نقص التروية الدموية Ischemia

نقص التروية الدموية يدعــي بــ الإقفار أو الإسكيمية، وهو قصور أو احتباس نسبي أو مطلق لتروية الدم إلى أنسجة الجسم، مما يسبب نقصاً في الأوكسجين والجلوكوز اللازم لعمليات الأيض الخلوية (لإبقاء الخلايا على قيد الحياة) ، وعادةً ما يكون سبب هذا الإقفار مشاكل في الأوعية الدموية، مما ينتج ضرراً أو خللاً في وظيفة النسيج المسؤولة عن تغذيته. 

قصور أو احتباس نسبي أو مطلق لتروية الدم إلى أنسجة الجسم
نقص التروية الدموية

ماهو الإقفار : الإقفار هو فقر الدم الموضعي في جزء من الجسم، الناتج عن احتقان مثل تضيق الأوعية أو الخثار أو الانصمام. 

أسباب نقص التروية الدموية

الإقفار هو مرض وعائي، يشمل إحداث خلل في تزويد الأنسجة والأعضاء بالدم الشرياني اللازم لها، وقد ينتج في حالته الأسوأ، موتا للنسيج ، وقد يحدث بسبب الخثار أو الانصمام في شريان متصلب عصيدياً ، أو بسبب صدمة .

  • أما مشاكل الوريد، كانسداد جريان الأوردة وحالات بطئ الجريان، فقد تسبب أيضاً إقفاراً شريانياً حاداً .
  • إنّ أمهات الدم هي أحد أكثر الأسباب شيوعاً للإفقار الشرياني الحاد .
  • ومن الأسباب الأخرى ما يلي : -
    1. النوبة القلبية .
    2. أمراض الصمام المترالي .
    3. الرجفان الأذيني .
    4. أمراض عضلة القلب .
    5. وفي جميع هذه الحالات السابقة، هناك عرضة لتكون خثرات .

الانسداد

قد تنفصل الخثرات عن أماكنها الأساسية وتنتقل إلى أي مكان آخر في الجهاز الدوراني، حيث قد ينتج عنها انصمام رئوي ، وهو انسداد شرياني حاد يسبب نقصاً مفاجئاً في تغذية الدم والأوكسجين للمنطقة ما بعد الانصمام . وتعتمد شدة وأنواع الأعراض على حجم ومكان الانسداد وحدوث تفكك في التجلط إلى الأوعية الأصغر ودرجة شدة المرض الشرياني الطرفي. 

الصدمة

إن الإصابة بصدمة في طرف من الأطراف قد ينتج انسداد كاملاً أو جزئياً في وعاء دموي إما جراء الانضغاط أو القص أو التهتك . وقد ينتج الانسداد الشرياني الحاد نتيجة تسلخ شرياني في الشريان السباتي أو الشريان الأبهر، أو نتيجة إصابة شريانية علاجية المنشأ (مثلاً بعد تصوير الأوعية). 

أسباب أخرى

قد ينتج نقص في جريان الدم إلى جزء من الجسم عن أي سبب من الأسباب التالية : -

  • متلازمة مخرج الصدر .
  • انضغاط الضفيرة العضدية .
  • التصلب العصيدي (لويحات غنية بالدهون، تسد بطانة الشرايين) .
  • نقص السكر في الدم (أقل من المستوى الطبيعي للجلوكوز) .
  • تسارع نبضات القلب .
  • انخفاض ضغط الدم (مثلا في حالة فشل القلب).
  • انضغاط من الخارج لوعاء دموي (مثل الضغط عن طريق ورم) .
  • داء التلاسيمية التمنجلي (أشكال غير طبيعية لخلايا الدم الحمراء) .
  • برد شديد موضعي (كتجمد الأطراف) .
  • قوى الجاذبية المحفزة، مما ينتج عنه تقليل جريان الدم للأطراف (مثل الطيران العسكري).
  • استخدام العاصبة .
  • تحفيز زائد لمستقبلات الجلوتاميت .
  • عيوب تشكلية شريانية وريدية .
  • تمزق أوعية دموية مهمة (تغذي نسيجاً أو عضواً معيناً) .
  • فقر الدم، الذي يسبب تضيقاً في الأوعية الدموية الطرفية لضمان تغذية جيدة للأعضاء الداخلية الحيوية كالقلب والدماغ، مما يسبب نقصاً في الأوكسجين طرفياً .

أعراض وعلامات نقص التروية

يُنقَل الأكسجين إلى الخلايا عبر الدم، وبالتالي فإن عدم وجود تروية دموية كافية يخلف نقصاً حاداً لدى الأنسجة في الأوكسجين، وتظهر آثار هذا النقص أكثر ما تظهر في الأنسجة الهوائية التي تعتمد كثيراً على الأوكسجين، حيث ينتج ضرر دائم متعذر العكس خلال 3-4 دقائق فقط في ظروف درجة حرارة الجسم العادية . كما تتأثر الكليتان أيضاً سريعاً بنقص أو غياب جريان الدم . وأما الخلايا التي تمتلك معدل عمليات أيض بطيء نسبياً، فتحتاج 20 دقيقة تقريباً لينتج ضرر دائم متعذر العكس فيها. 

