قصور الانتباه وفرط الحركة

 قصور الانتباه وفرط الحركة يدعــى باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط وهي حالة نفسية تبدأ في مرحلة الطفولة عند الإنسان، وتسبب نموذج من تصرفات تجعل الطفل غير قادر على إتباع الأوامر أو على السيطرة على تصرفاته أو أنه يجد صعوبة بالغة في الانتباه للقوانين وبذلك هو في حالة إلهاء دائم بالأشياء الصغيرة. 

اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
قصور الانتباه وفرط الحركة

المصابون بهذه الحالة يواجهون صعوبة في الاندماج في صفوف المدارس والتعلم من مدرسيهم، ولا يتقيدون بقوانين الفصل، مما يؤدي إلى تدهور الأداء المدرسي لدى هؤلاء الأطفال بسبب عدم قدرتهم على التركيز وليس لأنهم غير أذكياء، لذلك يعتقد أغلبية الناس أنهم مشاغبون بطبيعتهم .

هذه الحالة لا تعتبر من صعوبات التعلم ولكنها مشكلة سلوكية عند الطفل ويكون هؤلاء الأطفال عادة مفرطي النشاط واندفاعيين ولا يستطيعون التركيز على أمر ما لأكثر من دقائق فقط، يصاب من ثلاثة إلى خمسة بالمئة من طلاب المدارس بهذه الحالة والذكور أكثر إصابة من الإناث ويشكل وجود طفل مصاب بهذه الحالة مشكلة حقيقية أحياناً للأهل وحتى الطفل المصاب يدرك أحياناً مشكلته ولكنه لا يستطيع السيطرة على تصرفاته ويجب على الوالدين معرفة ذلك ومنح الطفل المزيد من الحب والحنان والدعم وعلى الأهل كذلك التعاون مع طبيب الأطفال والمدرسين من أجل كيفية التعامل مع الطفل .

  • وهذه الحالة تعتبر أكثر الحالات النفسية شيوعاً في العالم ، إذ يبلغ عدد المصابين بقصور الانتباه وفرط الحركة حوالي 5% من مجموع شعوب العالم .

التصنيف

يعد فرط النشاط ونقص الانتباه من ضمن اضطرابات النمو التي يتأخر فيها نمو بعض سمات الشخصية مثل التحكم في الدوافع ، ويتراوح هذا التأخر في النمو بين 3 و5 سنوات، حسب نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي للقشرة الأمامية الجبهية ، ويعتقد أن حالات التباطؤ هذه قد تؤدي إلى إعاقة النمو .ويصنف اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بأنه اضطراب سلوكي فوضوي يصاحبه اضطراب المعارضة والعصيان واضطراب السلوك، إلى جانب اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع .

أسباب قصور الانتباه وفرط الحركة

لايوجد سبب بعينه يمكن أن تعزى إليه الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، ولكن هناك عدد من العوامل التي قد تسهم في حدوثه أو تفاقمه، وتشمل : -

  • العوامل الوراثية .
  • العوامل البيئية .
  • النظام الغذائي .
  • المحيطين المادي والاجتماعي .

العوامل الوراثية

  • تشير دراسات التوائم إلى أن فرط الحركة ونقص الانتباه يعد من بين الاضطرابات الوراثية إلى حد كبير وأن العوامل الوراثية هي سبب الإصابة بهذا الاضطراب في حوالي 75% من الحالات .
  • ويبدو كذلك أن اضطراب فرط الحركة مرض وراثي في المقام الأول، ولكن هناك أسباب أخرى مؤثرة كذلك .
  • ويعتقد الباحثون أن الغالبية العظمى من الحالات التي تعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تنشأ عن وجود مجموعة من الجينات المختلفة، والتي يؤثر عدد غير قليل منها في ناقلات الدوبامين .
  • ومن أمثلة الجينات المسؤولة عن الإصابة بهذا الاضطراب ما يلي : -
    1. مستقبلات الأدرينالين α2A .
    2. ناقلات الدوبامين .
    3. مستقبلات الدوبامين D2/D3 .
    4. إنزيم الدوبامين بيتا هيدروكسيلاز .
    5. إنزيم المونوأمين أوكسيديز A .
    6. إنزيم الكاتيكولامين ميثيل ترانسيفيريز .
    7. مادة السيروتونين الناقلة المعززة .
    8. المستقبل 5HT2A والمستقبل 5HT1B .
    9. الأليل المكرر العاشر للجين DAT1 ، والأليل المكرر السابع للجين DRD4 .
    10. جين دوبامين بيتا هيدروكسيلاز .

