الرفرفة الأذينية هي اضطراب نظمي يصيب أذيني القلب ويؤدي إلى تسارع في انقباض الأذينين بتردد منتظم يتراوح ما بين 250 - 350/ دقيقة، مما يؤدي إلى انتقال التسرع إلى البطينين حيث تكون سرعة البطينين أقل من ذلك.
الرفرفة الأذينية |
رفرفة الأذين عادةً ما يرافقه إحصار أذيني بطيني بمقدار (2 : 1) أو بمقدار (3 : 1) مما يجعل سرعة القلب تكون 1\3 أو 1\2 سرعة الأذينين، لذلك فإن الرفرفة الأذينية تنضم إلى فئة التسرعات الأذينية وتدعى أيضاً بتسرعات فوق بطينية لأن مصدرها ليس بطين القلب، ولكن تسرع البطين وبالتالي تسرع القلب ينجم عن انتقال التسرع من الأذينين إلى البطينين.
أنواع الرفرفة الأذينية
النوع الأول ويدعى بالشائع وذلك لأنه يشكل 90% من حالات الرفرفة الأذينية، وتدور الشارة الناقلة في هذا النوع حول الصمام ثلاثي الشرف في أذين أيمن، خلال دورانها حول الصمام تعبر منطقة بين صمام ثلاثي الشرف ومصب وريد أجوف سفلي تدعى (تضيق جوفي ثلاثي الشرف) وهذا التضيق له أهمية إذ أنه يمكن علاج الرفرفة اجتثاث قثطري، ويتم التفريق هنا بين دوران الشارة الناقلة مع أو ضد عقارب الساعة.
النوع الثاني هنا تمر الشارة الناقلة بطرق أخرى غير الطريق المارة بالتضيق، وتكون عادة بسرعات أكبر تصل 340–430\دقيقة، وهنا يكون إحصار أذيني بطيني بدرجة أعلى مثل 3-1 أو 4-1 بحيث تصل ربع أو ثلث الشارات إلى البطين.
أعراض وعلامات الرفرفة الأذينية
أعراض الرفرفة الأذينية تشبه أعراض تسرع القلب من حيث : -
- الشعور بالخفقان .
- التعب السريع أثناء أداء التمارين أو القيام بمجهود بدني.
- هبوط في ضغط الدم يرافقه دوخة.
في بعض الحالات وبخاصة إذا كان المريض يعاني من قصور القلب فإن تسرع القلب والرفرفة الأذينية يكون لها تأثير سلبي على قدرة القلب على الضخ، وبالتالي على وظيفة القلب بشكل عام، هذا يعني أن بعض حالات الرجفان الأذيني قد تصل بالمريض إلى وضع حرج يُجبِر إدخاله وحدة العناية المركزة.
مضاعفات الرفرفة الأذينية
1/ المضاعفات النظمية
تنشأ المضاعفات النظمية عن انتقال الشارة المحفزة من الأذين إلى البطين، وبما أن سرعة تحفيز الأذين أثناء الرفرفة الأذينية تتراوح ما بين 250-350 في الدقيقة، فإن انتقال هذه الشارة إلى البطين سيؤدي إلى تسارع بطيني بهذه السرعات، ولكن بسبب وجود العقدة الأذينية البطينية فإن هذه تعمل على منع انتقال هذه السرعات الخطرة إلى البطينين، فتسمح بمرور كل ثاني أو كل ثالث شارة إلى البطين، وهذا ما نسميه إحصار أذيني بطيني ويضاف إلى تلك التسمية نسبة الإحصار، فيقال 1:2 أو 1:3 إذا ما لحق كل ثاني أو كل ثالث شارة انقباضة بطينية، ولذلك فغالباً ما تنشأ انقباضات بطينية متسارعة تتراوح ما بين 100 إلى 180 في الدقيقة.
التسارع القلبي يؤدي إلى التقليل من فاعلية ضخ الدم بسبب عدم اكتمال امتلاء البطين بالدم قبل القذف القلبي، وهذا يؤدي إلى خفض التروية لعدد من الأعضاء مثل الدماغ (قد تظهر على شكل دوخة)، أو عضلة القلب (يؤثر ذلك على قوة العضلة وقد يضر بها إذا استمر لمدة أيام وأكثر).
- قصور القلب الحاد : ويحدث بسبب التسارع حينما تعجز عضلة القلب عن ضخ الدم بسبب عدم توفر الوقت لامتلائها، مما يؤدي إلى حدوث وذمة رئوية وبالتالي ضيق النفس، كما ينجم عنها ضعف عام وعجز عن الاتيان بمجهود.
