اضطراب الشخصية هو فئة من الاضطرابات النفسية التي تتميز بأنماط سلوكية وإدراكية ثابتة في الشخص، كما أنها صعبة التغيير والتأقلم، حيث تظهر هذه الأنماط الغير سوية خلال السياقات التفاعلية المختلفة ، وتجنح بعيداً عن السلوكيات المقبولة من ثقافة المجتمع ، وتتكون هذه الأنماط السلوكية والإدراكية الغير سوية أثناء مراحل النمو ، وتكون ذات طبيعة غير مرنة وغير متكيفة، ودائماً ما يصاحبها قدر من التوتر والضغط النفسي ، ويختلف تعريف اضطراب الشخصية باختلاف المصدر.
اضطراب الشخصية |
تعرف الشخصية في علم النفس بأنها مجموعة من صفات أو عادات سلوكية وعقلية تتصف بالثبات ، وتمثل اللإختلافات الفردية بين البشر ضمن ثقافة معينة، وبالتالي يتم تعريف اضطرابات الشخصية بناء علي ثقافة المجتمع وتوقعاته وعاداته.
- عادة ما يعاني الأشخاص الذين تم تشخصهم بأحد اضطرابات الشخصية من صعوبات في الإدراك، والداوافع والتفاعل مع الاخرين و السيطرة على الانفعالات والتهور .
تتميز اضطرابات الشخصية بمجموعة من الأنماط السلوكية الثابته والتي عادة ما يصاحبها قدر من الصعوبات علي المستوي الشخصي أو الإجتماعي أو حتي المهني ، كما تتصف السلوكيات المصاحبة لاضطرابات الشخصية بقدر كبير من نقص المرونة ، وتتخلل هذه الأنماط السلوكية العديد من جوانب الحياة ، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى حقيقة أن مثل هذه السلوكيات قد تكون مقبولة من الذات أي أنها تتفق مع سلامة الأنا الفردية ، وبالتالي يعتبرها الشخص المصاب سلوكيات مناسبة .
- ويشنأ عن هذه السلوكيات مهارات مسايرة غير سوية وغير قابلة للتأقلم مع الوسط المحيط ، الأمر الذي يتسبب في النهاية إلى زيادة كبيرة في التوتر والضغط النفسي وحتي الاكتئاب .يمكن تمييز هذه الانماط السلوكية في مرحلة المراهقة وبداية مرحلة البلوغ، أو حتي الطفولة وفي بعض الحالات الغير عاية .
هناك العديد من القضايا المتعلقة بتقسيم اضطرابات الشخصية نظراً لوجود العديد من التصانيف ذات المعايير المتباينة ، وكنتيجة لإعتماد تشخيص اضطربات الشخصية في الأساس علي ثقافة المجتمع وعاداته ، فإن هذا سبب خلاف بين العلماء حول التقسيم معتبرين أن مسألة اضطراب الشخصية أمر مختلف باختلاف ثقافة وفلسفة وحتي ظروف المجتمع الاقتصادية .
تصنيف اضطرابات الشخصية
- الفئة أ (اضطرابات ذات طابع غريب) : -
- اضطراب الشخصية المرتابة : وتتميز بنمط من الشك الغير عقلاني و عدم الثقة في الآخرين ، وتفسير دوافع الآخرين بصورة سيئة .
- اضطراب الشخصية الانعزالية : وهو نقص الاهتمامات والرغبات، والابتعاد عن العلاقات الاجتماعية، واللامبالاة، وقصور في التعبير العاطفي .
- اضطراب الشخصية الفصامي : وهو نمط من الانزعاج الشديد أثناء التفاعل اجتماعيا، وتشوهات في الإدراك والتصورات .
- الفئة ب (اضطرابات ذات طابع درامي) : -
- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع : وهو نمط سلوكي سائد من تجاهل وانتهاك حقوق الآخرين، ونقص التعاطف مع الآخرين، وصورة ذاتية منتفخة، وسوكيات استغلالية ومتهورة .