العوامل البيئية

  • تتضمن العوامل البيئية المشار إليها : -
    1. تعاطي الكحول .
    2. التعرض لدخان التبغ في أثناء الحمل ، لأن النيكوتين يؤدي إلى نقص الأكسجين الواصل إلى الجنين في الرحم .
    3. استنشاق الرصاص من البيئة في المراحل المبكرة من العمر .
    4. التعرض للمبيدات الحشرية .
  • وقد تلعب المضاعفات التي تحدث في أثناء الحمل والولادة، بما في ذلك الولادة المبكرة، دورا أيضا في الإصابة بهذا الاضطراب .
  • تقترن الإصابة بأمراض معدية في أثناء الحمل، وعند الولادة وفي مرحلة الطفولة المبكرة، بارتفاع معدلات خطورة التعرض لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، وتشمل هذه الأمراض العديد من الفيروسات مثل : -
    • الحصبة والكوليرا والحصبة الألمانية والفيروس المعوي ، بالإضافة إلى العدوى ببكتيريا المكورات العنقودية .

النظم الغذائية

لوحظ وجود علاقة بين تناول الأطفال للكثير من الألوان الصناعية التي يشيع استخدامها في المواد الغذائية، ومادة بنزوات الصوديوم الحافظة، وبين فرط الحركة .

العوامل الاجتماعية

تذكر منظمة الصحة العالمية أن الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يمكن أن ينجم عن خلل وظيفي أسري أو أوجه قصور في النظام التعليمي وليس ناجماً عن أمراض نفسية . بينما يعتقد باحثون آخرون أن العلاقات مع مقدمي الرعاية الصحية تؤثر بشدة في قدرات الانتباه والقدرات الذاتية على تقييم الخيارات والأفعال . وأثبتت دراسة حول الأطفال الذين تمت تربيتهم لدى أسر بديلة إصابة الكثيرين منهم بأعراض مشابهة لأعراض اضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه . وقد اكتشف باحثون أن سلوك الأطفال الذين عانوا من العنف وسوء المعاملة العاطفية يشبه سلوك الأطفال المصابين باضطرابات فرط الحركة ونقص الانتباه .

الأنواع الفرعية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

يوجد لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ثلاثة أنواع فرعية وهي كما يلي : -

  • النوع الذي يغلب عليه النشاط الحركي الزائد والاندفاع : تشير معظم الأعراض (ستة أعراض أو أكثر) إلى النشاط الحركي الزائد والاندفاع ،وعلى الرغم من أن أقل من ستة أعراض تشير إلى وجود نقص انتباه، فإن هذا لم يمنع من وجوده إلى حد ما .
  • النوع الذي يغلب عليه نقص الانتباه : تشير غالبية الأعراض (ستة أعراض أو أكثر) إلى وجود نقص انتباه، بينما تشير الأعراض الأخرى (وهي أقل من ستة أعراض) إلى زيادة النشاط الحركي والاندفاع ، وهذا لا ينفي وجود زيادة في النشاط الحركي والاندفاع إلى حد ما ،ومن المرجح ألا يعاني الأطفال المصابون بهذا النوع من الاضطراب من عدم القدرة على أداء الأعمال الموكلة إليهم أو وجود صعوبة في مجاراة أقرانهم ، فربما يجلسون في هدوء، ولكن دون أن يكونوا منتبهين لما يفعلون ، ولذلك قد يهمل هذا الطفل، وقد لا يلاحظ أولياء الأمور والمدرسون أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عليه .
  • النوع الذي يجتمع فيه النشاط الحركي الزائد والاندفاع مع نقص الانتباه في آن واحد : تظهر ستة أعراض أو أكثر من نقص الانتباه وستة أعراض أو أكثر من النشاط الحركي الزائد والاندفاع ، ويعاني معظم الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من النوع الثالث .

