المياه الزرقاء Glaucoma

المياه الزرقاء تدعــى بالجلوكوما أو الزرق أو الماء الأزرق أو الماء الأسود ،وهي أسماء لمرض يحدث نتيجة ارتفاع الضغط بالعين فيحصل نتيجة ذلك تلف في أنسجة العصب البصري وإذا لم يعالج المرض يحدث تلف كلي في العصب البصري وبذلك تفقد العين قدرتها على الإبصار. 

المياه الزرقاء
الجلوكوما
المياه الزرقاء أو الجلوكوما هو مرض يصيب العين عند التقدم في السن بسبب تلف العصب البصري في العين مما ينتج عنه ارتفاع ضغط العين ومشكلات في الرؤية والإجهاد العيني .
  • الزرق هو السبب الرئيسي للعمى في الأشخاص كبار السن ويمكن منع الإصابة بالعمى بسبب الزرق لو بدأ العلاج مبكراً بما فيه الكفاية .

المياه الزرقاء أو الجلوكوما هو مجموعة من الأمراض التي تصيب العصب البصري وتؤدي إلى فقدان الخلايا العصبية للشبكية بطريقة مميزة ، و بالرغم من أن ارتفاع الضغط داخل العين قد يكون سبباً أساسياً في حدوثه إلا أنه ليس بالضرورة لانه يختلف باختلاف الشخص المصاب، فقد يصاب شخصاً ما به وضغط العين قليلاً نسبياً وقد يعيش شخص آخر بصورة طبيعية لسنوات ولا يعاني منه بالرغم من اصابته بارتفاع في ضغط العين .

  • عدم العلاج من مرض المياه الزرقاء يؤدي إلى تلف في العصب البصري ونتيجة لذلك يفقد المريض رؤية جزء من حقل بصره وهو ما يزيد تدريجياً وقد يؤدي إلى فقد البصر بالكامل .
  • الكثير من الناس لا يلاحظون هذه البقع العمياء إلا بعد تلف جزء كبير من العصب البصري .
  • وفى حالة التلف الكامل للعصب البصري فإن ذلك يؤدى للعمى الكامل ، لذلك فإن التشخيص والعلاج المبكر للزرق هما العاملان الرئيسيان للوقاية من الإصابة بالعمى بسبب هذا المرض .
  • هناك كذلك مرض الساد أو الماء الأبيض Cataract وهو ليس بخطورة الماء الأزرق حيث يمكن علاجه باستبدال وزرع عدسة .

كيف تحدث الجلوكوما

  • يوجد سائل يدعى السائل المائي ، يفرز داخل العين ويتم تصريفه خارجها ، وهذا السائل ليس جزءاً من الدموع التي تفرز خارج العين فوق سطحها .

ويرجع سبب الإصابة بمرض الجلوكوما (ارتفاع ضغط العين) إلى عدم توازن بين كمية السائل الذي تفرزه العين وبين قدرة القنوات الخاصة للعين على تصريف هذا السائل فينتج عن ذلك تجمع هذا السائل داخل العين والضغط على أنسجة العين الداخلية بما فيها العصب البصري حيث أن المصاب بارتفاع الضغط بالعين تتكون في عينه الجلوكوما بدون أي سابق إنذار حيث يشعر المصاب بألم شديد بالرأس وغثيان وشعور بالنعاس، فيذهب للنوم ليتفاجأ عند استيقاظه بأنه قد أصبح أعمى .

خطورة المياه الزرقاء

تكمن خطورته في أنه يسبب فقداناً دائماً للبصر (عمى)إذا لم يتم اكتشافه ومعالجته مبكراً ، فعندما يزيد الضغط في العين عن معدله الطبيعي (15 - 20 مم زئبقي) تتأثر جميع أنسجة العين الداخلية بهذا الارتفاع في الضغط فتتأثر عروق العصب الدموية وبعض طبقات الشبكيّة كما يحصل تدريجياً تلف في أنسجة العصب البصري وللأسف فإن هذا التلف غير قابل للعلاج حتى ولو أمكن التحكم في معدل الضغط بعد ذلك وهنا تأتي أهمية التشخيص المبكر والاهتمام باستعمال العلاج باستمرار حتى لا يرتفع الضغط عن معدله الطبيعي ويبقى العصب البصري في حالة جيدة .