- قصور القلب المزمن : وينجم بسبب إجهاد عضلة القلب بسبب تسارع القلب لفترة طويلة، وينجم عن ذلك انخفاض الكسر القذفي إلى نسب تصل إلى 20%، كما يمكن أن يتسبب بحدوث سكتة قلبية في بعض الحالات الشديدة.
- تحول الرفرفة الأذينية إلى رجفان أذيني : حيث يلاحظ أن أكثر من نصف حالات الرفرفة الأذينية (56%) تتحول مع مرور الزمن إلى رجفان أذيني.
2/ المضاعفات الاحتشائية
المضاعفات الاحتشائية للرفرفة الأذينية تشبه تلك الناجمة عن الأذيني، فمرضى الرفرفة الأذينية معرضون للاصابة بالسكتة الدماغية، كما أن نسبة حدوثها تقارب نسب حدوثها في الرجفان الأذيني، وتزيد إذا تخلل فترات الرفرفة الأذينية رجفان أذيني، كما أن هناك دراسات تشير إلى أن خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عند مرضى الرفرفة الأذينية تراوح تلك عند مرضى الرفرفة الأذينية بل أحياناً قد تتجاوزها.
تنجم المضاعفات الاحتشائية بسبب عدم انقباض الأذينين في حالة الرفرفة الأذينية، فجدران الأذين تراوح مكانها أثناء الرفرفة مما يؤدي إلى ركود الدم في زوايا الأذين، ومن ثم تخثره، لتنتقل الخثرة فجأةً (بسبب عطسة أو تحرك مثلاً) إلى البطين، فيتم نقلها خلال الشرايين إلى مختلف أنحاء الجسم بما فيها الدماغ، وفي هذه الحالة فإن الخثرة تسبب انسداداً في أحد شرايين الدماغ مسببةً السكتة الدماغية.
التشخيص
يتم تشخيص الرفرفة الأذينية باعتماد مخطط القلب الكهربائي، حيث تلاحظ تكررات موجة P على شكل أسنان المنشار، في غالب الأحيان يمكن الاعتماد على شكل مخطط القلب الكهربائي للتشخيص إذا كان يرافق الرفرفة إحصار أذيني بطيني، في بعض الحالات الخاصة يتم التأكد من التشخيص باستخدام دواء الأدينوسين والذي يوقف انتقال الشارة الناقلة عبر العقدة الأذينية البطينية وبالتالي تظهر أسنان المنشار بشكل واضح، وبخاصة في غياب الإحصار الأذيني البطيني.
في الحالات التي يصعب فيها تشخيص الرفرفة الأذينية، يمكن حقن مادة الأدينوسين بالوريد، مما يسبب إحصاراً أذينياً بطينيًاً تاماً (من الدرجة الثالثة) لبضع ثواني، وبالتالي تظهر موجات الشارة في الأذين على شكل أسنان المنشار بشكل واضح بغياب مركب QRS.
علاج الرفرفة الأذينية
تتم معالجة الرفرفه الاذينيه بواسطة العلاج النظمي والذي يهدف إلى تحديد سرعة القلب وتجنب التسارعات القلبية المؤثرة سلبياً على العضلة القلبية، أو إلى استعادة نظم القلب الطبيعي، لذا فإن العلاج النظمي من ناحية الهدف المرجو منه ينقسم إلى نوعين : -
- علاج لكبح سرعة القلب وتجنب التسرعات القلبية.
- تقويم النظم ويهدف إلى استعادة النظم الجيبي.
وأهم الأدوية النظمية التي يمكن استخدامها في تحديد سرعة القلب هي : -
- حاصرات بيتا : وتعمل على إبطاء سرعة انتقال الشارة عبر العضلة القلبية.
- حاصرات قنوات الكالسيوم وبالذات من نوعية فيراباميل والتي تعمل بالإضافة إلى كبح سرعة انتشار الشارة إلى كبح انتقال الشارة عبر العقدة الجيبية البطينية.
- مركبات الديغيتاليس والتي تعمل على كبح سرعة القلب.
- مضادات اضطراب النظم من الفئة الثالثة والتي تعمل على تأخير إعادة الاستقطاب وبالتالي كبح سرعة القلب من جهة، كما أنها تساعد على تقويم النظم من جهة أخرى.
إطلع على : اضطراب النظم ، متلازمة وولف باركنسون وايت.