أعراض وعلامات قصور الانتباه وفرط الحركة

نقص الانتباه والنشاط المفرط والاندفاعية هي السمات الرئيسية لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، وهذا يصعب تحديد أعراض هذا الاضطراب بصفة خاصة نظراً لصعوبة تحديد خط فاصل بين المستويات العادية لنقص الانتباه والنشاط المفرط والاندفاعية والمستويات الأخرى التي تتطلب تدخلا طبياً .

لتحديد ما إذا كان الشخص مصاباً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من عدمه، يحب أن يلاحظ استمرار الأعراض عنده لمدة ستة أشهر أو أكثر في بيئتين مختلفتين، ويجب أن تفوق هذه الأعراض مثيلتها في الأطفال الآخرين في المرحلة العمرية نفسها .

تنقسم أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى الأطفال إلى فئات، طبقاً للأنواع الفرعية من المرض كما سيأتي .

1/ النوع الذي يغلب عليه نقص الانتباه، ويتضمن الأعراض التالية : -

  1. تشتت الذهن بسهولة وعدم الانبتاه للتفاصيل والنسيان والانتقال الدائم من نشاط إلى آخر .
  2. صعوبة التركيز في أمر واحد .
  3. الشعور بالملل من أداء نشاط واحد بعد بضع دقائق فقط، ما لم يكن هذا النشاط ممتعاً .
  4. صعوبة تركيز الانتباه على تنظيم واستكمال عمل ما أو تعلم شيء جديد .
  5. صعوبة إتمام الواجبات المدرسية أو أدائها، وفقدان الأغراض في كثير من الأحيان (مثل الأقلام الرصاص واللعب والواجبات المدرسية) اللازمة لإنجاز المهام أو الأنشطة .
  6. ظهور المريض كأنه لا يصغي عند التحدث إليه .
  7. الاستغراق في أحلام اليقظة والارتباك بسهولة والتحرك ببطء .
  8. صعوبة معالجة المعلومات بسرعة وبدقة كالآخرين .
  9. صعوبة اتباع التعليمات .

2/ النوع الذي يغلب عليه النشاط الحركي الزائد والاندفاع، ويتضمن الأعراض التالية : -

  1. القلق والتململ في المقاعد .
  2. التحدث بصورة مستمرة .
  3. التحرك المستمر في كل مكان، وملامسة أي شيء أو اللعب بكل شيء تقع عليه أيدي المريض .
  4. صعوبة الجلوس في سكون أثناء تناول الطعام وفي المدرسة ووقت الاستعداد للنوم .
  5. الحركة الدائمة .
  6. صعوبة أداء المهام أو الأنشطة بهدوء .
  • وتشير الأعراض التالية أيضا إلى الاندفاع بصفة أساسية : -
    1. عدم القدرة على الصبر .
    2. الإدلاء بتعليقات غير ملائمة وإبداء المشاعر دون ضبط النفس والتصرف دون اعتبار للعواقب .
    3. صعوبة انتظار حصولهم على الأشياء التي يريدونها أو انتظار دورهم في اللعب .

3/ أما النوع التالث فتكون الاعراض مزيج من أعراض النوعين السابقين في آن واحد .

