الدورة الشهرية هي دورة من التغيرات الطبيعية التي تحدث في الرحم والمبيض بهدف تمكين عملية التكاثر ففيها يتم إنتاج البويضات وتجهيز الرحم للحمل.
 |
| الدورة الشهرية |
وتحدث الدورة الشهرية (الحيض) في إناث الإنسان في فترة خصوبتهن، ووقتها يتحكم به حسب الساعة الحيوية، وتتكرر فيهن ما بين بدء الإحاضة (السن الذي تحدث فيه أول دورة) وسن اليأس (السن الذي تحدث فيه آخر دورة).
وتنقسم كل دورة بناءً على الأحداث التي تحدث في المبيض أو تلك التي تحدث في الرحم إلى الأطوار التالية :-
- الطور الجرابيوتبويض.
- طور الجسم الأصفر في الدورة المبيضية والحيض.
- طور التكاثر.
- الطور الإفرازي في الدورة الرحمية.
ويتحكم بكلتا الدورتين هرمونات جهاز الغدد الصماء ويمكن لموانع الحمل الهرمونية أن تتعارض مع التغيرات الهرمونية الطبيعة بشكل يمنع عملية التكاثر.
بداية الحيض وانقطاعة
بداية ظهور اول دورة شهرية في السن الذي تحدث فيه أول دورة شهرية يعرف بــ بدء الإحاضة Menarche : وهي الدورة الشهرية الأولى لدى الاناث، ويعد الحدث الأهم الذي يدل على بداية البلوغ وخصوبة الانثى، ويختلف سن بدء الاحاضة من منطقة إلى أخرى، ويبدأ في سن الثاني عشر كما تؤثر فيها عوامل أخرى أهمها التغذية، ومتوسطه في النساء هو من 12-15 سنة.
- لكن في المجمل سن بدء الإحاضة يعد طبيعياً إذا حدثت في أي عمر بين 8 و 16 سنة، فيمكن لعوامل الوراثة والتغذية والصحة العامة أن تؤثر عليه بتبكيره أو تأخيره، وهذا السن آخذ في الهبوط عالمياً.
- قد يرتبط ذلك بالارتفاع في مستوى انتشار السمنة بين الأطفال في العالم حيث أن كل زيادة بمقدار 1 كجم/م2 في مؤشر كتلة الجسم تؤدي إلى ارتفاع احتمالية بدء الإحاضة في سن مبكرة قبل سن الثانية عشرة بنسبة 6.5%.
اخر دورة شهرية في السن الذي تحدث فيه آخر دورة شهرية يعرف بــ سن اليأس Menopause : وهو انقطاع دائم للخصوبة الإنجابية قبل نهاية العمر الطبيعي بقليل، ومتوسطه في الإنسان هو 52 سنة، ولكن ليس نادراً أن تبلغ المرأة سن اليأس في أي سن بين 45 و 55 سنة، ويعتبر الإياس قبل سن 45 سنة في الدول الصناعية مبكراً وسابقاً لأوانه، وحاله كحال بدء الإحاضة في كونه بشكل كبير نتيجة للعوامل الحيوية.
طول الدورة الشهرية وإنتظامها
جرت العادة على أن يُحسب طول الدورة الشهرية بالأيام من أول يوم لخروج دم الحيض وحتى خروجه في الدورة التي تليها، والمتوسط لطول الدورة الشهرية هو 28 يوم، ولكن الطول يختلف بين النساء بمدى يتفاوت بين 21 و 45 يوم، وكما يختلف طول الدورة الشهرية بين النساء فإن طولها يختلف للمرأة الواحدة بين دورة وأخرى.
تعتبر المرأة ذات دورة منتظمة إذا كان الفرق بين طول أصغر دورة وأطول واحدة لها أقل من 8 أيام، وأما إذا كان الفرق يعادل 8 أيام أو أكثر فتعد المرأة ذات دورة غير منتظمة.
أطوار الدورة الشهرية
تنقسم الدورة الشهرية الى طورين رئيسيين وهما الدورة المبيضية، والدورة الرحمية، وكلاً منهما ينقسم الى عدة أطوار وذلك كما سيأتي.
