النوم القهري يعرف بالتغفيق وهو مرض عصبي مزمن يتمحور حول فقدان قدرة الدماغ على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ بشكل طبيعي، وهو أحد اضطرابات النوم التي يتعرض فيها الفرد إلى نوبات شديدة من النوم التي لا يمكن مقاومتها أثناء الانشطة اليومية، حيث يعاني المصابون بالتغفيق غالباً من نعاس شديد في النهار يشابه النعاس الذي يحدث بعد الحرمان من النوم لمدة يومين عند الأشخاص الطبيعيين، كما يعانون من اضطراب النوم ليلاً.
التغفيق |
التغفيق هو اضطراب غير معروف السبب يتميز بنعاس شديد ويرتبط بشكل نموذجي بالجمدة (الجمدة هي حالة لحظية تتصف بفقدان وظيفة العضلات، مثل وجود ارتخاء في الرقبة أو الركبة، وتدلي عضلات الوجه)، وغيرها من ظواهر حركة العين السريعة أثناء النوم، مثل شلل النوم وهلوسات بداية النوم.
أسباب النوم القهري
النوم القهري هو اضطراب نوم عصبي غير ناجم عن مرض عقلي أو مشاكل نفسية، ومن الأرجح فإنه يتأثر بعدد من التشوهات الجينية التي تؤثر على عوامل بيولوجية محددة في الدماغ، ويحدث هذا المرض عادة نتيجة نقص مادة عضوية تدعى أوركسين أو نتيجة خلل في المستقبل لمادة الأركسين.
قد يرتبط هذا المرض بالعوامل الجينية، فهناك عامل يبدو أنه يزيد من احتمالية حصول الشخص على المرض ويقع في كروموسوم رقم 6، كما أن هناك عدد من المتغيرات في مركبات مستضدات الكريات البيض البشرية، يعتقد أنها تزيد من نسبة احتمالية استجابة المناعة الذاتية لبعض الأعصاب المنتجة لبروتين الهايبوكريتين أو الأوريكسين، وينتج في الدماغ، وهو مسؤول عن التحكم في الشهية وأنماط النوم.
أعراض وعلامات النوم القهري
الاعراض الرئيسية للنوم القهري هي :-
- النعاس الشديد في النهار : يحدث النعاس الشديد في النهار حتى لو كانت ساعات النوم كافية في الليل، ولا يستطيع المريض مقاومة هذه الغفوات، وقد تحدث هذه الغفوات أكثر من مرة أثناء النهار.
- الشعور بالخمول أو النوم في أوقات وأماكن غير مناسبة، وقد يبقى المصاب متعباً طيلة النهار.
- قد يستمر الخمول لفترة طويلة من الوقت أثناء النهار وقد لا يتوقف أبداً، بالإضافة إلى أن النوم أثناء الليل قد يكون متقطعاً مع حالات إستيقاظ متكررة.
- لا يدخل الشخص المصاب بالنوم القهري في مرحلة النوم العميق كالأشخاص الأصحاء، ولا يشعر بالاكتفاء من النوم.
- مرحلة حركة العين السريعة غير الطبيعية : حيث يدخل المصابون بالتغفيق في مرحلة حركة العين السريعة في وقت غير طبيعي حيث تحدث في بداية النوم، وحتى أثناء نومهم في النهار.
ومن الاعراض الأخرى ما يلي :-
- الجمدة : هي حالة لحظية تتصف بفقدان وظيفة العضلات، مثل ارتخاء في الرقبة أو الركبة، وتدلي عضلات الوجه، وضعف في الركب، أو عدم القدرة على التحدث بوضوح، وتتم اثارة النوبات عن طريق لحظات عاطفية مفاجئة مثل الضحك، الغضب، الاندهاش أو الخوف، وقد تستمر من عدة ثواني إلى عدة دقائق، ويبقى الشخص واعياً طيلة فترة النوبة.
- شلل النوم : هو عدم قدرة المريض على الكلام أو الحركة بشكل مؤقت عند الاستيقاظ، وتدوم لثواني أو دقائق.
- هلوسات مقتبل النوم : وهي هلوسات مخيفة وواضحة تشبه الحلم، تحدث قبل النوم أو الغفيان، وتحدث الهلوسات التنويمية عند الاستيقاظ من النوم، وقد تكون على شكل أحاسيس مرئية أو مسموعة.
- الحركات التلقائية أو الأوتوماتيكية : وتعني أن الشخص يستمر في القيام بالكلام، ووضع الأغراض بعيداً عنه، خلال فترات النوم، ولكن المريض لا يتذكر القيام بهذه الأعمال بعد الاستيقاظ.
- الصحوة أثناء الليل : حيث تتميز بفترات استيقاظ أثناء الليل، وهذه الفترات قد تكون مصحوبة بومضات حارة، وارتفاع معدل ضربات القلب، وانتباه ووعي شديد.