  • من المحتمل أن يسلك معظم الأشخاص بعضاً من هذه السلوكيات، ولكن ليس إلى الدرجة التي تعوقهم بصورة واضحة عن عملهم أو علاقاتهم أو دراساتهم . كما يستمر ظهور المشكلات الأساسية حتى وإن كان ذلك داخل السياقات الثقافية المختلفة .
  • قد تستمر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى سن البلوغ فيما يزيد عن نصف الأطفال المصابين بهذا الاضطراب .
  • ويصعب تقدير هذه النسبة حيث لا توجد معايير رسمية لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لدى البالغين .
  • يظل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند البالغين مقصوراً على التشخيص الإكلينيكي .
  • قد تختلف العلامات والأعراض الخاصة بمرحلة الطفولة عن مثيلاتها في مرحلة المراهقة نتيجة لعمليات التكيف وآليات التجنب المكتسبة في أثناء عملية التنشئة الاجتماعية.

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في مرحلة الطفولة

يعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من الحالات الشائعة في مرحلة الطفولة والتي يمكن علاجها .

  • قد يؤثر هذا الاضطراب في مناطق معينة من المخ والتي تختص بحل المشكلات، والتخطيط للمستقبل، وفهم تصرفات الآخرين، والتحكم في الدوافع .

تشير الأكاديمية لطب نفس الأطفال والمراهقين إلى ضرورة الالتزام بالمعايير التالية قبل تشخيص حالة الطفل على أنها اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وهي : -

  1. يجب أن تظهر السلوكيات الدالة على هذا الاضطراب قبل سن السابعة .
  2. يجب أن تستمر هذه السلوكيات لمدة ستة أشهر على الأقل .
  3. يجب على الأعراض أن تعوق الطفل إعاقة حقيقية عن مواصلة حياته بصورة طبيعية في مجالين على الأقل من المجالات التالية من حياته : -
    1. في الفصل .
    2. في فناء اللعب .
    3. في المنزل .
    4. في المجتمع .
    5. في البيئات الاجتماعية .
  • وإذا بدت على الطفل سمات نشاط زائد في فناء اللعب دون أية أماكن أخرى، فقد لا يكون مصاباً باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه .
  • وإذا ظهرت الأعراض نفسها في الفصل دون أي مكان آخر، فقد يعزى السبب إلى إصابته بأي اضطراب آخر غير اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه .
  • فالطفل الذي تظهر عليه بعض الأعراض لا تشخص حالته على أنه مصاب بالمرض إذا لم يتأثر أداؤه الدراسي أو صداقاته بهذه السلوكيات .
  • حتى إذا بدا أن سلوك الطفل يتطابق مع أعراض الإصابة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، فقد لا يكون مصابا به بالفعل ، ويجب أن تولى عملية التشخيص التفريقي اهتماماً شديداً .
  • يمكن أن تؤدي ظروف ومواقف أخرى كثيرة إلى استثارة سلوك مشابه للسلوك المصاحب لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه .

وعلى سبيل المثال قد تظهر أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في المواقف التالية : -

  1. حدوث حالة وفاة أو طلاق في العائلة، أو فقدان أحد الوالدين لوظيفته، أو أي تغير مفاجئ .
  2. الإصابة بنوبات مرضية غير متوقعة .
  3. إصابة الأذن بعدوى والتي يمكن أن تؤدي إلى مشكلات مؤقتة في السمع .
  4. مشاكل في أداء الواجب المدرسي نتيجة مواجهة إحدى صعوبات التعلم .
  5. القلق أو الاكتئاب .
  6. عدم كفاية النوم أو النوم بأسلوب غير مريح .
  7. إساءة معاملة الأطفال .

اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في مرحلة البلوغ

اكتشف الباحثون أن أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تستمر مع 60% من الأطفال المصابين به حتى مرحلة البلوغ . وعلى الرغم من ذلك، يمارس العديد من البالغين حياتهم دون علاج هذا الاضطراب . وغالباً ما يعيش البالغون المصابون بهذا الاضطراب دون علاج حياة فوضوضية، وقد يظهروا بصورة غير منظمة، وقد يلجأون للاعتماد على الكحول وتناول عقاقير دون استشارة طبيب لممارسة حياتهم اليومية .

