مرض الرنح Ataxia

 الرنح هو عبارة عن إشارة عصبية تتضمن انعدام التنسيق الإرادي لحركة العضلات، وتتضمن خلل في المشية (مشية ترنحية). 

أسباب الرنح
الترنح

الترنح عبارة عن ظاهرة طبية غير محددة تتضمن الاختلال الوظيفي في جزء من النظام العصبي المسؤل عن تنسيق الحركة، مثل المخيخ. 

  • الترنح من الممكن أن يوجد في جزء واحد من الجسم ويعرف بالترنح النصفي، ويوجد أسباب عديدة محتملة لهذا النمط من الخلل الوظيفي العصبي. 
  • الترنح الجزئي عبارة عن درجة خفيفة من الترنح. 
  • ترنح فريدرك يكون بوجود خلل في المشية (مشية رنحية)، وهي من الأعراض الأكثر شيوعاً.

أنواع الرنح

يوجد للترنح أربعة أنواع وهي :-

  1. الرنح المخيخي. 
  2. الرنح الزائدي. 
  3. الترنح الحسي. 
  4. الرنح الدهليزي. 

الرنح المخيخي

الرنح المخيخي هو رنح سببه خلل في المخيخ، والمخيخ مسؤول عن دمج كمية كبيرة من المعلومات العصبية التي تستخدم لتنسيق التحركات الجارية بسلاسة والمشاركة في التخطيط للحركة، وبالرغم من أن الترنح لا يظهر مع كل آفات المخيخ إلا أن العديد من الحالات التي تصيب المخيخ تسبب الترنح. 

  • المصابون بالترنح المخيخي قد يواجهون مشكلة في تنظيم القوة، والمدى، والاتجاه، والسرعة، ونمط الانقباض العضلي. 
  • الأشخاص المصابون بالرنح المخيخي ممكن أن يظهر لديهم عدم الاستقرار في المشية، وصعوبة في حركات العين، وصعوبة بالنطق، وعسر البلع، ونقص التوتر العضلي، وخلل في تقدير المسافات، وخلل تناوبية الحركات. 
  • المصابون بالرنح المخيخي في البداية يظهر عليهم ضعف في التوازن الذي يمكن توضيحه من خلال عدم القدرة على الوقوف على رجل واحدة أو تنفيذ مشية ترادفية حيث تصطدم اصابع القدم الخلفية بكعب القدم الامامية. 
  • في ظروف متقدمة يظهر المشي بقاعدة واسعة وخطوة عالية وايضا التعثر والترنح من جنب إلى آخر. 
  • ويكون هناك مشاكل في الاستدارة ومن الممكن أن تسبب السقوط. 
  • عندما يصبح الرنح المخيخي أكثر حدة تكون هناك حاجة للمساعدة والجهد الكبير على الوقوف والمشي. 
  • وجود رجفة في الرأس والجذع. 

الترنح الزائدي

يحدث الترنح الزائدي نتيجة خلل في الجزء الجانبي لنصف كرة المخيخ، ويظهر الترنح الزائدي من خلال اضطرابات في القيام بالحركات الارادية والمخططة من الاطراف وتشمل ما يلي :-

  1. رجفة البداية : عند البدء بعمل يحدث ارتجاف عنيف، تبرز عند تنفيذ الحركات الارادية، وربما تنطوي على الرأس والعينين وكذلك في الأطراف والجذع. 
  2. اضطرابات بالكتابة. 
  3. غرابة في الكلام : ثقل في الكلام يتمثل باختلاف حدة و نمط الصوت. 
  4. خلل في الحركات التناوبية التي تشمل الانتقال السريع بين فتح الكف للأعلى و قلبه للأسفل و يصبح غير منتظم مع الزيادة بالسرعة. 
  5. عدم القدرة على التحكم في مسافات أو نطاقات الحركة. 

الترنح الحسي

الترنح الحسي هو الترنح الذي سببه فقدان مستقبلة الحس العَميق، وفقدان القدرة على حساسية موقع المفصل واجزاء الجسم الاخرى، ويحدث هذا عموماً نتيجة خلل في الأعمدة الظهرية للنخاع الشوكي، لأنها هي المسؤولة عن حمل معلومات التحفيز وايصالها للدماغ. 

  • وفي بعض الحالات، يكون سبب الترنح الحسي خلل في أجزاء مختلفة من الدماغ التي تتلقى المعلومات الموضعية، بما في ذلك المخيخ، والمهاد، والفصوص الجدارية. 
  • الترنح الحسي يظهر من خلال مشية متقلبة والدوس بضربات كعب ثقيلة، بالاضافة الى عدم استقرار وضع الجسم الذي يزداد سوءاً عند عجز المدخلات البصرية من التعويض عن فقدان مستقبلات الحس العميقة، كما في البيئات سيئة الإنارة. 
  • يمكن للأطباء ايجاد دليل على الترنح الحسي خلال الفحص البدني، من خلال وقوف المريض على القدمين معا، وعيونه مغلقة. 
  • في المرضى المصابين، هذا سوف يسبب عدم الاستقرار و يزداد سوءاً بشكل ملحوظ لإنتاج تذبذبات واسعة، وربما السقوط. 
  • وهناك ميزة اخرى للترنح الحسي وهو تفاقم فحص توجيه أصابع الاتهام مع عيون مغلقة. 
  • عندما يكون المريض واقفاً وذراعيه ويديه ممدودة نحو الطبيب، إذا تم إغلاق عينيه، أصابع المريض سوف تميل إلى أن تسقط، وبعد ذلك يعود إلى الوضع الممدود افقياً بسبب تقلصات عضلية مفاجئة (اليد الرنحية). 

