غزارة الطمث Menorrhagia

 غزارة الطمث هو نزيف شديد وكثيف يمتد لفترة طويلة للدورة الشهرية، ويصيب حوالي 1 من كل 3 نساء، ويكون مصحوباً بنوبات شديدة من الألم. 

غزارة دم الدورة الشهرية
زيادة دم الحيض

يحدث نزيف الطمث عادة ما بعد سن الخامسة والثلاثين، ويؤدي إلى نقص في حديد الدم وفي الحالات الطبيعية تكون كمية دم الحيض في كل دورة شهرية ما يعادل 35/ مل، وقد تختلف كمية الدم النازف من دورة لاخرى ومن امرأة إلى اخرى ولكن الحد الأعلى للحيض هو 80/ مل من الدم النازل في فترة الدورة الشهرية. 

أسباب زيادة دم الدورة الشهرية

قد لا يعرف السبب في معظم الحالات بشكل دقيق او ما هو سبب حدوث الحالة ولكن عند التشخيص قد يبين ان هناك نزيف رحمي وظيفي، حيث يكون الرحم والمبيض طبيعيين، ولا يوجد مشكلة هرمونية، والإباضة هنا تحدث بشكل طبيعي والدورات منتظمة، ولكن بعض النظريات تعتقد ان البروستاجلاندين قد يلعب دوراً في حدوث هذه المشكلة، حيث تكون كميته في بطانة الرحم أعلى من الطبيعي، ويؤدي ارتفاع مستوى البروستاجلاندين إلى خلل في تخثر الدم داخل الرحم مما يجعل النزيف مستمرا لفترة أطول. 

من الأسباب المحتملة لــ زيادة دم الدورة الشهرية ما يلي : -

  • اضطرابات في تخثر الدم واختلال في التنظيم الهرموني للدورة الشهرية، أو خلل في بطانة الرحم. 
  • وجود تغيرات مرضية في حوض المرأة، منها ليف رحمي، ورم غدين، مرض بطانة الرحم، وجود لولب في جوف الرحم. 
  • أما الفئة الثانية فهي النزف الرحمي الوظيفي الذي سببه خلل في الميزان الهرموني مع وجود اباضة او عدم وجودها. 
  • وهناك اسباب قليلة الحدوث، مثل الخلل في عملية تخثر الدم، نقص الوظيفة الدرقية، امراض الكبد المزمنة والكلى. 
  • غزارة المثال، الذي يعرف باسم نزف الطمث : وهو تكرر الدورات الغزيرة كل شهر والتأثير على ممارسة الحياة اليومية. 
  • الأورام الليفية وهي اورام غير سرطانية وتنمو عادةً في عضلة الرحم، وغالباً لا تسبب أية مشاكل، ولكن أحياناً تسبب أعراضا مثل الدورات الغزيرة. 
  • المشاكل الهرمونية : تكون الدورات غزيرة وغير منتظمة عند عدم حدوث إباضة لعدة أشهر، فعلى سبيل المثال عند النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات أوعند وجود خلل في الغدة الدرقية. 
  • اللوالب : تسبب أحياناً دورات غزيرة، ومع ذلك، فهناك لولب خاص محرر للهرمونات يمكنه أن يعالج مشكلة الدورات الغزيرة. 
  • اضطرابات تخثر الدم : لأسباب مرضية أو بسبب تناول الأدوية المميعة للدم مثل الوارفارين وهي أسباب نادرة للنزف الطمثي الغزير ويكون عادة أعراض أخرى مثل الكدمات أو النزف من أجزاء أخرى من الجسم. 

وهناك أسباب أخرى في الرحم مثل انتباذ بطانة الرحم اي وجود بطانة الرحم خارج مكانها ،الالتهابات، والأورام الحميدة الأخرى، أو اجراء تعقيم سابق مثل ربط البوقين قد يؤدي لدورات غزيرة، كما آن سرطان بطانة الرحم يعتبر سببا غير شائع، ويحدث في عدد قليل من النساء وعادة فوق سن 40 عام، ويمكن أن تحدث غزارة الطمث وحدها أو بالاشتراك مع أعراض أخرى. 

أعراض وعلامات غزارة الطمث

تتمثل أعراض وعلامات غزارة الطمث بما يلي : -

  1. نوبات شديدة من الألم. 
  2. زيادة في مدة العادة الشهرية لفترة تزيد عن اسبوع. 
  3. مع ان العادة الشهرية في الأحوال الطبيعية تمتد إلى خمسة ايام. 
  4. التهاب حاد او مزمن داخل الرحم. 
  5. فقر الدم والإرهاق والضعق والإحساس بتنمل في اصابع اليدين والقدمين، الصداع والاكتئاب وضعف في التركيز العام. 

ان ثلثي النساء اللواتي يشكين من غزارة الطمث يفقدن في كل دورة شهرية اكثر من 80/مل وهذا يؤدي إلى نقص في الحديد وفقر الدم. 

تشخيص غزارة دم الحيض

توقيت العادة الشهرية في الحالات الطبيعية تكون بين 21 إلى 35 يوماً ويكون معدل النزيف فيها بين 25 إلى 80 مللتر عند مدة الحيض، فإذا ازدادت كمية الدم النازل عن 80 مللتر، فتشخص الحالة على انها غزارة الطمث او فرط في غزارة الطمث. 