وكثيراً ما يعاني المصابون بهذا الاضطراب من أمراض متزامنة نفسية مصاحبة له مثل الاكتئاب أو اضطراب القلق أو اضطراب المزاج ثنائي القطب أو تعاطي المواد المخدرة أو صعوبات التعلم . وقد يؤدي تشخيص حالة البالغين بهذا الاضطراب إلى تمكينهم من تحليل سلوكياتهم بصورة أدق إلى جانب زيادة وعي المصابين به بطبيعة مرضهم والبحث عن وسائل العلاج المناسبة باستخدام آليات الدفاع وأساليب العلاج المختلفة .

الأمراض المتزامنة مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه

قد يتزامن مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه اضطرابات أخرى مثل القلق والاكتئاب ، وقد يؤدي اجتماع هذه الاضطرابات معاً إلى تعقيد عمليتي التشخيص والعلاج بشكل كبير .

عندما تؤدي حالة اضطراب مزاجي إلى تعقيد حالة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، تقتضي الحكمة حينئذ أن يعالج الاضطراب المزاجي أولا، ولكن الآباء الذين يعاني أطفالهم من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يرغبون غالباً في علاجه أولا لأن الاستجابة للعلاج في هذه الحالة ستكون أسرع .

لا تقتصر المشكلات السلوكية التي تطرأ على الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه على نقص الانتباه وفرط النشاط الحركي فقط ، فأعراض هذا الاضطراب لا تظهر وحدها إلا لدى الثلث فقط من الأطفال الذين تم تشخيص حالاتهم المرضية على أنهم مصابون به .

تتطلب الكثير من الأمراض التي تتزامن مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه برامج علاجية أخرى، بالإضافة إلى أنه يجب تشخيصها بصورة منفصلة عن اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بدلا من أن تدخل كلها تحت التشخيص بهذا الاضطراب .

ومن الحالات المرتبطة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ما يلي : -

  • اضطراب المعارضة والعصيان واضطراب السلوك : واللذان يتميزان كلاهما بصدور سلوكيات مرفوضة من جانب المجتمع مثل العناد أو العنف أو نوبات الغضب المتكررة أو الخداع أو الكذب أو السرقة ، ويرتبط هذان الاضطرابان باضطراب آخر وهو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع ، حيث يصاب ما يقرب من نصف المصابين باضطراب فرط الحركة واضطراب المعارضة والعصيان أو اضطراب السلوك باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع عندما يصلون إلى سن البلوغ .
  • اضطراب الشخصية الحدية .
  • اضطراب اليقظة الأولي : والذي يتسم بنقص الانتباه وضعف التركيز، فضلاً عن صعوبة البقاء مستيقظاً ، ويميل الأطفال المصابين بهذا الاضطراب إلى التململ والتثاؤب والتمدد والتظاهر بالنشاط المفرط من أجل البقاء في حالة انتباه ويقظة .
  • الاضطرابات المزاجية : فمن المرجح أن يعاني الأطفال المصابون بالنوع الثالث من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من اضطرابات مزاجية .
  • اضطراب المزاج ثنائي القطب : يعاني ما يقرب من 25% من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من اضطراب المزاج ثنائي القطب ، ويكون الأطفال الذين تتزامن عندهم الإصابة باضطراب المزاج ثنائي القطب مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه يكونون أكثر عدوانية وأكثر عرضة للمشكلات السلوكية عن نظرائهم ممن يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه فقط .
  • اضطراب القلق : والذي اكتشف انتشاره بين الفتيات اللاتي تعانين من النوع الثاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والذي يغلب عليه نقص الانتباه .
  • الوسواس القهري : يعتقد أن الوسواس القهري يشترك مع اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في العناصر الوراثية والكثير من الخصائص .