الرنح الدهليزي

الرنح الدهليزي يتم توظيفه للاشارة الى ترنح يسببه خلل في الجهاز الدهليزي، الذي يصاحبه في الحالات الحادة وذات الجانب الواحد اعراض بارزة من الدوار والغثيان والقيء، وفي المراحل الاولى البطيئة من الحالات الثنائية المزمنة من الاختلال الوظيفي الدهليزي، وهذه المظاهر المميزة قد تكون غائبة، وربما يكون خلل التوازن هو العرض الوحيد. 

أسباب الرنح

يتسبب تأذي الخلايا العصبية أو تنكسها أو فقدها في جزء الدماغ الذي يضبط التنسيق العضلي (أي المخيخ) بغياب التنسيق، أو الرنح، كما أن الرنح قد يحصل بفعل الأمراض التي تتلف النخاع الشوكي والأعصاب المحيطية التي تربط المخيخ بالعضلات، ومن الأسباب التي تؤدي الى الرنح ما يلي :-

  1. آفات بؤرية : اي نوع من الافات البؤرية في الجهاز العصبي المركزي، مثل الجلطات، اورام الدماغ، او التصلب اللويحي المتعدد يمكن ان يسبب ترنح حسب منطقة الاصابة في المخيخ. 
  2. الأدوية والمؤثرات الخارجية : هناك بعض الأدوية والمواد الخارجية التي تسبب الرنح، حيث لديها تأثير تثبيطي على عمل الجهاز العصبي المركزي مثل الايثانول، الأدوية المضادة للصرع، المخدرات، البنزوديازيبينات، التعرض لمستويات عالية من ميثيل الزئبق، التسمم الإشعاعي. 
  3. الأمراض : هناك بعض الأمراض تسبب الرنح، كقصور الغدة الدرقية، نقص فيتامين B12، اعتلال الأعصاب المحيطية، رضح على الرأس، السكتة الدماغية، النوبة الإقفارية العابرة، الشلل الدماغي، التصلب المتعدد، الحماق، المتلازمات المرافقة، للسرطان، الأورام، الارتكاس التسممي، التنكس الدماغي المصاحب للورم، بعض أمراض الجهاز الهضمي، استسقاء الرأس للضغط العادي، التهاب المخيخ، مرض ويلسون. 
  4. الوراثة : ويحدث الرنح الوراثي إما بمورثة سائدة من أحد الأبوين أو بمورثة متنحية من كلا الأبوين. 
  5. وقد يكون السبب خلل في مضخة الصوديوم والبوتاسيوم. 
  6. واحياناً يكون الرنح مجهول السبب. 

أعراض وعلامات الرنح

الرنح فعلياً هو عرض لعدد من الاضطرابات العصبية، وهو يؤدي الى ظهور الأعراض التالية :-

  • تناسق ضعيف. 
  • عدم انتظام المشي وميل إلى التعثر. 
  • صعوبة في أداء المهام الحركية الدقيقة مثل الأكل والكتابة ولبس القميص. 
  • تبدل في الكلام. 
  • حركات عينية لاإرادية للأمام والخلف، وهو ما يسمى الرأرأة. 
  • صعوبة في البلع. 

وعند تقدم المرض تكون الأعراض كما يلي :-

  1. فقدان التوازن. 
  2. فقدان التناسق العضلي في اليد والذراع أو الساق. 
  3. وجود صعوبة في المشي. 
  4. تلعثم في الكلام. 

يمكن لأعراض وعلامات الرنح أن تزداد تسواًء في حالة :-

  • تعاطي الكحول. 
  • التعب. 
  • القلق أو الكرب. 
  • الأدوية التي تؤثر على الدماغ مثل الجرعات الزائدة من الأدوية التي توصف لعلاج الأرق أو القلق أو اضطرابات المزاج. 

تشخيص الترنح

يتم تشخيص الرنح من خلال ما يلي :-

  1. الفحص الفيزيائي والقصّة المرضية، بما في ذلك الأدوية والتعرض للسموم. 
  2. القصة المرضية العائلية لوجود اضطرابات عصبية. 
  3. الفحوص العصبية والطبية. 
  4. الاختبارات الدموية لاستبعاد وجود فقر الدم أو سموم معينة. 
  5. فحص البول بحثا عن التعرض للزئبق. 
  6. التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب. 
  7. يمكن إجراء تصوير عصبي للنخاع الشوكي. 
  8. اختبار تخطيط كهربية العضل، واختبار سرعة النقل العصبي، إذا كان هناك أعراض وعلامات على وجود خلل وظيفي عصبي محيطي. 

علاج الرنح

لا يوجد علاج محدد لمعالجة الرنح، ففي بعض الحالات تتم معالجة سبب الرنح فيختفي الرنح، وفي حالات أخرى، كتلك الناتجة عن الإصابة بالحماق أو الأخماج الفيروسية الأخرى، يختفى العرض تلقائياً مع الوقت. 

وفي الحالات الناتجة عن التصلب المتعدد أو الشلل الدماغي، لا يوجد علاج للرنح، وفي هذه الحالة قد يوصف للمريض أجهزة تأقلمية والتي تتضمن ما يلي :-

  • العكازات أو الأدوات المساعدة على المشي. 
  • أواني الطعام المعدلة للمساعدة على تناول الطعام. 
  • أجهزة الاتصال للمساعدة على التواصل مع الأخرين. 

ومن العلاجات التي قد يستفيد المريض منها ما يلي :-

  1. العلاج الجسدي : الذي يساعد على بناء القوة وتعزيز الحركة. 
  2. العلاج الوظيفي : الذي يساعد على أداء المهام اليومية مثل الاعتماد على النفس عند تناول الطعام. 
  3. العلاج المقوم للنطق : الذي يساعد على تحسين النطق والبلع. 
تعليقات