الجلطة الدموية هى الناتج النهائي لعملية التخثر التي تحدث في عملية الإرقاء، والمادة التي تُشكل الخثرة تسمى أحياناً جلطة.
الجلطة الدموية |
تتكون الخثرة عن طريق : تجمع الصفيحات لعمل سدادة صفيحية. ومن ثم تكوين شبكة مترابطة من بروتين ليفي هو الفايبرين الذي يتبلمر ليكوّن شبكة تعمل على وقف النزيف عن طريق الإرقاء على مكان الجرح، وذلك بالاقتران مع الصفائح الدموية مع تراكم لكرات الدم البيضاء والحمراء فينشأ التخثر لسد الجرح، وتلك استجابة صحية مطلوبة حال حدوث جرح خارجي إذ أنها تمنع النزف وفقدان الدم.
الخثار الدموي
الخثار هو نوع آخر من التخثر وهو تخثر غير صحّي يحدث في داخل الجسم وليس عند خروج الدم خارج الأوعية الدموية، وقد يؤدي هذا النوع من التخثر الداخلي إلى عواقب وخيمة قد تهدد حياة المريض، وتلك التخثرات التي تحدث داخل الأوردة الدموية السليمة تسد الأوردة وتمنع مرور الدم خلالها أو تسبب نقصان التروية.
وفي تلك الحالة تحدث عملية إرقاء وتراكم للصفائح الدموية وكرات الدم البيضاء والحمراء داخل الوعاء الدموي مما قد يؤدي إلى انسداد جزئي أو كامل لأحد الأوردة في الجسم قاطعاً التروية الدموية عن عضو أوأكثر من أعضاء الجسم مما يؤدي إلى ضرر جزئي أو كامل في هذا العضو، ويشعر المصاب بألم شديد في العضو المصاب وغالباً ما يكون في أحد الرجلين، فيشتد احمرارها وانتفاخها، وإذا سدت خثرة أحد الأوردة قد يتم علاجها الفوري بواسطة عقارات مذيبة للدم يحقن بها المريض، وأما إذا وصلت الحالة إلى فساد الرجل مثلاً، فقد يلزم بترها.
وهناك حالة تهديد حياة المصاب : وهي عندما تنفصل الخثرة من موضعها وتسير مع الدم وتذهب إلى القلب أو الرئة وتسد شرياناً فيها، فقد تؤدي تلك الحالة إلى الموت، ويمكن أن تحدث الخثرات انسدادات في أي من شرايين الجسم أو أوردته مثل القلب، والدماغ، أو أطراف مثل اليد والقدم، مما يؤدي إلى ألم كبير وأعراض مرضية أخرى. والكثير من نوبات القلب أو الرجفانات الأذينية تحدث نتيجة انسدادات تسببها خثرات دموية.
الخثرات الجدارية : وهى الخثرات التي تلتصق بجدار الأوعية الدموية، وهى تحدث في الأوعية الكبرى مثل القلب و شريان الأورطى، ويمكنها أن تقيد سريان الدم بتضييق مساره إلا أنها عادة لا تسده تماماً، وتظهر على صورة طبقات متناوبة رمادية وحمراء تسمى خطوط زان، وهى خطوط متناوبة اللون فاتحة وداكنة. الخطوط الرمادية (اللون الفاتح) تمثل حزم الفايبرين، وتحصر بينها الخطوط الحمراء (اللون الداكن) وتمثل كريات الدم الحمراء والبيضاء العالقة بين تلك الطبقات.
أسباب الجلطة الدموية
تحدث الجلطة الدموية نتيجة الأسباب التالية : -
- جرح طبقة الخلايا التي تبطن السطح الداخلى لفراغات الجسم الداخلية مثل الأوعية الدموية من شرايين وأوردة، كما يحدث في حالة الإصابة الرضحية، وتصلب الشرايين الدموية.
- فقدان حالة السريان الطبقي للدم نتيجة لركود الدم في الأوردة، أو حصول جريان مضطرب في الشرايين، كما يحدث في حالة أم الدم، والتهاب الصمام.
- فرط الخثورية كما يحدث في حالة ابيضاض الدم (اللوكيميا)، وطفرة العامل خمسة.
التخثر المنتشر داخل الأَوعية يشتمل على جلطات دموية متناهية الصغر تنتشر خلال أغلب الأوعية الدموية. وسببها التناول المفرط لعوامل التخثر مما يسبب انحلال الفايبرين واستخدام كل الصفائح المتاحة في الجسم و كل العوامل المخثرة الموجودة.
- والنتيجة النهائية هي نزف و موت الأنسجة والأعضاء بسبب نقص التروية الدموية.
- وتتنوع الأسباب بين مرض تسمم الدم، وسرطان الدم الحاد، والصدمة، ولدغة الأفعى، وانصمام دهني بسبب كسر العظام، أو صدمات خطيرة أخرى.
- يمكن أيضاً رؤية التخثر المنتشر داخل الأَوعية في النساء الحوامل.
وتتضمن الحالات التي تزيد من خطورة حدوث جلطات الدم ما يلي : -
- الرجفان الأذيني .