تشخيص قصور الانتباه وفرط الحركة

يتم تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عن طريق إجراء تقييم نفسي ، ومن أجل استبعاد الأسباب المحتملة الأخرى أو أي أمراض أخرى متزامنة معه، قد يتم إجراء فحص بدني وتصوير بالأشعة واختبارات معملية . وبالنسبة للعديد من الاضطرابات النفسية والطبية الأخرى، يجرى التشخيص الرسمي من قبل متخصصين مؤهلين في المجال بناء على مجموعة محددة من المعايير .

معايير الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية

أ - وجود ستة أعراض أو أكثر من أعراض نقص الانتباه التالية لمدة ستة أشهر على الأقل وبدرجة تؤثر على مستوى النمو بصورة سلبية وغير مناسبة : -

  • نقص الانتباه ويتمثل في ما يلي : -
    1. في كثير من الأحيان لا ينتبه المريض تماماً للتفاصيل أو يرتكب أخطاء تبدو ناجمة عن عدم الانتباه واليقظة عند أدائه الواجبات المدرسية أو في العمل أو غير ذلك من أنشطة.
    2. غالباً لا يتمكن من التركيز باستمرار في المهام الموكلة إليه أو في أنشطة اللعب .
    3. في كثير من الأحيان لا يبدو منصتاً عند التحدث إليه مباشرة .
    4. كثيراً ما لا يتبع التعليمات ويتعذر عليه إنهاء الواجبات المدرسية أو الأعمال المنزلية الروتينية، أو المهام في محيط العمل (ليس بسبب سلوك معارض أو عدم فهم التعليمات) .
    5. غالباً ما يشكل تنظيم الأنشطة صعوبة بالنسبة له .
    6. يتجنب في كثير من الأحيان أداء المهام التي تتطلب الكثير من الجهد الذهني لفترة طويلة من الوقت (مثل الواجبات المدرسية أو الأعمال المنزلية) .
    7. غالباً ما يضيع الأشياء الضرورية لممارسة المهام والأنشطة (مثل اللعب أو الواجبات المدرسية أو الأقلام الرصاص أو الكتب أو الأدوات) .
    8. يتشتت ذهنه غالباً بسهولة .
    9. كثير النسيان في أثناء ممارسة الأنشطة اليومية.

ب - وجود ستة أعراض أو أكثر من الأعراض التالية للنشاط المفرط والاندفاع لمدة ستة أشهر على الأقل وبدرجة تؤثر على مستوى النمو بصورة سلبية وغير مناسبة : -

  • فرط الحركة ويتمثل في ما يلي : -
    1. يكون المريض كثير التململ، فإما يقوم بتحريك يديه أو قدميه أو يتحرك في مقعده .
    2. غالباً ما ينهض من مقعده رغم عدم الحاجة لذلك .
    3. كثيراً ما يقوم بالركض أو التسلق في المكان والزمان غير المناسبين (قد يشعر المراهقون أو البالغون بحالة شديدة من عدم الاستقرار) .
    4. غالباً ما يصعب عليه اللعب أو الاستمتاع بالأنشطة الترفيهية في هدوء .
    5. يتميز بالحركة الدائبة والنشاط في كثير من الأحيان، وكأنه آله يحركها موتور .
    6. كثيراً ما يتحدث بشكل زائد عن الحد .
  • الاندفاع ويتمثل في ما يلي : -
    1. غالباً ما يسارع بالإجابات قبل الانتهاء من طرح الأسئلة .
    2. لديه صعوبة في الانتظار حتى يأتي دوره في كثير من الأحيان .
    3. كثيراً ما يقاطع الآخرين أو يتطفل عليهم (على سبيل المثال : المقاطعة في أثناء الحديث أو اللعب) .
  • ج - وجود أعراض فرط الحركة والاندفاع أو نقص الانتباه قبل سن 7 سنوات .
  • د - وجود ضعف أو تأخر لدى المريض بسبب هذه الأعراض في مكانين أو أكثر (مثل المدرسة/العمل والمنزل) .
  • و - يجب أن يكون هناك دليل واضح على تأثر أداء المريض بشكل كبير في المحيط الاجتماعي أو المدرسي أو في العمل .
  • ي - ألا تحدث هذه الأعراض في أثناء الإصابة باضطراب النمو العام أو الفصام أو أي اضطرابات نفسية أخرى ، ولا يوجد أي اضطراب آخر (مثل اضطراب المزاج أو اضطراب القلق أو اضطراب تعدد الشخصية الفصامي أو اضطراب الشخصية) .

