العلاج الناشئ من الأوعية الدموية أو ما يسمى بتكوّن الأوعية الدموية، وكذلك العلاج بالخلايا الجذعية.
الأسبرين Aspirin
يمكن للأسبرين بجرعات أقل من 75–81 mg/d أن يقلل من حدوث الأمراض القلبية وأمراض الأوعية الدموية، حيث تم تحديد الأفراد الذين لديهم ازدياد خطر الإصابة لأمراض القلب مع اعتبار الأسبرين كعلاج لهم كالتالي : -
- الرجال فوق سن الأربعين .
- النساء في سن اليأس أو بعد انقطاع الدورة الشهرية.
- الأشخاص الأصغر سناً الذين يمتلكون عوامل خطر أخرى لمرض أوعية القلب التاجية مثل : -
- ارتفاع ضغط الدم .
- مرضى السكري .
- التدخين .
الأحماض الدهنية-أوميجا3 (Omega-3 fatty acids)
الاستفادة من زيت السمك على محل الخلاف بسبب نتائج كلاً من الدراستين المتعارضين وهما : -
- النتيجة السلبية في عدم الفائدة من زيت السمك والتي أجريت من قبل تعاون كوكران العالمي.
- النتيجة الإيجابية لفائدة زيت السمك جزئياً والتي أُجريت من قبل الوكالة لجودة وأبحاث العناية الصحية.
توجد الأحماض الدهنية-أوميجا3 في بعض مصادر النباتات الذي تشمل زيت بذرة الكتان زيت بذرة القنب، وقد تكون مصادر النباتية أكثر أماناً، حيث أن منتجات السمك أظهرت احتوائها على المعادن الثقيلة وبعض الملوثات المذوبة بالدهن.
الوقاية الثانوية
هي الوقاية من مضاعفات أخرى لمرض موجود أصلاً، وبالنسبة لأمراض القلب التاجية فإنها تعني التحكم في عوامل الخطر أثناء إعادة التأهيل للقلب، حيث يتم البدء بأربعة مراحل في المستشفى بعد الإصابة بالجلطة القلبية، كإجراء عملية جراحية للأوعية الدموية أو القلب، كذلك فإن التمارين الرياضية مع الحمية الغذائية تعتبران العامل الأساسي في إعادة تأهيل القلب، وكذلك التوقف عن التدخين والتحكم في ضبط مستوى الكلسترول وضغط الدم، بالإضافة إلى استخدام محصرات بيتا.
العلاج باستخدام مضادات الصفائح الدموية
وجدت الدراسة التي أجريت بواسطة تعاون كوكران العالمي أن هناك علاقة بين استخدام الكلوبيدوجريل، مع الأسبرين مع انخفاض معدل خطر الإصابة بالإصابات القلبية الوعائية بالمقارنة مع المرضى الذين يستخدمون الأسبرين فقط.
إطلع على موضوع مرض القلب الضغطي.