ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن Chronic Lymphocytic Leukemia

ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن هو مرض سرطاني يصيب الخلية الليمفية من نوع B، حيث يصيب البالغين وخاصة الأفراد التي تتراوح أعمارهم ما بين 60- 80 عاماً خاصة في أوروبا وأميركا الشمالية، وينتشر بين الذكور بنسبة أعلى من الإناث (1:2).

إبيضاض الدم اللمفاوي المزمن هو مرض سرطاني يصيب الخلية الليمفية من نوع B
ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن

يتصف مرض إبيضاض الدم اللمفاوي المزمن بالتراكم التصاعدي للخلايا الليمفية في نخاع العظم والعقد الليمفية، وبالتالي انتقال المرض تدريجياً إلى بقية الأعضاء المصنعة للدم، ويعزى المرض إلى خلل جزيئي يؤدي إلى تأخير أو إعطاب عملية استموات الخلايا. 

اسباب ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن

لم يتم التعرف على أسباب المرض على وجة التحديد، ولم يتم ربط الإصابة بابيضاض الدم الليمفاوي المزمن مع أي من عوامل الخطر البيئية أو التعرض لأي مركبات كيميائية أو الأشعة. ولكن هناك احتمال بأن للوراثة دوراً في الإصابة بالمرض، فقد وجد أن مصاب من كل 10 أشخاص مصابين بأبيضاض الدم الليمفاوي المزمن لديهم إصابة عائلية بالمرض. 

كيف يحدث سرطان الدم الليمفاوي المزمن

يحدث سرطان الدم الليمفي المزمن من خلال تراكم وتكدس الخلايا الليمفية وليس من الانقسام الغير طبيعي للخلايا، ومن هنا تم ربط المرض بعملية استموات الخلايا، حيث تتم عملية استموات الخلايا من خلال طريقتين رئيستين، وهما : -

  1. الطريق الداخلي (ميتكوندريا) .
  2. الطريق الخارجي (TNF). 

وتتضمن هذه الطريقتين عمليات نقل إشارة وتنشيط وتثبيط مركبات معينة تؤدي بالنهاية لتحفيز عملية استموات الخلايا، حيث تتدخل عدة بروتينات خلال الطريقتين مما يؤدي إلى تثبيط عملية استماتة الخلايا، ومن هذه البروتينات bcl-2 و NF-KB و Akt، كما وجد أن بعض الاضطرابات الوراثية الخلوية تؤدي إلى إخلال في عمل المورثة p53 المسؤولة عن تثبيط الأورام. 

أعراض وعلامات السرطان الليمفاوي المزمن

معظم حالات لا تظهر عليها أعراض، ويتم اكتشاف المرض بالصدفة من خلال الفحوصات الروتينية أو من خلال ظهور ما يلي : -

  • أعراض فقر الدم .
  • تضخم متماثل في الغدد الليمفية وخاصة الغدد الموجودة في العنق والإبط. 
  • تضخم في الكبد والطحال .
  • وقد تظهر في بعض الحالات تضخم في اللوزتين وبعض الكدمات، ويحدث ذلك نتيجة قلة الصفائح الدموية

تشخيص المرض

يتم تشخيص ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن من خلال الفحوصات المخبرية للدم ونقي العظام، حيث يتم وجود ما يلي : -

  1. ارتفاع في أعداد كريات الدم البيضاء الليمفية، ووجودها بما نسبته 40% أو أكثر في نخاع العظم. 
  2. تظهر الخلايا في فحص الدم بأحجام صغيرة وكمية السايتوبلازم تكون ضئيلة ولا تظهر النوية بشكل واضح. 
  3. يشاهد في فحص الدم خلايا تعرف باسم سلائف الليمفيات، وتكون كبيرة الحجم مقارنة بالكريات الليمفية ولا تزيد عن 5%.

وفي بعض الحالات المرضية تشاهد سلائف الليمفيات بنسبة أعلى، وفي هذه الحالة يتم تشخيص الحالة كنوع من أنواع المرض ويسمى أبيضاض الدم الليمفي المزمن (سلائف الليمفيات).

يعتبر فحص نقي العظم ذو أهمية كبيرة في عملية تشخيص المرض، ومتابعة العلاج، حيث يقوم فحص نخاع العظم بما يلي : -

  • المساعدة على تحديد مسبب قلة الخلايا في الدم وبالتالي معالجة السبب. 
  • ملاحظة نمط ترشيح الخلايا الليمفية، مما يساعد على تشخيص أبيضاض الدم الليمفي المزمن من بقية الأمراض التي تتشابه معه. 
  • متابعة واستجابة المريض للعلاج. 

علاج سرطان الدم الليمفاوي المزمن

تتم معالجة ابيضاض الدم الليمفاوي المزمن من خلال عدة طرق، كما يلي : -

  1. العلاج الكيميائي : ويستخدم للقضاء على الخلايا السرطانية ومنعها من الانقسام مثل كلورامبيوسيل، وفلودارابين. 
  2. العلاج الإشعاعي : ويتم تعريض المريض للأشعة العلاجية لتقليص حجم الغدد الليمفية والتي لا تستجيب للعلاج الكيميائي. 
  3. الأضداد وحيدة النسيلة : يتم توجيه هذه الأضداد إلى الخلايا السرطانية للقضاء عليها. 
  4. زراعة نخاع العظم .

وتعتمد قرارات المعالجة على مرحلة المرض و الأعراض، كما إن غالبية المرضى بسرطان الدم اللمفاوي المزمن والذين لديهم درجه منخفضة من المرض لا يستفيدون من العلاج، والذين لديهم مضاعفات يستفيدون من العلاج. 

  • وبشكل عام فإن مؤشرات العلاج تشمل ما يلي : -
    • هبوط مستوى خضاب الدم أو الصفائح الدموية. 
    • تطور مرحلة المرض لمرحلة أخرى .
    • تضخم مؤلم بالغدد اللمفاوية أو الطحال .
    • زيادة في إنتاج عدد كريات الدم اللمفاوية .

والجدير بالذكر أن سرطان الدم المزمن غير قابل للشفاء بالعلاجات الحالية، وخطه العلاج الكيماوي هي تشكيلة من كلورامبوسيل أو سيكلوفوفسفايد بالإضافة إلى الكلوجوستيدويدات مثل بريدنيولون او بريدنون. 

إن استخدام الستيرويد له إضافة علاجية بإحباط بعض الأمراض المناعية مثل فقر الدم أو نقص الصفائح المناعية، وفي بعض الحالات المستعصية يعطى العلاج المركب مع أدوية النيكليوسيد كالفلودرابين والبينتوستاتين أو كلادربين وقد يكون ناجحاً في الحالات الأصغر سناً، كما يمكن زرع نخاع العظم وزرع النسيج الذاتي أو غير الذاتي. 

تعليقات