- اضطراب الشخصية الحدي : وهو نمط سائد من عدم الاستقرار في العلاقات و في صورة الذات والهوية والسلوك وفي كثير من الأحيان إلحاق الأذى بالنفس و الاندفاع .
- اضطراب الشخصية الهستيرية : وهو نمط سائد من السلوكيات السعية لجذب الانتباه والتماس والعواطف المفرطة .
- اضطراب الشخصية النرجسية : وهو نمط السائد من العظمة ، الحاجة إلى الإعجاب، ونقص التعاطف مع الآخرين .
- الفئة ج (اضطربات ذات طابع متخوف) : -
- اضطراب الشخصية التجنبية : وهي مشاعر زائدة من الكبت أو الركود الاجتماعي، الشعورد بعدم كفاية أو الملائمة، والحساسية المفرطة للتقييم السلبي .
- اضطراب الشخصية الاعتمادية : وهو شعور بالحاجة الشديدة للرعاية والاهتمام من الآخرين .
- اضطراب الشخصية الوسواسية : وتتصف بالاتباع الحرفي للقواعد، والسعي نحو الكمال(الكمالية) ، وهو اضطراب مختلف تماما عن اضطراب الوسواس القهري .
- اضطرابات شخصية أخري : -
- تغيرات شخصية نتيجة حالة طبية أخري : اختلال في الشخصية نتيجة تأثير مباشر لحالة مرضية أخري .
- اضطرابات شخصية أخري : ولها أعراض مميزة لكنها لا تأخذ شكل كامل لأحد الاضطرابات السابقة .
- اضطرابات شخصية غير مصنفة .
- تصنيفات أخري : -
- كانت هناك بعض اضطرابات الشخصية في الإصدارات السابقة من الدليل التشخيصي والإحصائي ولكن تم حذفها لاحقا ، وكانت مدرجة تحت بند )تصنيفات تشخيصية تحتاج إلى مزيد من الدراسة( بدون معايير تشخيصية محددة، مثل : -
- اضطراب الشخصية السادية : وهو نمط سائد من السلوكيات القاسية و المهينة والميل إلي العدوانية .
- اضطراب الشخصية المازوخية : وتتميز بحالة من استعذاب الألم بالإضافة إلي سلوك تقويضي لمتعة الشخص وأهدافه.
- كانت هناك بعض اضطرابات الشخصية في الإصدارات السابقة من الدليل التشخيصي والإحصائي ولكن تم حذفها لاحقا ، وكانت مدرجة تحت بند )تصنيفات تشخيصية تحتاج إلى مزيد من الدراسة( بدون معايير تشخيصية محددة، مثل : -
وصف ثيودور ميون
اقترح عالم النفس ثيودور ميون وصف لاضطرابات الشخصية ، كما هو موضح في الجدول التالي .
