دوالي الخصية تسمى القيلة الدوالية أو دوالي الصفن وهي توسع غير طبيعي للأوردة داخل كيس الصفن والتي تمد الأعضاء فيه بالدم والممتدة من التجويف البطني عبر القناة الإربية كجزء من الحبل المنوي.
دوالي الخصية |
تسمح الاوردة بصعود الدم إلى الأعلى عن طريق صمامات أحادية او خارجية الأتجاه ولكن عند حصول خلل فيها أو وجود ضغط يؤدي إلى إخلالها فأن الدم يبدأ بالرجوع والخروج ببطئ مشكلأً الدوالي.
تأثير الدوالي على الخصية
دوالي الصفن تعتبر من أسباب العقم، حيث انها تؤثر على عملية الانطاف في الخصيتين.
- زيادة الدم في الأوردة المتضخمة حول الخصية تزيد درجة الحرارة في الخصية مما يؤثر على وظيفتها الإنطافية.
- إن ركود كمية عالية من الدم في الدوالي حول الخصية قد يسبب نقص التأكسج أو قلة الأوكسجين في أنسجتها مما يؤدي إلى تعطيلها.
- وجود الدوالي قد يقترن بتغيرات هرمونية منها انخفاض تركيز الهرمون الذكري وخلل في إفراز الهرمونات النخامية المحثة للخصية.
أن سبب تأثير الدوالي على الإنطاف قد يعود إلى زيادة جريان الدم في شريان الخصية مع ارتفاع في الحرارة داخل أنسجتها وحدوث خلل في خلايا ليدغ المسؤولة عن إفراز الهرمون الذكري المهم بالنسبة إلى عملية الإنطاف.
تشخيص الدوالي
يتم التشخيص عادة بسهولة بفحص المريض السريري وهو واقف في غرفة مدفئة وجس الأوردة المتوسعة حول الحبل المنوي والخصية، وأما إذا كانت الدوالي صغيرة الحجم فيطلب من المريض الضغط الشديد في البطن وكأنه يتبرز أو يتغوط وذلك يدعى بمناورة فلسفا فيزيد حجم تلك الأوردة وأما إذا ما اشتبه بوجودها سريرياً يمكن إثبات ذلك بإجراء موجات دوبلر فوق الصوتية على الصفن والحبل المنوي وقياس حجم الأوردة وجريان الدم العكسي داخلها.
فإذا كان حجم الأوردة 3 ملي ميثر أو أكثر فذلك قد يؤكد وجود دوالي حسب عدة دراسات، ولكن هنالك جدلاً شديداً حول أهمية الدوالي دون السريرية أي التي لا تظهر بالفحص السريري بل باستعمال موجات دوبلر فوق الصوتية فحسب وهل هنالك أية منفعة في علاجها، فالمعتقد الطبي أنها ليست بأية أهمية طبية ولا تحتاج إلى المعالجة غير أن بعض الدراسات برهنت العكس في بعض الحالات، والمشكلة الأساسية في تلك الحالات هي تعريف معنى الدوالي دون السريرية الذي قد يختلف عليه الاختصاصيون وإجراء أبحاث طبية دقيقة ومنظمة لمعرفة نتيجة علاجها على الانطاف والحمل.
او يتم تشخيص دوالي الحبل المنوي اثناء الفحص البدني على ما يقرب من ثلث الرجال الذين يجري تقييمهم لشكواهم من عدم حدوث انجاب، ويتم تصنيف دوالي الحبل المنوي حسب الحجم (كبيرة، متوسطة، صغيرة) وايضاً حسب مكان وجودها على واحد أو كلا الجانبين من كيس الصفن، ومن المهم أن نعرف أن دوالي الحبل المنوي من جميع الأحجام قد تؤثر على الخصوبة وفرص التحسين متساوية بعد الإصلاح، وبالإضافة إلى ذلك، فان دوالي الحبل المنوي في جانب واحد من كيس الصفن له تأثير على كل من الخصيتين في ما يخص وظيفة ودرجة الحرارة.
