رهاب الخلاء Agoraphobia

رهاب الخلاء هو عبارة عن خوف من حصول نوبات الهلع ، وهو احد اضطرابات القلق ، المصابون بهذا المرض يتجنبون الأماكن العامة وغير المعروفة ، وفي الحالات المتقدمة، يلزم المصابون بهذا المرض منازلهم، خوفاً من الخروج منها لآنها المكان الوحيد الآمن. 

خوف من حصول نوبات الهلع
رهاب الخلاء

وتشمل المخاوف من مغادرة المنزل أو الدخول إلى المحال أو الزحام أو الأماكن العامة أو السفر وحيداً في القطارات أو الطائرات وهو اشد اضطرابات الرهاب اعاقة حيث ان بعض الأشخاص يظلون حبيسي المنزل تماماً .

  • وكثير من المرضى يرتعدون من فكرة الانهيار في مكان عام وتركهم دون مساعدة، وغياب منفذ للخروج هو أحد السمات الجوهرية في كثير من المواقف التي تثير رهاب الخلاء .
  • وأغلب مرضى رهاب الخلاء من النساء وهو يبدأ عادةً في مقتبل العمر .
  • كما قد تكون هنالك أيضاً اعراض اكتئابية و وسواسية وأعراض رهاب اجتماعي كسمات اضافية وغالباً مايبرز تجنب الموقف الرهابي بل أن بعض مرضى رهاب الخلاء يشعرون بالإنعزال والوحدة حيث أنهم يتجنبون المواقف مصدر الرهاب .

أسباب رهاب الخلاء

  1. عوامل عائلية مثل : -
    1. القسوة والنقد من أحد الوالدين .
    2. التعرض للإساءة أو سوء المعاملة في سن الطفولة .
  2. عوامل شخصية .
  3. عوامل حيوية مثل : -
    1. الحساسية العالية للتغيرات الهرمونية .
    2. وجود كميات عالية من لاكتيك الصوديوم في مجرى الدم .

علاج رهاب الخلاء

العلاج المعرفي

العلاج المعرفي من خلال إدراك المريض للخطر، حيث يجب تنشيط جهاز الاستجابة للطوارئ بالقدر الذي يجعل المريض يدرك وجه الخطر العضوي الحقيقي، عن طريق إعداد الفرد للعدوان أو الهروب (الكر والفر)، أو منعه من الحركة بشكل مفاجئ (إغماء، تجمد)، ولكن الاستجابة للطوارئ تولد في الجسم شعوراً بالاضطراب وخللاً إدراكياً (معرفياً) طارئاً، ولذا تعتبر سبباً في ظهور الأعراض والعلامات التالية : -

  • سرعة ضربات القلب .
  • الشعور بالدوار أو الضعف وإحساس بالزيف .

وعندما تنشط الاستجابة للطوارئ كما في حالة الهلع يحدث ما يلي : -

  1. يزداد الخوف والقلق بشكل سريع ويتلاشي التفكير المنطقي.
  2. وتميل التجربة إلى زيادة الخوف والقلق، وتعرض المصاب لمزيد من الأعراض .
  3. وتنشأ حلقة مفرغة من التوقعات المخيفة والمرعبة .

يلعب الإدراك المشوش للخطر، دوراً هاماً في هذه الحلقة إذ يميل المرضى إلى المبالغة في تقدير الخطر، كما تؤثر على الاستجابة الداخلية مثل الإحساسات التي تزود جهاز الاستجابة للطوارئ، وفي حالة الهلع تميل الإحساسات المرتبطة بالقلق، (كالدوار، سرعة ضربات القلب وصعوبة التنفس) بالإضافة إلى تغيرات عضوية وعاطفية أخرى، يصعب على المريض تفسيرها .