نوع اضطراب الشخصية | الــــوصــــف |
المرتابة | شخصية دفاعية، منعدمة الثقة دائمة الشك ، شديدة الحذر تجاه دوافع الآخرين ، تسعى دائماً لاكتشاف أدلة مؤكدة عن النوايا الخفية للناس ، تشعر بأنها صالحة ولكنها مضطهده . الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية المرتابة يعانون من عدم الثقة والشك الدائم في الآخرين الذي يستغرق وقتاً طويل عادة . والمصابون بهذا الاضطراب عامة يصعب التعامل معهم أو تكوين اي نوع من العلاقات معهم . |
الإنعزالية | غير مكترث، غير متعاطف مع غيره، دائماً ما يكون بعيد ووحيد ، ثقيل الظل أو عديم المزاح ، لا يشعر بالرغبة أو بالحاجة إلي التواصل البشري ، ينسحب من العلاقات ويفضل أن يكون وحيد ، قليل الاهتمام بالآخرين، وغالباً ما ينظر إليه على أنه شخص وحيد ، نقص حاد في الوعي بمشاعر أو مشاعر الآخرين ، قليل الدوافع والطموحات إن وجدت ، غالباً ما تصيب الذكور أكثر من الإناث ، يبدو للآخرين ممل وثقيل الظل إلى حد ما ، كما قد يبدوا للآخرين بأنه لا يهتم بما يجري من حوله . |
الفصامية | غريب الأطوار، شارد النفس ، يعتقد انه يستطيع قراءة أفكار الآخرين ، منشغل بأحلام اليقظة والمعتقدات الغريبة ، فاصل مهزوز أو ضبابي بين الواقع والخيال ، تفكير سحري ومعتقدات غريبة ، غالباً ما يوصف المصابون بأنهم غريبوا الأطوار ، وعادة ما يكون لديه عدد قليل من العلاقات إن وجدت ، والمصابون بشكل عام لا يفهمون كيف تتشكل العلاقات ولا يفهمون تأثير سليوكاتهم علي الآخرين . |
المعادية للمجتمع | متسرع، غير مسؤول، منحرف، جامح ، يتصرف دون إيلاء اعتبار تجاه الواجب ، يلبي الالتزامات الاجتماعية فقط عندما تخدم مصالحه الذاتية ، عدم احترام العادات الاجتماعية والقواعد و المعايير ، يعتبرون أنفسهم أحرارا و مستقلين . الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع لديهم نمط عدم احترام حقوق الآخرين . وفي كثير من الأحيان يتجاوزون الحدود وينتهكون حقوق الآخرين . |
الحدية | لا يمكن التنبؤ بها، مستغلة، غير مستقرة ، تخشى الهجر و العزلة بشكل مبالغ فيه ، غير مستقرة المزاج ، تعاني من التقلب المقاجئ والتحول السريع بين الحب والكره ، يريون أنفسهم والآخرين إما بصورة جيدة كلية أو سيئة كلية (أسلوب الأبيض - أسود) الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الحدية لديهم نمط سائد من عدم الاستقرار في العلاقات الشخصية . |
الهيستيرية | درامي، مغري، ضحل، يسعي للتحفيز ، يبالغ حتي في الأحداث الطفيفة ، استعراضي ويستخدم الاستعراض كوسيلة لتأمين الاهتمام من الاآخرين ، يرى نفسه جذاب وساحر ، يسعى لجذب انتباه الآخرين باستمرار ، يتميز الاضطراب بالمبالغة في ردة الفعل العاطفية والإيحاء . ميل المصاب إلى الإفراط في تهويل المواقف او العواطف قد يؤدي إلي فشل في العلاقات والذي يؤدي بدوره إلى الاكتئاب ، لكنه غالباً ما يكون جيد الأداء . |
النرجسية | مغرور، متعجرف، متكلف، لامبال ، مشغول دائما بأوهام النجاح والجمال و الإنجاز ، يعتبر نفسه شخصية مثيرة للإعجاب ومتفوق علي غيره وبالتالي يحق لهم أن يعاملوا معاملة خاصة ، شعور بالأهمية الخاصة ، حاجة عميقة للإعجاب ، قليل الاكتراث لمشاعر الآخرين . |
التجنبية | متردد، يشعر بالحرج والقلق ، يتوتر في المواقف الاجتماعية بسبب الخوف من الرفض ، يعاني من قلق الأداء المستمر ، يري نفسه بأنه غير كفؤ ، أقل شأناً من غيره وغير جذاب ، لديه مشاعر طويلة من عدم الكفاية و حساس جداً تجاه ما يعتقده الآخرون عنه . |