دوالي الحبل المنوي التي لا يمكن أن يشعر بها الطبيب ولكن يتم تشخيصها عن طريق فحوصات التصوير، مثل الموجات فوق الصوتية، ليست هامة سريرياً، ويتم اصلاح دوالي الحبل المنوي في الزوج في حالة عقم للشريكين في الحالات التالية : -
- وجود دليل موضوعي لعامل ذكرى، أي نتيجة غير طبيعية لتحليل السائل المنوى.
- سلامة خصوبة الزوجة الخصوبة.
- لا توجد أسباب أخرى واضحة لحالة عقم الذكور، أي إعاقة أو خلل وراثي.
يتم تنفيذ إصلاح دوالي الخصية جراحياً أو غير جراحياً، ولا توجد طريقة مثالية أو مطلقة في اتخاذ هذا القرار، والعلاج الغير جراحى هي تقنية بسيطة يقوم بها اخصائى الاشعة في العيادة الخارجية، ونسبة النجاح تتفاوت و تعتمد بدرجة كبيرة على الخبرة المكتسبة لاخصائى الأشعة، وعلم التشريح للمريض و وجود دوالي الحبل المنوي على كلا الجانبين، وقد يمكن إجراء جراحة إصلاح عبر شق صغير في أعلى الفخذ أو عن طريق المنظار، وكلا الطريقتين تكون فعالة وتكون لها آثار جانبية ضئيلة جداً ولكن هذا النهج يمكن أن يتم، بالمنظار المجهري تحت تخدير موضعي.
تنفيذ الإصلاحات الأكثر دوالي الحبل المنوي باستخدام الميكروسكوب من خلال شق صغير، ما يقرب من 2 بوصة، وذلك في الجزء المجعد في كيس الصفن العلوى، وهذا الإجراء لديه فرصة أكبر للإصلاح مع أقل معدلات للاعتلال وبأقل تكلفة، ويستخدم النهج الغير جراحي في المقام الأول من قبل المرضى الذين يعانون من فشل في الإصلاح الجراحي، ووجود الألم كعامل رئيسى وايضاً معالم الجسد التي تزيد من مخاطر الجراحة مثل السمنة المرضية.
وتشمل المضاعفات المحتملة من إصلاح دوالي الحبل المنوي ما يلي : -
- استمرار أو تكرار عودة دوالي الحبل المنوي، والكدمات، والعدوى والتهاب الخصية.
- تجمع الماء حول الخصية، ويحدث في عدد قليل للغاية من الرجال.
- لدى المرضى الذين يخضعون للاجراء الغير جراحى، هناك خطر اضافياً من التفاعل من المواد المستخدمة في هذا الاجراء.
- ونادراً يحدث فقدان الخصية.
الدوالي وغياب الحيوانات المنوية التام
في حال وجود دوالي مع غياب تام للحيوانات المنوية في عدة تحاليل على السائل المنوي وفي حال عدم وجود أسباب أخرى لضمور الخصية أو انسداد في البربخ أو القنوات المنوية كما أظهرت العينات على الخصية، فيمكن في هذه الحالات خصوصاً إذا كان الضمور جزئياً ربط تلك الدوالي جراحياً أو اغلاقها بالوشمة مع نتائج جيدة بالنسبة إلى ظهور الحيوانات المنوية مجدداً في السائل المنوي بنسبة قد تصل إلى حوالي 63% ولكن للأسف مع احتمال ضعيف في الحمل لا يتعدى 12%، فقد يكون من الأفضل في هذه الحالات رشف الحييات من الخصية واستعمالها في تلقيح البويضات مع احتمال حمل في حدود 30%.
علاج دوالي الخصية
علاج دوالي الخصية يرتكز على ربط وقطع الأوردة المنوية المتضخمة جراحياً أو قفلها بوشمة أو مواد أخرى لمنع رجوع الدم نحو الخصية عبرها. ويتم العلاج الجراحي إما بالطريقة المفتوحة من الناحية الأربية، أو خلف الصفن أو باستعمال الجراحة المجهرية على تلك الأوردة ما بين الصفق والمنطقة الأربية السفلى، فبعد عزل الحبل المنوي وتشريح الأوردة حوله يتم ربط تلك الأوردة وقطعها بدون المس بالشريان المنوي أو الأوعية اللمفية المجاورة لها أوالملتصقة بها، ويمكن ربطها باستعمال التنظير على البطن.
