مواه الرأس Hydrocephalus

 مواه الرأس يعرف بإستسقاء الرأس، أو إستسقاء الدماغ، وهو مرض يتميز بتراكم السائل النخاعي في الجيوب والتجاويف الداخلية للدماغ مما قد يتسبب في ارتفاع الضغط داخل القحف، وقد يؤدي ذلك إلى اختلاجات واختلالات عقلية، وتضخم الرأس بحيث يكون الرأس أكبر بكثير من الطبيعي، ويمكن للمرض أن يكون إما خلقياً أو مكتسباً.

إستسقاء الراس
مواه الرأس

إستسقاء الدماغ قد يحدث نتيجة تكوين السائل الدماغي الشوكي بمعدلات أكبر من الطبيعية فيحدث عدم التوافق بين إنتاج السائل النخاعي وامتصاصه، مما يسبب تراكمه داخل البطينات الدماغية. 

أسباب مواه الرأس

تحدث مواه الرأس نتيجة تراكم السائل النخاعي في الجيوب والتجاويف الداخلية للدماغ، ويحدث تراكم السائل النخاعي نتيجة :-

  1. انسداد في مسار السائل النخاعي. 
  2. تكوين السائل الدماغي الشوكي بمعدلات أكبر من الطبيعي فيحدث عدم التوافق بين إنتاج السائل النخاعي وامتصاصه، مما يسبب تراكمه داخل البطينات الدماغية. 

يفرز السائل الدماغي الشوكي من الضفيرة المشيمية الموجودة في الجزء الداخلي من البطين الجانبي وسطح البطين الثالث و الرابع، ويأخذ السائل دورته داخل الدماغ من البطين الثالث ثم البطين الرابع ومن خلال ثقبي لوشكا وماجندي إلى المنطقة تحت العنكبوتية، حيث يمتص عن طريق الحبيبات والزغيبات العنكبوتية. 

وفي حال انغلاق الطريق الذي يسلكه السائل، فإن المنطقة السابقة للانغلاق سوف تتوسع ويكبر حجمها، مما يضغط على الدماغ والألياف العصبية، وقد يحدث هذا الإنغلاق نتيجة :-

  • أسباب خلقية : حيث تظهر الأعراض بعد الولادة مباشرةً.
  • أسباب مكتسبة : نتيجة التهاب الدماغ والتهاب السحايا أو حالات أورام المخ أو نتيجة إصابة بالرأس. 

أنواع استسقاء الرأس

تم تصنيف استسقاء الرأس إلى : استسقاء رأس متصل، واستسقاء رأس غير متصل. 

النوع المتصل : استسقاء الرأس المتصل والذي يعرف أيضاً باستسقاء الرأس غير المسدود، ويحدث نتيجة خلل في إعادة امتصاص السائل النخاعي في غياب أي انسداد لسريان السائل النخاعي بين البطينات والمنطقة تحت النخاعية. 

وهناك العديد من الحالات العصبية التي تسبب استسقاء الرأس المتصل ومنها ما يلي :-

  1. النزيف في المنطقة تحت العنكبوتية أو النزيف داخل بطينات الدماغ. 
  2. التهاب السحايا وغياب الزغب العنكبوتية منذ الولادة. 
  3. تندب وتليف المنطقة تحت العنكبوتية الذي يتبع الالتهابات. 
  4. الأمراض المعدية. 
  5. الأحداث التي يحدث بها نزيف يمكن أن تؤدي أيضاً إلى منع امتصاص السائل النخاعي، مؤدية إلى توسع شامل في كل البطينات. 

النوع غير المتصل : استسقاء الرأس غير المتصل أو استسقاء الرأس المسدود يحدث نتيجة انسداد في سريان السائل النخاعي، وقد يحدث الانسداد في فتحة مونرو، أو في قناة سلفيوس، والانسداد في البطين الرابع، كما قد يحدث في فتحة لوشكا وفتحة ماجندي. 

فسيولوجية المرض

يحتوي المخ على مجموعة مكونة من أربعة بطينات (حجرات أو تجاويف صغيرة) كلها تحتوي على السائل الدماغي الشوكي فيما يعرف بالجهاز البطيني للمخ، تتصل البطينات الأربعة ببعضها وبالقناة المركزية الموجودة في منتصف الحبل الشوكي ويتم بداخل البطينات الأربعة وبشكل مستمر تكوين سائل مهم من سوائل الجسم يسمى السائل الدماغي الشوكي. 

  • في الظروف العادية يتحرك السائل الدماغي الشوكي في البطينات الدماغية، والحيز تحت العنكبوتية، وقناة داخل النخاع الشوكي، ويعمل هذا السائل على حماية المخ من صلابة وقسوة عظام الجمجمة حيث يعمل كمصدات للضربات والصدمات. 
  • وبالإضافة إلى الحماية، فإن هذا السائل يعمل كوسيط ناقل للمواد المغذية للمخ والمواد التي يتخلص منها. 
  • ويُنتج هذا السائل بمعدل يومي يتراوح بين 50 – 500 ملي لتر حسب العمر، كما أنه يمتص ويُنزح من خلال الدورة الدموية بنفس المعدل، وبذلك يبقى حجمه ثابتاً لا زيادة فيه ولا نقص. 

