مرض الفصام Schizophrenia

 الفصام يدعــى بانفصام الشخصية وهو اضطراب نفسي يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي وفشل في تميز الواقع ، وتشمل الأعراض الشائعة الوهام واضطراب الفكر والهلوسة السمعية بالإضافة إلى انخفاض المشاركة الاجتماعية والتعبير العاطفي وانعدام الإرادة. 

اضطراب نفسي يتسم بسلوك اجتماعي غير طبيعي
الفصام

غالباً ما يكون لدى المصابين بالفصام مشاكل نفسية أُخرى مثل اضطراب القلق والاضطراب الاكتئابي واضطراب تعاطي المخدرات ، عادة ما تظهر الأعراض تدريجياً، حيث تبدأ في مرحلة البلوغ، وتستمر لفترة طويلة. 

أسباب الفصام

تلعب مجموعة من العوامل الجينية والعوامل البيئية دوراً هامًا في تطور الفصام .

الوراثة : تتفاوت التقديرات المتعلقة بقابلية الانتقال بالوراثة نظراً لصعوبة الفصل بين الآثار الجينية والبيئية . وهناك العديد من الجينات المؤثرة التي يشارك كل منها بتأثير ضئيل ذي انتقال وتعبير مجهولين . وتم اقتراح العديد من المرشحين المحتملين من بينهم نوع معين من اختلاف عدد النسخ وبروتين NOTCH4 وموضع بروتين الهيستون . ويبدو أن هناك تراكب قوي في الجينات المتعلقة بالفُصام والاضطراب ذو الاتجاهين .

البيئة : تتضمن العوامل البيئية المرتبطة بتطور الفصام ما يلي : -

  • البيئة المعيشية .
  • تناول العقاقير والمخدرات .
  • إجهاد ما قبل الولادة .

ترفع الصدمات النفسية في مرحلة الطفولة وموت أحد الوالدين والتنمر وسوء المعاملة نسبة خطر الإصابة بالذهان ، وقد وجد دوماً أن المعيشة في بيئة حضرية أثناء الطفولة أو المراهقة ترفع من خطر الإصابة بالفُصام بعامل أو عاملين .

  • أما العوامل الأخرى التي تلعب دوراً هاماً فتتضمن : -
    1. العزلة الاجتماعية .
    2. الهجرة المتعلقة بالأزمات الاجتماعية .
    3. التفرقة العنصرية .
    4. الخلل الأسري .
    5. البطالة وسوء الظروف السكنية .

عوامل التطور : إن عوامل مثل نقص التأكسج والعدوى أو التوتر وسوء التغذية الأم أثناء تطور الجنين، قد تؤدي إلى زيادة طفيفة في احتمالية الإصابة بالفصام فيما بعد . ومن المحتمل أن الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالفصام هم من مواليد فصل الشتاء أو الربيع (على الأقل في نصف الأرض الشمالي)، والذي قد ينتج عن المعدلات المرتفعة للتعرض للفيروسات في الرحم .

كيف يحدث الفصام

تمت عدة محاولات لشرح الرابطة بين وظيفة المخ المتبدلة والفصام ، وأكثرها شهرة هي فرضية الدوبامين، التي تعزي الذهان إلى إخطاء العقل تفسير اختلال إطلاق خلايا الدوبامين العصبية . ويحدث الفصام عبر الأليات التالية .

الآلية النفسية للفصام

تتداخل الكثير من الآليات النفسية في تطور الفصام واستمراره ، ولقد تم ملاحظة انحياز معرفي لدى الذين تم تشخيصهم أو لدى المعرضين للخطر، خاصة عند وجود حالات التوتر أو في المواقف المُربِكة .

  • قد تعكس بعض الخصائص الإدراكية عجز شامل في الإدراك العصبي مثل فقدان الذاكرة، بينما يكون البعض الآخر متعلق بمشاكل وتجارب معينة .
  • بالرغم من المشاعر المتلبدة الظاهرة، تشير النتائج الحديثة إلى أن الكثير من الأفراد الذين تم تشخيص إصابتهم بالفصام يستجيبون من الناحية العاطفية، خاصة للمحفزات المرهقة أو السلبية وأن تلك الحساسية قد تتسبب في ضعف تجاه الأعراض أو الاضطراب .
  • وتشير بعض الدلائل إلى أن مضمون المعتقدات الوهمية والتجارب الذهانية يمكن أن تعكس أسباب الاضطراب العاطفية، وبأن كيفية تفسير المريض لتلك التجارب يمكن أن تؤثر على الأعراض الظاهرة .

الآلية العصبية للفصام

يرتبط الفصام باختلافات دقيقة في بنيان الدماغ، وُجدت لدى 40 إلى 50% من الحالات، وفي كيمياء الدماغ أثناء الحالات الذهانية الحادة .