  • إن التعرف على سوء التفسيرات المأساوية للأعراض، هو الهدف الرئيسي من علاج اضطراب الهلع ورهاب الخلاء .
  • ففي الجلسة الأولى يتم استخراج الإحساسات، الأفكار والصور، الانفعالات والميول التي تحدث بشكل نمطي خلال نوبة الهلع .
  • حيث نقوم بتعريف المريض بفكرة : أن الأفكار والمعتقدات يمكن أن تسهم في أصابه المريض بنوبات الهلع، ونحاول تطبيع القلق بما يساعد المريض على أن ينظر إلى استجابات القلق كجزء من الاستجابة المعتادة للبدن .
  • وكواجب منزلي يقوم المريض بعمل ملاحظات أخرى عن الأفكار والصور خلال نوبات القلق والهلع .
  • وتستخدم هذه البيانات لتحديد الأفكار الخاطئة التي يؤمن بها المريض بشأن بعض الأعراض الخاصة بالهلع .
  • نقيم معتقدات الهلع والمخاوف مستخدمين استبياناً خاصاً بذلك، إذ تبدو المعتقدات متضمنة عدة موضوعات أساسية وهي : -
    • التعرضية (القابلية للتعرض للخطر) .
    • التصعيد .
    • العجز عن التكيف .
  • فبعد تحديد المعتقدات الأساسية، واستخراج درجة الإحساس بالخوف، يصبح الهدف هو إعداد نظرة بعيدة غير مأساوية لأعراض الخوف، ومن ثم تبدأ مساعدة المريض على اختبار صحة معتقداته المتعلقة بالخوف .

في الغالب فإن أول وسيلة يقع عليها الاختيار، هي أسلوب زيادة سرعة التنفس ، وتتضمن هذه الطريقة جعل المريض يتنفس بسرعة وعمق لمدة دقيقتين، مع ملاحظة أثر التنفس السريع، وتقدير وجه الشبه بينها وبين الإحساسات الناتجة عن نوبة الخوف، وإذا كان التشابه قوياً يوجه المريض إلى نتيجة مؤداها أن التنفس السريع يسهم في ظهور وزيادة حدة الأعراض لديك، وأن يتعلم أسلوب ضبط التنفس أي التحكم في التنفس السريع .

وعندما يلاحظ المريض أن عملية بسيطة غير دوائية ولم يدخل فيها جهاز كهربائي أو إلكتروني، يمكن أن ينتج عنها إحساسات خوف، فإنه يميل لتصحيح إرجاع الأعراض إلى مآسي طبية أو نفسية لها أثارها السالبة والمؤذية وعندما يتلاشى الخوف وتقل أعراضه حدة، فيتم التركيز على ردود فعل المريض لمسببات القلق، الموجودة في البيئة المحيطة به، كالعلاقات الأسرية، علاقاته في العمل .

الخطة العلاجية

  1. تحديد الأفكار والاعتقادات السالبة لدى المريض .
  2. تحديد طريقة تفسير المريض لمعتقداته وأعراضه ومعاناته .
  3. تعريف المريض بأن هذه الأفكار والمعتقدات التي لديه، يمكن أن تساهم في حدوث نوبات الهلع والقلق .
  4. تطبيع القلق مما يساعد المريض على أن ينظر لاستجابات القلق نظرة خالية من التفسيرات السالبة، وأن لا يلصق بها أسوأ المعاني، حتى تتفاقم معاناته، ومساعدته في خلق معني للحياة، وهدف سامٍ ليسعى لتحقيقه، بدلاً من مراقبته وتفسيره السالب لإعراضه النفسية والجسدية .
  5. خلق نظرة بديلة أكثر إيجابية وتفاؤل، الشيء الذي سوف يساهم في تصحيح معتقداته وتفسيراته الخاطئة .
  6. ملاحظة الأعراض والتحكم فيها عن طريق التنفس الهادئ والبطيء، مما يزيد من كمية الأكسجين الداخل للجسم عبر الشهيق، مما يساعد في استرخاء الأعصاب وإخراج أكبر قدر ممكن من ثاني أكسيد الكربون مع الزفير، مخلصاً بذلك أجزاء الجسم من التعب والألم فيزداد شعور المريض بالراحة التامة وتدريبه على كيفية التعامل معها، بعيداً عن الرفض والهروب والنظرة السالبة، بل العاقلة والراشدة .
  7. خلق مهارات إيجابية وهادفة وفاعلة : -
    1. توكيد الذات وخلق صورة إيجابية لذاته .
    2. إدارة الوقت واستثماره فيما هو مفيد ومستمر .
    3. خلق مهارات توأصلية جديدة .
    4. مساعدة المريض لخلق هوايات ونشاطات أكثر متعة .
تعليقات