الحمل خارج الرحم Ectopic pregnancy

 الحمل خارج الرحم يعرف بالحمل المنتبذ و هو أحد مضاعفات الحمل التي يتم فيها انغراس البويضة المخصبة خارج التجويف الرحمي، حيث تنغرس البويضة في قناة فالوب، المبيض، عنق الرحم أو داخل التجويف البطني. 

انغراس البويضة المخصبة خارج التجويف الرحمي
حمل في قناة فالوب

تحدث معظم حالات الحمل خارج الرحم في قناة فالوب، وهي الحالات التي يطلق عليها اسم حالات الحمل الأنبوبي، ويمكن أن يحدث انغراس الجنين في عنق الرحم والمبيضين والبطن. 

أنواع الحمل خارج الرحم

1/ الحمل الأنبوبي : في الغالبية العظمي من حالات الحمل خارج الرحم، يتم انغراس الجنين في قناة فالوب، ويمكن أن ينمو الحمل داخل أكثر من مكان داخل قناة فالوب، حيث قد ينمو في : -

  1. النهاية الخملية ذات الأهداب لقناة فالوب .
  2. الجزء الأمبولي من القناة .
  3. منطقة البرزخ أو في الجزء القرني والجزء الخلالي. 

وينغرس الحمل الخلالي داخل الرحم في ذلك الجزء من قناة فالوب الذي يتوغل في الطبقة العضلية من الرحم، لهذا يكون بعيداً عن التجويف الرحمي. 

تتحقق أعلى نسب للوفاة في حالات الحمل خارج الرحم في حالات الحمل الأنبوبي في منطقة البرزخ أو في حالة الحمل الخلالي، وهي إحدى حالات الحمل خارج الرحم التي يتم فيها الحمل داخل الرحم ولكنه يكون خارج التجويف الرحمي، ويتم ذلك بسبب تمدد الأوعية الدموية، وهي الحالة التي قد تؤدي إلى حدوث نزيف داخلي شديد ومفاجئ. 

2/ الحمل غير الأنبوبي : تحدث نسبة اثنين بالمائة من حالات الحمل خارج الرحم في المبيض أو عنق الرحم أو داخل التجويف البطني. 

وعلى الرغم من أن حالة الحمل خارج الرحم عادةً لا يكتب لها الاستمرار، ففي حالات نادرة للغاية خرجت مواليد إلى الدنيا بعد رحلة من الحمل في التجويف البطني، وفي مثل هذه الحالة، تستقر المشيمة على أعضاء التجويف البطني أو على الغشاء البريتوني حيث يستطيع الجنين أن يجد ما يكفيه من الإمداد الدموي، وعادةً ما يكون المكان الذي تستقر فيه المشيمة هو الأمعاء أو المساريقي. 

3/ الحمل المزدوج : في حالات نادرة من الحمل خارج الرحم، قد توجد بويضتان مخصبتان، إحداهما خارج الرحم والأخرى بداخله، وهي الحالة التي يطلق عليها اسم الحمل المزدوج. 

عادةً ما يتم اكتشاف الحمل الموجود داخل الرحم بعد اكتشاف الحمل خارج الرحم، ويحدث ذلك عادةً بسبب الألم الذي ينتج عن الحالة الطبية الطارئة الخاصة بالحمل خارج الرحم، ولأن حالات الحمل خارج الرحم عادةً ما يتم اكتشافها واستئصالها في فترة مبكرة للغاية من الحمل، قد لا تستطيع أشعة الموجات فوق الصوتية أن تعثر على الحمل الإضافي الموجود داخل الرحم، وعندما تستمر مستويات هرمون hCG أو الجونادوتروبين المشيمي في الارتفاع بعد استئصال الحمل الذي كان موجوداً خارج جدار الرحم، يظل الاحتمال قائماً بوجود الحيوية في حمل موجود داخل الرحم، وفي العادة يتم اكتشاف ذلك باستخدام أشعة الموجات فوق الصوتية. 

أسباب الحمل خارج الرحم

يوجد عدد من عوامل الخطر التي يمكن أن تتسبب في حدوث الحمل خارج الرحم، وعلى الرغم من ذلك، وفي نسبة تتراوح ما بين الثلث والنصف من حالات الحمل خارج الرحم لا يمكن تحديد عوامل الخطر التي ترتبط بحدوث الحالة ، وتشمل عوامل الخطورة التي ترتبط بحدوث حالات الحمل خارج الرحم ما يلي : -

  • مرض التهاب الحوض .
  • العقم .
  • استخدام موانع الحمل الرحمية .

يصبحن السيدات أكثر عرضة لخطر حدوث الحمل خارج الرحم مع التقدم في العمر، وكذالك التدخين يرتبط بخطر التعرض لحدوث الحمل خارج الرحم، كذالك استخدام الدش المهبلي، فأن استخدامه يزيد من فرص حدوث الحمل خارج الرحم. 

