ذات الرئة هي حالة التهابية تصيب الرئة وتؤثر بشكل رئيسي على الأكياس الهوائية المجهرية والتي تعرف باسم الحويصلات الهوائية ، وهي تحدث عادة نتيجة لعدوى تسببها الفيروسات أو الجراثيم وبدرجة أقل غيرها من الميكروبات وبعض الأدوية وغيرها من الحالات المرضية مثل أمراض المناعة الذاتية.
ذات الرئة |
مرض ذات الرئة يحدث بشكل رئيسي بسبب عدوى تحدثها البكتريا أو الفيروسات وبدرجة أقل الفطريات والطفيليات ، ورغم أن هناك أكثر من 100 سلالة من العوامل المعدية التي تم تحديدها، إلا إن عدداً قليلاً منها هي المسؤولة عن معظم الحالات.
أسباب ذات الرئة
تعتبر الجراثيم أو البكتريا هي أكثر مسببات ذات الرئة المكتسب من المجتمع، حيث يتم عزل العقدية الرئوية في حوالي 50% من الحالات ، وتشمل الجراثيم الشائعة الأخرى التي يمكن عزلها : -
- المستدمية النزلية في 20% من الحالات .
- المتدثرة الرئوية في حوالي 13% من الحالات .
- المفطورة الرئوية في حوالي 3% من الحالات .
- بالإضافة لأنواع أخرى مثل المكورات العنقودية الذهبية والموراكسيلا النزلية والفيلقية المستروحة والعصيات سلبية الغرام .
الفيروسات : تشكل الفيروسات ما يقرب من ثلث أسباب إصابة البالغين و 15% من أسباب إصابة الأطفال بذات الرئة ، وتتضمن أبرز الفيروسات الشائعة : -
- الفيروس الأنفي .
- الفيروس التاجي .
- فيروس الإنفلونزا .
- الفيروس المخلوي التنفسي .
- الفيروس الغداني .
- الفيروس نظير الإنفلونزا .
الفطريات : إن ذات الرئة الفطري هو مرض غير شائع، ولكنه أكثر شيوعاً لدى المصابين بضعف المناعة بسبب الإيدز أو الأدوية الكابتة للمناعة أو بسبب مشاكل صحية أخرى ، وهي أكثر ما تحدث بسبب : -
- النوسجة المغمدة (المسببة لداء النوسجات) .
- الفطر البرعمي .
- المستخفية المورمة .
- المتكيسة الرئوية الجؤجؤية .
- الكروانية اللدودة .
الطفيليات : هناك عدة أنواع من الطفيليات التي يمكنها إصابة الرئتين، وتشمل : -
- المقوسة الغوندية .
- الأسطوانيات البرازية .
- الصفر الخراطيني .
- متصورة الملاريا .
عوامل خطر الاصابة بذات الرائة
تشمل الظروف وعوامل الخطورة المساعدة لذات الرئة ما يلي : -
- التدخين .
- عوز المناعة .
- تناول الكحول .
- داء الانسداد الرئوي المزمن .
- المرض الكلوي المزمن .
- مرض الكبد .
أعراض وعلامات ذات الرئة
كثيراً ما يشكو المصابون بــ التهاب الرئة من الأعراض والعلامات التالية : -
- الصداع ، وتقلبات المزاج .
- الحمى ، ونوبات البرد (قشعريرة) .
- السعال الرطب (سعال مصحوب ببصاق أو بلغم) .
- ضيق التنفس .
- ألم صدري حادّ أو طاعن أثناء التنفس العميق .
- ازدياد سرعة التنفس .
- نفث دموي احياناً .
- انخفاض ضغط الدم .
- تسارع دقات القلب .
- ازرقاق الجلد ، ورطوبة الجلد .
- فقدان الشهية .
- غثيان وقيء .
- تعب عام ، وأوجاع ، وألم في المفاصل .
- وقد يكون الارتباك هو أكثر الأعراض وضوحاً لدى المسنين .
أما أعراض ذات الرئة لدى الأطفال ،الذين تقل أعمارهم عن خمسة أعوام فهي : -
- الحمى والسعال والتنفس السريع أو الصعب .
- وقد تكون الحمى غائبة لدى الذين يعانون من مرض شديد أو سوء التغذية .
- بالإضافة إلى ذلك، كثيراً ما لايكون السعال موجوداً لدى الأطفال الذين يقلّ اعمارهم عن الشهرين .
- ومن العلامات والأعراض الأكثر شدة فقد تتضمن : -
- الجلد المائل إلى الزرقة .
- تناقص الشعور بالعطش .
- اختلاجات وتقيؤ مستمر .
- ارتفاع شديد في درجات حرارة .
- تراجع درجة الوعي .
