الساد يدعــي بالماء الأبيض أو عتامة العين أو إعتام عدسة العين وهو مرض يصيب عدسة العين الطبيعية القائمة خلف الحدقة فيعتمها ويفقدها شفافيتها مما يسبب ضعفاً في البصر دون وجع أو الم، ويعاني المصاب بالساد من تحسسه للإنارة المبهرة والقوية مع ضعف في النظر ليلاً، وقد يصيب عيناً واحدةً أو كلا العينين سويةً.
![]() |
مرض الساد |
يختلف مرض الساد (الكاتاركت) عن الزرق (جلوكوما، المياه الزرقاء) الذي يؤدي إلى تلف العصب البصري نتيجة ارتفاع ضغط العين وعلاجه يكون بوسائل أخرى كالقطرات والليزر وأخيراً الجراحة.
- غالباً يتطور الساد بصورة بطيئة ، وقد يؤدي ضعف الرؤية الناتج عن مرض الساد إلى زيادة خطورة تعثر المصاب وسقوطه المفاجئ وشعوره بالاكتئاب .
- يتسبب مرض الساد بما يقارب 50% من حالات العمى و 33% من حالات اعتلال الرؤية في العالم .
أسباب الساد (الماء الأبيض)
يحدث الساد أو الماء الأبيض نتيجة الأسباب التالية : -
1/ التقدم في العمر :
- يعتبر التقدم في العمر أكثر الأسباب شيوعاً لتكوين مرض الساد ، والسبب في ذلك أن البروتينات الموجودة في عدسة العين المصابة تفسد وتتحلل بمرور الوقت .
- تتسارع هذه العملية بوجود أمراض أخرى مثل مرض السكري و ارتفاع ضغط الدم ،بالإضافة إلى التأثير التراكمي للعوامل البيئية بما في ذلك السموم والإشعاع والأشعة فوق البنفسجية .
2/ إصابة العين بأذى أو حادث :
- تسبب إصابة العين بجسم حاد إلى ازياد حجم و سماكة و إبيضاض الألياف الموجودة داخل العدسة مما يسبب إضعاف الرؤية .
- تورم العين يزول مع الزمن بينما يبقى اللون الأبيض ملازماً للمصاب .
- الإصابة بأجسام حادة كتلك التي تخترق العين تؤدي إلى تدمير الكبسولة التي تحوي عدسة العين ، وهذا يؤدي إلى تجمع المياه من مختلف أجزاء العين ودخولها إلى العدسة مسببة التورم و الابيضاض وإعاقة الضوء من الوصول إلى شبكية العين .
- احتمالية حدوث الساد بعد تعرض االشخص لصدمات كهربائية .
3/ الإشعاع :
- الأشعة فوق البنفسجية، وبالتحديد الاشعة فوق البنفسجية B، قد ظهر بأنها تسبب الساد .
- وقد يحدث نتيجة أشعة الميكروييف حيث تؤدي الى تغييرات في الإنزيمات الحساسة للحرارة والتي وظيفتها حماية بروتينات عدسة العين ، أو عن طريق موجات الضغط الناشئة عن الخلط المائي .
- التأين الإشعاعي الناتج عن الأشعة السينية مثلاً يساهم في حدوث الساد إذ يحطم المادة الوراثية في العين .
- الصدمات الحرارية و الكهربائية تدمر و تعمل على إبيضاض عدسة العين بسبب تخثر البروتينات المباشر ، وهي العملية ذاتها التي تحول الألبيومين (مادة بروتينية في البيض) الى اللون الأبيض ومعتم ، وأكثر الأشخاص عرضة للإصابة بهذا النوع من الساد هم الأشخاص العاملون في نفخ الزجاج و العاملون في الأفران .
- كذلك أشعة الليزر ذات طاقة كافية تسبب دمار في العينين و الجلد .
4/ العوامل الوراثية :
- يلعب العنصر الوراثي دوراً قوياً في تطور مرض الساد ، والأكثر شيوعاً يكون من خلال أخطاء وراثية في الآليات التي تحمي وتحافظ على عدسة العين .