وقد أظهرت الدراسات التي تستخدم الاختبارات العصبية والتصوير العصبي مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني لفحص الاختلافات الوظيفية في نشاط الدماغ بأن هذه الاختلافات تحدث غالباً في الفص الجبهي وقرن آمون والفص الصدغي.

  • وقد تم الإبلاغ عن وجود انكماشات في حجم الدماغ أصغر من تلك التي وجدت في مرض الزهايمر في مناطق من القشرة الأمامية والفصوص الخلفية .
  • ومن غير المؤكد ما إذا كانت تلك التغييرات في الحجم آخذه في التقدم أم أنها كانت مسبقة الوجود قبل بداية المرض .
  • وقد تم ربط تلك الاختلافات بعجز الإدراك العصبي والذي غالباً ما يرتبط بالفصام .نظرا لتغير الدارات العصبية، فقد اقتُرح أن يُنظر إلى الفصام وكأنه مجموعة من اضطرابات التطور العصبي .
  • تم إيلاء اهتمام خاص إلى وظيفة الدوبامين في الممر الطرفي الحوفي للدماغ ، وقد نتج هذا التركيز بصورة كبيرة عندما ظهر عرضياً بأن استخدام أدوية الفينوثيازين، والتي تعترض وظيفة الدوبامين، يمكنه الحد من الأعراض الذهانية .
  • كما يدعمها أيضاً حقيقة أن الأمفيتامينات، والتي تحث على إطلاق الدوبامين، قد تزيد من الأعراض الذهانية في الفصام .
  • تفترض نظرية الدوبامين المؤثر في الفصام أن التنشيط الزائد لمُستقبِلات الدوبامين D2 كانت سبب الأعراض الإيجابية للفصام .

كما تم تركيز الاهتمام أيضاً على الناقل العصبي حمض الجلوتاميك والوظيفة المخفضة لـمستقبل الجلوتاميك NMDA في مرض الفصام، ويرجع هذا بصورة كبيرة إلى المستويات المنخفضة بصورة غير طبيعية من مستقبلات الجلوتاميك التي تم العثور عليها في دماغ المتوفيين ممن تم تشخيص إصابتهم بالفصام ، واكتشاف أن العقاقير المُعيقة للغلوتاميت مثل الفينسيكليدين والكيتامين يمكنها أن تقلد الأعراض والمشكلات الإدراكية المرتبطة بالحالة . 

وترتبط وظيفة الغلوتاميت المتراجعة بالأداء السيئ في الاختبارات التي تتطلب عمل الفص الأمامي وقرن آمون، ويمكن أن يؤثر الجلوتاميك على وظيفة الدوبامين، وكلاهما يرتبط بالفصام، مما أشار إلى وجود دور وسيط هام (وقد يكون سببياً) لممرات الغلوتاميت في الحالة .

أعراض وعلامات الفصام

قد يعاني الشخص الذي تم تشخيص حالته بالفصام من هلوسة (أغلبها سماع أصوات) و أوهام (يتصف غالباً بالغرابة أو ذو طبيعة اضطهادية) وكلام وتفكير مضطرب ، ويمكن أن يتراوح الأخير من فقدان تتابع الأفكار إلى ضعف ترابط الجمل من حيث المعنى وإلى كلام غير مفهوم في الحالات الخطيرة .

ومن الأعراض الشائعة عند الإصابة بالفصام مايلي : -

  1. الانسحاب الاجتماعي .
  2. عدم الاهتمام بالملبس أو النظافة الشخصية .
  3. الافتقار إلى الحافز والقدرة على تقدير الأمور .
  4. غالباً ما يلاحظ نمط من الأزمات الانفعالية، مثل ضعف الاستجابة .
  5. كما يرتبط قصور الإدراك الاجتماعي بالإصابة بالفصام ، وكأحد أعراض جنون الارتياب ، وعادةً ما تحدث عزلة اجتماعية .
  6. كما توجد عادةً صعوبات في عملية الذاكرة طويلة المدى والانتباه والأداء التنفيذي وسرعة معالجة المعلومات .
  7. يمكن أن يظل الشخص المصاب بأحد الأنواع الفرعية غير الشائعة صامتاً لفترات طويلة أو يبقى دون حركة في وضعيات غريبة أو يصاب باهتياج عشوائي ، وجميعها من علامات الإصابة بالجامود : والجامود هي حالة من زيادة توتر العضلات وقت الراحة، تزول عند الحركات الإرادية .
  8. يكون لدى المصابين بالفصام نسبة اعلى للإصابة بمتلازمة القولون المتهيج ولكنهم غالباً لا يذكرون الأمر إلا إذا تم سؤالهم على وجه التحديد .

الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام

الأعراض الإيجابية : -

  • وهي تلك الأعراض التي لا يمر بها عادةً معظم الأشخاص ولكنها تحدث مع المصابين بالفصام .
  • ويمكن أن تتضمن تشوش الأفكار وكلام مضطرب وهلوسات لمسية وسمعية وبصرية وشمية وذوقية، والتي تعتبر عادةً من مظاهر الذهان .
  • كما ترتبط الهلوسات عادةً بمضمون موضوع الوهام . وتستجيب الأعراض الإيجابية للأدوية على نحو جيد بشكل عام .

الأعراض السلبية : -

  • تتمثل الأعراض السلبية في قصور في الاستجابات الانفعالية الطبيعية أو في عمليات التفكير الأخرى، كما أن استجابتها للأدوية أضعف .
  • وتتضمن عادةً ردود فعل وانفعالات فاترة أو ردود فعل لامبالية وضعف الكلام (حبسة) وعدم القدرة على الاستمتاع (انعدام التلذذ) وعدم الرغبة في تكوين علاقات (البعد عن المخالطة الاجتماعية) و الافتقار إلى الحافز (انعدام الإرادة) .
  • تشير الأبحاث إلى أن الأعراض السلبية تساهم أكثر من تلك الإيجابية في انخفاض جودة الحياة والعجز الوظيفي وإلقاء الأعباء على الآخرين .
  • غالباً ما يكون للأشخاص الذين يعانون من أعراض سلبية واضحة سوابق من ضعف القدرة على التكيف قبل بدء ظهور المرض، كما أن الاستجابة للأدوية غالباً ما تكون محدودة .

بداية الأعراض

تتمثل فترات الذروة لــ ظهور مرض الفصام عند المراهقة المتأخرة والبلوغ المبكر ، وهي سنوات حرجة بالنسبة للتنمية الاجتماعية والمهنية للشباب . وتظهر الحالة قبل سن التاسعة عشر عند نسبة 40% من الرجال و23% من النساء الذين تم تشخيص حالتهم بالفُصام . أُجريت الكثير من الأبحاث مؤخراً للحد من الاضطراب النمائي المرتبط بالإصابة بالفصام، وذلك من خلال تحديد وعلاج المرحلة البادرية (قبل ظهور المرض) والتي اكتشف أنها تصل إلى 30 شهراً قبل ظهور الأعراض . والأشخاص الذين تستمر حالة الفصام عندهم في التطور ربما يعانون من أعراض ذهانية عابرة أو ذاتية الشفاء ، ومن أعراض غير محددة من الانسحاب الاجتماعي والتهيجية والانزعاج والخلل الحركي أثناء المرحلة البادرية .

التصنيفات الفرعية

هناك خمسة تصنيفات فرعية للفصام ، وهي : -

  1. نوع جنون الارتياب : توجد ضلالات أو ضلالات سمعية، ولكن لا يوجد اضطراب في التفكير أو سلوك غير منظم أو التسطيح العاطفي ، الضلالات تكون إما بالاضطهاد أو العظمة، ولكن بالإضافة إلى ذلك، قد توجد موضوعات أخرى مثل الغيرة أو التدين المتكلف أو الجسدنة .
  2. الفصام غير المنظم : حيث يوجد أيضاً اضطراب التفكير والتسطيح العاطفي معاً .
  3. نوع الجامود : وهنا تقريباً لا يتحرك المريض ابداً أو قد يظهر حركات اهتياجية لاهدفية ، ويمكن أن تضم الأعراض خدر الجامود ومرونة شمعية .
  4. النوع اللا متمايز : توجد أعراض ذهانية ولكن لا تحقق معايير جنون الارتياب أو غير المنظم أو الجامود .
  5. النوع المتبقي : توجد أعراض إيجابية بحدة منخفضة فقط .

تشخيص الفصام

يتم تشخيص الفصام بناءً على معايير الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية ، أو التصنيف العالمي الإحصائي للأمراض والمشكلات المتعلقة بالصحة الصادر عن منظمة الصحة العالمية ، وتستخدم هذه المعايير تجارب الإبلاغ الذاتي للشخص والإبلاغ عن الأمور غير الطبيعية في السلوك، ويتبعها تقييم في العيادة يقوم به مختص في الصحة العقلية .

