ابيضاض الدم النقوي الحاد يسمى ابيضاض الدم النخاعي الحاد وهو عبارة عن مرض سرطاني خبيث ينتج بسبب تغير في الخصائص الجينية للخلايا الجذعية، مما يؤدي لعدم تميزها إلى خلايا مختلفة مثل كريات الدم البيضاء وكريات الدم الحمراء والصفائح الدموية، وإنما كخلايا بدائيه تعرف باللخلايا الأرومية.
ابيضاض الدم النقوي الحاد |
يعتبر إبيضاض الدم النخاعي من أكثر سرطانات الدم انتشاراً بين البالغين، حيث يشكل ما نسبة بين 80% - 90% من حالات الإصابة بأبيضاض الدم النقوي الحاد، ومعدل الأعمار للمصابين بالمرض 68 عاماً، وينتشر المرض بين الذكور أكثر من الإناث.
أنواع ابيضاض الدم النقوي الحاد
يعتمد الأطباء على نوع ابيضاض الدم النقوي الحاد للمحاولة بالتنبؤ وتوقع مسار المرض مما يساعد الطبيب على اختيار العلاج المناسب للمرض، فقد قام بعض العلماء بتصنيف المرض بناءً على شكل الخلايا المصابة ودرجة نموها وحسب تفاعلها مع بعض المواد الكيميائية، وعرف هذا التصنبف بتصنيف FAB، وبناءً عليه تم تصنيف ابيضاض الدم النقوي الحاد إلى تسعة أنواع، وهي كما يلي : -
- ابيضاض دم نقوي حاد غير متميز .
- ابيضاض نقوي الأرومات، نمو أولي .
- ابيضاض نقوي الأرومات، نمو كامل .
- ابيضاض السلائف النقوي .
- ابيضاض وحيدي نقوي .
- ابيضاض وحيدي نقوي مع كثرة الأيوزينيات .
- ابيضاض الوحيدات .
- ابيضاض متعلق بسلسلة الكريات الحمر .
- ابيضاض الخلايا كبيرة النواة الأرومي .
كما قامت منظمة الصحة العالمية بوضع تصنيف جديد يعتمد على عوامل إضافية للعوامل التي إعتمدها تصنيف FAB ، مثل النمط الظاهري المناعي، وبعض الخصائص الوراثية الخلوية، وتم التصنيف على النحو التالي : -
- ابيضاض دم نقوي حاد يتصف بوجود خلل وراثي خلوي : المصابين بهذا النوع لديهم فرصة جيدة للعلاج وتوقعات سير المرض تكون عادة جيدة.
- ابيضاض دم نقوي حاد يتصف بخلل التنسج متعدد السلالات : ويصنف المصابون بهذا النوع إذا سبقت إصابتهم بمتلازمة خلل التنسج النقوي أو متلازمة التكاثر النقوي ، وعادة يكون مسار المرض سيئ.
- ابيضاض دم نقوي حاد نتيجة العلاج الكيميائي إما باستخدام مواد تحوي مجموعة الألكيل، أو استخدام أدوية تعمل على تثبيط إنزيم (Topoisomerase II)، ويكون مسار المرض سيئ عادةً.
- أبيضاض دم حاد نقوي غير محدد أو مصنف.
أسباب سرطان الدم النقوي الحاد
تحدث الإصابة بابيضاض الدم النقوي الحاد نتيجة الأسباب التالية : -
- كمضاعفات لبعض الأمراض مثل : -
- أبيضاض الدم النقوي المزمن .
- كثرة الحُمر الحقيقية .
- البيلة الهيموجلوبينية الليلية النوبية .
- الوراثة : بعض الأمراض الوراثية ممكن أن تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالمرض ومن هذه الأمراض : -
- متلازمة داون .
- متلازمة بلوم .
- متلازمة كوستمان .
- متلازمة ويسكوت ألدريتش .
- متلازمة كلينفنتر .
- مرض فانكوني .
- الإشعاع : الإشعاعات الناتجة عن القنبلة الذرية ، وبعض العلاج بالأشعة.
- التعرض الكيميائي : -
- بعض الأدوية مثل فينيلبيوتازون ، كلوراميفنكول، ممكن أن تسبب ضرر لنخاع العظم وبالتالي فرصة لنشوء المرض.
- التعرض لبعض المركبات الكيميائية مثل البنزين والمبيدات الحشرية والتدخين تم ربطها كعوامل خطرة.
ويحدث إبيضاض الدم النقوي الحاد نتيجة الاضطرابات الوراثية الخلوية مثل الانتقال المكاني للكروموسومات، حيث تؤثر هذه الاضطرابات على عاملين رئيسين وهما : -
- العوامل الناسخة للخلايا النقوية وبالتالي عدم نموها بشكل وصحيح وعدم تمايزها.
- الطفرات المنشطة في عمليات نقل الإشارة.