الاعتمادية | بائس، عاجز ، منقاد، غير ناضج ، ينسحب من مسؤوليات الكبار ، يري نفسه ضعيف أو هش ، يسعى بصورة مستمرة إلي استمداد القوة من الشخصيات الأقوى ، لديه حاجة أن يعاه ويعتني به شخص آخر ، يخشي أن يتم هجره أو التخلي عنه أو فصله من الأشخاص المهمين في حياته . |
الوسواسية | ضابط نفسه، لديه ضمير، يحترم غيره ، جامد أو صلب ، يحافظ على نمط حياة تحكمها قواعد ثابتة ، يلتزم بشكل وثيق بالتقاليد الاجتماعية ، يري العالم من منظار الأنظمة والتعليمات و الهياكل الهرمية ، يري نفسه موثوق به وفعال و منتج ومكرس حياته لخدمة القوانين . |
الاكتئابية | نكد، محبط، متشائم، يقدم نفسه على أنه عرضة أو ضحية للخطر والتخلي والهجر ، يشعر بالذنب والعجز وانعدام القيمة ، يري نفسه أنه لا يستحق سوى النقد و الاحتقار ، يائس، انتحاري ، ويمكن لهذا الاضطراب أن يؤدي إلى أعمال عدوانية و هلوسة . |
العدوانية السلبية | مستاء، متناقض، متشكك، ساخط ، يقاوم اشباع توقعات الآخرين ، غير فعال وغير كفء بشكل متعمد ، ينفس عن غضبه بشكل غير مباشر عن طريق تقويض أهداف الآخرين ، متقلب المزاج وسريع الانفعال، يليها تجهم وانسحاب ، يحجب عواطفه ، لا يتواصل عندما يكون هناك مشكلة أي شيئ يستدعي المناقشة . |
السادية | عدائي ، جلخ، قاسي المعاملة، متحجر فكريا ، عرضة لنوبات الغضب المفاجئة ، يشعر بالرضا من خلال الهيمنة عن طريق تخويف واهانة الغير ، يستمتع بأداء الأعمال الوحشية تجاه الآخرين ، يجد المتعة في الإساءة إلى الآخرين ، عادة ما ينخرط علاقة سادية-مازوخية، ويرفض أن يلعب دور المازوخي . |
المازوخية | مراع لرغبات الآخرين، رهاب السعادة، ذليل، يشجع الآخرين علي استغلاله والاستفادة منه ، يحط من انجازاته عمداً ، يشك في الناس الذين يتعاملون معه بشكل جيد ، عادة ما ينخرط في علاقة سادية-مازوخية . |
عوامل تصنيفية إضافية
- بالإضافة إلى تصنيف اضطراب الشخصية حسب الفئة و النوع، فمن الممكن أيضا تصنيفها بعوامل إضافية مثل : -
- الشدة .
- التأثير على الأداء الاجتماعي .
- الإسناد .
الشدة : وتشمل فكرة اعتبار صعوبات اضطراب الشخصية كمقياس للاضطراب باستخدام مقابلات قياسية ، وتشمل كذلك الدليل على أن المصابين بالاضطرابات الشخصية الشديدة لديهم ما يسمي بـالتأثير المضاعف ، بالإضافة إلى الاضطراب المركب أو المنتشر ( حيث يوجد اثنين أو أكثر من اضطرابات الشخصية في نفس الوقت ) .
الجدول التالي يوضح تصنيف اضطرابات الشخصية حسب شدتها : -
مستوي الشدة | الوصف | التعريف طبقاً لنظام التصنيف |
0 | لا يوجد اضطراب | لا تستوفي المعايير التشخيصية لأي اضطراب . |
1 | صعوبات في الشخصية | تستوفي الحد الأدني للنموذج التشخيصي لاضطراب أو أكثر . |
2 | اضطراب بسيط | تستوفي المعايير التشخيصية لاضطراب واحد أو أكثر لكن من نفس الفئة . |
3 | اضطراب مركب | تستوفي المعايير التشخيصية لاضطراب واحد أو أكثر من فئات مختلفة |
4 | اضطراب شديد | تسبب عوائق شديدة للمصاب وللمجتمع . |
كما أن هناك العديد من الميزات تدعو لتصنيف الاضطراب طبقاً للشدة ومنها ما يلي : -
- انها تسمح ليس فقط بالتصنيف وإنما أيضاً الاستفادة من معرفة أنواع الاضطرابات الشخصية التي تميل لتكون مع بعضها البعض .
