مرض منيير Menieres disease

 مرض منيير هو عبارة عن اضطراب في الأذن الداخلية قد يؤثر على السمع والتوازن بدرجات متفاوتة ، ويتميز المرض بحدوث نوبات من الدوار والطنين وفقدان تصاعدي في حاسة السمع عادة مايحدث في أذن واحدة. 

مرض منيير
اضطراب في الأذن الداخلية

سُمي هذا المرض نسبة إلى الطبيب الفرنسي بروسبر مينيير وهو أول من وضح أن حدوث الدوار يعزى إلى اضطرابات الأذن الداخلية . تؤثر الحالة على الأشخاص بشكل مختلف ، وقد تتباين في الحدة من كونها تسبب انزعاجاً طفيفاً إلى كونها إعاقة مزمنة تبقى مع الشخص طوال حياته .

أسباب مرض منيير

مرض مينيير هو مرض مجهول السبب لكن يُعتقد أنه متعلق باستسقاء اللمف الداخلي أو زيادة السوائل في الأذن الداخلية ، ويُعتقد أن سائل اللمف الداخلي يطفح من قنواته الطبيعية في الأذن ويسري في المناطق الأخرى مسببة تلفها ، ويطلق على ذلك اسم استسقاء .

يحتوي تجويف الأذن الغشائي (جهاز من الأغشية داخل الأذن) على سائل يطلق عليه اسم اللمف الداخلي ، فقد تتمدد الأغشية مثل البالون عندما يرتفع الضغط ويتم إعاقة التصريف ، وقد يكون ذلك مرتبطاً بانتفاخ كيس اللمف الداخلي أو أنسجة أخرى في الجهاز الدهليزي للأذن الداخلية والمسؤول عن حاسة الإتزان في الجسم .

  • في بعض الحالات قد يحدث انسداد لقناة اللمف الداخلي من خلال نسيج نُدبي أو قد تكون ضيقة منذ الولادة .
  • في بعض الحالات قد يكون هناك إفراز للسائل بشكل كثيف جداً من خلال الخطوط الوعائية .
  • ربما تحدث الأعراض عند حدوث عدوى في الأذن الوسطى أو صدمة في الرأس أو عدوى في القناة التنفسية العلوية أو باستخدام الأسبرين أو تدخين التبغ أو تناول الكحوليات .
  • وقد تتفاقم بشكل أكبر بالتناول المفرط للأملاح في بعض المرضى .
  • ويمكن ان تحدث أعراض المرض بسبب الآثار الضارة لفيروس الحلأ البسيط .

وهناك عدد من الحالات التي ربما تؤدي إلى نفس أعراض مرض مينيير وهي : -

  1. متلازمة كوجان .
  2. أمراض المناعة المكتسبة في الأذن الداخلية .
  3. الزهري واضطرابات الجهاز العصبي الذاتي .
  4. الناسور .
  5. الحول اليمفاوي .
  6. التصلب اللويحي .
  7. ورم العصب السمعي .
  8. نقص أو إفراط الدرقية .

أعراض وعلامات مرض منيير

تتنوع أعراض مرض مينيير وقد لا يعاني كل المرضى من الأعراض نفسها ، ومع ذلك فإن الأعراض الرئيسية لمرض مينيير تتضمن ما يلي : -

    1. نوبات دورية من الدوار الدوراني أو الدوخة .
    2. صمم تصاعدي متقلب يحدث في أذن واحدة أو في الأذنين عادة مع الترددات المنخفضة .
    3. طنين في أذن واحدة أو في الأذنين .
    4. إحساس بالامتلاء أو الضغط في أذن واحدة أو في الأذنين .

    يبدأ مرض مينيير عادة مع وجود عارض واحد ويبدأ في التصاعد ، إلا أنه ليس من الضروري أن تتواجد كل الأعراض أمام الطبيب كي يشخص المرض ، كما إن وجود أعراض متعددة في نفس الوقت يجعل تشخيص المرض مرجحاً أكثر من وجود أعراض مختلفة في أوقات منفصلة .

    • قد تكون نوبات الدوران الدوراني عنيفة ومسببة للعجز ولايمكن توقعها وتستغرق فترة حدوثها دقائق إلى ساعات ، ولكنها بشكل عام لاتتجاوز فترة 24 ساعة .
    • إلا أن بعض المرضى قد يعانون من حدوث نوبات مطولة تستغرق وقتاً يتراوح بين أيام متعددة إلى أسابيع متعددة وتسبب غالباً عجزاً شديد للمريض .
    • يتوافق ذلك مع حدوث زيادة في حجم صوت الطنين وصمم مؤقت لكن مؤثر في نفس الوقت .
    • قد يتحسن السمع بعد النوبة لكن غالباً مايصبح أكثر سوءاً .
    • في بعض الأحيان يصاحب الدوار حدوث غثيان وقيء وتعرق وهي أعراض مصاحبة للدوار وليست أعراض مرض مينيير .
    • قد يعاني بعض المرضى نوبة شديدة مفاجئة من الدوخة أو الدوار والتي تؤدي إلى سقوط المريض بدون إشعار .
    • قد يعاني المرضى أيضاً من الشعور بأنه يتم دفعهم أو سحبهم ، قد يجد بعض المرضى استحالة في الوقوف لبعض الوقت حتى انتهاء النوبة أو بدء تأثير الدواء .