1/ الدورة المبيضية
تنقسم الدوره المبيضية الى عدة اطوار وهي على النحو التالي : -
1/ الطور الجريبي Follicular phase
تبدأ الدورة المبيضية بالطور الجريبي والذي يتزامن حدوثه مع الحيض وطور التكاثر في الدورة الرحمية، وفيه يستعد المبيض لإطلاق البويضة وتنضج جريبات أو بصيلات المبيض.
- تبدأ مستويات الهرمون المحفز للجريبات والذي يفرز من الفص الأمامي من الغدة النخامية بالارتفاع في الطور الجريبي ما يحفز عدداً من الجريبات الموجودة في المبيض على النمو والتي تتنافس فيما بينها على السيادة ما يؤدي إلى توقفها كلها عن النمو عدا واحد منها يستمر في النضوج.
- يحتوي الجريب الناضج على البويضة التي ستُطلق في طور الإباضة ويُطلق عليه اسم جريب دوغراف نسبة إلى عالم التشريح الهولندي ريغنير دي غراف أو الجريب الثالثي تميزاً له عن الجريبات الأولية والثانوية.
2/ التبويض Ovulation phase
التبويض أو طور الإباضة هو ثاني أطوار الدورة المبيضية، ويتزامن حدوثه مع نهاية طور التكاثر وبداية الطور الإفرازي في الدورة الرحمية، وفيه تطلق البويضة الناضجة من المبيض باتجاه قناة فالوب.
ترتبط عملية الإباضة بارتفاع مستوى الهرمون المنشط للجسم الأصفر والذي يقوم هرمون الاستراديول بتثبيط عملية إفرازه من الفص الأمامي للغدة النخامية أثناء الطور الجريبي، ولكن عندما تشارف البويضة على النضوج ترتفع مستويات الاستراديول، ويتحول تأثيره من مثبط لإفراز الهرمون المنشط للجسم الأصفر إلى محفز له، فتُنتج كميات كبيرة من الهرمون المنشط للجسم الأصفر، ويحدث ارتفاع حاد في مستوياته.
- يبدأ الارتفاع في مستوى الهرمون المنشط للجسم الأصفر في اليوم 12 في الدورة المتوسطة، وقد يستمر لمدة 48 ساعة، ويؤدي إلى نضوج البويضة وإلى إضعاف جدار جريبها في المبيض ما يقود إلى إطلاقها منه، فتلتقطها أهداب قناة فالوب.
- تبقى البويضة في قناة فالوب لمدة يوم واحد تقريباً إذا لم تُخصب بحيوان منوي، ومن ثم تبدأ في التحلل.
- وإذا خُصبت فإنها تبدأ في النمو وتكوين الجنين مباشرة، وفي هذه الحالة تحتاج إلى ثلاثة أيام لتصل إلى الرحم وإلى ثلاثة أيام أخرى لتنغرس في بطانته.
3/ الطور الأصفوري Leteal Phase
الطور الأصفوري هو الطور الأخير في الدورة المبيضية، ويتزامن حدوثه مع الطور الإفرازي في الدورة الرحمية، وفيه تعمل هرمونات الغدة النخامية ( الهرمون المنشط للجسم الأصفر والهرمون المحفز للجريبات) تحديداً على تحويل ما تبقى من الجُريب الناضج إلى جسم أصفر يفرز هرمون البروجيسترون، فيعمل البروجيسترون على تهيئة بطانة الرحم لعملية الانغراس والحفاظ عليها.
- يعمل البروجيسترون أيضاً على تثبيط إفراز الهرمون المنشط للجسم الأصفر والهرمون المحفز للجريبات، واللذان يحتاجهما الجسم الأصفر للحفاظ على نفسه، فتبدأ مستوياتهما بالانخفاص ما يؤدي إلى ضمور الجسم الأصفر، فتنخفض بذلك مستويات البروجيسترون ما يقود بدوره إلى سقوط بطانة الرحم ونزول دم الحيض معلناً نهاية الدورة الشهرية وبداية دورة جديدة.