أنواع مرض الجلوكوما

  1. جلوكوما الزاوية المفتوحة المزمنة .
  2. جلوكوما الزاوية المغلقة الحادة .
  3. جلوكوما الزاوية المغلقة المزمنة .
  4. الجلوكوما الخلقية .
  5. الجلوكوما الثانوية .

جلوكوما الزاوية المفتوحة المزمنة

جلوكوما الزاوية المفتوحة المزمنة هو النوع الأكثر شيوعاً من الجلوكوما ، ويظهر كنتيجة للتقدم في العمر (عادة تبدأ الإصابة بهذا المرض بعد سن الخامسة والثلاثين) حيث تقل كفاءة زاوية التصريف داخل العين مما يؤدى لزيادة ضغط العين بالتدريج .

  • ويمكن لهذا النوع من الجلوكوما التأثير بالتدريج على العصب البصري بصورة غير مؤلمة حتى يفاجأ المريض بعد مدة بتلف واضح في العصب البصري .
  • يشعر المريض المصاب بهذا النوع بما يلي : -
    1. ضيق في المجال البصري للرؤية .
    2. أو قد يلاحظ عدم وضوح الرؤية في جزء من المجال البصري .
    3. وإذا أستمر المرض بدون علاج فإن قدرة الإبصار تنحصر في منطقة دائرية صغيرة .
  • لذلك فإن التشخيص المبكر يتم في كثير من الحالات عندما يقوم الشخص بزيارة أخصائي العيون للفحص الدوري لعينيه .

جلوكوما الزاوية المغلقة الحادة

جلوكوما الزاوية المغلقة الحادة هي أقل شيوعاً وعادة تصيب الأشخاص الذين تكون زاوية أعينهم الأمامية ضيقة أو المصابين ببعد النظر .

  • يتميز هذا المرض بارتفاع مفاجئ وحاد للضغط بسبب حدوث انسداد كامل في زاوية التصريف داخل العين .
  • ويمكن تخيل ما يحدث كسقوط قطعة من الورق على فتحة التصريف في حوض المياه .
  • وهو ما يحدث عندما تلتصق القزحية بزاوية التصريف فتؤدى لانسدادها وعندها يرتفع ضغط العين .
  • وتشمل أعراض هذا النوع من الجلوكوما ما يلي : -
    1. رؤية غير واضحة .
    2. ألم شديد بالعين .
    3. صداع وغثيان وقيء .
    4. رؤية ألوان قوس قزح حول مصادر الضوء .
    5. وهذا النوع من الجلوكوما إذا لم يعالج بشكل عاجل فإنه يؤدي إلى فقدان البصر .
  • وهنا يجب أن نشير إلى ضرورة الاهتمام بالعين الأخرى إذا أصيبت إحدى العينين لان احتمالات إصابة العين الأخرى فيما بعد قد تكون كبيرة ما لم تعط للعين علاجات واقية .

جلوكوما الزاوية المغلقة المزمنة

وهذا النوع من الجلوكوما يظهر في الأشخاص من أصل إفريقي أو آسيوي ويكون انسداد تدريجي لزاوية العين بدون ألم .

الجلوكوما الخلقية

الجلوكوما الخلقية قد يولد الطفل مصاباً بهذا المرض أو يصاب به في السنوات الأولى من عمره ويمكن توارثه عن أحد الأبوين أوكليهما كما قد يحدث نتيجة إصابة الطفل بعدوى فيروسية عند إصابة الأم بهذا الفيروس في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل .

  • ونتيجة لانتشار التزاوج بين الأقارب في بعض البلدان العربية فإن مرض الجلوكوما الخلقية لا يعتبر نادراً .
  • عند إصابة الطفل بمرض الجلوكوما الخلقية يلاحظ الأبوان كبر حجم سواد العين نتيجة لكبر حجم القرنية وهي الطبقة الشفافة التي تغطي سواد العين كما قد تفقد القرنية شفافيتها ولمعانها فيتغير السواد إلى اللون الأزرق أو الأبيض .
  • ومن المهم جداً علاج الجلوكوما الخلقية في أسرع وقت ممكن حتى يستطيع الطفل التركيز بعينيه ويمكن بذلك تجنب كسل العين .