    وبالإضافة إلى ضعف السمع فقط تبدو الأصوات كأصوات معدنية أو مشوهة وقد يشعر المرضى بحساسية غير اعتيادية للضوضاء ، وقد يعاني بعض المرضي أيضاً من الرأرأة أو حركات تشنجية إيقاعية لايمكن التحكم بها وتكون عادة في خط أفقي بما يمثل الدور الأساسي للاتزان اللابصري في تنسيق حركات العين .

    وهناك احتمالية حدوث الصداع النصفي بشكل أكبر في مرض مينيير ، وبالإضافة إلى أن الصداع النصفي يؤدي إلى قابلية حدوث مرض مينيير مع الصداع النصفي ، فإن الفارق بين الدوار المصاحب للصداع النصفي ومرض مينيير هو أن الدوار المصاحب للصداع النصفي قد يستمر لمدة أطول من 24 ساعة .

    تشخيص مرض منيير

    يتم التشخيص عن طريق الشكوى والتاريخ الطبي ، إلا أنه يتعين القيام بفحص أذن وحنجرة مفصل وقياس السمع وتصوير بالرنين المغناطيسي للرأس من أجل استبعاد وجود ورم في العصب القحفي الثامن أو انفتاح القناة العلوية والتي قد تتسبب في حدوث أعراض مشابهة .

    ليس هناك أي اختبار محدد لمرض مينيير، ويتم تشخيصه فقط عند استبعاد كل الأسباب الأخرى ، وفي حالة اكتشاف أي من تلك الأسباب فإن ذلك يعني استبعاد حدوث مرض مينيير طبقاً لتعريفة المحدد كمرض مجهول السبب فلايوجد سبب محدد لذلك المرض .

    وقد تم تحديد معايير لتشخيص مرض مينيير وهي كما يلي : -

    1. صمم حسي عصبي متفاوت متصاعد .
    2. نوبات دوار عرضية مميزة ومحددة تستغرق من 20 دقيقة إلى 24 ساعة بدون فقد للوعي، مع حدوث رأرأة دهليزية بشكل دائم .
    3. حدوث طنين عادة .
    4. تمتاز النوبات بحدوث نوبات من الانحسار والتفاقم .

    علاج مرض منيير

    مرض مينيير لايمكن الشفاء منه ، ولذالك يعتمد العلاج بشكل أكبر على معالجة الأعراض ، وفي الحالات العنيفة، يكون من الضروري تدمير خلايا الشعر الدهليزية باستخدام ستربتوميسين أو إزالة تجويف الأذن المصاب من أجل تخفيف الشعور بالدوار العنيف .

    ويتم علاج المرضى في بعض الأحيان عن طريق إدخال تحويلة تقوم بتحويل اللمف الداخلي الزائد بشكل مباشر إلى السائل الشوكي وهو إجراء غير مؤثر بشكل دائم .

    • ومن العلاجات التي تقوم بتحسين الأعراض ما يلي : -
      • مضادات الهستامين المضادة للقيء مثل ميكلوزين و دايمين هيدرينيت .
      • الأدوية المضادة للقيء مثل ثلاثي ميثوبنزاميد .
      • الأدوية المضادة للدوار ، والمضادة للتوتر مثل بيتاهستين وديازيبام .
      • العلاج بالأعشاب مثل جذور الزنجبيل .

    عادة مايعاني المرضى من توتر زائد وقلق بسبب طبيعة المرض الذي لايمكن التوقع بميعاد حدوث نوباته ، لذا تتضمن الطرق الصحية لمواجهة هذا التوتر كلاً من طب الروائح واليوجا وتاي تشي شوان والتأمل .

    الجراحة

    في حال عدم التحسن على العلاج، يتم اللجوء إلى علاج جراحي يدوم لفترة أطول ، ولسوء الحظ فإن القليل من الجراحات فقط تضمن عدم حدوث فقدان للسمع بسبب حقيقة أن الأذن الوسطى هي مركز السمع والإتزان .

    العلاج الطبيعي

    يلعب أخصائيين العلاج الطبيعي دوراً في التعامل مع مرض مينيير . ففي إعادة التأهيل الدهليزي يقوم أخصائي العلاج الطبيعي باستخدام تدخلات علاجية بهدف تثبيت النظر وتقليل الدوخة وزيادة الإتزان الوضعي في نطاق أنشطة الحياة اليومية . وبعد القيام بتقييم دهليزي يقوم المعالج الطبيعي بتفصيل خطة العلاج طبقاً لاحتياجات كل مريض .

    يمكن إعادة تدريب الجهاز العصبي المركزي بسبب ليونته أو القدرة على تغييره بالإضافة إلى ممراته المتكررة، فأثناء إعادة التأهيل الدهليزي، يستفيد أخصائي العلاج الطبيعي من تلك الخاصية للجهاز العصبي المركزي من خلال استثارة أعراض الدوخة أو عدم الإتزان مع حركات الرأس أثناء تفعيل ترجمة المعلومات التي تصل إلى الجهاز البصري والجهاز الحسي الجسدي والجهاز الدهليزي ، ويؤدي ذلك إلى قلة حدوث الأعراض بشكل مستمر. 

    تعليقات