داء الكلب Rabies

 داء الكلب هو مرض فيروسي يسبب التهاب حاد في الدماغ ويصيب الحيوانات ذات الدم الحار، وهو مرض حيواني المنشأ أي أنه ينتقل من فصيلة الى اخرى كما ينتقل من الكلاب إلى الإنسان، وينتقل المرض غالباً عن طريق عضة من الحيوان المصاب. 

عضة الكلاب المعدية
داء الكلب

لاتعتبر عضات جميع الكلاب معدية أو مسببة للمرض، لكنها تعتبر معدية عندما يكون الكلب مصاب بالمرض فقط، ويؤدي داء الكلب للوفاة عندما يصيب الإنسان بمجرد ظهور الأعراض إلا في حال تلقيه الوقاية اللازمة ضد المرض، حيث أن المرض يصيب الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى إصابة الدماغ بالمرض ثم الوفاة. 

  • إن الفيروس المسبب لداء الكلب هو نوع من أنواع الفيروسات الكلبية، من فصيلة الفيروسات الربدية. 
  • ينتقل فيروس داء الكلب إلى الدماغ عبر الأعصاب المحيطية، وغالباً ما تستغرق فترة حضانة المرض عدة أشهر حسب مسافة وصول الفيروس للجهاز العصبي المركزي. 

تبدأ أعراض المرض بالظهور بمجرد وصول الفيروس للجهاز العصبي المركزي ولا يمكن معالجة العدوى ويؤدي غالباً إلى الوفاة خلال بضعة أيام. 

أعراض وعلامات داء الكلب

تظهر أعراض وعلامات مرض الكلاب لدى الشخص الذي تعرض لعضة كلب مصاب بمرض داء الكلب، حيث تمتد فترة حضانة المرض من 4 أيام الى عدة شهور، وربما قد تمتد الى عدة سنوات، وذلك يعتمد على مكان وخطورة الجرح الملقح وعلى كمية الفيروسات التي دخلت، (وفترة الحضانة هي الفترة الواقعة ما بين عضة الكلب وبداية ظهور الأعراض لدى الشخص المصاب). 

وتتضمن أعراض وعلامات داء الكلب ما يلي :-

  • الأعراض المبكرة وتشمل :-
    1. الشعور بالضيق. 
    2. الصداع. 
    3. الحمى. 
    4. ضعف عام أو إحساس بعدم الراحة. 
    5. تتزايد هذة الأعراض تدريجياً ثم تتحول إلى ألم حاد. 
  • الأعراض المتقدمة وتشمل :-
    1. حركات عنيفة و تهيج لا إرادي. 
    2. الاكتئاب والقلق. 
    3. أرق وارتباك وهيجان وسلوك شاذ وزور (جنون الارتياب أو جنون العظمة). 
    4. الرعب والهلوسة ، وتتطور إلى هذيان. 
    5. رهاب الماء، حيث يتهيج المريض عند رؤية الماء. 
    6. شلل طفيف أو جزئي. 

بعد ظهور هذة الأعراض فإن الوفاة تكون وشيكة وتحدث في الفترة من ( 2 -10) أيام، فعندما تظهر الأعراض تصبح إمكانية البقاء نادرة حتى مع تعاطي الدواء الخاص والعناية المركزة. 

التشخيص

يكون داء الكلب صعب التشخيص، في مراحله المبكرة ويمكن الخلط بينه وبين الأمراض الأخرى، ويتم التشخيص من خلال :-

  • تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR). 
  • زراعة فيروسية لعينات من الدماغ تؤخذ بعد الوفاة. 
  • ويمكن أيضا أن يتم تشخيص المرض بشكل موثوق به بأخذ عينات من الجلد قبل الوفاة. 
  • كما يمكن إجراء التشخيص عن طريق عينات اللعاب والبول والسائل النخاعي. 

التشخيص التفريقي

يجب التفريق بين داء الكلب والأمراض التالية :-

  1. التهاب الدماغ. 
  2. الفيروسات الهربسية، والمعوية. 
  3. الاربوفيروسات مثل فيروس غرب النيل. 
  4. فيروس الحلأ البسيط من النوع الأول. 
  5. الفيروس النطاقي الحماقي. 
  6. الفيروسات المعوية والتي تشمل فيروسات كوكساكية، والفيروسات الايكوية. 
  7. الفيروسات السنجابية (فيروس شلل الأطفال). 
  8. الفيروسات المعوية البشرية. 

علاج داء الكلب

ينجح علاج داء الكلب بدرجة كبيرة في منع المرض إذا تمت معالجته فوراً بعد التعرض لعضة الكلب، وحتى خلال عشرة أيام بعد العدوى، وتتم معالجة داء الكلب من خلال ما يلي :-

  • غسل المكان المصاب في أسرع وقت ممكن بالصابون والماء، لمدة خمسة دقائق تقريباً فذلك يؤثر تماما في تقليل عدد جسيمات الفيروس. 
  • وضع محلول البوفيدين او صبغة اليود او محلول اليود المائي او الايثانول، في مكان الإصابة بعد الغسل. 
  • يجب تنضيف الاغشية المخاطية التي تغرضت للفيروس مثل العين والانف او الفم بالماء جيداً.
  • استخدام جرعة الغلوبولين المناعي، ويجب أن لا تتعدى 20 وِحدة لكل كيلوجرام من وزن الجسم. 
  • استخدام أربع جرعات من لقاح داء الكلب على مدى 14 يوم. 
  • وتعطى الجرعة الأولى من لقاح داء الكلب في أسرع وقت ممكن بعد التعرض، مع جرعات إضافية في اليوم الثالث واليوم السابع واليوم الرابع عشر من أول لقاح تم أخذه. 
  • يجب أن يؤخذ التطعيم داخل العضلات في العضلة الدالّية وليس في المنطقة الأَلوية التي تؤدي إلى فشل التطعيم نظراً لحقن الشحم عوضاً عن العضلات، والأطفال يستخدم جانب الفخذ كما في تطعيمات الأطفال الأساسية. 

المرضى الذين تلقوا تطعيم سابق من لقاح داء الكلب قبل التعرض لا يستخدم لهم الغلوبولين المناعي، ويتم تطعيمهم يوم الإصابة واليوم التالي فقط. 

الوقاية من داء الكلب

تتم الوقاية من داء الكلب من خلال استخدام التطعيم من لقاح داء الكلب كوسيلة للحماية من الفيروس قبل التعرض له كما يعد تطعيم الحيوانات الأليفة في بعض البلدان من داء الكلب هو مطلب أساسي، وللوقاية من المرض بعد التعرض للعض يتم من خلال أخذ اللقاحات بعد التعرض، ويعتبر ناجحاً جداً في منع المرض إذا تم إعطاء اللقاح فور التعرض، عادة خلال 6 أيام من الإصابة. 

لقاح داء الكلب تم اكتشافة وتطويره في عام 1885م من قبل لويس باستور وإميلرو، وقد استخلص هذا اللقاح من الأرانب المصابة بالفيروس، وذلك بإضعاف الفيروس في الأنسجة العصبية ليجف من خمس إلى 10 أيام. 

تعليقات