ولكن لأسباب مرضية أو اختلالات في التكوين قد يحدث أن تتعطل دورة السائل الدماغي الشوكي، ويتراكم السائل في بطينات الدماغ ويضغط على الأنسجة المحيطة به بما في ذلك الدماغ والقحف. 

أعراض وعلامات استسقاء الرأس

عندما يكون المرض خلقياً فإن العرض الرئيسي هو زيادة حجم الرأس بحيث يكون أكبر بكثير من الطبيعي ويحدث ذالك مباشرة بعد الولادة، واحياناً يحدث في الرحم اثناء تطور الجنين. 

وعندما يكون المرض مكتسباً فإن أعراض زيادة الضغط داخل القحف الدماغي، تشمل ما يلي :-

  1. الصداع. 
  2. الغثيان و الاستفراغ. 
  3. وذمة الحليمة. 
  4. النعاس أو الغيبوبة. 
  5. ارتفاع الضغط داخل القحف الدماغي قد يؤدي إلى فتق في أجزاء من الدماغ ، وهذا يولد ضغطاً على جذع الدماغ والذي من الممكن أن يهدد الحياة. 
  6. يحدث استسقاء الراس ويكبر تدريجياً.
  7. تعتمد الأعراض على سبب الانسداد، وعمر المصاب، وكمية الانسجة الدماغية التي تضررت نتيجة التورم. 

الأعراض العامة المصاحبة لإستسقاء الراس

الأطفال الذين يعانون من استسقاء الرأس، فإن السائل النخاعي يتراكم في الجهاز العصبي المركزي مما يتسبب في انتفاخ اليافوخ، والرأس يصبح حجمه أكبر مما هو متوقع، ومن الأعراض التي يمكن أن تظهر في وقت مبكر ما يلي :-

  • عجز عصبي موضعي مثل شلل في العصب الدماغي المبعد وشلل بالقدرة على النظر بشكل عمودي. 
  • العيون المحدقة للأسفل. 
  • التهيج، والتشنجات. 
  • انفصال عظام الجمجمة عن بعضها. 
  • النعاس، والغثيان، والاستفراغ. 

وتشمل الأعراض التي يمكن أن تحدث في الاطفال الأكبر سناً، مايلي :-

  1. بكاء عالي وشديد النبرة. 
  2. تغيرات في الشخصية، والذاكرة، أو القدرة على التفكير. 
  3. تغيرات في مظهر الرأس وتباعد العينين. 
  4. عيون مغمضة أو حركات لاإراية في العينين. 
  5. صعوبة في التغذية. 
  6. النوم المفرط. 
  7. الصداع. 
  8. التهيج وضعف السيطرة على الأعصاب. 
  9. التبول اللاإرادي والخرف. 
  10. اختلال في المشية : فقدان التناسق وصعوبة في المشي. 
  11. تشنج في العضلات. 
  12. تباطئ النمو. 
  13. حركة بطيئة أو مقيدة. 
  14. الغثيان والاستفراغ. 

                            وبما أن استسقاء الدماغ يمكن أن يؤدي إلى أضرار في الدماغ، فإن التفكير والتصرفات يمكن أن تتأثر بصورة سلبية، كما يلاحظ صعوبات التعلم ومنها فقدان الذاكرة على المدى القصير وهي أحد الأعراض الشائعة عند مرضى استسقاء الرأس. 

                            تشخيص المرض

                            يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي والفحص السريري، ومعرفة الحالة المصاحبة، بالإضافة إلى بعض الفحوصات الإشعاعية مثل :-

                            1. الأشعة المقطعية : وتعطي صور واضحة عن الحالة ومكان الانسداد. 
                            2. الأشعة فوق الصوتية : وتعطي صورة عن تطور حجم البطين وتستخدم في المتابعة. 
                            3. مقياس الضغط داخل الجهاز البطيني للمخ. 
                            4. قد يحتاج المريض إلى اختبار بزل للسائل الدماغي الشوكي للتأكد من تشخيص التهاب للسحايا والتعرف على نوعه. 

                            علاج مواه الرأس

                            تعتمد معالجة مواه الرأس على سبب المرض فبعض الحالات لايمكن علاجها، ومنها حالات يستطيع معها المريض ان يعيش طبيعياً، وعندما يكون سبب المرض الانسداد تتم معالجة من خلال : العملية الجراحية لإيجاد مخرج آخر لتقليل الضغط داخل الدماغ، حيث يقوم جراح الأعصاب بعمل توصيل بين بطينات المخ وتجويف القلب أو تجويف البطن لتصريف السائل فيما يعرف بالتحويلة الدماغية. 

                            يقوم الجراح بإدخال أنبوبة في البطين الجانبي، وتخرج من عظمة الجمجمة، وهناك يمكن وضع صمام للتحكم في كمية السائل المتحرك معتمداً على توازن الضغط داخل البطين، ومن هذا الصمام وتحت الجلد تكون هناك أنبوبة متصلة عبر الرقبة والصدر لتنتهي في البطن، حيث يصل السائل الدماغي الشوكي الزائد ويمتص من خلال الغشاء البريتوني. 

                            تعليقات