التوتر النفسي Tension

 التوتر أو الإجهاد هو شعور بالإجهاد والضغط والذي يؤدي الى ظهور أعراض مختلفة ومتعدده ، كما قد يتسبب التوتر والإجهاد في أمور أكثر خطورة كمشاكل في القلب. 

الشعور بالإجهاد والضغط
التوتر النفسي

تتطلب حياة الإنسان القليل من التوتر من حين لآخر، فذلك مفيد وصحي ، ويساعد التور الإيجابي في تحسين الأداء الرياضي ، كما أنه عامل محفّز ويدفع الإنسان للتكيف والتفاعل مع البيئة. قد يؤدي التوتر المفرط إلى مشاكل كثيرة في الجسم وقد يكون بعضها ضاراً.

أسباب التوتر النفسي

قد ينتج التوتر عن مسببات كثيرة كأن يشعر الإنسان بأنه بشع أو أنه لا يلقى اهتماماً أو أن أمور حياته ليست على ما يرام، أو عند الجدال الحاد من شريك الحياة .

وقد يكون سبب التوتر خارجياً وقد يكون مرتبطاً بالبيئة ، ولكنه في ذات الوقت قد لا ينتج بسبب أحداث خارجية فورية لكن بسبب تصوّرات داخلية تسبب القلق ومشاعر سلبية للفرد اتجاه الوضع المحيط به، ما ينتج عنه ضغط نفسي وعدم ارتياح، وهذه المظاهر تكون مجهدة كما في حالة اضطراب ما بعد الصدمة على سبيل المثال .

  • يمكن التفكير في العوامل الخارجية التي لا تشكل تهديداً أو تسبب توتراً بذاتها على أنها آثار ما بعد الصدمة .
  • ويمكن أن تكون المحفزات موترة ، كـأن يتعرض شخص للتوتر بعد سماع أغنية معينة أو مشاهدة شيئ يذكره بأحداث مهددة سابقة .
  • يتعرض الإنسان للتوتر عندما يعتقد أن قدرته على التأقلم مع مصادر التهديد والعقبات (سواء كانت مواقف أو ظروف أو حتى أشخاص) غير كافية .
  • وعندما نعتقد أن المتطلبات التي تقع على عاتقنا تتجاوز قدرتنا على التعامل معها، نكون عرضة للتوتر والإجهاد .

أعراض وعلامات التوتر النفسي

هناك عدة أعراض وعلامات للتوتر ونذكر منها ما يلي : -

  1. الشعور العام بالعجز .
  2. الشعور بــالقلق .
  3. التهيج العام .
  4. إنعدام الطمأنينة .
  5. العصبية .
  6. الانزواء الاجتماعي .
  7. فقدان الشهية .
  8. الأكتئاب ، و الإرهاق .
  9. ارتفاع وانخفاض ضغط الدم .
  10. طفح جلدي .
  11. الأرق .
  12. فقدان الرغبة الجنسية (العجز الجنسي) .
  13. الصداع النصفي .
  14. صعوبات في الجهاز الهضمي (إمساك أو إسهال) .
  15. أعراض الدورة الشهرية بالنسبة للنساء .
  16. كما قد يؤدي التوتر والإجهاد ألى أمور أكثر خطورة كمشاكل في القلب .

التوتر والصحة

تتطلب الاستجابة الفسيولوجية للإجهاد الكثير من طاقة الجسم ، مما يشكّل كرباً عظيماً وخطر الإصابة بالمرض .

  • عندما تستخدم طاقة الجسم في الاستجابة للضغوطات الطفيفة (أو الرئيسية)، فإن قدرة جهاز المناعة على العمل ستكون ضعيفة .
  • وهذا يجعل الفرد أكثر عرضة للأمراض الجسدية كالبرد والإنفلونزا .
  • وينتج عن الأحداث المجهدة، كتغيير العمل، والأرق وضعف النوم ومشاكل صحية أخرى .
  • إن التوتر المزمن ونقص القدرة على التعامل مع ذلك الإجهاد يؤدّي إلى تطور القضايا النفسية لدى الفرد كالاكتئاب والقلق .
  • يمكن أن يرتبط التوتر باضطرابات نفسية كــ اضطراب القلق ، والكآبة ، واضطراب الكرب التالي للرضح (اضطراب ما بعد الصدمة) .

أثبتت الدراسات أيضاً أن التوتر المزمن والعداء المرتبط بالشخصية المتنافسة والشخصية الهادئة ، يرتبطان بمخاطر أعلى لحدوث أمراض القلب والشرايين، ويحدث هذا بسبب النظام المناعي ومستويات الاستثارة العالية في الجهاز العصبي الودي حيث أن هذه المستويات هي جزء من استجابة الجسم الفسيولوجية للأحداث المجهدة الموترة .

بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة عن التوتر النفسي

  1. يستخدم تعبير التوتر أو الإجهاد كتعريف بصورة غير صحيحة .
  2. فالضغوطات حالات وظروف ومحفزات وغير ذلك يمكن أن تجعل الإنسان يتنبه إلى التهديد، وبالتالي يختبر الإنسان القلق ومشاعر سلبية أخرى .
  3. في واقع الأمر، ليست هي الأحداث والصدمات والأحاديث التي تسبب التوتر لنا، لكن هو تصوّر كيف يمكن التعامل مع هذه المحفزات .
  4. من الناحية الفسيولوجية يكون للضغوطات المزمنة تأثير سلبي أكبر على صحة الأفراد من تأثير الضغوطات اليومية التي لها بداية ونهاية .
  5. فمثلاً الضغوطات اليومية كحركة المرور والواجبات المنزلية تسبب ضرراً أكبير على صحة الفرد على المدى الطويل من حدوث وفاة في العائلة أو الزواج وغير ذلك.