- استبدال صمام القلب .
- حدوث نوبة قلبية مؤخراً .
- فترات طويلة من الخمول .
- قصور في قدرات الدم على التخثر بسبب مرض وراثي أو مرض آخر متعلق.
خثرة شريان الأبهر الصدري هو مسبب نادر، عادة ما تنشأ بدايته من أذي في جدار الشريان الأورطي المريض بتصلب الشرايين، أو تنشأ من أم الدم الأبهرية، وهي مصدر محتمل لانسداد الأوعية الدموية في الأحشاء و الدماغ والمحيط.
كيف تحدث جلطات الدم
تحدث الجلطة عند تفعيل عملية الإرقاء، والتي هى عملية طبيعياً تحدث استجابة لإصابة أو لجرح في الأوعية الدموية، وجود خثرة في الأوعية الدموية الكبيرة يقلل تدفق الدم من خلال تلك الأوعية وهو ما يسمى بالخثرة الجدارية.
وفي الأوعية الدموية الصغيرة، قد ينقطع التدفق تماماً وهو ما يُسمى بالخثرة الغالقة، مما يؤدى إلى موت الأنسجة التي يمدها ذلك الوعاء بالدم، وإذا تحلحلت خثرة وأصبحت عائمة بحرية فهي تُعتبر في هذه الحالة صمة، ومن أمثلتها الصمة الرئوية.
كيف تتكون الجلطة الدموية
يمكن أن يحدث تنشيط لصفائح الدم من خلال آليات مختلفة، مثل خرق جدار الوعاء الدموي الذي يكشف الكولاجين، أو شفرة الثرومبوبلاستين، تنشيط صفائح الدم يسبب سلسلة متزايدة من تنشيط صفائح الدم، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى التسبب في تشكيل خثرة.
- عندما يتعرض الدم للهواء أو يحتك بسطح خشن مثل أوعية دموية حدث فيها شرخ فإن الصفائح الدموية تقوم مع كرات الدم البيضاء والحمراء والخلايا التالفة في منطقة الجرح بتكوين مادة بروتينية تسمى ثرومبوبلاستين.
- في وجود أيونات الكالسيوم وعوامل التخثر الموجودة في البلازما فإن الثرومبوبلاستين يحفز تحول البروثومبين إلى ثرومبين.
- الثرومبين إنزيم نشط يحفز عملية تحويل الفيبرينوجين إلى بروتين غير ذائب اسمه الفايبرين.
- يترسب الفايبرين على شكل خيوط متشابكة تتجمع فيها خلايا الدم فتتكون الخثرة التي تسد الشرخ في الوعاء الدموي المصاب وهكذا يتوقف النزف.
الجلطة تتكون عندما تنفصل الخثرة من موقعها وتسير مع الدم حتى تصل إلى أحد شرايين القلب أو الرئة فتسده بالكامل، وعندها قد تحدث جلطة دماغية أو أزمة قلبية أو جلطة رئوية، وأي من تلك الحالات هو مهدد لحياة المريض.
علاج الجلطة الدموية
الوقاية من تخثر الدم والعلاج يقللان من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية والإنسداد الرئوي، ويتضمن العلاج استخدام البلازما الطازجة المجمدة لاستعادة مستوى عوامل التجلط في الدم والصفائح الدموية والهيبارين، لمنع المزيد من تشكيل الجلطات.
- يُستخدم الهيبارين والوارفارين لمنع تشكيل ونمو الجلطة الدموية القائمة، حيث أن : -
- الهيبارين يرتبط بمثبط الإنزيم مضاد الثرومبين الثالث وينشطه.
- الوارفارين يمنع اختزال إيبوكسايد فيتامين ك، الذي هو انزيم لازم لتركيب عوامل تخثر دم ناضجة.
- يتم حقن المريض خلال عدة أيام بمذيبات للخثرة الداخلية ومن تلك المذيبات : -
- الهيبارين .
- فوندابارينوكس .
إذا كان إذابة الجلطة صعباً فيمكن أن يستخدم عقار فينبروكومون الذي يقوم بربط فيتامين ك الذي يساعد في عملية التخثر، ويعرف هذا العقار تحت إسم وارفارين.
أدوية إذابة الخثرة
بعض العلاجات تستخرج من البكتيريا، مثل دواء ستربتوكيناز، والذي هو انزيم يُفرز من قبل العديد من البكتيريا العقدية، ويُعطى هذا الدواء عن طريق الوريد، ويمكن استخدامه لإذابة جلطات الدم في الأوعية التاجية، ومع ذلك، فإن ستربتوكيناز هو دواء لانوعي أي يمكنه تقريباً هضم كل أنواع البروتين، مما قد يؤدي إلى العديد من المشاكل الثانوية الأخرى.
هناك إنزيم آخر مذيب للتجلط ولكنه نوعي وأكثر تحديداً ويعمل بشكل أسرع وهو : منشط مولد البلازمين النسيجي (tPA)، الذي يصنع كدواء عن طريق البكتيريا المعدلة وراثياً. ويعمل هذا الدواء على تحويل البلازمينوجين إلى إنزيم البلازمين المذيب للتجلط.