صدمة الحساسية Anaphylaxis

 صدمة الحساسية تعرف بــ الصدمة الاستهدافية أو التأق وهي حالة حادة من فرط الحساسية من النوع الأول وتصيب عدة أجهزة حيوية من الجسم. 

الصدمة التحسسية
صدمة الحساسية

تحدث صدمة التأق بعد التعرض للمؤرجات إما عن طريق البلع أو التماس مع سطح الجلد أو الحقن أو عبر الاستنشاق في بعض الأحيان ، ويؤدي هذا التعرض إلى حدوث رد فعل مناعي حاد من فرط الحساسية يكون في كثير من الأحيان قاتلاً مالم يعالج بالشكل المناسب. 

إن شخصاً واحداً من كل ستة أشخاص في العالم معرض للإصابة بالتأق ومن أكثر المؤرجات شيوعاً عقار البنسلين ولدغة الحشرات ، ومن مجموع المصابين بالتأق يلقى 1% حتفهم نتيجة مضاعفات المرض المتمثلة على الغالب بحدوث الصدمة الاستهدافية أو التأقية .

الصدمة الاستهدافية (التأقية)

هي أشد وأخطر أنواع حالات التأق وتنتج عن توسيع وعائي حاد ناتج عن فرط الحساسية مما يؤدي إلى نقص التروية في عدد من الأنسجة الحيوية كالقلب الدماغ والكلى وغيرها .

كيف تحدث الصدمة التحسسية

إن التأق عبارة عن رد فعل مناعي شديد ناتج عن فرط حساسية الجسم لمادة معينة، وتنشأ الصدمة التحسسية عقب تعرض الجسم لكمية قليلة ولكن كافية من المادة المؤرجة تجعل الجهاز المناعي في جسم الإنسان حساساً لوجودها حيث يكون الجسم غلوبينات مناعية مضادة لهذه المادة (و تكون من النوع E) ويظهرها على الخلايا البدينة البيضاء في الدم .

وعند إعادة التعرض لأي جرعة من المادة المؤرجة يحدث رد فعل مناعي شديد نتيجة ارتباط جزيئات المادة المؤرجة بتلك الغلوبينات المناعية المستحدثة الأمر الذي يؤدي إلى إفراز الحويصلات من الخلايا البدينة وإطلاق مادة الهيستامين وغيرها من الوسائط التي تحدث عدة تأثيرات حيوية داخل جسم الإنسان .

تتمثل هذه التأثيرات بالتوسع الوعائي الذي يؤدي بدوره إلى هبوط في ضغط الدم وبالتالي إلى نقص التروية في عدد من الأنسجة الحيوية كالدماغ والقلب والكلى وغيرها، كما أن التوسع الوعائي يساهم في فلترة مصل الدم خارج الأوعية الدموية ، الأمر الذي يودي إلى زيادة كمية السائل الخلالي في انسجة الجلد(محدثا الوذمة والاحمرار والطفح الجلدي) وفي أنسجة الرئة (مسبباً الاستسقاء الرئوي وما يصاحبه من اختلاطات) . وحدوث الاضطرابات التنفسية يتأثر بعمل مادة الهيستامين التي تؤدي إلى تضيق المجاري التنفسية .

أعراض وعلامات صدمة الحساسية

أعراض التأق مرتبطة بعمل الغلوبينات المناعية E أو (IgE) التي تقوم بإطلاق مادة الهيستامين من الخلايا الصارية إلى الدم والأنسجة الحيوية في الجسم ، ومن أهم وأكثر التأتيرات التي يتم ملاحظتها ما يلي : -

  1. الصدمة نتيجة الاتخفاض المفاجئ في ضغط الدم .
  2. الضائقة التنفسية نتيجة تشنج الشعب الهوائية .
  3. الزرقة .
  4. الاستسقاء .
  5. طفح بثري حكاك .
  6. توسع الأوعية الدموية .
  7. تضيق المجاري التنفسية .
  8. كما يلاحظ تأثير الهيستامين الانقباضي في جدران الجهاز الهضمي .

ومن الأعراض السريرية التي يمكن ملاحظتها في حالات التأق ما يلي : -

  • الحكة .
  • احمرار الجلد .
  • الاحمرار الوجني .
  • صعوبة التنفس .
  • أزيز تنفسي .
  • صعوبة البلع .
  • زيادة إدرار البول .
  • هبوط ضغط الدم ، و الاغماء .
  • اقياء ، واسهال ، وآلام البطن .
  • استسقاء وعائي : وهو انتفاخ الوجه والشفتين والحلق والرقبة، يؤدي للاختناق إذا لم يتم علاجه .