كيف نتعامل مع التوتر

يتعامل الشخص مع التهديدات الملموسة التي قد تسبب التوتر بطرق مختلفة .

  • ثمة تصنيفات مختلفة للتأقلم والتعامل مع المسببات، أو قد نسميها آليات الدفاع، لكنها متغيرات تدور في فلك فكرة عامة واحدة وهي أن هناك طرقاً جيدة ومنتجة وطرقاً أخرى سيئة للتعامل مع التوتر .
  • ونظراً لكون التوتر محسوس فإن الآليات التالية لا تتعامل مع الظروف الفعلية التي تسبب التوتر بالضرورة .

ولكن يمكن اعتبارها طرقاً للتأقلم إذا كانت تتيح للشخص تأقلماً أفضل مع المشاعر السلبية والحصر النفسي الذي يعاني منه نتيجة التواجد في وضع مسبب للتوتر، بدلاً من تصحيح المصدر المسبب للتوتر .

آليات قابلة للتكيف وفعالة وتركز على المشكلة

هذه المهارات هي ما يمكن أن نسميها بـمواجهة المشكلة قبل وقوعها ، أو التعامل مع المشاعر السلبية التي تتسبب عن التوتر بطريقة بناءة، وتتضمن أليات التكيف ما يلي : -

    1. الانتساب : محاولة إقامة علاقات صداقة ، وتتضمن التعامل مع التوتر الناجم عن اللجوء لشبكة اجتماعية بهدف الحصول على دعم، لكن الفرد لا يتشارك مع الآخرين حتى يتجنب تحمل أي مسؤولية .
    2. الفكاهة : يخطو الفرد خارج ظرف معين لكسب منظور أكبر ولتسليط الضوء على أي جوانب فكاهية قد تكون موجودة في الظروف العصيبة التي يواجهها .
    3. تعلية نفسية : تتيح المجال لحل غير مباشر لصراع أو نزاع دون أن ينتج عنه أي عواقب وخيمة أو فقدان الرغبة ، تتيح هذه الآلية في الأساس توجيه العواطف المزعجة إلى مخرجات مقبولة اجتماعياً .
    4. إعادة التقييم الإيجابي : إعادة توجيه الأفكار (الطاقة المعرفية) إلى أشياء جيدة قابلة للحدوث أو التنفيذ ، وهذا يمكن أن يؤدّي إلى نمو ونضج الشخصية والتأمل الذاتي وإدارك قدرات الشخص وإمكانياته .الترقب والإيثار والمراقبة الذاتية .

          التثبيط العقلي و آليات التنصل

          تؤدي هذه الآليات إلى ضعف الوعي حيال حالات القلق والأفكار المهددة والمخاوف وغيرها، ويتأتى هذا من إدراك التهديدات المتصورة، ومن أليات التثبيط والتنصل مايلي :-

          • الإزاحة : ويكون هذا عندما يعيد الفرد توجيه مشاعرهم العاطفية عن وضع معين إلى وضع آخر أقل تهديداً .
          • الكبت : يحدث القمع عندما يحاول الفرد إزالة أفكاره ومشاعره أو أي شيء مزعج أو مجهد يهدد إدراكه وذلك للانفصال عن الوضع برمته ، وعند حدوث هذا العزل لفترة طويلة بطريقة ناجحة، يكون الأمر أكثر من مجرد نكران للذات .
          • التكوين العكسي : يبدل الأفراد مشاعرهم أو أفكارهم أو سلوكهم بالضد ، وهي محاولة إزالة أي أفكار غير مقبولة من وعي الشخص عن طريق إبدالها بالأفكار العكسية تماماً .
          • ومن آليات التثبيط الأخرى : التراجع والتفكك والحركان والإسقاط النفسي والتبرير. 

          وعلى الرغم من أن بعض الأشخاص يدّعون أن آليات التثبيط قد تزيد من مستوى التوتر لديهم لأن المشكلة لم تُحل ، لكن فصلها عن الضغوطات يمكن أن يساعد الشخض على التحرر موقتاً من التوتر والتجهز للتعامل مع المشكلات لاحقاً .

          الآليات النشطة

          تتعامل هذه الأساليب مع التوتر من خلال قيام الفرد نفسه باتخاذ الإجراء أو الانسحاب .

          1. التصرف : ينظر لهذا الأمر غالباً على أنه سلوك ينطوي على مشاكل أو عكس ما هو طبيعي ، بدلاً من حل المشكلة يحاول الفرد التأقلم .
          2. العدوان السلبي : يكون هذا عندما يتعامل الشخص بشكل غير مباشر مع قلقه وأفكاره ومشاعره السلبية الناجمة عن التوتر والإجهاد من خلال التصرف بعدوانية أو إبداء الاستياء تجاه الآخرين .

          وتبعاً للحالة، كل آليات التأقلم مع المشكلة قابلة للتطبيق والعمل بها. 

          تعليقات