- وجود الساد في مرحلة الطفولة أو مرحلة مبكرة من الحياة يمكن أن يكون أحيانا نتيجة لوجود متلازمة معينة مثل :
- متلازمة داون.
- متلازمة إدوارد.
- متلازمة تيرنر.
- المواء.
- متلازمة باتو.
- متلازمة الحذف .
- ويحدث الساد بسبب اضطراب أحادي الجين مثل :
- متلازمة ألبورت.
- حثل التأتر العضلي.
- متلازمة عينية مخوية كلوية أو متلازمة لوي .
5/ أمراض الجلد :
- الجلد و عدسة العين لهما نفس المنشأ الجنيني و لذا يمكن أن تتأثر العدسة بالأمراض التي تصيب الجلد .
- ومن هذه الأمراض التهاب الجلد التأتبي و الإكزيما.
- أحياناً قد تتسبب في تكوين طبقة متقرحة كالدرع مسببة إعتام عدسة العين .
- داء السماك هو اضطراب وراثي متنحي مرتبط بإعتام عدسة العين المسمارية والتصلب النووي .
- كما إن وحمة الخلايا القاعدية و الفقاع لها روابط متماثلة .
6/ التدخين : قد تبين أن تدخين السجائر يؤدي إلى زيادة معدل الساد المتصلبة النووية إلى ضعفين وزيادة بمقدار ثلاثة أضعاف في الساد تحت المحفظة الخلفية .
7/ الأدوية : بعض الأدوية مثل أسيتات الكورتيزون تساعد على تطور الساد .
8/ بعض الأمراض النفسية مثل مرض انفصام الشخصية تساهم في تعتيم عدسة العين كالتأثير الذي تحدثه بعض الأمراض ( مثل : الضغط و السكري و سوء التغذية) .
أنواع مرض الساد
الساد يمكن أن يكون ساد تام أو جزئي، ثابت أو متزايد، لين أو صلب ، وأما الأنواع الرئيسية للساد فهي : -
- التصلب النووي .
- الساد القشري .
- الساد الخلفي تحت المحفظة .
- الساد غير الناضج .
التصلب النووي : هو النوع الأكثر شيوعاً، يصيب الجزء المركزي (النووي) من العدسة.
- ومع مرور الزمن يحدث تصلب في العدسة بسبب تكاثف نواة العدسة و تسرب صبغة بنية فيها، وفي مراحل متقدمة يتم تسميته بالساد الأسمر .
- هذا النوع من الساد يمكن أن يؤدي إلى قصر في النظر و يسبب مشاكل عند الرؤية عن بعد، بينما لا تتأثر كثيراً قدرة الشخص على القراءة .
الساد القشري : هو النوع ينتج عن إعتام في القشرة (الطبقة الخارجية) لعدسة العين ، وينتج عن تغير في المحتوى المائي لمحيط عدسة العين مسببة التشقق.
- عندما يتم فحص هذا النوع من الساد بواسطة منظار العين أو أي أجهزة تكبير أخرى، يبدو مظهره كالأسلاك البيضاء للعجلة .
- وتتضمن أعراض هذا النوع : التوهج وتشتت الضوء ليلاً .
الساد الخلفي تحت المحفظة : هو عبارة عن تعتيم في الجزء الخلفي من عدسة العين القريب على الكبسولة المحتوية على العدسة، ولأن الضوء يتركز في الجزء الخلفي من عدسة العين فإن الأعراض تختلف فيها بسبب تفاوت أحجامها.
الساد غير الناضج : عند حدوث هذا النوع تكون هناك بعض البروتينات شفافة ، أما في الساد الناضج تكون جميع بروتينات عدسة العين معتمة.
- في حالة الساد فائق النضج أو الساد المورغاني، تتحول البروتينات إلى الحالة السائلة .