الجلوكوما الثانوية

الجلوكوما الثانوية تحدث بسبب ارتفاع ضغط العين، وهناك أسباب كثيرة من الممكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط العين ومنها : -

  1. التهابات القزحية المتكررة .
  2. نضوج الساد (الكتاراكت - الماء الأبيض) .
  3. المراحل المتقدمة لمرض اعتلال الشبكية السكري .
  4. الاستعمال الطويل لمركبات الكورتيزون .
  5. انسداد الأوعية الدموية بالشبكية .
  6. أورام العين الداخلية .

أسباب المياه الزرقاء أو الجلوكوما

هنالك رابط قوي بين وجود ضغط كبير داخل العين وبين ضرر في عصب البصر وعادة كلما زاد الضغط داخل العين زاد الضرر في عصب البصر ، ومع ذلك قد نجد أناساً يعانون من ضغط كبير في العين ولا يحدث ضرر للعصب ولا للرؤية ومقابل ذلك نجد أناساً عندهم الضغط عادي داخل العين ويعانون من ضرر متطور في عصب البصر .

  • وهذا يعني انه ليست كل المسببات معروفه ولكن المؤكد منه هو أن طبيب العيون يضع العديد من المعلومات معاً لتحديد فرص ظهور هذا المرض هي : -
    • العمر .
    • قصر النظر .
    • إصابات سابقة بالعين .
    • وجود حالات سابقة من الجلوكوما بالعائلة .
    • الإصابة السابقة بأنيميا شديدة .
  • وهناك أسباب عديدة تودي إلى قلة تصريف العين للسوائل منها ما يلي : -
    • انسداد أو ضيق الفتحات الخاصة بالتصريف .
    • وجود التهابات داخل العين تودي إلى ضيق القنوات .
    • تلف في أنسجة القنوات .
  • وهناك حالات قليله من المرض تكون نتيجة عاهة في العين منذ الولادة أو التهاب عيون أو من مشاكل في أوعية الدم الموجودة في العين .

الأشخاص المعرضون للاصابة بالمياه الزرقاء أو الجلوكوما

  • أفراد الأسر التي بها تاريخ وراثي لمرض الجلوكوما حيث يمكن توارث هذا المرض فمثلا إذا كانت الأم مصابة بهذا المرض فإن احتمالات إصابة مولودها به ترتفع حوالي ست أو سبع مرات عن الأشخاص الذين ليس لديهم تاريخ وراثي للمرض .
  • الأفراد الذين يعانون من بعض أمراض العيون الأخرى، مثل بعد النظر أو القرنية الصغيرة حيث تكون زاوية العين الأمامية التي يتم من خلالها تصريف السائل ضيقة نوعاً ما ومعرضة للانسداد كما أن أي اضطرابات أخرى قد تحدث للعين كالتهابات القزحية قد تودي إلى ارتفاع الضغط بها، خصوصاً أولئك الذين يتجاوزون الخمسين من عمرهم حيث ترتفع مخاطر الإصابة بهذا المرض عندهم بنسبة خمس مرات عن غيرهم .
  • مرضى السكري والذين يستعملون الستريئوديم لفترة طويلة وذوي البشرة الغامقة .

علاج المياه الزرقاء (الجلوكوما)

إن التلف الذي تحدثه الجلوكوما للعصب البصري لا يمكن علاجه، وتعمل قطرات العين والأقراص وأشعة الليزر والعمليات الجراحية لمنع المزيد من التلف فقط .

  • وفى أي نوع من الجلوكوما فإن الفحص الدوري مهم لمنع فقدان البصر .
  • وهناك أنواع عديدة من الأدوية التي تخفف ضغط العين، كما أن العلاج بأشعة الليزر قد يفيد في بعض الحالات وأحياناً قد لا تستطيع الأدوية تخفيض ضغط العين فينصح أخصائي العيون بإجراء عملية جراحية تساعد على تصريف سائل العين حتى ينخفض ضغط العين إلى المعدل الطبيعي .

من المهم جداً معرفة أنه يجب الاستمرار في استخدام الأدوية الخافضة للضغط حيث ينتج الإهمال في استعمالها إلى ارتفاع الضغط مرة أخرى وحصول مزيد من التلف لأنسجة العصب البصري .