  • تحدث الأعراض المرتبطة بالفصام بصورة متصلة في المجموعات السكانية ويجب أن تصل إلى حدة معينة قبل أن يتم التشخيص .
  • وحتى يتم تشخيص المريض بالفصام يجب أن يتوافر معيارين تشخيصيان مع وجود كل منها معظم الوقت خلال فترة شهر على الأقل، مع تأثير كبير على الأداء الاجتماعي أو المهني لمدة ستة أشهر على الأقل .
  • وتشمل المعيارير ما يلي : -
    • يجب على المريض أن يعاني من الأوهام أو الهلوسات أو الحديث غير المنظم .
    • أن يكون عرض سلبي أو سلوك غير منظم بشدة أو جامودي تماماً .
  • إذا ما ظلت علامات الاضطراب لأكثر من شهر لكن أقل من ستة أشهر يتم اعتماد الاضطراب فصامي الشكل .
  • يمكن تشخيص الأعراض الذهانية التي تستمر أقل من شهر على أنها اضطراب ذهاني وجيز ، ويمكن تصنيف بعض الحالات بأنها اضطراب ذهاني لم يتم تصنيفه بخلاف ذلك .
  • بينما يتم التشخيص بالاضطراب الفصامي العاطفي إذا ما كانت أعراض الاضطراب المزاجي متواجدة بصورة أساسية بجانب الأعراض الذهانية .
  • إذا كانت الأعراض الذهانية هي نتيجة نفسية مباشرة لحالة طبية عامة أو دواء ، فأن التشخيص يعتبر كإحدى الأعراض الذهانية الثانوية لتلك الحالة .
  • لا يمكن التشخيص بالفصام في حال توافر أعراض الاضطرابات النمائية الشاملة، إلا اذا كان هناك أوهام أو هلوسة بارزة أيضاً .

التشخيص التفريقي

قد تكون الأعراض الذهانية موجودة في العديد من الاضطرابات النفسية الأخرى، ومنها ما يلي : -

  1. اضطراب ثنائي القطب .
  2. اضطراب الشخصية الحدية .
  3. التسمم الدوائي وذهان المخدرات .
  4. الاضطراب الوهامي .
  5. الانسحاب الاجتماعي في اضطراب القلق الاجتماعي .
  6. اضطراب الشخصية الاجتنابي .
  7. اضطراب الشخصية الفصامي .
  8. الوسواس القهري .

علاج الفصام

العلاج الأساسي للفصام يشمل : -

  • الأدوية المضادة للذهان .
  • وغالباً بالاشتراك مع الدعم النفسي والاجتماعي .

وقد يتم اللجوء إلى وضع المريض في المستشفى بصورة غير طوعية في حالة النوبات الشديدة .

العلاج الدوائي للفصام

  • الخط العلاجي النفسي الأول لمرض الفصام هي الأدوية المضادة للذهان ، التي يمكنها أن تقلل من الأعراض الإيجابية للذهان خلال حوالي 7 - 14 يوم .
  • إلا أن مضادات الذهان، تفشل في إحداث تحسن ملحوظ في الأعراض السلبية والخلل المعرفي .
  • ويقلل استخدامها على المدى الطويل من خطر الانتكاس .
  • يستند اختيار الأدوية المضادة للذهان إلى منافعها ومخاطرها وتكاليفها وتبقى المُفاضلة بين أفضلية المضادات النمطية أو المضادات اللانمطية أمرًا قابلًا للنقاش .
  • قد تكون مضادات الأميسولبرايد والأولانزابين والريسبيريدون والكلوزابين هي الأكثر فعالية ولكنها ترتبط بقدر أكبر من الآثار الجانبية .
  • تتساوى المضادات النمطية واللانمطية في نسب التوقف عن استعمال الدواء ومعدلات ظهور أعراض الانتكاس عند استعمال كلا النوعين بجرعات منخفضة إلى معتدلة .
  • الكلوزابين هو علاج فعال لدى الأفراد الذين يبدون استجابة ضعيفة للأدوية أخرى، ولكن له أثر جانبي خطير محتمل وهو ندرة المحببات (انخفاض عدد خلايا الدم البيضاء) في 1 - 4٪ من المرضى .

العلاج النفسي للفصام

هناك عدد من التدخلات النفسية والاجتماعية المفيدة في علاج مرض الفصام ومنها : -

  1. العلاج الأسري .
  2. المعالجة الإلزامية المجتمعية .
  3. التوظيف المدعوم .
  4. العلاج المعرفي .
  5. التدريب المهني .
  6. التدخلات النفسية والاجتماعية لمنع تعاطي المخدرات والتحكم بالوزن .
  7. العلاج الأسري والتعليم، الذي يستهدف نظام أسرة الفرد بأكمله، قد يقلل من الانتكاسات والإيداع في المستشفى.
  8. الأدلة المتوفرة عن فعالية العلاج السلوكي المعرفي في تخفيف الأعراض أو منع الانتكاس قليلة .
  9. العلاج الفني أو الدرامي لم يُبحث بشكل جيد .
  10. أظهر العلاج الموسيقي نتائج جيدة تحسين الحالة النفسية والأداء الاجتماعي عندما يقترن بالعناية الطبية والنفسية الاعتيادية .
تعليقات