الرجفان البطيني Ventricular fibrillation

 الرجفان البطيني هو حالة توقف القلب عن العمل بسبب خلل في منظومة القلب تؤدي إلى ارتجاف البطينين بدلاً من انقباضهما، الأمر الذي يؤدي إلى توقف الدورة الدموية ومن ثم إلى الوفاة بالسكتة القلبية إذا لم يتم تدارك الأمر علاجياً خلال دقائق معدودة من خلال عملية الإنعاش القلبي الرئوي. 

ارتجاف البطينين بدلاً من انقباضهما
الرجفان البطيني

يعتبر الرجفان البطيني نوع من أنواع تسر القلب. 

كيف يحدث الرجفان البطيني

الحالة الطبيعية لانقباض عضلة البطين يتم تنظيمها عن طريق مايسمى بنظم القلب، وهو عبارة عن آلية تنظيم حركة الخلايا القلبية بشكل متزامن، بحيث تنقبض الخلايا في نفس اللحظة مشكلة مايسمى انقباضة قلبية وانبساطها بشكل متزامن. 

أما في حالة الرجفان البطيني فالوضع مختلف، حيث يوصف الرجفان البطيني بالحركة العشوائية، وذلك يعود إلى أن سبب توقف القلب عن الانقباض يعود إلى حدوث انقباض عشوائي لخلايا عضلات البطينين بحيث تكون محصلة الانقباضات رجفان يصيب جدران البطين ويظهر الرجفان على مخطط قلب كهربائي كموجات بتردد من 300-800 رجفة في الدقيقة بدون ظهور مركب QRS، وتبدأ الانقباضات العشوائية كتحركات دائرية للشارة الناقلة ماتلبث أن تنهار لتصبح عشوائية. 

أسباب الرجفان البطيني

يحدث الرجفان البطيني نتيجة للأسباب التالية :-

  1. نقص التروية القلبية. 
  2. نقص بوتاسيوم الدم. 
  3. قصور القلب. 
  4. مضاعفات دوائية. 
  5. طول فترة QT. 
  6. أمراض عضلة القلب والصمامات. 

ولكل من هذه الأسباب ألية مختلفة عن الأخر، وذلك كما سيأتي ذكرة. 

1/ نقص التروية القلبية

يعتبر نقص التروية القلبية الحاد أي الجلطة القلبية أحد أهم الأسباب المؤدية للرجفان القلبي، وذلك يعود إلى حساسية نظام نقل الشارة المنظمة عبر خلايا القلب، وتعتبر عملية نقل الشارة المنظمة من العمليات الشرهة للطاقة، وأي نقص حاد في التروية الدموية ولو لفترة وجيزة يمكن أن يؤدي إلى خلل في عملية نقل الشارة المنظمة، وبالتالي إلى انهيار سريع لانتظام خلايا القلب، مؤدياً للرجفان البطيني. 

يحدث ذلك في وقت قد تكون خلايا عضلة القلب ما زالت على قيد الحياة، فالرجفان البطيني ينشأ من الخلايا الحية بسبب اعتلال وظيفي قبل أن تنفق الخلايا، كما يمكن أن ينشأ الخلل بعد حدوث الجلطة ونشأة الندبة في جدار القلب، وذلك بسبب دوران الشارة الناقلة حول الندبة التي تنشأ من نفوق خلايا العضلة القلبية كما هو موضح بالصورة. 

2/ نقص بوتاسيوم الدم

في حالات اختلالات تركيز الكهارل في الدم فإن عملية نقل الشارة الناقلة يمكن أن تختل بشكل يؤدي إلى لانظميات خطرة، والنقص الحاد للبوتاسيوم في الدم يمكن أن يؤدي إلى رجفان بطيني. 

3/ قصور القلب

يتعرض مرضى قصور القلب المتقدم بنسبة أكثر من غيرهم لاضطرابات النظم ومن بينها التسارعات البطينية والرجفان البطيني، مما يعني أنه في الحالات المتقدمة فإنه يُنصح (بجانب العلاجات الدوائية والجراحية لتقوية عضلة القلب) بمعالجة اضطرابات النظم، وأحياناً بغرس مزيل الرجفان المغروس لتجنب حالات السكتة القلبية. 

4/ مضاعفات دوائية

هناك عدد من الأدوية التي تتسبب في مضاعفات نظمية مثل الرجفان البطيني، ومن هذه الأدوية تلك التي تعمل على إطالة فترة QT كما سيأتي ذكره ، وهناك أدوية مثل الأدوية المضادة لاضطراب النظم، والتي يمكن لها جميعاً أن تسبب في اضطرابات النظم، وهناك أدوية دعم الدورة الدموية مثل الأدرينالين والتي إذا ما أعطيت بنسب عالية تسبب في اضطرابات نظمية وقد تتسبب في الرجفان البطيني. 