حيث أن هنالك تغيرات في العوامل الناسخة في الخلايا النقوية أدت إلى تغير في مكونات نقل الإشارة مما يؤدي إلى إنتاج ناقل إشارة غير صحيح ويؤدي إلى عدم نقل الرسالة الصحيحة لعوامل ناسخة أخرى مسؤولة عن تمايز الخلايا . وبم أن عملية نقل الإشارة ممكن أن تأخذ أكثر من مسار، فإن بعض المسارات تعطي الخلايا المستهدفة خاصية التكاثر السريع، ومن هنا نجد تلك الأعداد الضخمة من الخلايا الغير متمايزة.
أعراض وعلامات سرطان الدم النقوي الحاد
تكون معظم الأعراض التي تظهر على المريض أعراض عامة، وتشمل : -
- التعب والإرهاق وضيق التنفس وفقدان الشهية.
- ارتفاع الحرارة وفقدان الوزن .
- ألام في المفاصل والعظام .
- تضخم للكبد والطحال .
- انتفاخ ونزيف من اللثة وظهور الحبرات.
معظم الأعراض التي تظهر على المريض تكون نتيجة لفقر الدم وانخفاض في عدد الصفائح الدموية وكريات الدم البيضاء مما يجعل المريض عرضة للإصابة بمختلف الأمراض، ويمكن لإنخفاض عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم) أن يسبب التعب والشحوب وضيق في التنفس، ويمكن لنقص الصفائح الدموية أن تؤدي إلى حدوث كدمات سهلة أو النزيف مع رضوض بسيطة.
وقد يعاني بعض المرضى من بثورم في اللثة بسبب تسلل خلايا اللوكيميا في أنسجة اللثة، ومن الممكن أن تكون أول علامة على الأصابة بابيضاض الدم ظهور كتلة صلبة أو ظهور ورم خارج النخاع العظمي.
وفي بعض الحالات لا تظهر لدى المريض أي أعراض، وإنما يتم الكشف عن المرض عند إجراء فحص الدم الروتيني.
تشخيص المرض
يتم تشخيص سرطان الدم النخاعي الحاد باستخدام عدة طرق، ومن أهمها : -
- فحص دم كامل : حيث يلاحظ انخفاض كل من الهيموجلوبين والصفائح وارتفاع كريات الدم البيضاء، وفي بعض الأحيان يوجد هناك هبوط في أعداد الكريات البيض.
- عمل فحوصات خلوية كيميائية على عينة من نخاع العظم وإجراء بعض الفحوصات الكيمائية مثل صبغ العينة بأنواع خاصة من الصبغات مثل (MPO, PAS, nonspecific esterase) لتمييز وتحديد صنف المرض.
- عمل فحوصات النمط الظاهري المناعي باستخدام جهاز عداد الخلايا، ووظيفة هذا الجهاز عد خلايا الدم التي تحتوي على علامات معينة تسمى عناقيد التميز، للتمييز بين أنواع الخلايا السرطانية وتحديد صنف المرض.
- الفحوصات الخلوية المناعية.
- الفحوصات الوراثية الخلوية لدراسة النمط النووي للخلية باستخدام التهجين الموضعي المتألق، وملاحظة وجود أية اضطرابات خلوية مثل انقلاب الكروموسومات أو تبديل أماكنها أو حذف جزء منها.
- استخدام فحص مصفوفات الدنا الدقيقة، وهو فحص متقدم جداً ويعمل على إظهار نشاط الجينات في عينة الحامض النووي.
علاج ابيضاض الدم النقوي الحاد
يتم استخدام عدة طرق لمحاولة علاج مرض سرطان الدم النقوي الحاد ومن أهمها وأكثرها شيوعاً هو العلاج الكيميائي، واستخدام العلاج بالأشعة للمحاولة للسيطرة على المرض وعدم انتقاله للأعضاء الأخرى والعلاج المناعي لدعم المريض مناعياً وجعله مقاوماً للأمراض المعدية ومرض السرطان.
العلاج الكيميائي
يعطى المريض العلاج الكيمائي على مرحلتين : -
- المرحلة الأولى للمحاولة للوصول إلى مرحلة الشفاء التام (بوجود أقل من 5% من الخلايا الأرومية في نخاع العظم).
- المرحلة الثانية ما بعد الشفاء ويتم فيها معالجة المريض لفترة من الزمن لمنع انتكاسة المريض وعودة المرض له.
الهدف الرئيسي للعلاج الكيميائي هو إما تدمير الخلايا السرطانية أو إعطابها لتأخير سير المرض، ويتم ذلك بتفاعل المواد الكيميائية مع الدنا أو الرنا للخلية السرطانية مما يمنعها من التكاثر والنمو.
العلاج بالأشعة
عند بعض المرضى قد ينتقل المرض إلى السحايا وإلى سائل النخاع الشوكي، فنظراً لعدم إمكانية العلاج الكيميائي لمعالجة المرض في تلك الأماكن يتم استخدام العلاج بالأشعة للسيطرة على المرض، كما يتم اسخدام العلاج بالأشعة عند تكوين بعض الأورام.