وأما بالنسبة إلى العلاج غير الجراحي فإنه يتم بإدخال وشمة أو بلون أو مواد أخرى مصلّبة في تلك الأوردة وذلك تحت المراقبة الشعاعية في مركز الأشعة بدون الحاجة إلى الاستشفاء مع مضاعفات نادرة وغير خطيرة منها التفاعل الأرجي للصبغة أو ثقب أو انفساخ إحدى تلك الأوردة مع حصول نزيف، ونتائجها جيدة تصل إلى حوالي 69%. وبعد العملية لابد من توقف الجماع اسبوعين والراحة التامة وعدم الوقوف كثيرا وتجنب المجهود الزائد.
دواعي المعالجة
بما أن حوالي 15% من الرجال مصابون بالدوالي وأن تأثيره على الانطاف لا يتعدى 40% منهم فذلك يعني أن حوالي 60% من هؤلاء الرجال متعافون تماماً من الناحية التناسلية ولا ضرر من وجود الدوالي لديهم على قدرتهم في الانجاب ولذلك ليس من الضروري معالجتهم إلا في حال حدوث عقم ثانوي مع نقص وخلل تحرك الحييات المنوية أو تشويه في شكلها، وإذا ما اشتكوا من مضايقة أو آلام في الخصية نتيجة الحجم المتزايد لتلك الأوردة التي قد يزعجهم أو يسبب شكلاً غير مريح لهم.
وأما دواعي المعالجة الأساسية فهي ترتكز على حالات العقم التي يكون سببها الأولي وجود الدوالي بعد التأكيد أنه لا يوجد سبب آخر بإجراء التحاليل والفحوصات على السائل المنوي والهرمونات النخامية وغيرها، لأن وجود الدوالي قد لا يكون السبب الأساسي لفقدان القدرة على الإنجاب بل قد يكون هنالك أسباب أخرى هرمونية أو مناعية أو جينية أو كروموزومية أو التهابية مسؤولة عن العقم.
دواعي العلاج لدى الأطفال والمراهقين
أظهرت عدة دراسات حول الدوالي عند الأطفال انه قد تظهر سريرياً عندما يبلغ الطفل سن الرشد وبعده وانها قد توثر على نمو الخصية وقدرة الانطاف، ولكن هنالك جدلاً حول تأثيرها على الإنجاب في المستقبل وضرورة معالجتها في كل الحالات لتفادي أضرارها الكامنة، ولكن ذلك قد يعرض بعض هؤلاء الأطفال والمراهقين إلى عملية غير ضرورية اصلاً مع مخاطرها واحتمال وقوع مضاعفات بنتيجتها.
وقد اتفق أغلبية الاختصاصيين على أن المعالجة يجب أن تتم في حال وجود نقص في حجم الخصية المصابة بالدوالي يتعدى 20% من حجم الخصية المقابلة المثعافية أو إذا ما تبين في الفحص السريري المتكرر عبر السنين عدم نمو الخصية المصابة خصوصاً أنه تبين أن في هذه الحالات يعيد العلاج الجراحي قدرة الخصية على النمو حتى بعد توقفها ويزيد حجمها ليصل إلى الحجم الطبيعي.
المضاعفات
بالنسبة إلى مضاعفات الجراحة الأربية فإنها نادراً ما تحصل على يد اخصائي خبير في تلك العمليات الجراحية، وتشمل المضاعفات المحتملة : -
- قطع الشريان المنوي أو ربطه مع احتمال نادر في حصول ضمور في الخصية.
- إتلاف العصب الأربي.
- بروز أدرة أو كيس ماء حول الخصية نتيجة اغلاق الأوعية اللمفية.
- فشل الجراحة مع معاودة الدوالي أو استمرارها.
وأما بالنسبة إلى إجراء العملية بواسطة التنظير في جوف البطن فقد تكون خطيرة وذا مضاعفات وخيمة كتمزق الشرايين والأوردة في الحوض أو رضخ الامعاء إذا لم تجر على يد خبير في تلك العمليات الدقيقة وليس لها أية منافع ومميزات خاصة تجعلها تتفوق على الوسائل الأخرى ولا يستعملها إلا القليل من الإخصائيين في هذا الحقل.