عادة ما تظهر الأعراض السريرة مباشرة عقب التعرض للمادة المؤرجة ، ولكن في بعض الأحيان يستغرق حدوثها نصف ساعة وقد سجلت حالات لم تظهر فيها الأعراض إلى بعد عدة ساعات من التعرض .

علاج الصدمة التحسسية

الصدمة الإستهدافية (التأق) حالة طبية شديدة الخطورة قد تؤدي للوفاة إذا لم يحدث تدخل علاجي سريع ، وأكثر مسببات الوفاة هي الاختناق نتيجة تضيق وانسداد المجاري التنفسية، وغالباً ما يحدث ذلك خلال دقائق من بدء الأعراض ، وأثناء وقف التنفس يمكن أن تتضرر الانسجة الحيوية نتيجة غياب الأوكسجين وعلى رأس الأنسجة المهددة الدماغ والأعصاب والقلب .

الاسعافات الأولية لصدمة الحساسية

أهم اجراءات الاسعاف الأولي التي يجب اتخاذها هو البدء بإجراء الجزء التنفسي من إنعاش قلبي رئوي (CPR)، كما يجب ادخال عقار الأدرينالين (ابينفرين) عبر العضل أو الوريد بالسرعة القصوى . يحد عقار الالأدرينالين من تضيق المجرى التنفسي كما يحض القلب على الانقباض ومتابعة الدورة الدموية داخل الجسم . كثير من المرضى المشخصين أو المعروف بأنهم عرضة للتأق يحملون القلم الإبينفرين وهو عبارة عن حقنة بشكل قلم يغرسها المصاب في الجزء الأمامي من الفخذ فور بدء الأعراض أو أحياناً مباشرة بد التعرض للمادة المؤرجة المعروفة له .

من التأثيرات غير المحبذة للأدرينالين زيادة سرعة خفقان القلب ويمكن تخفيف حدوث ذلك عبر اللجوء إلى الحقن العضلية والابتعاد عن إعطاء العقار عبر الوريد .كثير من المعرضى المعروفين بفرط حساسيتهم يحملون معهم حقناً معبأة سلفاً بخليط من الابينفرين والديكساميثازون والديفينهايدرامين .

علاج صدمة الحساسية داخل المستشفى

يبدأ العلاج داخل المستشفى بتأمين المجاري التنفسية ويتم ذلك عبر امداد المصاب بقناع الأوكسجين و/أو أنببة ، وفي حالات التضيق الشديد في الحلق والمجاري التنفسية العليا قد يلجأ الأطباء إلى شق الغضروف الفتخي الدرقي لتجاوز مكان التضيق وتوصيل الهواء والأكسجين بشكل مباشر إلى القصبة الهوائية والرئتين .

يهدف العلاج السريري في المستشفى إلى عكس حالة فرط التحسس بالإضافة إلى تخفيف الأعراض ، ومن الأدوية المستخدمة في معالجة الصدمة التحسسية ما يلي : -

  • مضادات الهيستامين مثل : -
    • الديفينهايدرامين والكلورفينامين ، لوقف افراز الهيستامين .
  • الستيروئيدات مثل : -
    1. الديكساميثازون .
    2. الهايدروكورتيزون .
    3. للتخفيف من حدة الالتهاب، ويتم إعطاء الستيروئيدات عبر الوريد في أغلب الحالات .
  • ويتم علاج هبوط ضغط الدم عبر أعطاء المصل عبر الوريد بالإضافة إلى الأدوية القابضة للأوعية الدموية ، ويساعد السالبيوتامول وغيره من الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية في التخفيف من حدة انقباض المجاري التنفسية في الحالات الخفيفة التي لا تشكل تهديداً على حياة المصاب .

الوقاية من الصدمة التحسسية

من أهم الأجراءات الوقائية التي يجب إتباعها للوقاية من صدمة الحساسية ما يلي : -

  1. الحد من التعرض للمواد التي قد تسبب هذا النوع من فرط التحسس .
  2. مراعاة اجراءات السلامة في المستشفيات عند معالجة المريض بعقارات قد تؤدي إلى إحداث التأق .
  3. توفير حقن الابينفرين للأشخاص المعرضين للإصابة بالتأق .
يتم في بعض الحالات إبطال الحساسية لبعض المواد المؤرجة وذلك عبر تعريض الجسم إلى جرعات صغيرة متكرر منها وزيادة الجرعات تدريجياً إلى أن يستطيع الجسم تقبل هذه المادة دون حدوث تحسس منها. 
تعليقات