الهلوسة هي الإحساس بمحسوس غير موجود، وبمعنى أدق، يمكن تعريف الهلوسة بأنها الإحساس في حالة اليقظة، والوعي بمحسوس غير موجود، حيث يرى الشخص أو يسمع أو يشم أو يتذوق أو يشعر بأشياء غير موجودة على أرض الواقع.
الهلوسة |
الهلوسة هي الإحساس في حالة الوعي بمحسوس غير موجود يتميز بخواص المحسوسات الموجودة كالحياة والمادية والتحقق في الخارج، وبالتالي ومن خلال هذه الخصائص يمكننا تمييز الهلوسة من الحلم الذي لا يحصل في حالة الوعي، كما يمكننا تمييز الهلوسة من التوهم، فالتوهم هو عبارة عن إحساس مشوّه أو مفسر تفسيراً خاطئاً، كما يتميز من خلال ذلك الحلم عن التخيل والذي يتحقق بإرادة الإنسان وهو عبارة عن تصرف في صور المحسوسات الواقعية.
كما يمكننا من خلال التعريف المذكور أن نميز ما بين الهلوسة والهلوسة الكاذبة، والتي لا تحاكي المحسوسات الواقعية، ولكنها تتم دون إرادة الإنسان، وتختلف الهلوسة أيضا عن الإحساسات الوهمية، والتي يقوم المريض المصاب بها بتحسس محسوسات واقعية بشكل صحيح وتفسير سليم، إلا أنه يعطي لهذه المحسوسات مغزى إضافياً غريباً.
تتنوع أشكال الهلوسة ما بين بصرية وسمعية وشمية وذوقية ولمسية، كما يمكن للهلوسة أن تصيب إحساس الإنسان بالتوازن والحرارة والألم، كما تصيب إحساس الإنسان بالمواضع النسبية للأجزاء المتجاورة من جسمه.
أنواع الهلوسة
يوجد للهلوسة عدة انواع ومنها ما يلي :-
- الهلوسة السمعية.
- الهلوسة البصرية.
- الهلوسة الشمية.
- الهلوسة الحسية.
- الهلوسة الهبناكوكية.
- متلازمة جارلز بونيت.
الهلوسة السمعية
في الهلوسة السمعية يسمع المريض صوتاً أو مجموعة من الأصوات، ويترافق هذا النوع من الهلوسة عادة مع بعض الاضطرابات العقلية كالفصام، ومن أنواع الهلوسات السمعية هي الهلوسة الموسيقية حيث يتهيأ للمريض بأن هنالك موسيقى ترن في ذهنه وعادة ما تكون موسيقى أو أغنية يعرفها المريض جيداً.
- وتحدث الهلوسة السمعية نتيجة الأسباب التالية :-
- ظهور بقع غير طبيعية في ساق الدماغ.
- الأورام.
- التهاب الدماغ.
- فقدان السمع.
- الصرع.
- تجمع الصديد حول بعض الجروح.
الهلوسة الشمية
حيث يقوم المريض بشم روائح غير موجودة ، وتنتج الهلوسات الشمية عادة بسبب تحطم النسيج العصبي في الجهاز الشمي، ويعود تحطم هذا النسيج إلى العديد من الأسباب مثل :-
- الالتهابات الفيروسية.
- أورام الدماغ.
- الإصابات والجراحة.
- التعرض إلى بعض السموم والأدوية.
- مرض الصرع.
الهلوسة البصرية
الهلوسة البصرية أقل انتشاراً من الهلوسة السمعية وهو مترافق مع حالات عضوية حادة كالذهان التخليطي التسممي والهذيانات، أو أورة الصرع، وتحدث أيضاً في أمراض عضوية بؤرية للدماغ، وليست نادرة في الذهانات الفصامية خاصة في المراحل المبكرة للفصام الحاد.
الهلوسة الهبناكوكية
وتحدث الهلوسة الهبناكوكية قبل أن يغط الإنسان في النوم، ويحدث هذا النوع لدى عدد كبير من الناس ويمكن أن تستمر الهلوسة من ثوان إلى دقائق، ويحدث هذا النوع من الهلوسة لدى أشخاص أصحاء عقلياً.
- كما يحدث لدى من يعانون من مرض نوبات النعاس : وهو حالة مرضية تتميز بنوم كثير أثناء فترة النهار وفي أوقات غير مناسبة مثلا أثناء العمل أو في المدرسة.
- يترافق هذا النوع من الهلوسة أحياناً مع بعض أنواع الخلل في عنق الدماغ إلا أن هذه الحالات نادرة.
متلازمة جارلز بونيت
متلازمة جارلز بونيت هو الاسم الذي يطلق على الهلوسات البصرية التي تحدث لدى المكفوفين، حيث يمكن للشخص الأعمى أن يشتت هذه الهلوسة من خلال فتح وإغلاق جفنيه حتى تختفي الصور البصرية.
لا يعتمد هذا النوع من الهلوسة على انخفاض مستوى الإضاءة فهو قد يظهر أثناء فترة النهار أو الليل على حد سواء، ولا يقلق هذا النوع من الهلوسة المريض كثيراً حيث يكون المرضى عادة واعيين بأنهم يهلوسون.
الهلوسة الحسية
و يتم خلالها الشعور بأمور تلامس المريض وتؤدي إلى أشكال مختلفة من الضغط على الجلد أو على أعضاء أخرى، ويترافق هذا النوع من الهلوسة عادة مع تعاطي بعض المواد، مثلاً قد يشعر بعض متعاطي الكوكايين بأن براغيث تتسلق على جسده وتعرف هذه الحالة بنملان.
كيف تحدث الهلوسة
أن الهلوسة ما هي إلا بروز الأماني والأفكار والرغبات من العقل اللاواعي على صفحة الوعي، وتحدث الهلوسة نتيجة خلل وظيفي في الدماغ، ويمكن القول بأن فعالية ووظيفية الناقل العصبي المعروف بالدوبأمين تعتبر مهمة بذالك الخصوص.
وأن السبب المسؤول عن الهلوسة هو حدوث تحيزات في القدرات الميتا إدراكية، وهذه القدرات تسمح لنا بمراقبة وسحب الاستدلالات من حالاتنا النفسية الداخلية مثل النوايا، والذكريات، والعقائد والأفكار.