اضطراب قلق الانفصال هي حالة نفسية يعاني المصاب بها جراء القلق المفرط من الانفصال عن المنزل أو عن الأشخاص الذين تربطهم به علاقة عاطفية قوية كالوالدين أو الأجداد أو الأشقاء.
اضطراب قلق الانفصال |
اضظراب قلق الانفصال هو المبالغة المفرطة في إظهار الخوف والضيق عند مواجهة حالات الانفصال عن العائلة أو شخص مقرب .
- ويصنف القلق المقصود هنا بأنه قلق غير اعتيادي في هذه المرحلة العمرية من النمو .
- أن شدة الأعراض تتراوح بين عدم الارتياح الذي يسبق الانفصال والقلق التام من الانفصال .
- وقد يسبب هذا الاضطراب كذلك آثار سلبية في حياة الطفل اليومية .
- ويمكن ملاحظة هذه الآثار في مجالات العمل الاجتماعي والعاطفي والحياة الأسرية والصحة البدنية وضمن الإطار الأكاديمي .
وحتى يتم تشخيص الاضطراب على أنه مرض اضطراب قلق الانفصال فإنه يجب أن تستمر المشكلة لمدة أربعة أسابيع على الأقل ويجب أن تظهر أعراضها قبل أن يبلغ الطفل 18 سنة .
أسباب اضطراب قلق الانفصال
العوامل التي تسهم في الاضطراب تشمل تفاعل العديد من العوامل البيولوجية والمعرفية والوراثية والبيئية والسلوكية بالاضافة إلى حالة الطفل المزاجية .
العوامل البيئية الملاحظة عادة تشمل على سلوك الوالدين في التربية ، ومن الأمثلة الدالة على أن السلوك التربوي هو عامل مساهم في الاصابة بإضطراب قلق الانفصال ما يلي :-
- برودة عاطفة الوالدين و تثبيط الاستقلال الذاتي لدى الطفل .
- حالات التعلق بالوالدين أو مقدمي الرعاية ، وقد ثبت أن أساليب التعلق المضطربة والمتزعزعة تولّد مشاعر الضعف والخوف من الوحدة والقلق المزمن .
- موضع السيطرة : إن هذه الظاهرة تتمحور حول أفكار الطفل وقدرته على التحكم في بيئته الخاصة .
- السلوكيات الوالدية المفرطة أو التطفلية : إن هذا الأسلوب التربوي قد يثبط من استقلال الطفل ويفرض المزيد من التبعية الأبوية .
الإرتباط العصبي
تشير الأدلة الأولية إلى أن ازدياد نشاط لوزة المخيخ قد يترافق مع أعراض اضطراب قلق الانفصال . بالإضافة إلى أن هناك ارتباط بين العيوب الخلقية في مناطق الفص البطني والظهري من الفص الجبهي باضطرابات القلق لدى الأطفال .
تصنيف اضطراب قلق الانفصال
- يجب عدم الخلط بين اضطراب قلق الانفصال و قلق الانفصال الذي يحدث كمرحلة طبيعية للنمو الصحي والآمن لدى الأطفال .
- ويحدث قلق الانفصال عندما يبدأ الأطفال بفهم ذاتهم البشرية أو عندما يدركون أنهم أشخاص منفصلين عن مقدم الرعاية الأولي .
- في الوقت ذاته يظهر مفهوم ديمومة الشيء لدى الطفل وذلك عندما يدرك أن شيئا ما لا يزال موجوداً حتى عندما لا يكون حوله .
- وعندما يبدأ الأطفال في فهم إمكانية فصلهم عن مقدم الرعاية الأولي فإنهم لا يدركون أن مقدم الرعاية الأولي هذا سوف يعود، كما أنهم لا يكونون تصوراً لمفهوم الوقت .
أعراض وعلامات اضطراب قلق الانفصال
قد تختلف الأعراض حسب ما يراها الأطفال و حسب سياقها و شدتها ، ومن الأعراض الشائعة التي تظهر على الأطفال المصابين باضطراب قلق الانفصال قد تتضمن ما يلي : -
- الضيق الشديد ،والقلق، والخوف من فكرة أو حدث الانفصال .
- التشبث بالوالدين و البكاء والإصابة بنوبات غضب والامتناع عن المشاركة في الأنشطة التي تتطلب الانفصال عن الشخص المقرب .
- الخوف من الأذى الذي قد يلحق بالشخص المقرب أو الشخص نفسه عند الانفصال إن حدث هذا الانفصال .
- صعوبة النوم بدون وجود الشخص المقرب وكذلك رؤية كوابيس متكررة .
- أعراض عضوية تتضمن شكوى من آلام في البطن وغثيان أو صداع والتي قد تحدث أو لا تحدث في الواقع .
- التجنب والرفض والتردد والسلوك المعاكس في محاولة لتجنب وقوع الانفصال .
ويمكن أن يؤثر مزاج الطفل أيضاً على الإصابة باضطراب قلق الانفصال ، وقد تتم الإشارة إلى السلوكيات الخجولة والجبانة باسم الحالات المزاجية المكبوتة سلوكياً التي قد تواجه الطفل عندما يكون في مكان غريب أو يقابل شخص غير مألوف .
تشخيص اضطراب قلق الانفصال
يصاب الكثير من الرضع والأطفال في المراحل العمرية الأولى بقلق الأنفصال كونهم بدأوا بالتأقلم مع محيطهم ، وينظر إلى هذا النوع من القلق كمرحلة نمو طبيعية ابتداء من أشهر الطفولة المبكره وحتى سن الثانية .
- وأشارت بعض المصادر إلى أنه لا يمكن إعطاء تشخيص دقيق إلا بعد سن الثالثة .
- ومن الممكن تشخيص القلق من الانفصال على أنه إضطراب إذا ما عبر عن حالة القلق التي تصيب الطفل في حال إنفصاله عن المنزل أو شخص متعلق به بشكل مفرط، وإذا كان مستوى القلق يفوق الحد المقبول لمستوى نمو الطفل وعمره بالإضافة إلى تأثيره على حياتة اليومية سلبياً .
- وهناك جزء مهم جداً في عملية تشخيص إضطراب القلق من الانفصال وذلك يتضمن فهماً كاملاً للأعراض كما تظهر على الطفل .
وعلى الطبيب بدوره أن يلاحظ أموراً عدة عند التشخيص ألا وهي سلوكيات الطفل ومدة القيام بها وسياق وقوعها وشدتها، مع الأخذ بالإعتبار أي عوامل مساهمة أخرى.