العمى القشري Cortical blindness

 العمى القشري هو الفقدان الكلي أو الجزئي للرؤية في العين الطبيعية ويحدث نتيجة تلف القشرة القذالية في المخ ، وقد يكون العمى القشري مكتسباً أو خلقياً، كما أنه قد يكون عابراً في حالات محددة ، وكثيراً ما يحدث العمى القشري المكتسب بسبب فقدان تدفق الدم إلى القشرة القذالية إما من انسداد الشريان المخي الخلفي أحادي أو ثنائي الجانب (السكتة الإقفارية) أو بسبب جراحة القلب. 

فقدان الرؤية في العين الطبيعية
العمى القشري

وفي معظم حالات العمى القشري لا يكون فقدان الرؤية الكامل أمراً دائماً حيث قد يستعيد المرضى بعض الرؤية (ضعف البصر القشري) ، وغالباً ما يحدث العمى القشري نتيجة السكتة الإقفارية أثناء الولادة والتهاب الدماغ والتهاب السحايا ، وفي حالات نادرة، قد يقل إدراك المريض المصاب بالعمى البصري المكتسب أو لا يدرك تماماً أنه فقد بصره، وهي ظاهرة تعرف باسم متلازمة أنطون أو متلازمة أنطون بابينسكي. 

  • يتم تصنيف العمى القشري وضعف البصر القشري، الذي يشير إلى الفقد الجزئي للرؤية نتيجة التلف القشري، على أنها مجموعات فرعية لضعف البصر العصبي. 
  • ويجب التفرقة بين ضعف البصر العصبي وأنواعه الفرعية الثلاثة وهي : -
    • العمي القشري .
    • ضعف البصر القشري .
    • التقيح البصري المتأخر .
  • وبين ضعف البصر العيني من حيث المسببات المختلفة والبؤرة الهيكلية، والمخ والعين على التوالي. 

وإحدى العلامات التشخيصية لهذه التفرقة أن بؤبؤ العين بالنسبة للأشخاص المصابين بالعمى القشري سيستجيب للضوء في الوقت الذي لن يستجيب فيه بؤبؤ الأشخاص المصابين بضعف البصر العيني. 

أسباب العمى القشري

يعتبر الإقفار (نقص الأكسجين) السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالعمى القشري الذي يصل إلى الفصوص القذالية نتيجة انسداد أحد الشرايين الدماغية الخلفية أو كليهما .

ومع ذلك توجد حالات أخرى معروفة تسبب العمى القشري المُكتسب أو العابر، ومنها ما يلي : -

  1. الآفات ثنائية الجانب التي تصيب القشرة البصرية الرئيسة .
  2. الأثر الجانبي لبعض الأدوية المضادة للصرع .
  3. داء كروتزفلد جاكوب ، بالاقتران مع البداية السريعة للإصابة بـالخرف. 
  4. العدوى .
  5. إصابة الدماغ الرضية حتى الفص القذالي من المخ. 
  6. التشوهات الخلقية بالفص القذالي. 
  7. الارتعاج ونادرًا مقدمات الارتعاج .فرط أمونيا الدم .

أما الأسباب الأكثر شيوعاً بالعمى القشري الخلقي فهي : -

  1. إصابة الدماغ الرضية ، وحتى الفص القذالي من المخ .
  2. التشوهات الخلقية بالفص القذالي .
  3.  أثناء الولادة .
  4. التهاب الدماغ ، والتهاب السحايا .

أعراض وعلامات العمى القشري

تشتمل الأعراض الأكثر شيوعاً لــ مرض العمى القشري المكتسب والعابر على ما يلي : -

  • الفقد الكامل للإحساس البصري والرؤية .
  • خلل أو انخفاض قدرات إدراك الضوء و/أو الحركة، باستثناء الأغراض الساكنة (ظاهرة ريدوك ) .
  • الافتقار إلى التركيز والتعقب البصري .
  • إنكار فقد البصر (متلازمة أنطون بابينسكي) .
  • الهلوسة البصرية .
  • الاستبقاء البقعي، الذي تكون فيه الرؤية في النقرة بمنأى عن العمى .

تشخيص العمى القشري

يعاني الشخص المصاب بالعمى القشري من عدم الرؤية إلا أن استجابة بؤبؤ عينه للضوء تكون سليمة (بسبب عدم اشتراك القشرة الدماغية في رد الفعل) ، وبالتالي، فأحد الاختبارات التشخيصية للعمى القشري هو التحقق بوضوح من عمل الأعصاب البصرية والوظائف غير القشرية للعين بشكل طبيعي .

  • حيث يقتضي ذلك التأكد من استطاعة المريض التمييز بين الضوء والظلام، وأن بؤبؤ عينه يتمدد وينكمش نتيجة التعرض للضوء .
  • بعد ذلك يطالب المريض بوصف شيء يمكنه تمييزه بالرؤية العادية .
  • فقد يُسأل المريض الأسئلة التالية : -
    1. كم عدد الأصابع التي أرفعها .
    2. ما الذي تقوله هذه الإشارة (على خزانة الحارس، باب الحمام، لافتة الخروج) .
    3. ما نوع آلة البيع هذه (مع وجود صورة زاهية لاسم تجاري معروف عليها).

لن يتمكن المرضى المصابون بالعمى القشري من تحديد الشيء الذي يتم سؤالهم عنه على الإطلاق أو لن يستطيعوا تقديم أي تفاصيل أخرى سوى اللون أو ربما الشكل العام .

  • وهذا يشير إلى أن انعدام الرؤية العصبي وليس البصري ، ويشير تحديداً إلى عجز القشرة القذالية عن معالجة وتفسير المدخلات السليمة القادمة من شبكية العين بشكل صحيح .

يجب أن يكون تنظير القاع طبيعيًا في حالات العمى القشري . وقد يقترن العمى القشري بالهلوسة البصرية، وإنكار فقد البصر (متلازمة أنطون بابينسكي)، والقدرة على إدراك الحركة ولكن ليس إدراك الأجسام الثابتة (ظاهرة ريدوك) .

نتيجة العمى القشري

يعتمد تشخيص حالة الشخص المصاب بالعمى القشري لدرجة كبيرة على السبب الأصلي للعمى .

  1. فالمرضى المصابون بتقرحات قشرية ثنائية، على سبيل المثال، لديهم فرصة ضئيلة في استرداد البصر عن المرضى الذين عانوا من نوبة إقفارية عابرة أو النساء اللاتي واجهن مضاعفات متعلقة بالارتعاج .
  2. أما في المرضى الذين يعانون من العمى القشري المكتسب، فنادراً ما يحدث فقد كامل للبصر .
  3. يكون تطور العمى البصري إلى ضعف بصري قشري أقل خطورة هو النتيجة الأكثر احتمالًا .
  4. أن بعض المرضى يستعيدون البصر بالكامل، كما هو الحال مع العمى القشري العابر المرتبط بالارتعاج والآثار الجانبية لبعض الأدوية المحددة المضادة للصرع. 
تعليقات