نقص التروية الدموية في الأطراف

نقص التروية للأطراف ينتج إقفاراً حاداً فيها ، وتتلخص المظاهر السريرية لنقص التروية الحاد في الأطراف فيما يلي : -

  1. الشلل ، والألم .
  2. غياب النبض .
  3. الشحوب .
  4. المذل (وجود إحساس غير طبيعي بلا مؤثّر حقيقي ) .
  5. اختلال في قدرة الجسم على التحكم بدرجة الحرارة .
  6. وإذا لم يتم التدخل بشكل سريع، فإن نقص التروية سيتحول بسرعة إلى نخر في الأنسجة وغنغرينة في غضون ساعات قليلة .

الشلل هو علامة متأخرة للإقفار الشرياني الحاد ، وهو يشير إلى موت الخلايا العصبية التي تغذي الأطراف ، وقد ينتج عن الضرر في الأعصاب سقوط القدم ، ولأن الأعصاب حساسة جداً لنقص التأكسج، فإن شلل الأطراف أو اعتلال الأعصاب الإقفاري قد يستمر حتى بعد إعادة التروية، وقد يكون دائماً.

الإقفار القلبي

قد يكون هذا الإقفار بلا أعراض أو قد يسبب أعراضاً مثل ألم في القلب، وتعرف بــ الذبحة الصدرية ، وتحدث عندما لا يصل عضلة القلب دم كافي لتغذيتها ، وعادةً يكون السبب الرئيسي هو التصلب العصيدي ، وهو تجمع اللويحات الغنية بالكوليسترول في الشرايين التاجية. 

مرض القلب الإقفاري هو السبب الأكثر شيوعاً للموت في البلدان الغربية ، وسبب رئيسي لإدخال الحالات المرضية إلى المستشفيات. 

نقص التروية في الأمعاء

قد تتأثر الأمعاء الدقيقة أو الغليظة بنقص التروية .

  • ففي حالة نقص التروية في الأمعاء الغليظة، فقد ينتج عملية التهابية تسمى التهاب القولون التقرحي .
  • أما نقص التروية في الأمعاء الدقيقة فقد ينتج إقفار المساريق .

نقص التروية في الدماغ

نقص التروية إلى الدماغ قد يكون حاداً (سريعاً) أو مزمناً.

  • الجلطة الإقفارية الحادة هي حالة طارئة قد تكون قابلة للعكس إذا عولجت بسرعة .
  • أما الإقفار المزمن للدماغ قد ينتج لنا نوعا من الخرف يدعى الخرف الوعائي .
  • وتسمى نوبة نقص التروية القصيرة التي تصيب الدماغ بــ النوبة الإقفارية العابرة (الجلطة الصغيرة) .

نقص التروية في الجلد

نقص جريان الدم إلى طبقات الجلد قد ينتج تبقعاً ، أو تلوناً غير منتظم فيها. 

علاج نقص التروية الدموية

العلاج المبكر مهم جداً للحفاظ على حيوية وحياة الطرف المصاب. 

  • وتتضمن خيارات العلاج المتاحة ما يلي : -
    1. مانعات التخثر .
    2. محللات الخثرات .
    3. مزيلات الانصمامات .
    4. إعادة التروية عن طريق الجراحة .
    5. بالإضافة إلى استئصال الطرف المصاب .
  • البداية تكون بمانعات التخثر لمنع حدوث تضخم في هذه الخثرات .
  • استخدام الهيبارين Heparin بشكل مستمر عن طريق الوريد هو الخيار التقليدي الأمثل .

إذا كانت السيطرة على الإقفار الموجود في الطرف المصاب تتم عن طريق مانعات التخثر، فإن علاج الانصمامات الناتجة حديثاً يكون عبر القثطار ، باستخدام حقن لمحللات الخثرات مثل (الستربتوكاينيز، واليوروكاينيز) .

  • يتم إدخال القثطار عن طريق الجلد إلى الشريان الفخذي ثم دفعه إلى مكان التجلط ، على عكس طريق عمل مضادّات التخثر، فإن محللات الخثرات تعمل مباشرة لتحليل التجلط خلال مدة 24-48 ساعة .
  • قد يكون من المهم إجراء عملية بضع الشريان مباشرة لإزالة التجلط .
  • وقد يتم إجراء عملية جراحية لإعادة التروية في حالة الصّدمة (تهتك الشريان) .
  • أما الاستئصال فهو خيار أخير يتم في حالة عدم وجود حل آخر للإبقاء على الطرف .
  • إذا كان المريض معرضاً للمزيد من الانصمام من مصدر واحد مستمر (مثلاً رجفان الأذين المزمن)، فإن العلاج يتضمن مضادات تخثر طويلة الأمد، لمنع حدوث نوبات إقفارية حادّة جديدة .

يحدث انخفاض درجة حرارة الجسم انخفاضاً في معدل عمليات الأيض الهوائي في الخلايا المصابة، مما يقلل من الآثار المباشرة لنقص التأكسج ، كما يقلل انخفاض درجة الحرارة من الاستجابة الالتهابية وإصابة إعادة التروية، أما في إصابة تجمد الأطراف، فإن تدفئة الأنسجة قد تقلل من الإصابة الناتجة عن إعادة التروية. 

تعليقات