ترتبط بعض الأسباب بخصائص سريرية تقليدية، ولكنها غير متميزة كما يلي : -
- ذات الرئة الذي يحدث بسبب البكتريا الفيلقية قد يكون مصحوباً بألم في البطن أو إسهال أو ارتباك .
- ذات الرئة الذي يحدث بسبب العقدية الرئوية يترافق بقشع صدئي اللون .
- ذات الرئة الذي يحدث بسبب كليبسيلا قد يرافقه قشع مدمى كثيراً ما يوصف بأنه يشبه هلام الكشمش (التوت البري) .
- القشع المدمي (والذي يعرف باسم نفث الدم) قد يحدث أيضاً في حالات السل وذات الرئة بالجراثيم السلبية الغرام والخراجات الرئوية بالإضافة إلى حدوثه أكثر شيوعاً في التهاب القصبات الحاد .
- أما أعراض ذات الرئة بالفطريات فهي تضخم العقد اللمفية في الرقبة والألم المفصلي والتهاب الأذن الوسطى .
- أما التهاب الرئة الفيروسي فيترافق بالأزيز أكثر من التهاب الرئة البكتيري .
تشخيص ذات الرئة
يتم تشخيص ذات الرئة عادة استناداً إلى مجموعة من الأعراض الجسدية وصورة الصدر الشعاعية ، ولكن تأكيد العامل المسبب قد يكون صعباً ، حيث لا يوجد أي اختبار حاسم يمكنه التفريق بين السبب البكتيري أو غير البكتيري .
تم تعريف مرض ذات الرئة سريرياً عند الأطفال استناداً إلى وجود السعال أو صعوبة التنفس ومعدل التنفس السريع أو انسحاب الصدر إلى الداخل أو انخفاض مستوى الوعي ، ويعرف معدل التنفس السريع بأنه : -
- أكثر من 60 نفس في الدقيقة عند الأطفال الأقل من عمر شهرين .
- و أكثر من 50 نفس في الدقيقة عن الأطفال الذين يتراوح عمرهم بين الشهرين والعام الواحد .
- و أكثر من 40 نفس في الدقيقة عند الأطفال الذين يتراوح عمرهم بين عام واحد و 5 أعوام .
يعد ارتفاع معدل التنفس وانسحاب الجزء الأسفل من الصدر عند الأطفال أكثر حساسية من سماع كراكر الصدر بواسطة المسماع .
عند الكبار، لا داعي للفحوصات الطبية في الحالات الطفيفة، إذ أن خطر الإصابة بذات الرئة منخفض جدا إذا كانت جميع العلامات الحيوية طبيعية والتسمع طبيعياً .
أما الأشخاص الذين تتطلب حالتهم دخول المستشفى، فيوصى بإجراء فحوص قياس تأكسج النبض والتصوير الشعاعي للصدر وتحليل الدم ، بما في ذلك العد الدموي الشامل والشوارد في الدم ومستوى بروتين سي التفاعلي وفحص وظائف الكبد إن أمكن .
اثناء فحص الصدر قد يُظهر تناقصاً في توسّع الصدر في الجانب المصاب ، وتسمى أصوات التنفس القاسية الصادرة من القصبات الهوائية الأكبر والتي تنتقل عبر الرئة المصابة بالالتهاب بتنفس قصبي، وتسمع هذه الأصوات أثناء التسمع بواسطة السماعة ، وقد تسمع كراكر في المنطقة المصابة خلال التنفس .
وقد يعطي القرع على الرئة المصابة صوتاً خافتاً، ويزيد، بدلاً من أن يقل، ويميز رنين الصوت الإصابة بذات الرئة من الإصابة بالانصباب الجنبي .
التشخيص التفريقي
يمكن أن تظهر العديد من الأمراض أعراض وعلامات مشابهة للعلامات والأعراض الخاصة بذات الرئة، ومن هذه الأمراض : -
- داء الانسداد الرئوي .
- الربو .
- وذمة الرئة .
- توسع القصبات .
- سرطان الرئة .
- الانصمام الرئوي .
علاج ذات الرئة
عادة ما تشكل المضادات الحيوية التي يتم تناولها عن طريق الفم والراحة والمسكنات البسيطة والسوائل علاجاً كاملاً، ولكن بالنسبة للذين يعانون من حالات طبية أخرى أو كبار السن أو الذين يعانون من مشكلة كبيرة في التنفس، فقد يتطلب الأمر رعاية أكبر.
وإذا ساءت الأعراض أو لم يتحسن ذات الرئة بالرعاية المنزلية أو عند حدوث مضاعفات، فقد يتطلب الأمر دخول المستشفى.
ويختلف علاج ذات الرئة تبعاً لسبب ونوع ذات الرئة.