حمى النفاس هي حالة مرضية تحدث بسبب التقاط الأعضاء الجنسية الأنثوية للعدوى أثناء أو بعد الولادة أو الإجهاض ويحدث فيها ارتفاع درجة الحرارة فوق 38° مئوية واستمرارها على مدى 24 ساعة أو المتكررة خلال الفترة من نهاية اليوم الأول إلى نهاية اليوم العاشر بعد الولادة أو الإجهاض.
الحمى النفاسية |
كانت الحمى النفاسية في الماضي مرضاً فتاكاً، فقد كانت تصيب النساء خلال الأيام الثلاثة الأولى التالية للولادة وتتقدم سريعاً، متسببة في ظهور أعراض حادة كالآم شديدة في البطن والحمى والوهن.
ويعتبر إنتان القناة التناسلية أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بحمى النفاس وهو بدوره ينجم عن استعمال معدات طبية ملوثة أو سوء نظافة الطاقم الطبي مما يلوث القناة التناسلية عند الأم أثناء الولادة، وقد تؤدي أنواع أخرى من العدوى إلى حدوث الإنتان بعد الولادة وتشمل : -
- عدوى الجهاز البولي .
- عدوى الثدي (التهاب الثدي) .
- عدوى الجهاز التنفسي (والتي تنتشر الإصابة بها بعد التخدير بسبب إصابات في القصبة الهوائية).
اصبحت حمى النفاس الآن نادرة في الغرب بسبب زيادة الاهتمام بالنظافة أثناء الولادة، وعادة ما تكون الإصابات قليلةُ العدد قابلة للعلاج بالمضادات الحيوية.
أسباب حمى النفاس
أهم العوامل المسببة للالتهاب في داخل بطانة الرحم البكتيريا العنقودية والسبحية، والمجموعة أ من البكتيريا السبحية، هو شكل من أشكال البكتيريا السبحية المسؤولة عن معظم الحالات المصابة بامراض انحلال الدم الشديدة.
أنواع أخرى (باء وجيم ودال، وزاي) قد تسبب العدوى، المجموعة باء من البكتيريا السبحية أو بشكل أكثر تحديداً بكتيريا سبحية تسبب عادة أصابة الأم بامراض اقل شدة، وتشمل الكائنات الأخرى المسببة للمرض من حيث الانتشار ما يلي : -
- العنقوديات، كوليفورم البكتيريا.
- البكتيريا اللاهوائية .
- بكتيريا الكلاميديا.
- ميكوبلازما ونادراً جدا كولستريديم ويلشياي.
وفيما يلي بيان للأسباب التي من الممكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بحمى النفاس ومنها : -
- فقر الدم .
- التهاب المهبل البكتيري وعادةً يكون ذلك ناجماً عن انتقال العدوى من خلال الاتصال الجنسي.
- تعرض المرأة للفحوصات المهبلية بشكل متكرر.
- تعرض المرأة للفحص الداخلي للجنينن الذي بدوره يمزق الأغشية المحيطة بالجنين مبكراً.
- وجود فاصل زمني لأكثر من 18 ساعة ما بين تمزق الكيس الأمينوسي والولادة.
- الولادة القيصرية.
- بقاء أجزاء من المشيمة في الرحم بعد الولادة.
- النزيف غير الطبيعي أو المفرط بعد الولادة.
- السمنة .
- حمل أو ولادة المرأة في عمر مبكر.
- تمركز بكتيريا المكورات العنقدية في المهبل.
- عدم اتباع إجراءات التعقيم لليدين والأدوات الخاصة بعملية الولادة.
أعراض وعلامات حمى النفاس
تشمل أعراض وعلامات حمى النفاس ما يلي : -
- خروج إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة أو ذات لون مائل للأصفر.
- ارتفاع درجة الحرارة بحيث قد تصل إلى 38 درجة مئوية أو أعلى.
- القشعريرة .
- ألم أسفل البطن أو الحوض.
- فقدان الشهية .
- الصداع .
- الإرهاق الجسدي أو التعب العام.
- تسارع نبضات القلب.
- شحوب البشرة وقد يدل ذلك على أنّ المرأة قد فقدت كميات كبيرة من الدم.
- الشعور بعدم الراحة أو المرض.
- التهاب الثدي أثناء فترة الرضاعة الطبيعية.