اعراض وعلامات الحمل خارج الرحم

تكون الأعراض المبكرة للحمل المنتبذ غير موجودة أو غير واضحة ، وتظهر المظاهر السريرية لحدوث حالة الحمل خارج الرحم في فترة تقترب في المتوسط من اسبوعين الى سبعة أسابيع بعد حدوث آخر دورة شهرية عادية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الفترة تتراوح ما بين خمسة وثمانية أسابيع، أما المظاهر التالية للحالة فتكون أكثر شيوعاً في المجتمعات المحرومة من الوسائل التشخيصية الحديثة. 

وتتضمن العلامات المبكرة لحدوث حالة الحمل خارج الرحم ما يلي : -

  1. الإحساس بالألم في الجزء السفلي من البطن، وقد ينتشر الالم الى الكتف، وقد يختلط الإحساس بالألم في حالة الحمل خارج الرحم مع الألم الشديد في منطقة البطن، كذلك يمكن أن يبدو هذا الإحساس كتقلص شديد. 
  2. غثيان وقيء ودوار .
  3. ارتفاع درجة الحرارة، وهبوط ضغط الدم. 
  4. الألم المصاحب للتبول .
  5. الإحساس بالألم وعدم الشعور بالراحة وعادةً ما تكون هذه الأعراض معتدلة في حدتها وقد يؤدي تكون الجسم الأصفر على المبيض إلى الإحساس بأعراض شديدة الشبه بهذه الأعراض. 
  6. حدوث نزيف مهبلي لونة داكن او احمر، وعادةً ما يكون النزيف معتدلاً في شدته، وعادةً لا يكتب الاستمرار للحمل المتكون خارج الرحم، وتتسبب المستويات المتدنية لهرمون البروجسترون الذي ينتجه الجسم الأصفر الموجود على المبيض في انحسار النزيف، وقد لا يمكن تمييز هذه الحالة عن حالة الإجهاض المبكر أو عن النزيف المصاحب لانغراس الجنين، وذلك في حالات الحمل العادية. 
  7. الإحساس بالألم أثناء حركة الأمعاء .

أما المريضات اللاتي تعانين من أعراض متأخرة لحالة الحمل خارج الرحم، فتكون الأعراض النمطية التي تظهر عليهن هي : -

  • الألم والنزيف، ويكون هذا النزيف مهبلياً وداخلياً، ويعمل وفقاً لاثنين من الآليات المنفصلة للفسيولوجيا المرضية : -
    • ينتج النزيف الخارجي عن تدني مستويات هرمون البروجسترون. 
    • وينتج النزيف الداخلي عن النزيف الموجود في القناة المصابة. 
  • عند هذه النقطة، يكون التشخيص التفريقي بين حالات الإجهاض التلقائي والحمل خارج الرحم والمرحلة المبكرة من الحمل العادي، فإذا كانت نتيجة اختبار الحمل إيجابية يتم استثناء الإصابة بعدوى في منطقة الحوض لأنه نادراً ما يحدث حمل في وجود مرض التهاب الحوض. 
  • ويكون مرض التهاب الحوض هو أكثر الأمراض شيوعاً التي يتم الخلط بين تشخيصها وبين المراحل المبكرة من الحمل خارج الرحم. 

أما النزيف الداخلي الأكثر حدة، فقد يتسبب فيما يلي : -

  1. الإحساس بالألم في الجزء الأسفل من الظهر وكذلك ألم في البطن أو الحوض. 
  2. ألم الكتفين، ويتسبب في ذلك الدم الذي يسير في غير مساره الطبيعي ليأخذ مساره لأعلى إلى التجويف البطني ويثير الحجاب الحاجز، وهي علامة تنذر بالخطر. 
  3. قد يحدث تشنج أو ألم في أحد جوانب الحوض، ولا يكون قد مر على بداية الإحساس بالألم وقت طويل، ويعني ذلك أنه يجب التمييز بين الألم الذي يتسبب فيه النزيف الداخلي وبين ألم الحوض الدوري، وعادةً ما يزداد الإحساس بهذا الألم سوءاً بمرور الوقت. 

قد تتشابه الأعراض المصاحبة لحالة الحمل خارج الرحم مع أعراض بعض الأمراض الأخرى مثل : -

  • التهاب الزائدة الدودية .
  • اضطرابات الجهاز الهضمي الأخرى .
  • المشكلات الخاصة بالجهاز البولي .
  • مرض التهاب الحوض .
  • وغيرها من المشكلات الصحية التي يمكن أن تصيب السيدات. 