واستناداً إلى معايير الدليل التشخيصي والإحصائي الرابع للاضطرابات النفسية، تصنف أنماط اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه كما يلي : -

  1. اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من النوع المركب : تشخص حالة المريض على أنها اضطراب من هذا النوع إذا تحقق بها المعياران 1A و 1B لمدة ستة أشهر سابقة .
  2. اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من النوع الذي يغلب عليه نقص الانتباه : تشخص حالة المريض على أنها اضطراب من هذا النوع إذا تحقق بها المعيار 1A ولم يتحقق المعيار 1B لمدة ستة أشهر سابقة .
  3. اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من النوع الذي يغلب عليه اضطراب فرط الحركة والاندفاع : تشخص حالة المريض على أنها اضطراب من هذا النوع إذا تحقق بها المعيار 1B ولم يتحق المعيار 1A لمدة ستة أشهر سابقة .

التشخيص التفريقي

في حالة تشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ينبغي استبعاد عدد من الحالات المرضية الطبية والنفسية المحتملة .

وتتضمن الحالات الطبية التي يجب استبعادها ما يلي:-

  • قصور الغدة الدرقية .
  • الأنيميا .
  • التسمم بالرصاص .
  • المرض المزمن .
  • ضعف السمع أو البصر .
  • تعاطي المواد المخدرة .
  • الآثار الجانبية للأدوية .
  • اضطرابات النوم .
  • إساءة معاملة الأطفال .
  • سرعة الكلام وغيرها .

علاج قصور الانتباه وفرط الحركة

تتضمن طرق علاج قصور الانتباه وفرط النشاط غالباً مزيجاً من تعديل السلوك وتغيير أنماط الحياة واستشارة الأطباء، فضلاً عن الأدوية . وقد أثبتت الدراسات أن الإدارة الطبية والعلاج السلوكي هما أكثر الإستراتيجيات كفاءة في إدارة اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، يليهما الأدوية وحدها ثم العلاج السلوكي ، بينما أشارت النتائج إلى أن الدواء يؤدي إلى تحسين السلوك في حالة تناوله على المدى القصير، إلا أنه لا يؤدي إلى تغيرات ملموسة على المدى الطويل .

التدخلات السلوكية

  • تتضمن وسائل العلاج النفسي المستخدمة لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ما يلي : -
    1. وسائل نفسية وتقنيات سلوكية غير دوائية .
    2. العلاج السلوكي .
    3. العلاج السلوكي المعرفي .
    4. العلاج النفسي بين الأشخاص .
    5. العلاج الأسري، بالإضافة إلى دور المدرسة .
    6. التدريب على المهارات الاجتماعية .
    7. التدريب العلاجي للآباء .

الأدوية

ثبت أن السيطرة على الاضطراب من خلال الأدوية هو أكثر الوسائل فعالية من حيث التكلفة، يليها العلاج السلوكي ثم الجمع بين كلتا الوسيلتين .

