فرط الدريقات هو زيادة نشاط الغدد جارات الدرقية وهو مرض ينجم عن فرط إفراز هرمون الباراثورمون الذي تصنعه الغدد الدريقية وهذا الهرمون مسئول عن تنظيم وضبط نسبة الكالسيوم في الدم، ونتيجة فرط جارات الدرق ترتفع نسبة الكالسيوم في الدم.
فرط الدريقات |
يحدث فرط جارات الدرقية الأولي في 80% من الحالات نتيجة ورم حميد واحد يسمى ورم جار الدرقية الحميد، بينما تحدث أغلب الحالات المتبقية لعدة أورام حميدة، ونادراً ما يكون بسبب سرطان الغدة الجار درقية، ويحدث فرط جارات الدرقية الثانوي عادة بسبب نقص فيتامين د، أو مرض الكلى المزمن، أو نتيجة أي سبب آخر لنقص كالسيوم الدم.
أنواع فرط الدريقات
تم تقسيم فرط نشاط الغدد جارات الدرقية الى ثلاثة أنواع على حسب السبب وهي كما يلي :-
- فرط الدريقات الأولي : ويحدث نتيجة لزيادة نشاط الدريقات بشكل تلقائياً، وبدون وجود عامل محفز لزيادة نشاطها.
- فرط الدريقات الثانوي : ويحدث نتيجة زيادة في نشاط الدريقات نتيجة لنقص الكالسيوم في الدم لفترات طويلة، كما يحدث في نقص الفيتامين د.
- فرط الدريقات الثالثي : ويحدث نتيجة تكون ورم غدي في الدريقات بسبب نقص مطول في كالسيوم الدم، كما يحدث في فشل الكلية المزمن.
أسباب فرط الغدد جارات الدرقية
إن سبب فرط الغدد الجار درقية غالباً ما يكون مجهولاً، وقد يكون فرط الدريقات نتيجة ما يلي :-
- متلازمة تكوُّن الورم الصماوي المتعدد النوع 1 : وهي التي تنقل بالوراثة، وتؤثر على وظائف البنكرياس، والغدة الدريقية، والغدة النخامية.
- زيادة نشاط الدريقات بشكل تلقائياً، وبدون وجود عامل محفز لزيادة نشاطها، وهذا يؤدي الى فرط الدريقات الأولي.
- زيادة في نشاط الدريقات نتيجة لنقص الكالسيوم في الدم لفترات طويلة، كما يحدث في نقص الفيتامين د، وهذا يؤدي الى فرط الدريقات الثانوي.
- تكون ورم غدي في الدريقات بسبب نقص مطول في كالسيوم الدم، كما يحدث في فشل الكلية المزمن، وهذا يؤدي الى فرط الدريقات الثالثي.
- حالات قصور الكلى المزمن : وهنا تكون الغدة الدريقية طبيعية وتفرز هرموناتها بشكل طبيعي، ولكن يوجد خلل في مجسات استشعار الكالسيوم بحيث لا تعمل بشكل صحيح، مما يؤدي إلى إفراز هرمون الغدة الجار درقية بشكل أكثر مما بجب والذي يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم.
عوامل خطر الإصابة بفرط الدريقات
من أهم عوامل الخطر التي تساعد في الإصابة بفرط الدريقات ما يلي :-
- العلاج بالإشعاع في منطقة الرقبة.
- التقدم في العمر.
- متلازمات وراثية عائلية تحدث بشكل نادر.
المتلازمات الوراثية تضم الأورام الحميدة والخبيثة في الغدد الأخرى في الجسم، كالغدة النخامية، والغدة الكظرية، والغدة الدرقية.
أعراض وعلامات زيادة نشاط الدريقات
يؤدي زيادة نشاط الدريقات إلى زيادة كبيرة في مستويات الكالسيوم في الدم، مما يؤدي الى ظهور الأعراض والعلامات التالية :-
- الضعف، والتعب، والعصبية، وتقلب المزاج.
- الإرهاق والإكتئاب والتشوش الذهني.
- فقدان الشهية.
- زيادة العطش بسبب الزيادة في التبول.
- تكون حصوات الكلى.
- ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب.
- قرحة المعدة، والتهاب البنكرياس.