كم يستمر الحمل خارج الرحم

إن الحمل المنغرس خارج الرحم لا يستطيع الاستمرار طويلاً، وقد يشير استمرار الحمل خارج الرحم إلى استمرار نمو الأرومة المغذية حتى بعد التدخل الجراحي الذي يتم لاستئصال الحمل الموجود خارج الرحم، وبعد اتخاذ الإجراء الطبي المناسب الذي يهدف إلى الحفاظ على قناة فالوب المصابة، مثل إجراء عملية استئصال الحمل دون قناة فالوب. 

وفي نسبة تتراوح ما بين %15 و%20 من الحالات، يتم استئصال الجزء الأكبر من الحمل الذي كان قد تكون خارج الرحم، ولكن قد ينجو بعض نسيج الأرومة المغذية من عملية الاستئصال ويستمر في النمو نظراً لانطماره العميق داخل القناة، عندئذ يطرأ ارتفاع جديد على مستويات هرمون hCG نتيجة لاستمرار وجود هذا الجزء من النسيج، وبعد مرور أسابيع، قد يؤدي ذلك إلى ظهور أعراض سريرية أخرى تتضمن النزيف، ولهذا السبب، يجب أن تتم مراقبة مستويات هرمون hCG بعد استئصال الحمل الذي كان موجوداً خارج الرحم للتأكد من انخفاض هذه المستويات، الأمر الذي يدل على أنه قد تم التخلص من الحمل نهائياً، كذلك يمكن إعطاء المريضة عقار ميثوتركسيت في وقت إجراء الجراحة كإجراء وقائي. 

هل الحمل خارج الرحم خطيراً

يعتبر الحمل خارج الرحم خطيراً على الأم حيث يكون النزيف الداخلي من المضاعفات شائعة الحدوث في هذه الحالة، ويمكن اعتبار الحمل خارج الرحم حالة طبية طارئة محتملة، ويمكن أن تؤدي إلى وفاة المرأة إذا لم يتم علاجها بالشكل السليم. 

التشخيص

يجب التفكير في احتمال حدوث حمل خارج الرحم بالنسبة لأي أمرأة تكون نتيجة إجراء اختبار الحمل إيجابية بالنسبة لها بينما تعاني من الألم في منطقة البطن أو النزيف المهبلي، أما أشعة الموجات فوق الصوتية التي تظهر كيس جنيني يحتوي على قلب الجنين داخل قناة فالوب فهي الدليل الواضح على وجود حالة للحمل خارج الرحم. 

علاج الحمل خارج الرحم

العلاج باستخدام الأدوية

يمكن اعتبار العلاج المبكر للحمل خارج الرحم باستخدام عقار ميثوتركسيت بديلاً قابلاً للتطبيق للعلاج بالتدخل الجراحي، فإذا تم استخدام هذا العقار في مرحلة مبكرة من الحمل، فإنه يعمل على إنهاء عملية نمو الجنين الذي لا يزال في طور التكوين، وهو أمر قد يؤدي إلى الإجهاض أو إلى أن يقوم جسم السيدة بامتصاص الأنسجة المتخلفة عن الجنين أو يقوم بطردها مع الدورة الشهرية

العلاج عن طريق التدخل الجراحي

إذا كان النزيف قد حدث بالفعل، قد يكون من الضروري اللجوء للتدخل الجراحي لعلاج الحالة، وعلى الرغم من ذلك، يكون قرار اللجوء للتدخل الجراحي قراراً يصعب اتخاذه في حالة المريضات من ذوات الحالة المستقرة اللاتي بالكاد يظهر في فحص الأشعة بالموجات فوق الصوتية الخاص بهن تجلط دموي. 

ويستخدم الجراحون منظار البطن أو عملية فتح البطن جراحياً ليتمكنوا من الوصول إلى الحوض والقيام بأحد إجرائين : -

  1. أولهما شق قناة فالوب المصابة واستئصال الحمل فقط من داخلها دون استئصال القناة (استئصال الحمل مع فتح فوهة لقناة فالوب).
  2. أما الإجراء الثاني، فهو استئصال قناة فالوب المصابة مع الحمل الموجود بداخلها (استئصال الحمل مع قناة فالوب).

مضاعفات الحمل خارج الرحم

من مضاعفات الحمل خارج الرحم و الأكثر شيوعاً هي حدوث تمزق مصاحب لنزيف داخلي، الأمر الذي يمكن أن يؤدي لحدوث صدمة دموية، ومن النادر أن تفقد المريضة حياتها نتيجة لحدوث التمزق وخاصة بالنسبة للسيدات اللاتي تتوافر لهن سبل العناية الطبية الحديثة، ويصيب العقم نسبة تتراوح ما بين %10 و %15 من السيدات اللاتي تتعرضن لتجربة الحمل خارج الرحم. 

تعليقات