الرهاب هو مرض نفسي يعرف بأنه خوف متواصل من مواقف أو نشاطات معينة عند حدوثها أو مجرد التفكير فيها أو أجسام معينة أو أشخاص عند رؤيتها أو التفكير فيها ، وهذا الخوف الشديد والمتواصل يجعل الشخص المصاب عادة يعيش في ضيق وضجر لمعرفة ذالك الشعور.
مرض الرهاب |
يكون المصاب بالرهاب غالباً مدركاً تماماً بأن الخوف الذي يصيبه غير منطقي ولكنه لا يستطيع التخلص منه بدون الخضوع للعلاج النفسي لدى طبيب متخصص.
أنواع الرهاب
1/ الرهاب الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي هو بشكل عام الخوف من افراد المجتمع أو بعض المواقف التي يمكن ان يتعرض لها الشخص والتي من الممكن ان تكون محرجة مثل الاكل في الشارع، أو بصيغة أخرى أن يخاف المريض من أن يظهر دون المستوى الاجتماعي أو الفكري أو أن يشعر بالإحراج في المواقف الاجتماعية ، التغلب على الرهاب الاجتماعي يكون غالباً صعب جداً من دون جلسات العلاج .
- ينقسم هذا الرهاب إلى نوعين : -
- الرهاب الاجتماعي المعمم : ويعرف أيضاً باضطراب القلق الاجتماعي .
- الرهاب الاجتماعي المحدد : ويكون فيه القلق في حالات محددة فقط بعكس الرهاب المعمم ، وقد تتحول من عوارض نفسية إلى مشاكل جسدية كما في متلازمة المثانة الخجولة حيث لا يستطيع الشخص التبول بدون مستوى كافي من الخصوصية .
2/ الرهاب المحدد (البسيط)
الرهاب المحدد هو الخوف من مسببات الهلع المختلفة وقد صنفها الأطباء إلى خمس أنواع رئيسية وهي : -
- رهاب الحيوان Zoophobia : مثل رهاب العنكبيات، ورهاب الافاعي، ورهاب الكلاب أو رهاب الفئران ، وغيرها .
- رهاب طبيعة البيئة : مثل رهاب المرتفعات ، رهاب الرعد والبرق ، أو الخوف من التقدم بالسن .
- رهاب طبيعة الظروف : مثل رهاب الأماكن المغلقة والخوف من الظلام و الاقتراب من البحر .
- رهاب الدم ، الحقن أو الاصابات : ويتمثل بالخوف من الإجراءات الطبية مثل الابر والحقن أو العمليات .
- أخرى : مثل الخوف من الاصابة بمرض معين أو خوف الأطفال من الأصوات الصاخبة .
3/ رهاب الخلاء
رهاب الخلاء هو الخوف من مغادرة المنزل (وعكسه رهاب المنزل) أو المناطق الصغيرة المُعتاد عليها مما قد يؤدي إلى حصول نوبات هلع ، وقد يسبب هذا الرهاب عدة أسباب محددة مثل : الخوف من الأماكن العامة المفتوحة مثل الحافلات العامة ومراكز التسوق المكتظة ، أو الخوف من التلوث (ممكن ان تكون من مضاعات الوسواس القهري) ، أو حتى اضطراب الكرب التالي للرضح الذي قد ينتج عن حادثة حصلت مع الشخص في أحد الأماكن العامة بعيداً عن منزله ، ويعتبر هذا النوع من الرهاب معقد ومع مرور الوقت يصبح المريض تدريجياً حبيس المنزل .
أعراض وعلامات الرهاب
أن اعراض الرهاب تختلف من نوع إلى اخر إلا أن هناك بعض العوارض المشتركة ، ومنها ما يلي : -
- الهلع : وهو الخوف المتواصل والكبير من شيء أو موقف ما .
- العوارض الجسدية : مثل الدوخة، الارتجاف، الخفقان السريع في دقات القلب، تقلب في المعدة، الشعور بالاختناق، التعرق أو حتى نوبات الهلع .
- الأفكار القهرية : وتتمثل بصعوبة التفكير بأي امر اخر غير الخوف .
- الرغبة في الفرار : وهي الرغبة الملحة لترك الموقف والفرار بعيدأً عنه .
- القلق المسبق : اي القلق المتواصل من حدوث موقف أو شيء اخر يتضمن رهاب معين يعاني منه الشخص .
الرهاب لدى الاطفال
الأطفال يشعرون بالقلق والخوف عند التفاعل مع الأقران من نفس العمر وليس فقط عند التفاعل مع الكبار، كما أنهم يعبرون عن هذا القلق من خلال البكاء، ونوبات الغضب، والتشبث والإصرار على المغادرة، والفشل في التحدث في المواقف الاجتماعية على اختلافها .
هذا الخوف أو القلق أو التجنب، يحدث لمدة لا تقل عن 6 أشهر أو أكثر، ويسبب ذلك إعاقة جوهرية إكلينيكياً واجتماعياً ومهنياً وأكاديمياً، موضحاً أن اضطراب الرهاب الاجتماعى يرتبط بعدد من العواقب السيئة، مثل : -
- الهرب أو التغيب عن المدرسة .
- انخفاض العمل والإنتاجية .
- افتقار العلاقات الاجتماعية .
- إعاقة ممارسة الأنشطة الترفيهية .
- انخفاض جودة الحياة بشكل عام .
- لافتاً إلى أن الاضطراب قد يرتبط بعدم الزواج بالعزوبية والطلاق وعدم الإنجاب تجنباً للتفاعل .
علاج الرهاب
يقول أطباء الامراض النفسية بأن مرض الرهاب بمختلف أنواعه ينتقل عبر الوراثة .
أثبتت تقنيات المعالجة السلوكية فاعليتها في معالجة مرض الرهاب وخصوصاً من النوع الأول والثالث من هذا المرض ، وتتمثل الطرق العلاجية بما يلي : -
- اضعاف عامل الخوف وهو جعل المريض أن يواجه العامل الذي يسبب الخوف تدريجياً .
- الطريقة الأخرى هي العلاج بالمواجهة المباشرة وهذه الطريقة أثبتت فاعليتها بكونها من أفضل الطرق وهي جعل المريض أن يواجه العامل مواجهة مباشرة ومتكررة حتى يشعر بأن لا يوجد أي خطر ينتج عن الشيْ المسبب للخوف، وبهذه الطريقة يزول الخوف تدريجياً حتى يختفي .
- بعض المرضى بهذا المرض باستطاعتهم التعايش معه وهي النسبة الشائعة، وذلك بتجنب المواقف أو الأجسام التي تسبب الخوف .
وهناك طرق أخرى لمعالجة هذا المرض وهي عن طريق تناول أدوية القلق أو تخفيف التوتر والتي تستخدم كمسكن، وكذلك الأدوية المضادة للاكتئاب التي أثبتت نفعها في معالجة هذا المرض.