- كذلك تمثل تأثير اضطراب الشخصية على النتائج سريرية أكثر بصورة مرضية أكثر من النظام البسيط (وجود اضطراب مقابل عدم وجود اضطراب) .
- هذا النظام يستوعب التشخيص الجديد لاضطرابات الشخصية الشديدة ولا سيما اضطراب الشخصية الخطير و الشديد .
التأثير علي الأداء الاجتماعي
تتأثر الوظيفة الاجتماعية بالعديد من جوانب الأداء العقلي بصرف النظر عن الشخصية ، إلا أنه علي الرغم من ذلك فكلما كان هناك اضطراب مستمر للوظيفة المجتمعية في ظل ظروف غير متوقعه فإن الأدلة تشير بقوة إلى أن هذا هو علي الأرجح نتيجة مباشرة للاضطرابات الشخصية أكثر من أي سبب آخر ، كما يعطي جدول تقييم الشخصية الوظيفة الاجتماعية حق الأولوية في خلق تسلسل تستطيع فيه اضطرابات الشخصية أن تتسبب في خلل اجتماعي له أسبقية علي باقي الاسباب الأخري .
الإسناد : كثير من المصابون باضطرابات الشخصية لا يميزون أي من شذوذاتهم السلوكية ، بل ويدافعون ببسالة عن الاستمرار في هذه السلوكيات ، وسمي هذا النوع من المصابين باسم المجموعة (م) أو مجموعة مقاومة التغيير والعلاج في مقابل المجموعة (س) مجموعة ساعية للتغير والعلاج .
وفي تصنيف لعينة مكونة من 68 مريض باضطرابات الشخصية باستخدام مقياس بسيط ظهرت النتاج نسبة 3-1 بين نوع (م) إلي نوع (س) ، كما وجد أن اضطرابات الشخصية الفئة (ت) يكون المصابون أكثر احتمالا أن ينتموا لنوع (س)، فيما كانت الاضطرابات ضمن الفئة (أ) أكثر احتمالا أن ينتموا إلي النوع (م)
أسباب اضطراب الشخصية
هناك العديد من الأسباب المحتملة للاضطرابات النفسية، كما أنها قد تختلف تبعاً لطبيعية الاضطراب، وطبيعة الفرد، والظروف المحيطة ، وقد يكون هناك بعض المهيئات الوراثية وكذلك أسلوب أو تجربة حياتية معينة والتي قد تتضمن حوادث معينة من الصدمة أو سوء المعاملة .
- إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم دائماً ما تكون بصورة مستمرة سابقة لتطور اضطرابات الشخصية في مرحلة البلوغ .
- وفي دراسة اجريت للعدد من الحالات وقد تم بذل جهود لمطابقة التقارير بأثر رجعي من سوء المعاملة لعدد من المرضي الذين عانوامن مشاكل نفسية من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ والذين تبين لاحقاً وجود تاريخ من الاعتداء والإهمال .
وفي دراسة أجريت على 793 من الأمهات والأطفال ، حيث سأل الباحثون الأمهات عما إذا كانوا قد صرخوا في أطفالهم أو أخبروا أطفالهم بأنهم لا يحبونهم أو هددوهم بإرسالهم بعيداً ، فقد كانت النتيجة أن هؤلاء الأطفال الذين تعرضو للإساة كانوا اكثر عرضة للإصابة باضطرابات الشخصية في البلوغ كالحدية والنرجسية والوسواسية والمرتابة .
- كما أظهرت مجموعة الأطغال الذين تم الإعتداء عليهم جنسياً نسبة أكثر ارتفاعاً للاصابة بالأمراض النفسية .
- كما إن الإعتداء الجسدي كشف عن وجود علاقة قوية للغاية مع تطور السلوك المعادي للمجتمع والتسرع ، ومن ناحية أخري فإن حالات الاعتداء من نوع الإهمال للطفل كانت أكثر قابلية للتسامح والمغفرة في مرحلة البلوغ .