علاج الجلوكوما بالأدوية

يمكن السيطرة على الجلوكوما باستعمال قطرات العين عدة مرات في اليوم مع بعض أنواع الأقراص أحياناً ، وتساعد هذه الأدوية على خفض ضغط العين إما من خلال إنقاص إفراز السائل المائي داخل العين أو من خلال تحسين أداء زاوية التصريف .

  • يجب على المريض أن يستعمل هذه الأدوية بانتظام واستمرار حتى تعطى النتيجة المطلوبة .
  • كما يجب عليه إخبار أي طبيب آخر يعالجه غير طبيب العيون بعلاجات العين التي يستعملها .

توجد بعض الآثار الجانبية للأدوية والتي يجب على المريض أن يخبر الطبيب بها فور ظهورها .

  • الآثار الجانبية لبعض قطرات العين وهي : -
    1. الإحساس بالوخز .
    2. جفاف العين .
    3. احمرار العين .
    4. عدم وضوح الرؤية .
    5. صداع .
    6. تغير النبض أو دقات القلب أو معدل التنفس .
  • الآثار الجانبية لبعض الأقراص وهي : -
    1. تنميل أصابع اليدين والقدمين .
    2. فقدان الشهية .
    3. حصوات الكلى .
    4. إسهال أو إمساك .

علاج الجلوكوما بأشعة الليزر

قد تكون أشعة الليزر فعالة في مختلف أنواع الجلوكوما ويستعمل الليزر بإحدى طريقتين حسب نوع الجلوكوما كما يلي : -

  • جلوكوما الزاوية المفتوحة : حيث تعالج أشعة الليزر قصور التصريف نفسه ، ويستعمل الليزر لتوسيع زاوية التصريف للحفاظ على ضغط العين في الحدود الطبيعية .
  • جلوكوما الزاوية المغلقة : يعمل الليزر على خلق فتحة في القزحية لتحسين انسياب السائل المائي إلى زاوية التصريف.

علاج المياه الزرقاء بالجراحة

الجراحة تعتبر هي العلاج الأفضل في معظم حالات الجلوكوما الحادة والجلوكوما الخلقية التي لا تبدي استجابة ملموسة للعلاج بالأدوية . فعند ظهور الحاجة للجراحة للسيطرة على الجلوكوما فإن طبيب العيون يستعمل أدوات دقيقة لعمل قناة تصريف جديدة لكي ينساب منها السائل المائي مما يساعد على خفض ضغط العين .

نصائح لمرضى الجلوكوما

إذا كنت أحد الأشخاص الذين أصيبوا بمرض الجلوكوما يجب عليك أن تتذكر النقاط التالية : -

  1. إن العلاج بالأدوية ليس علاجاً مؤقتاً بل يجب الاستمرار في استعمالها بصفة دائمة ما لم يوص الطبيب بالإنقطاع عنها ، حيث يؤدي ذلك إلى ارتفاع الضغط مرة أخرى .
  2. قم دائماً بحمل الدواء الموصوف لك أينما ذهبت حيث يجب تناول الأدوية بانتظام وحسب أوامر الطبيب وإذا وصف لك الطبيب أنواعاً مختلفة من القطرات للعين فحاول أن يكون بين استعمال كل نوع وأخر عشر دقائق على الأقل .
  3. إن الهدف الأساسي من علاج ارتفاع ضغط العين هو المحافظة على مستوى ضغط العين وبالتالي المحافظة على النظر وليس تحسن مستوى النظر فلذلك ينبغي عدم إهمال العلاج حتى لو لم يؤد إلى تحسن في حدة البصر .
  4. قم بمراجعة الطبيب المعالج فور ملاحظة أي تغير في القدرة على الرؤية أو ظهور آثار جانبية من جراء تعاطي العلاج .
  5. يجب دائماً إفادة الأطباء أو الأخصائيين الذين يتولون علاجك بأي أمراض أخرى وبالذات أمراض القلب والرئتين وعن الحالة المرضية التي تعاني منها، وكذلك الأدوية الموصوفة لك بهذا الشأن، كما يجب إحضار جميع الأدوية في كل زيارة حتى يتعرف الطبيب على طريقة استعمالك للأدوية ويتأكد من دقة متابعتك للعلاج .
  6. عند انتهاء أي نوع من الأدوية قبل موعد مراجعتك للطبيب لأي سبب فإن هذا لا يعني ترك الدواء بل يمكن الحصول على كمية أخرى من الدواء من الصيدليات .
تعليقات