فرط الدريقات الأولي هو زيادة في تركيز الهرمون الدريقي في الدم نتيجة لزيادة نشاط الغدد الجار درقية بشكل تلقائياً، وبدون وجود عامل محفز لزيادة نشاطها، ويعتبر أهم الأسباب المسببة لفرط كالسيوم الدم.
فرط الدريقات الأولي |
يجب تمييز فرط الدريقات الأولي عن فرط الدريقات الثانوي، الذي يكون فيه زيادة في نشاط الدريقات نتيجة لنقص الكالسيوم في الدم لفترات طويلة، كما يحدث في نقص فيتامين د، وكما يختلف عن نقص الدريقات الثالثي، والذي يتكون فيه ورم غدي في الدريقات بسبب نقص مطول للكالسيوم، كما يحدث في فشل الكلية المزمن.
أسباب فرط الدريقات الأولي
تحدث زيادة نشاط الدريقات تلقائياً، بدون وجود عامل محفز لزيادة نشاطها، أي أن السبب المباشر لفرط الدريقات الأولي مجهول غالباً، واحياناً قد يحدث نتيجة ما يلي :-
- الوراثة كما يحدث في :-
- متلازمة الورم الصماوي المتعدد النوع 1 : وهي متلازمة سرطانية تحدث نتيجة طفرة في جين MEN I.
- متلازمة الورم الصماوي المتعدد النوع 2 : وهي متلازمة سرطانية تحدث نتيجة طفرة في الجين الورمي RET.
- فرط كالسيوم الدم الناقص كلس البول العائلي : ويحدث نتيجة طفرة جينية تؤدي الى نقص استجابته الكالسيوم في المستقبل المتحسس للكالسيوم.
- زيادة البروتين سيكلين د1 : وهو عبارة عن طفرة في الجين PRAD1.
- أورام الغدة.
- فرط التنسج : هو زيادة عدد الخلايا في عضو أو نسيج مما يؤدي إلى زيادة في حجم ذالك العضو، وهنا فرط التنسج يعني زيادة في حجم الغده الجار درقية نتيجة لزيادة عدد الخلايا فيها.
- سرطان الدريقات.
أعراض وعلامات فرط جارات الدرق الأولي
بعض المصابين بفرط جارات الدرق الأولي لا يعانون من أعراض، والبعض الأخر تكون عندهم أعراض غير نمطية، أي لا تشير إلى المرض بشكل خاص.
وقد يعاني المريض من أعراض عامة مثل : الإعياء، وضعف التركيز، والضعف العام والاكتئاب، وبما أن الأعراض قد تكون خفيفة أو غير خاصة بالمرض، فإن المرض قد يظل موجوداً بشكل خفي لعدة سنوات.
تحدث الأعراض والعلامات الناتجة عن فرط الدريقات الأولي في عدة أجهزة في الجسم، حيث يؤثر المرض على الكلية، والعظام، والجهاز العصبي، والجهاز المعدي المعوي والجهاز القلبي الوعائي ولكلاً منهما أعراض خاصة بالمرض، وتحدث أغلب الأعراض والعلامات نتيجة زيادة الكالسيوم الناتج عن فرط الدريقات.
الأعراض والعلامات المتعلقة بالكلية وتشمل ما يلي :-
- حصوات كلوية نتيجة زيادة الكالسيوم في الدم، وتتكون الحصيات عادة من أوكسالات الكالسيوم أو فوسفات الكالسيوم.
- زيادة البول.
- زيادة العطش.
- مغص كلوي.
- عند وجود حصيات كبيرة، أو في حال تكرار تحصي الكلية فإن هذا قد يؤدي إلى انخفاض وظيفة الكلية، والعدوى أو انسداد السبيل البولي.
الأعراض والعلامات المتعلقة بالجهاز العضلي الهيكلي وتشمل ما يلي :-
- التهاب العظم الليفي الكيسي : ويحدث نتيجة زيادة ارتشاف العظم بوساطة الخلايا ناقضة العظم، حيث يزداد عدد الخلايا ناقضة العظم في هذا المرض.
- ألم ومضض(الم عند اللمس) في العظام، سهولة كسر العظام وتشوهات في العظام.
- كلاس الغضاريف : ويحدث نتيجة ترسيب بلورات بيروفوسفات الكالسيوم في غضاريف المفاصل، والتي قد تؤدي إلى التهاب المفصل التنكسي الثانوي أو إلى نقرس كاذب.
- نخر العظم.
الأعراض والعلامات الأخرى وتشمل ما يلي :-
- ضعف العضلات الدانية (يصيب الأطراف السفلى أكثر من العليا).
- الإعياء، والتعب.
- ضمور العضلات.
- الاكتئاب.
- انخفاض مستويات الطاقة، وضعف القدرة على إتمام المهام.
- النعاس.
- ضعف الإدراك، والارتباك.
- ضعف الذاكرة وضعف التفكير.
- غثيان، وتقيّؤ.
- عسر الهضم.
- قرحة هضمية أو إمساك.
- آلام في البطن وقد يكون بسبب انسداد الأمعاء الذي سببه فرط الكالسيوم.
- فرط ضغط الدم.
- تضخم البطين الأيسر.
- تكلس الشرايين أو تصلب الشرايين.
تشخيص زيادة نشاط الدريقات الأولي
يتم تشخيص زيادة نشاط الغدد جارات الدرقية الأولي من خلال ما يلي :-
- فحص نسبة كالسيوم الدم : حيث تكون مرتفعة أكثر من الطبيعي، أي أكثر من 10.5 مغ/ديسيلتر.
- فحص نسبة الهرمون الدريقي في الدم : حيث تكون مرتفعة.
- فحص نسبة الفوسفات : حيث تكون منخفضة.
علاج فرط الدريقات الأولي
إن علاج فرط نشاط الغدة الدريقية هو علاج محافظ، حيث يعتمد على تناول الأدوية التي تثبط نشاط الغدة الدريقية، ويتضمن العلاج موازنة مستويات الكالسيوم في الجسم، ويتم ذلك عن طريق زيادة إفراز الكالسيوم في البول عن طريق ما يلي :-
- شرب الكثير من السوائل.
- إعطاء السوائل عبر الوريد اعتماداً على فرط الكالسيوم الدم.
- إعطاء أدوية مدرة للبول، مع الرصد المتلازم لتوازن السوائل وفحوص تواجد الأملاح في الدم.
- معالجة الأعراض الأخرى حسب حالة المريض.
المعالجة الجراحية
إذا كان هناك مضاعفات خطيرة نتيجة فرط الكالسيوم في الدم، مثل نشوء حصوات الكلى، وهشاشة العظام، فإن الاستئصال للغدة المتضخمة هو العلاج المفضل.