- الغثيان ، والتقيؤ.
- الإمساك ويؤدي ذالك الى تباطؤ انقباض العضلات التي تغطي الجهاز الهضمي.
الفسيولوجية المرضية
تقيس الغدد جارات الدرقية السليمة تركيز الكالسيوم المتأين في الدم (Ca2+) وتفرز الهرمون الجار درقي بناءً على ذلك، فإذا ارتفع تركيز أيونات الكالسيوم عن الطبيعي يقل إفراز الهرمون الجار درقي، أما إذا انخفض مستوى أيونات الكالسيوم فإن إفراز الهرمون يزداد.
يحدث فرط كالسيوم الدم الثانوي إذا كان مستوى كالسيوم الدم منخفض بشكل غير طبيعي، وتستجيب الغدد السليمة بإفراز الهرمون الجار درقي بمعدل مرتفع بشكل ثابت، ويحدث ذلك عادة عندما يكون مستوى الكالسيتريول في الدم منخفض مع نقص كالسيوم الدم.
يمكن أن ينتج نقص الكالسيتريول عن نقص تناول فيتامين د في الطعام، أو نقص تعرض الجلد لضوء الشمس، فلا يستطيع الجسم تصنيع فيتامين د من الكولسترول، ويرجع نقص فيتامين د عادة إلى مزيج من كلا العاملين.
يتم تحويل فيتامين د3 (كوليكالسيفيرول) إلى كالسيفيديول بواسطة الكبد، ثم يتم نقله عبر الدم إلى الكلى أي يتم تحويله إلى الصورة النشطة (الكالسيتريول)، وهكذا فإن فرط جارات الدرقية الثانوي قد يحدث بسبب مرض الكلى المزمن، حيث تقل القدرة على تصنيع الكالسيتريول، مما يؤدي إلى نقص كالسيوم الدم.
مضاعفات فرط الغدد الدريقية
اذا لم تتم معالجة فرط الدريقات قد يؤدي الى بعض المضاعفات، ومنها ما يلي :-
- هشاشة العظام.
- التهاب العظام الليفي الكيسي.
- حصى الكلى.
- أمراض القلب.
تشخيص فرط الدريقات
يتم تشخيص المرض من خلال إجراء فحص الدم بحيث يتم التعرف على :-
- نسبة الكالسيوم في الدم.
- نسبة هرمون الغدة الجار درقية بالدم.
علاج فرط نشاط الغدد الدريقية
إن علاج فرط نشاط الغدة الدريقية هو علاج محافظ عادةً، ويعتمد على تناول الأدوية التي تثبط نشاط الغدة الدريقية.
ويتضمن العلاج موازنة مستويات الكالسيوم في الجسم، ويتم ذلك عن طريق زيادة إفراز الكالسيوم في البول عن طريق ما يلي :-
- شرب الكثير من السوائل.
- إعطاء السوائل عبر الوريد اعتماداً على فرط الكالسيوم الدم.
- إعطاء أدوية مدرة للبول، مع الرصد المتلازم لتوازن السوائل وفحوص تواجد الأملاح في الدم.
الجراحة : إذا كان هناك دليل على مضاعفات خطيرة نتيجة فرط الكالسيوم في الدم، كــ تكون حصوات الكلى، وهشاشة العظام، فإن الاستئصال الجزئي للغدة المتضخمة هو العلاج المفضل.
يمثل المستوى المرتفع لهرمون الغدد جارات الدرقية لدى المصابين بفرط جارات الدرقية الثانوي، استجابة طبيعية لانخفاض مستوى الكالسيوم ويجب توجيه العلاج نحو سبب انخفاض مستوى الكالسيوم، كــ نقص فيتامين د أو مرض الكلى المزمن، فإذا نجح ذلك ينبغي أن يعود مستوى الهرمون إلى مستواه الطبيعي، إلا إذا أصبح الإفراز تلقائياً، أي نتيجة فرط جارات الدرقية الثالثي.
الوقاية من فرط الدريقات
هناك عدة طرق للوقاية من فرط الدريقات ومنها ما يلي :-
- شرب الكثير من السوائل.
- الرياضة.
- تجنب شرب الأدوية التي تحتوي على الكالسيوم.
- مراقبة نسبة فيتامين د في الدم.