الكرب يدعــى بالضغط النفسي أو التوتر النفسي وهو تفاعل لانوعي للجسم تجاه تأثيرات جسمية أو نفسية تخل بحالة الاستتباب، كما يشير المصطلح إلى الحالة المرافقة لهذه الاستجابة في الجهاز العصبي أو الجسم ككل.
الكرب |
تعريف أخر : الكرب هو حالة نفسانية شائعة في عصرنا حيث تكثر المؤثّرات من الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والغذائية . كما إنه مجهود يتكيف به الجسم مع الاعتداءات الخارجية (كحادثة سير أو عملية جراحية أو مرض أو تقلب طقس ، أو تربص لامتحان أو تبييت نية انتقام ، أو انفعال نفساني كالحزن أو الهم أو الغضب بل حتى الفرح المباغث) ، فالكرب إذن محمود ونافع به نتجاوز صروف الدهر من ابتلاءات ومضايقات اقتصادية وتنافس ونجاحات .
أسباب الكرب
أسباب الكرب عديدة منها ما يستحيل التحكم فيها وإزالتها (كالمرض والحوادث)، ومنها ما نقدر على التخفيف منها كتقلبات الطقس ، لكن هناك أسباب ثالثة، نستطيع أن نزيلها بالكامل وهي كثيرة مثل : -
- الغضب ونية الانتقام .
- الجهل وما ينتج عنه من ميوعة وتبعية (إما تبعية للنفس ولشهواتها أو تبعية للأشخاص ذووي الجاه والمال أو تبعية للممتلكات) .
وهناك مؤثرات عديدة من تلوث وقلة حركة وهضم حقوق الجسم (كسوء تغذية وقلّة نوم) وجدال وأخطاء السير وكتم وكذب وتردد وتجسس وفضول واستكمالية ومغالاة في الشعور بالذنب .
مراحل الكرب
يوجد للكرب ثلاث مراحل بيولوجية وهي كما يلي : -
أولاً : مرحلة التربص والتأهب : وفيها يزيد الجسم من طاقاته لمواجهة الاعتداء الخارجي بإفراز هرمونا الكرب لغدة الكظر (حسب التشريح المقارن أكبر ما تكون هذه الغدة عند الأسد) وهما هرمونان : الأول هرمون الأدرينالين (يسرع هذا الهرمون التنفس فيزيد من أكسجين الدم، كما يزيد من انتباه الأعصاب ويرفع ضربات القلب ويرفع ضغط الدم ، لذا يعتبر الكرب سبباً مباشراً لارتفاع ضغط الدم ، مما يوفر دماً كثيراً للعضلات) أما الهرمون الكظري الثاني فهو الكورتيزون (يرفع سكر الدم) .
ثانياً : مرحلة المقاومة : لاستمرار الموتر بغية النجاح في تجاوزه وذلك بالحفاظ على وفرة طاقات المرحلة الأولى (سرعة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدّمّ وسرعة التنفس وانتباه الأعصاب) .
ثالثاً : مرحلة الفشل : الفشل في اجتياز الاعتداء الخارجي الموتر فتظهر الأعراض المهلكة كصداع الرأس والأرق واضطرابات النجو (كالحرة والتخمة ونفخ الأمعاء)، وأحياناً آلام قطنية أونملة أو انهيار عصبي ، ويكمن سبب هذه الاضطرابات في الطاقة الوفيرة التي أنتجها الجسم أثناء تربصه والتي غطت الاعتداء الخارجي المؤثر وفاضت عليه (فاضت إما لأن الاعتداء لم يحدث بالمرة أو حدث فعلاً ولكن بأقل حدة مما كان متوقعاً)، ويتراكم هذا الفيض مع تكرّر الكرب فيهلك الفرد ، لذا فعلاج هذه الأعراض المهلكة لاينجح إذا اكتفينا بإزالة العرض المهلك (صداع الراس أو الأرق) ولم نزل السبب الحقيقي أي الاعتداء الخارجي الموتر .
علاج ومقاومة الكرب
تتم معالجة الكرب من خلال استخدام العقاقير المهدئة، كما يجب إزالة أسباب الكرب ، ويتم ذلك من خلال ما يلي : -
- إزالة نية الانتقام : إن عدم التربص للانتقام من الأعداء تزيل الكرب وتجنب الجسم الاضطرابات المهلكة ، وجاء في نصيحة مفادها (نية الانتقام ستؤذيك أكثر إذا حاولت الاقتصاص من الذي أساء إليك) .
- صرف الغضب من خلال : -
- الأنشطة اليدوية .
- الرمل (الرمل في الغابة أفضل منه في البيت إذ الغابة غنية بالأوكسيجين وترضي البال لأنها تشبع الغريزة الدفينة واللاشعورية للامتلاك أو الحمى) .
- الضحك .
- مشاهدة مباراة .
- الرياضة .
- إرخاء عضلات المضغ (أظهرت الدّراسات أن هناك علاقة تصاعدية بين الغضب وبين انقباض عضلات المضغ) لذا يجب تجنب مزاولة المضغ : العلكة .
- تجنب التبعية : يعتبرها العديد من المؤلّفين عاملاً مباشراً للكرب، ويصنفون الناس بحسبها صنفين، صنف كامل التبعية جداً متوتر كالعسكر والحراس وسائقي سيارات الأجرة والكاتبات ومعلمي التلاميذ ، وصنف قليل التبعية أحياناً منعدمها كرجال الدين والأطر العليا.
- تجنب هضم حقوق الجسم : من خلال النوم الكافي ومريح ، وتغذية متوازنة .
- تجنب الثلوث : تجنب الأزبال والدخان والروائح الكريهة ، وكذالك تجنب الصوت العالي والضوء القوي والمناظر المقززة .