- الساد الخلقي والذي يمكن اكتشافه في مرحلة البلوغ، وله تصنيفات أخرى إذ يتضمن : -
- الساد الصفائحي .
- الساد القطبي .
- الساد الدرزي .
أعراض وعلامات مرض الساد
تختلف أعراض الإصابة بالساد باختلاف مراحل تطور المرض ، ففي البداية يشعر المصاب بالساد ضعفاً تدريجياً في حدة الإبصار وعدم وضوح في الرؤية ، وعند تقدم حالة المريض، يشعر بوجود غشاوة على العين مع بعض الوهج، وعدم القدرة على تحمل الضوء الساطع.
- وفي حالة زيادة حدة المرض يتغير لون بؤبؤ العين من الأسود الطبيعي إلى الرمادي أو الأبيض ، فيعاني مريض الساد من تدني شديد في حدة الإبصار .
- وتشمل أعراض إعتام عدسة العين ما يلي : -
- تلاشي في الألوان .
- رؤية ضبابية أو تغيم الرؤية .
- رؤية هالات حول الضوء .
- مشاكل في رؤية الألوان الساطعة .
- رؤية الألوان باهتة .
- توهج في الرؤية .
- ازدواجية الرؤية (الشفع) .
- مشاكل أو ضعف في الرؤية الليلية .
- وهذه الأعراض تؤثر سلباً على مصابيها حيث يندرج عنها صعوبات عند القيادة، والقراءة و التعرف على الوجوه والأشخاص .
قد يحسن الساد أحياناً من قدرة الشخص على الرؤية عن قرب بشكل مؤقت وذلك لأن الساد يعمل كعدسة قوية ، وتسمى هذه الظاهرة بالرؤية الثانوية لأن الأشخاص الذين كانوا يحتاجون لنظارة عند القراءة سابقاً يستغنون عنها ، ولكن عندما يتفاقم الساد يعود المصابون إلى ارتداء النظارت وتسوء الرؤية مرة أخرى.
- يتم قياس حدة مرض الساد عن طريق إجراء فحص حدة الرؤية.
مضاعفات الماء الأبيض
هناك العديد من المضاعفات التي تنتج عن مرض الساد ومنها : -
- انفصال الشبكية و التهاب باطن المقلة : في كلتا الحالتين، يلاحظ المريض ضعف مفاجئ في الرؤية و يولد شعوراً مؤلماً .
- انفصال الشبكية يتمثل في عيوب في الرؤية من شق واحد، وتعتيم في الرؤية، و ومضات من الضوء أو بقع سائبة (عائمة) .
- احتمالية حدوث التهاب باطن المقلة بعد العملية الجراحية .
- تورم القرنية أو التورم الكيسي بقعي الشكل : وينتجان إما عن تورم دائم في مقدمة العين في حالة تورم القرنية أو خلف العين في حالة التورم الكيسي البقعي ، و ينتجان في الوضع الطبيعي عن الالتهاب الشديد بعد العملية الجراحية ، في كلتا الحالتين يلاحظ المريض رؤية معتمة ضبابية ، يزول أثرهما مع مرور الوقت إذا تم استخدام قطرات العين المضادة للالتهاب .
- تعتيم الكبسولة .
تعتيم الكبسولة : ويعرف أيضا بما بعد الساد، حيث تعود مشاكل العين مثل تدهور الرؤية، الرؤية المتوهجة و تبعثر الضوء، عادة ما يكون بسبب زيادة سماكة الكبسولة المحتوية على عدسة العين ويسمى أيضا تعتيم كبسولة العين الخلفي، نمو خلايا عدسة العين الأصلية بعد إزالة العدسة ممكن أن يكون السبب، و تزداد فرصة الحدوث كلما كان المريض أصغر سناً، وتتضمن معالجة تعتيم الكبسولة :-
- عمل شق صغير دائري في الكبسولة و تسليط أشعة الليزر بدقة ، وبذلك يدخل الجزء الصغير من الكبسولة الذي تم شقه إلى داخل العين دون إحداث أي ضرر .