أعراض وعلامات إضطراب الشخصية
إن اضطرابات الشخصية يمكن أن يصاحبها صعوبات في التأقلم مع العمل أو مكان العمل ، مما قد يؤدي إلى مشاكل مع الآخرين من زملاء العمل ، كما تلعب الآثار غير المباشرة دوراً أيضاً ، على سبيل المثال، ضعف التقدم التعليمي أو المصاعب والتعقيدات خارج بيئة العمل مثل تعاطي المخدرات أو الاضطرابات النفسية المشاركة كلها أشياء يمكن أن تصيب مرضي الاضطرابات الشخصية ، كما إن الاضطرابات الشخصية يمكن أيضاً أن تؤدي إلي إنجاز قدرات عمل فوق المتوسط، وذلك بزيادة الدافع التنافسي أو استغلال المريض لزملاء العمل .
وقد وجد ان الإضطرابات التالية هي الأكثر شيوعاً من بين اضطرابات الشخصية الأخرى ، وهي الذي تتمثل بما يلي : -
- اضطراب الشخصية الهستيري : والذي تشمل الجاذبية السطحية ، وعدم الإخلاص ، والأنانية والتلاعب .
- اضطراب الشخصية النرجسية : والذي تشمل العظمة ، والتمركز حول الذات ونقص التعاطف مع الآخرين ، والاستغلالية للآخرين .
- الوسواس القهري : والذي يشمل الكمالية ، والتفاني المفرط في العمل، والصلابة، و العناد والميول الديكتاتورية .
الأعراض المرافقة مع الأمراض النفسية الأخري
- تشترك الاضطرابات الشخصية في كل من الفئات الثلاث العوامل الكامنة المشتركة وتشمل : -
- الإدراك .
- السيطرة على الانفعالات .
- صيانة أو كبت السلوكيات .
- و يمكن أن يكون لها طيف متعلق بعدد من الامراض النفسية الاخري، كما يلي : -
- يمكن ملاحظة اضطرابات الشخصية بجنون العظمة أو الفصامية أن تكون سابقة أو إنذار للاضطرابات الوهمية أو انفصام الشخصية .
- يصاحب اضطراب الشخصية الحدية اضطربات المزاج والقلق واضطرابات السيطرة علي التهور والانفعال، واضطرابات الأكل ، واضطراب فرط الحركة ونقص التركيز، أو اضطراب تعاطي المخدرات .
- ويعتبر اضطراب في الشخصية الانطوائية مصاحب لاضطراب القلق الاجتماعي .
العلاقة بين المرض النفسي واضطراب الشخصية
قد وجدت البحوث العلمية في هذا الخصوص أن 35%-67% من الذين يعانون من اضطراب في الشخصية ، يعانون كذلك من أمراض نفسية . وهذه النسبة أكبر بكثير من نسبة انتشار الأمراض النفسية في المجتمع الطبيعي .كما ان اضطرابات الشخصية علاجها أسهل بكثير من علاج الأمراض النفسية ، ويمتاز البعض ممن يعانون من اضطرابات الشخصية بالاستعداد للعلاج وتعديل سلوكهم وببصيرتهم .
تشخيص اضطراب الشخصية
المعيار العام لاضطراب الشخصية ينص على أن شخصية الفرد يجب أن تحيد كثيراً عن ما هو متوقع في ثقافة مجتمعه ، كما إن تشخيص اضطراب الشخصية يجب أن يستوفي المعايير التالية : -
- ضعف شديد في الذات (هوية أو التوجيه الذاتي) وفي التفاعل مع الأشخاص (التعاطف أو العلاقة الحميمة) .
- بروز واحد أو أكثر من السمات المرضية للشخصية .
- ثبات الضعف في أداء الشخصية وفي سمات الشخصية عبر الزمان وفي مختلف الحالات .