5/ طول فترة QT

في حالات طول فترة QT في مركب QRS فإن حدوث رجفان بطيني يمكن أن يحدث فجأة، ويتميز الرجفان في حالة طول فترة QT بأنه يظهر على شكل موجات منتظمة متلوية حول خط الصفر، وتدعى تورساد دي بوانت، ومن أسباب طول فترة QT خلل وراثي في نقل الشارة الناقلة في خلايا عضلة القلب، أو كأحد الأعراض الجانبية الخطيرة لعدد من الأدوية، وإعطاء مثل هذه الأدوية لمرضى طول فترة QT يتسبب بزيادة احتمالية تعرضهم للرجفان البطيني بشكل حاد. 

6/ أمراض عضلة القلب والصمامات

قد يحدث الرجفان البطيني بسبب بعض امراض القلب والصمامات ومنها : -

  • تضيق الصمام الأبهري : في الحالات المتقدمة لتضيق الصمام الأبهري فإنه قد يحدث الرجفان البطيني بشكل مفاجئ، وذلك لأن تضيق الصمام الأبهري يسبب جهداً زائداً لعضلة القلب، ويؤدي إلى تضخمها. 
  • تشوهات خلقية في بناء عضلة القلب والتي تؤدي إلى انتقال غير طبيعي للشارة الناقلة، مما يسبب لانظميات مثل الرجفان البطيني. 
  • الداء القلبي الخلقي مثل عدد من أمراض قصور القلب يؤدي إلى لانظميات. 
  • التهاب عضلة القلب.
  • انصباب تاموري .
وغيرها من حالات أمراض القلب التي يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات نظمية أخطرها دائماً الرجفان البطيني. 

علاج الرجفان البطيني

بعد النجاة من الرجفان البطيني فإن المرضى الذين عانوا من الرجفان البطيني لأسباب غير رجعية يجب حمايتهم من تكرار الرجفان البطيني عن طريق غرس جهاز مزيل الرجفان المغروس، وهذا الجهاز شبيه بناظم الخطى، ويقوم بمراقبة مخطط القلب الكهربائي وتحليله، ويقوم الجهاز بتوجيه صدمة كهربية للقلب عن طريق أقطاب مغروسة حول القلب منهياً بذلك الرجفان البطيني. 

دواعي الاستعمال لمزيل الرجفان المغروس

لتحديد الحالات التي يُنصح بها بغراسة مزيل الرجفان تتبع تواصي جمعية القلب الأمريكية والتي تنصح بغراسة مزيل الرجفان في الحالات التالية : -

  1. حدوث رجفان بطيني لايمكن ربطه بسبب رجعي أو سبب مؤقت. 
  2. إذا مضى على احتشاء عضلة القلب أو على إجراء مجازة أبهرية تاجية أكثر من شهر، واستمر قصور القلب (كسر قذفي أقل من 30%).
  3. حالات الإغماء غير معروفة السبب في مرضى القلب المتقدم، إذا لم يتم بعد التحريات الطبية اكتشاف وتحديد سبب للإغماء. 
  4. حالات الإغماء غير المبررة بوجود سوابق عائلية لموت الفجأة، بخاصة في حالات متلازمة بروجادا والحالات الموروثة للانظميات. 

الأسباب الرجعية والعلاجات الدوائية المساندة

في حالات الرجفان البطيني التي تكون نتيجة الأسباب الرجعية مثل نقص التروية القلبية أو اختلالات الصمامات، أو نقص بوتاسيوم الدم، فان علاج هذه الحالات يتم بإزالة السبب الرجعي للاضطراب النظم، كتحسين التروية القلبية أو تعديل نقص البوتاسيوم أو إيقاف الدواء المتسبب في تغير فترة QT. 

في حالات الرجفان البطيني المتكررة يمكن إعطاء أدوية مضادة لاضطرابات النظم وهي تلك العقارات والأدوية التي تعمل على تثبيت نظم القلب من خلال التدخل المباشر في عملية انتقال الشارة الناقلة في خلايا عضلة القلب مثل أميودارون والأجمالين أو الليدوكائين. 

كما يمكن رفع مستوى البوتاسيوم في الدم إلى أعلى المستوى الطبيعي، ورفع مستوى المغنيسيوم في الدم، باعتبارهما من الكهارل المساعدة في زيادة استقرار النظم القلبي. 

تعليقات