العلاج بالمنشطات

  • وتعد المنشطات هي الأدوية التي يوصى بها عادة لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وأكثر المنشطات شيوعاً هي : -
    • الميثيلفينيديت (وتضم الريتالين والميتاديت والكونسيرتا) .
    • الديكستروأمفيتامين (الديكسيدرين) .
    • أملاح الأمفيتامين المختلطة .
    • الديكستروميثا أمفيتامين (الديسوكسين) .
    • ومن أحدث الأدوية المنشطة المستخدمة في علاج حالات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عقار مودافينيل .

تؤدي المنشطات المستخدمة في علاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى رفع تركيزات الناقلات العصبية مثل الدوبامين والنورابنفرين خارج الخلايا مما يؤدي إلى زيادة معدل النقل العصبي ، لذا لابد من اتخاذ أقصى درجات الحذر عند وصف الأدوية التي تؤدي إلى زيادة مستويات الناقلات العصبية التي تعزز الشعور بالرضا والسعادة مثل الدوبامين، لأنها يمكن أن تؤدي إلى الإدمان .

أن الأدوية المنشطة تعد آمنة من حيث الاستخدام إذا تم تناولها تحت إشراف الطبيب ، فإن استخدام هذه الأدوية لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه قد أثار جدلاً بسبب الآثار الجانبية غير المرغوبة، والآثار غير المؤكدة على المدى الطويل ، والقضايا الاجتماعية والأخلاقية المتعلقة باستخدامها وتوزيعها ، لذا لا يوصى باستخدامها للأطفال في سن ما قبل المدرسة لعدم الإلمام بآثارها على المدى الطويل عليهم في هذه السن الصغيرة .

أثبتت إحدى الدراسات أن الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه في حاجة بالفعل إلى مزيد من الحركة للحفاظ على المستوى المطلوب من اليقظة في أثناء أداء المهام الموكلة إليهم والتي تتحدى ذاكرتهم النشطة ، ومن أمثلة المهام التي تتطلب ذاكرة نشطة حل مسائل الرياضيات في الذهن وتذكر التوجيهات متعددة الخطوات، والتي تتضمن استرجاع المعلومات ومعالجتها لفترة قصيرة.

وقد تفسر هذه النتائج أيضاً سبب تحسين الأدوية المنشطة لسلوك معظم الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ، وذلك حيث تؤدي تلك الأدوية إلى تحسين مستوى الاستثارة الفسيولوجية لدى الأطفال الذين يعانون من الاضطراب، إضافة إلى رفع مستوى اليقظة لديهم ، وقد أظهرت دراسات سابقة أن الأدوية المنشطة تؤدي إلى تحسين قدرات الذاكرة النشطة بصورة مؤقتة .

الأدوية المضادة للذهان

مقارنة بالاستخدام الشائع للأدوية المنشطة لعلاج الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، زاد استخدام الأدوية غير التقليدية المضادة للذهان خارج نطاق الأمراض الواردة في النشرة الداخلية للدواء . حيث تعمل مضادات الذهان من خلال منع عمل الدوبامين، في حين تؤدي المنشطات إلى إفرازه . وقد تمت الموافقة على استخدام مضادات الذهان غير التقليدية في الأطفال والمراهقين الذين يعانون من اضطرابات طيف الفصام واضطرابات طيف التوحد . واكتشف الباحثون أن العقاقير المضادة للذهان قد تمنع أيضا إدمان المنشطات .

أدوية أخرى غير منشطة

هناك نوعان فقط من الأدوية غير المنشطة التي يوصى بها لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه وهما : -

  1. أتوموكسيتاين (ستراتيرا) .
  2. جوانفاسين (إنتونيف) .

ومن الأدوية الأخرى التي قد توصف للمرضى لعلاج أمراض خارج نطاق ما هو وارد في النشرة الداخلية للدواء مثل : -

  1. حاصرات مستقبلات الأدرينالين α2A مثل كلونيداين .
  2. بعض مضادات الاكتئاب مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة أو مجموعة SNRIs أو مجموعة MAOIs المضادة للاكتئاب .
تعليقات