أنواع عدوى حمى النفاس
هنالك عدة أنواع لعدوى النفاس، ونذكر منها ما يلي : -
- التهاب بطانة الرحم : وهي حالة التهابية تحدث في الجزء الذي يبطن الرحم، عادةً بسبب عدوى في الرحم، والتي يمكن أن تكون الكلاميديا، أو السل، أو السيلان، أو بسبب البكتيريا التي توجد بشكل طبيعيّ في المهبل، وعادةً ما يحدث التهاب بطانة الرحم بعد الإجهاض أو الولادة، خاصّةً بعد الولادة الطويلة أو بعد الولادة القيصريّة، وهناك خطورة من الإصابة بالتهاب بطانة الرّحم نتيجة إجراء عملياّت في منطقة الحوض من خلال عنق الرّحم كإجراء تنظيفات للرّحم، أو أخذ خزعة من بطانة الرّحم، أو نتيجة تركيب اللولب.
- التهاب عضل الرحم : وهو التهاب يحدث في عضلة الرحم.
- التهاب الأنسجة المجاورة للرحم : والذي يتمثل بالتهاب المنطقة المحيطة بالرحم.
مضاعفات حمى النفاس
أن حدوث مضاعفات صحية لحمى النفاس أصبح أمراً نادر الحدوث، إلا أنها من الممكن أن تحصل إذا لم تتم معالجة العدوى في الوقت المناسب، وتتضمن المضاعفات ما يلي : -
- الخراج أو القيح.
- الأنسداد الرئوي.
- ظهور خثرات دموية في الأوعية الدموية عند منطقة الحوض.
- تعفن الدم أو الصدمة الإنتانية والتي يمكن أن تحدث نتيجة تسلل البكتبريا إلى مجرى الدم، مما يتسبب بالتهاب خطير.
الأنسداد الرئوي يحدث بسبب انسداد أحد الشرايين في الرئتين، وغالباً ما يُعزى ذلك لتكون جلطة في الدم القادم من الساقين، ولكن إذا منعت الجلطة تدفق الدم الى الرئتين فهذا يستدعي العلاج الفوري لإنقاذ حياة الشخص المصاب، والتقليل من التبعات والأضرار المستقبلية المحتملة.
علاج حمى النفاس
بعد أن يتم تشخيص الإصابة بحمى النفاس إما عبر القيام بفحص البول، أو عبر إجراء مسح بسيط للرحم أو المهبل، لمعرفة ما يوجد فيه من بكتيريا من قبل الطبيب المختص، فإذا أُصيبت المرأة بحمى النفاس، فيعتمد العلاج على المضادات الحيوية التي يتم إعطاؤها بالوريد داخل المستشفى بحيث يتم صرفها من قبل الطبيب المختص بالحالة.
الوقاية من الإصابة بحمى النفاس
قد يتسبب وجود الأم في ظروف غير صحية لا تُراعى فيها إجراءات النظافة أو التعقيم بارتفاع فرص إصابتها بعدوى النفاس، وأحد أهم العوامل التي يمكن الحد منها لمنع العدوى هي مناقشة نوع الولادة مع الطبيب واتباع القواعد السليمة، خاصة إذا ما قررت الأم عدم الولادة طبيعياً واللجوء للعملية القيصرية.
ويجب اتباع القواعد الآتية قبل العملية القيصرية لتقليل خطر الإصابة بعدوى النفاس : -
- الاستحمام باستخدام مطهر أو معقم صباح يوم العملية.
- تعقيم الأدوات والغرفة قبل الولادة.
- صرف المضادات الحيوية الوقائية من قبل طبيب مختص.
- الاستحمام اليومي أو المحافظ على نظافة منطقة العانة.
- إزالة شعر العانة بطرق أخرى غير الشفرة .
- تغيير الفوط النسائية بشكل متكرر بما لا تقل عن أربع مرات خلال اليوم.
- استخدام كحول كلوروهيكسدين لتعقيم مكان العملية قبل الولادة.
- مسح العانة من الأمام للخلف بعد ذهاب الى الحمام.
- الالتزام بمواعيد الفحوصات الدورية عند الطبيب المختص بعد العملية.
ومن طرق الوقاية من حمى النفاس اتباع إجراءات التعقيم لليدين والأدوات الخاصة بعملية الولادة، بالإضافة الى نظافة المهبل جيداً بعد الولادة، ومعالجة النزيف الزائد إذا وجد، أما عند استمرار النزيف والذي قد يحدث بسبب بقاء أجزاء من المشيمة في الرحم بعد الولادة، سواءُ في حالة الإجهاض أو بعد الولادة، عندها لا بد من إجراء عملية تنظيف وكحت، لإزالة بقايا المشيمة، من أجل إيقاف النزيف ومنع دخول العدوى.