- أن يكون الضعف في أداء الشخصية وفي سمات الشخصية ليس معيارياً لمرحلة التطور الحالية أو للبيئة الاجتماعية والثقافية الفرد .
- أن يكون الضعف في أداء الشخصية وفي سمات الشخصية ليس نتيجة لتأثيرات فسيولوجية مباشرة لمادة معينة (مثل تعاطي المخدرات والأدوية) أو نتيجة حالة طبية عامة (على سبيل المثال، صدمة بالغة في الرأس .
كما أضاف الدليل الدولي للأمراض بعض الأوصاف السريرية والمبادئ التوجيهية لتشخيص اضطرابات الشخصية مع بعض المعايير الإرشادية العامة كما يلي : -
- سلوكيات وتوجهات غير منسجمة بشكل ملحوظ، وتتضمن أكثر من وجه مثل الوجدان، والإثارة، السيطرة على الانفعالات، وطرق الإدراك والتفكير، وأسلوب التواصل مع الآخرين .
- نمط السلوك الشاذ دائم ومنذ مدة طويلة، وليس مقصوراً على حلقة من مرض عقلي .
- نمط السلوك الشاذ منتشر وغير قادر على التأقلم بشكل واضح مع مجموعة واسعة من المواقف الشخصية والاجتماعية
- تظهر الصفات المذكورة أعلاه دائماً خلال مرحلة الطفولة أو المراهقة، وتستمر حتى سن البلوغ .
- يؤدي الاضطراب إلى ضائقة شخصية كبيرة ، وهذا الأمر قد يظهر جلياً فقط في وقت متأخر من مسار المرض .
- هذا الاضطراب عادة ولكن ليس دائماً ما يكون مرتبط بمشاكل كبيرة في الأداء المهني والاجتماعي .
اضطرابات أخرى تشبه اضطرابات الشخصية
لا يجد الطبيب النفسي في كثير من الأحيان صعوبة في التفريق بين المرض النفسي واضطراب الشخصية ، لأن المرض النفسي يسبقه فترة من السواء ، بينما تبدأ المعاناة مع الشخصية المضطربة منذ سن مبكرة .
- لكن بعض الاضطرابات النفسية التي تحدث في سن الطفولة والرشد قد تتقاطع مع بعض اضطرابات الشخصية مثل : -
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه .
- الإدمان .
- القلق .
- الاكتئاب .
- التخلف العقلي .
علاج اضطرابات الشخصية
- ليس هناك وصفة عامة لكل هذه الاضطرابات ، ولكنه يفضل في الغالب اتباع ما يلي : -
- القيام ببعض الفحوصات المخبرية للتأكد من عدم وجود استخدام للمخدرات .
- القيام باختبارات نفسية تدعم التشخيص الإكلينيكي المساندة .
- أما العلاج فإنه يمكن أن يكون كما يلي : -
- العلاج التحليلي : ويهتم برؤية المريض للأحداث من حوله باعتبار أنها ربما تشكلت من خلال علاقاته الإنسانية في حياته المبكرة ، ومن خلال استبصار المريض بالعلاقة بين خبراته المبكرة وواقعه ، يمكن أن يحدث التغيير نحو الأفضل .
- العلاج المعرفي : ويهتم بتشوهات الإدراك التي تكونت نتيجة تبني أفكاراً غير عقلانية لمدة طويلة ، ودون النظر في الأسباب تهدف هذه المدرسة العلاجية إلى مساعدة المريض في التعرف على هذه التشوهات والأفكار ومن ثم تعليمه الأسلوب الأمثل للتغيير .
- مجموعات الدعم ومجموعات المساعدة .
- التعليم النفسي .
أما العلاج الدوائي فإن دوره في علاج اضطرابات الشخصية محدودٌ جداً ، ولكنه يمكن أن يستهدف أعراضاً محددة أو اضطرابات نفسية أخرى قد يتزامن وجودها مع وجود اضطراب الشخصية في مرحلة ما.