- أما في حال حدوث الإخصاب فيُفرز الجنين المنغرس هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية الذي يتشابه مع الهرمون المنشط للجسم الأصفر، فيمنع الجسم الأصفر من الضمور، فيسمتر الأخير بإفراز هرمون البروجيسترون الذي يحافظ على الحمل.
- هرمون موجهة الغدد التناسلية هو نفسه هرمون الحمل البرولاكتين الذي تعتمد العديد من اختبارات الكشف عن الحمل على وجوده لاثبات الحمل.
2/ الدورة الرحمية
وتنقسم الدورة الرحمية الى عدة اطوار وهي على النحو التالي : -
1/ الحيض
الحيض هو أول أطوار الدورة الرحمية، ويسمى الطمث أو القرء، وإليه يرجع القصد عند القول أن المرأة في دورتها، وخروج دم الحيض علامة على أن المرأة لم تحمل في دورتها السابقة، ولكن لا يمكن الجزم بعدم حدوث الحمل بناءً على خروج الدم لوجود العديد من الأسباب والعوامل التي قد تؤدي إلى أن تنزف المرأة في بداية حملها.
تستمر فترة الحيض عادة ثلاثة إلى خمسة أيام، ولكن استمرارها ليومين وحتى سبعة أيام يظل طبيعياً، وفي كل حيضة تخسر المرأة 35 ملم من دمها في المتوسط (المدى الطبيعي يتفاوت بين 10 و 80 ملم من الدم ) وكلما كانت كمية الدم أكبر كلما زادت احتمالية الإصابة بنقص الحديد.
2/ طور التكاثر
طور التكاثر هو الثاني في الدورة الرحمية، وفيه تنمو (تتكاثر) بطانة الرحم تحت تأثير هرمون الإستروجين، وتزداد سماكة جداره الداخلي، وتكثر أوعيته الدموية وخلايه الإفرازية.
3/ الطور الإفرازي
الطور الإفرازي هو آخر أطوار الدورة الرحمية، ويتزامن حدوثه مع الطور الاصفوري في الدورة المبيضية.
منع التبويض
موانع الحمل الهرمونية
لا تؤثر العديد من وسائل منع الحمل وتنظيم النسل كوسائل منع الحمل الحاجزة والتعقيم الجراحي في الدورة الشهرية، ولكن لا ينطبق ذلك على موانع الحمل الهرمونية والتي تتوفر بعدة أشكال مختلفة منها الحبوب الفموية، والغرسات التي تزرع تحت الجلد، والحقن المانعة للحمل، واللصقات، واللوالب الرحمية والحلقات المهبلية، وتقسم عموماً إلى نوعين : -
- الموانع الإحادية (المحتوية على البروجستيرون فقط).
- الموانع المركبة.
منع التبويض بالرضاعة الطبيعية
تعمل الرضاعة الطبيعة على تثبيط إفراز الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية والهرمون المنشط للجسم الأصفر بطريقة التغذية الراجعة السلبية، وإذا ما كان مقدار هذا التثبيط كافياً فإنه يؤدي إلى وقف نمو الجريبات ومنع التبويض ما يجعل من الرضاعة الطبيعية وسيلة طبيعية لمنع الحمل وتحديد النسل.
اضطرابات وأمراض الدورة الشهرية
تتضمن اضطرابات الدورة الشهرية مجموعة متنوعة من الاضطربات، وهي كما يلي : -
- اضطرابات التبويض مثل : -
- عدم انتظام التبويض.
- غياب الإباضة Anovulation.
- اضطرابات طول الدورة مثل : -
- عدم انتظام الدورة الشهرية أو عدم انتظام الحيض.
- تعدد الطمث Polymenorrhea.
- ندرة الطمث Oligomenorrhea.
- اضطرابات جريان الدم مثل : -
- انقطاع الطمث Amenorrhea.
- قلة الطمث Hypomenorrhea.
- غزارة الطمث Menorrhagia.
- نزيف حاد أثناء الدورة الشهرية مثل : -
- نزف الرحم Metrorrhagia.
- نزيف غير طبيعي، وقد يكون السبب مرض في الرحم، أو المبيض.
- غزارة النزف الرحمي Menometrorrhagia.
- عسر الطمث Dysmenorrhea.