- تحافظ هذه العملية على جزء من الكبسولة كافٍ لحماية عدسة العين ولكنها تزيل جزأً منها بحيث تسمح للضوء بالوصول إلى الشبكية .
علاج مرض الساد
تتم معالجة مرض الساد من خلال عملية جراحية لإزالة الساد ويمكن أن تجرى في أي مرحلة من مراحل المرض ولا تحتاج أن تكون العدسة ناضجة .
- وجدت التقديرات الحديثة أن العمليات الجراحية لا تجرى إلا إذا نتج عن الساد ضعف رؤية وهنا يتطلب الجراحة .
- وهناك عدة أنواع من العمليات الجراحية المتبعة لعلاج مرض الساد، ومنها ما سيأتي ذكره .
استحلاب العدسة
استحلاب العدسة أو جهاز الفاكو : هو جهاز يستخدم الموجات فوق الصوتية و تحتاج الحرارة التي تولدها هذه الموجات في الجهاز داخل العين إلى تبريد مستمر تجنباً لحدوث الحروق في القرنية حول الجرح ويستخدم هذا الجهاز في معالجة مرضى الساد ، واستحلاب العدسة هي العملية الأكثر استخداماً ، وخلالها يتم ما يلي : -
- التخدير : يتم تخدير العين عن طريق حقنة أو قطرة عين .
- شق القرنية : حيث يتم إجراء شقين في القرنية للتمكن من إدخال أداة الجراحة في العين .
- عملية إزالة كبسولة العدسة : عن طريق إبرة أو ملقط، يتم عمل ثقب دائري في كبسولة العدسة .
- استحلاب العدسة : عن طريق أداة يدوية لإزالة واستحلاب العدسة إلى سوائل باستخدام الأمواج فوق الصوتية، بعد ذلك يتم امتصاص المادة المستحلبة .
- الإرواء والشفط : يتم إرواء أو شفط القشرة (وهي الطبقة الخارجية حول العدسة)، ويتم استبدال المحلول الملحي بالسوائل المسحوبة لمنع تدمر غرفة العين الأمامية .
- إدراج العدسة : يتم إدراج عدسة قابلة للطي إلى الكبسولة المحتوية على عدسة العين في الوضع الطبيعي ، وبعض الجراحين يحقنون العين بمضادات حيوية لتجنب حدوث التهابات .
- الخطوة الأخيرة وهي إدخال محلول مائي إلى جروح القرنية لإحداث تورم و سد الشق .
عملية استخراج الساد خارج المحفظة (ECCE)
- تتم إزالة العدسة يدوياً دون التلاعب بالمحفظة (الكبسولة) أي إبقائها سليمة .
- يتم بإجراء شق من 10 إلى 12 مم و يتم تقطيبه بعد الانتهاء من العملية، وهذه العملية أقل شيوعاً من عملية استحلاب العدسة ، إلّا أنها تستخدم عند التعامل مع حالات الساد الصعبة أو عندما تكون عملية الاستحلاب مسببةً لمشاكل.
عملية استخراج الساد اليدوية (MSICS)
- و هي مستنبطة من عملية ECCE : حيث يتم إزالة العدسة عن طريق إجراء شق تلقائي السد في الصلبة، يكون في الوضع الطبيعي كتيماً للماء ولا يحتاج خياطة جراحية .
- بالرغم من صغر العملية إلّا أنها بشكل واضح أكبر من العملية التي يستخدم بها جهاز الفاكو .
- هذه العملية منشرة في الدول النامية حيث الوصول لعملية استحلاب العدسة يكون محدوداً.
عملية استخراج داخل المحفظة(ICCE)
نادراً ما يتم إجراؤها، حيث يتم استخراج العدسة والمحفظة كقطعة واحدة عن طريق عمل شق كبير وإحداث ضغط على الغشاء الزجاجي، ونسبة التعقيد في هذه العملية كبيرة.