وهناك فرق بين غزارة الطمث وغزارة النزيف الرحمي الذي يشخص بطريقة اخرة ويميز بينهما مدة النزيف و الحالة المرضية والفحوصات الطبية التي تسهل من اكتشاف الفرق. 

ولكي يتم تشخيص الحالة على انها غزارة الطمث يجب توفر واحد على الأقل من المعايير التالية : -

  1. استمرار الدورة الطمثية لثمانية أيام أو أكثر. 
  2. اضطرار المرأة لتبديل فوطتها بسبب غزارة دم الطمث أكثر من مرة واحدة في الساعة وعلى مدى ستة ساعات متواصلة أو أكثر. 
  3. هناك زيادة واضحة في كمية الدم أو عدد أيام النزف الاعتيادي بالمقارنة مع الدورات الطمثية السابقة. 

ويجب ان تجري الفحوصات التي تتحرى عن اسباب غزارة الطمث وهي : -

  • فحص الدم وقياس نسبة حديد الدم. 
  • فحص انزيمات الكبد، وهرمونات الدرقية، ومعرفة ما اذا كان هناك خلل في نظام تخثر الدم، هذا من جهة ومن الجهة الاخرى تنظير جوف الرحم وفحص التراساوند للرحم. 
  • اذا لزم الامر اخذ عينة من بطانة الرحم للتأكد من فرط تنسج للبطانة او وجود او عدم وجود سرطان الرحم. 
  • يتم عادة إجراء فحص بالموجات الصوتية للرحم، حيث يمكن بواسطته وضع المسبار الماسح على البطن لفحص الرحم، ومن خلال هذا الفحص يمكن عادة الكشف عن الأورام الليفية، الأورام الحميدة، أو غيرها من التغييرات في بنية الرحم. 
  • اجراء فحص داخلي من خلال مسح من داخل المهبل لكي يعرف ان إذا كان الالتهاب هو سبب حدوث النزيف الغزير، حيث يتم اخذ عينة من المخاط او من بعض الخلايا داخل المهبل حيث يتم فحصها داخل المختبرات لكي يكشف انها سليمة. 
  • الفحوصات الدموية : لكشف إذا كان هناك اضطراب ما في الغدة الدرقية أو اضطراب دموي وأيضا لفحص حالة فقر الدم. 

أخذ عينة من بطانة الرحم، حيث يتم تمرير أنبوب رفيع في الرحم يستخدم الشفط للحصول على حزعات صغيرة من بطانة الرحم، وهذه العملية لا تحتاج عادة إلى تخدير، ويستخدم المنظار الرحمي، وهو أنبوب رفيع يمكن تمريره إلى الرحم من خلال عنق الرحم عن طريق المهبل، للكشف داخل الرحم ويمكن من خلال هذا المنظار اخذ عينات وخزعات صغيرة لفحصها ولا يحتاج هذا الاجراء عادة إلى تخدير هذا يمكن أن يتم أيضا في كثير من الأحيان من دون مخدر. 

علاج غزارة الطمث

تتم معالجة زيادة دم الحيض من خلال معالجة فقر الدم، وإذا كان هناك سبب عضوي مسبب للنزف، مثل الورم الليفي أو الداء البطاني الرحمي، فيكون الحل بعلاج السبب فيتم العلاج بحسب كل حالة فالورم اما يستأصل او تعطى الادوية او ترميم هرموني. 

  1. استخدام حبوب منع الحمل وهذه تقلل من نسبة النزيف بنحو 20 إلى 30 ٪ في معظم الحالات، وهذه الأقراص تساعد في كثير من الأحيان على تسكين ألم الدورة الشهرية. 
  2. العلاج بواسطة لولب الليفونورجيستريل داخل الرحم. 
  3. العلاج باعطاء اقراص حمض الترانيكساميك الذي يمكن ان يخفف من غزارة الطمث بمقدار النصف تقريباً، ويتم تناول بين 3 إلى 4 اقراص يوميا لمدة فترة كل دورة شهرية. 
  4. مضاد الالتهابات الغير ستيروئيدية مثل : دواء الايبوبروفين، وهذه الأدوية تقلل من نزيف الدم بحوالي (20-50 ٪) في معظم الحالات، فهي تخفف آلام الدورة الشهرية، وتحد من ارتفاع مستوى البروستاجلاندين في الرحم، ولكن سلبيات هذه الادوية انها لا تخفف من مدة الدورة الشهرية. 
  5. العمل الجراحي : ويتم عندما لا تكون العلاجات السابقة غير ناجعة أو غير مناسبة ، ويشمل : إزالة أو (تعرية) بطانة الرحم : ويتم عن طريق تمرير أداة إلى الرحم عبر المهبل، والهدف هو إزالة أكبر قدر ممكن من بطانة الرحم. 

العلاج بواسطة لولب الليفونورجيستريل داخل الرحم عادة ما يعمل بشكل جيد للغاية، وهو يشبه اللولب المستعمل لمنع الحمل حيث يتم إدخاله في الرحم ويقوم بتحرير كميات صغيرة من أحد مشتقات هرمون البروجستيرون (الليفونورجيستريل)، و لولب الليفونورجيستريل يجعل بطانة الرحم رقيقة جداً، ويستمر العلاج به إلى فترة تمتد حتى الخمس سنين، ولكن يمكن التخلص منه ونزعه بسهولة و في اي وقت. 

تعليقات