وقد تشمل اعراض وعلامات النوم القهري ما يلي :-
- النعاس المفرط في النهار، حيث يشكوا المصاب بالاضطراب من رغبة لا تقاوم في النوم والتي يمكن أن تحدث وتتكرر عدة مرات في اليوم.
- ضعف مفاجئ في العضلات : يتأثر الضعف من الانفعالات القوية مثل الغضب والدموع أو الضحك، ويظهر الضعف العضلي بصورة تراخياً لعضلات الوجه إلى إسقاط الفك أو الرأس، وضعف في الركبتين، أو الانهيار التام.
- الهلوسة.
- شلل النوم حيث يصبح الجسم مشلولا والمرضى يعجزون عن الحركة.
- يعاني المريض من نوم مضطرب.
- وقد يعاني بعض المرضى من الأرق لفترات طويلة.
أعراض النوم القهري وخصوصاً النعاس الشديد أثناء النوم والجمدة، غالباً ما تصبح شديدة بشكل يجعلها كافية لحدوث مشاكل خطيرة في حياة الشخص الإجتماعية، الشخصية والعملية.
في الحالة الطبيعية، عندما يكون الشخص مستيقظاً، تكون موجات الدماغ في نمط منتظم وعندما يخلد الشخص إلى النوم، تصبح الموجات أبطأ وأقل إنتظاماً، وهذه المرحلة من النوم تسمى عدم حركة العين السريعة، وبعد ساعة ونصف من عدم حركة السريعة، تبدأ موجات الدماغ بإظهار نمط نشط مرة أخرى، وهذه المرحلة من النوم تسمى مرحلة حركة العين السريعة، وفيها تحدث الأحلام التي نتذكرها في الغالب، بالإضافة إلى التغيرات في موجات الدماغ، تمت ملاحظة إرتخاء العضلات.
أما في حالة النوم القهري فإن ترتيب وطول مراحل عدم حركة العين السريعة وحركة العين السريعة يكون مضطرب، حيث أن مرحلة حركة العين السريعة تحدث في بداية النوم بدلاً من أن تحدث بعد مرحلة عدم حركة العين السريعة، ولهذا يوصف مرض النوم القهري باضطراب تكون فيه مرحلة حركة العين السريعة في وقت غير طبيعي.
تشخيص التغفيق
قد يصعب تشخيص التغفيق بشكل أكيد، عند عدم وجود عرض الجمدة بشكل واضح، ولهذا فقد تم وضع معايير لتشخيص التغفيق، وهي كما يلي :-
- شكوى من نعاس شديد أو ضعف مفاجئ في العضلات.
- أعراض إضافية تتضمن : شلل النوم، نوم متقطع، هلوسات مقتبل النوم وتصرفات تلقائية متكررة.
- ظهور واحدة او اكثر من النتائج التالية عند اجراء تخطيط النوم :-
- طور النوم الكموني أقل من 10 دقائق.
- طور حركة العين السريعة الكموني أقل من 20 دقيقة.
- طور النوم الكموني المتعدد بفترة كمون أقل من 5 دقائق.
- حدوث مرحلة حركة العين السريعة مرتين أو أكثر أثناء النوم.
- عدم وجود اضطراب عقلي أو مرضي قد يسبب هذه الأعراض.
ويتم التشخيص من خلال فحص ويدعى MSLT : وهو فحص يتم من خلاله حساب المدة الزمنية التي تستغرق للمريض لوقوعه في النوم حيث تكون قصيرة جداً وعادة اقل من خمس دقائق، ومعرفة المدة الزمنية لوصوله مرحلة نوم الحركات السريعة للعينين.
علاج النوم القهري
تهدف المعالجة إلى مساعدت المرضى، والتخفيف من معاناتهم، ولكن لا يمكن شفاؤهم تماماً، ويعتمد العلاج على الأعراض والاستجابة العلاجية، والوقت اللازم لتحقيق التحكم المثالي بالأعراض يختلف بشدة من مريض لآخر، وقد يأخذ وقتاً يتراوح بين عدة أشهر أو أكثر، وقد تحتاج الأدوية الى التعديل، بالإضافة إلى تعديل نمط الحياة.
تعتبر منشطات الجهاز العصبي المركزي العلاج الأساسي للنعاس الشديد في النهار، مثل :-
- Methylphenidate.
- amphetamine.
- methamphetamine.
- Modafinil Provigil.
أما بالنسبة للجمدة و أعراض حركة العين السريعة الأخرى فإنها تعالج غالبا بالأدوية المضادة للإكتئاب مثل :-
- clomipramine.
- imipramine.
- protryptaline.
بالإضافة إلى إستخدام أدوية أخرى تقوم بتثبيت مرحلة حركة العين السريعة مثل : Venlafaxine.