التهاب المفاصل الروماتويدي يدعــى بالتهاب المفاصل الروماتزمي أو الرثياني وهو أحد أمراض المناعية الذاتية التي تحفز الجهاز المناعي في الجسم على مهاجمة المفاصل، مسببة التهاب المفاصل وتدميرها، ويمكن أن يقوم جهاز المناعة بتدمير أعضاء أخرى من الجسم، وأحياناً قد يؤدي المرض إلى الإعاقة، وفقدان القدرة على الحركة.
 |
| التهاب المفاصل الروماتويدي |
التهاب المفاصل الروماتيزمي مرض مزمن، ولا تقتصر إصابته للمفاصل فحسب، بل انه يصيب أعضاء أخرى من الجسم، كالقلب والأوعية الدموية، والرئتين، والكلى، والجلد.
أسباب التهاب المفاصل الروماتويدي
السبب الرئيسي لإلتهاب المفاصل الرثياني او الروماتويدي هو التهاب الغشاء الزلالي المبطن للمفصل وأغشية الأربطة العضلية، ويحدث ذلك نتيجة قيام جهاز المناعة بمهاجمة المفاصل، مما يؤدي إلى التهاب المفاصل وتدميرها.
وبما أن التهاب المفاصل الروماتويدي من أمراض المناعة الذاتية، حيث تحدث هذة الأمراض نتيجة خلل في جهاز المناعة بالجسم ينتج عنة فشل في التعرف على الأعضاء والأجزاء الداخلية الخاصة به، حيت لا يستطيع معرفة البصمة الوراثية الخاصة بخلايا الجسم فيتعامل معها كأنها غريبة عنه ويبدأ بمهاجمتها باستخدام خلايا المناعة والأجسام المناعية، محدثةً أضرار شديدة في الجسم.
أعراض وعلامات التهاب المفاصل الروماتيزمي
تظهر أعراض وعلامات التهاب المفاصل الروماتيزمي على النحو التالي :-
- في البداية يظهر ألم وتورم في مفصل اليدين والقدمين في كلا الجانبين، وبعد ذالك يظهر تورم وحرارة في المفصل المصاب.
- ألم وتيبس وتصلب في العضلات والمفاصل خصوصاً في الصباح الباكر عند الاستيقاظ من النوم، أو عند القيام بأعمال مرهقة.
- تيبس المفصل المصاب بشكل متزايد في الصباح الباكر والتي تستمر لمدة ساعة أكثر.
- خسارة المفصل المصاب لقوتة وقدرتة على الحركة.
- الشعور بالتعب وإرتفاع درجة الحرارة.
- ظهور عقيدات روماتويدية تحت الجلد قرب المفصل المصاب.
- الإعياء والتعب وفقدان الشهية.
- نقص الوزن.
- التهاب العين وجفافها.
- إرتفاع إنزيمات الكبد.
- فقر دم.
مع مرور الوقت يصيب المرض عدة مفاصل في الجسم، وغالباً ما يصيب المفاصل الصغيرة مثل مفاصل راحة اليد، والقدم، ثم المفاصل كبيرة الحجم مثل الركبتين والكوعين والكتف، ونادراً ما يصيب الفقرات الصدرية والقطنية، وفي الحالات الشديدة يصيب المرض الفقرات العنقية، وتختلف الحالة من شخص إلى أخر.
- يؤدي التهاب الغشاء المفصلي إلى التصاق الأنسجة وتحديد حركة المفصل حيث يبدأ المفصل في التآكل مما يشوه المفصل ويفقده وظيفتة.
- مع تقدم مراحل المرض يمتد الالتهاب ويؤدي إلى تآكل أربطة العضلات ونتوئها، وتدمير سطح المفصل، والذي يتسبب في تقليص مساحة حركة المفصل، مما ينتج عن ذلك تشوه شكل المفصل.
- تتأثر مفاصل اليد بمعظم أنواع التشوهات.
- قد يؤدي التهاب العمود الفقري الى تشكل زوائد عظمية تسمى بالمناقير، وهذة المناقر تضغط على الحبل الشوكي او على الاعصاب، مما يؤدي الى الشعور بالألم والتنميل في الساق.
يتميز الداء الروماتيزمي عن الالتهابات الأخرى التي تصيب المفاصل، بأنة يصيب المفاصل بشكل متناسق على جانبي الجسم، بالرغم أنة يظهر في مراحله الأولى بصورة غير متناسقة البداية على جانب واحد.
مضاعفات روماتيزم المفاصل
قد يؤدي التهاب المفاصل الروماتزمي إلى بعض المضاعفات، التي تصيب الأعضاء الأخرى من الجسم، وتشمل ما يلي :-
- القلب والأوعية الدموية : التهاب التامور، التهاب الشغاف، قصور البطين الايسر، التهاب الصمامات والتليف.
- الرئتين : التهاب الرئة الروماتويدي، تجمع السوائل في الغشاء الرئوي، تليف رئوي، متلازمة كابلان.
- الكلية : الداء النشواني الكلوي.
- الجهاز العصبي : اعتلال الاعصاب الطرفية، فيؤدي أولاً إلى الألم في الاطراف ومن ثم فقدانها الاحساس.
- الجلد : ظهور نتوءات نسيجية صلبة تحت الجلد في اليدين.
لتفادي والتقليل من مضاعفات التهاب المفاصل الروماتزمي التي تؤثر على القلب، يجب التحكم بالالتهابات الناتجة عن الروماتيزم، عن طريق الادوية، وممارسة الرياضة ومعالجة الأمراض الأخرى، التي قد تزيد من مضاعفات أمراض القلب كزيادة ضغط الدم وزيادة الدهون.
تشخيص التهاب المفاصل الروماتزمي
يتم تشخيص التهاب المفاصل الروماتويدي من خلال :-
- الأشعة السينية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- الموجات فوق الصوتية.
- فحوصات الدم : مثل ACPAs او anti-CCP.
في حالة الاصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي، تكون نتيجة anti-CCP موجبة، وهذا ما يؤكد التشخيص.
علاج التهاب المفاصل الروماتويدي
لايوجد علاج شافي لالتهاب المفاصل الروماتويدي، ولكن الأدوية تقلل من حدة الأعراض وتعمل على تأخير تقدم المرض، وتهدف المعالجة إلى تقليل حدة الأعراض مثل الآلام والانتفاخ ومنع تشوه العظام والمحافظة على النشاط اليومي للمريض، ومن الأدوية المستخدمة ما يلي :-
- ميثوتركسات Methotrexate : ويعتبر من أفضل الأدوية، فهي تقلل من تقدم المرض بشكل كبير وتقلل من المضاعفات، ويستخدم في بداية المرض.
- انفليكسيماب وحاصرات انترليوكن 1 : وتستخدم في حالة تطور المرض ونقص كفاءة الميثوتركسات او غيره من الأدوية.
- مضادات الالتهاب والمسكنات : حيث تقلل من الآلام و التصلب، ولكنها لا تؤثر على تقدم المرض.
- الكورتيزون : ويسخدم بشكل مؤقت في حالة زيادة أعراض المرض، ولاينصح باستخدامة لمدة طويلة.
- الجراحة : ويتم فيها تغيير المفصل المصاب.
ينصح باستخدام نوعين من الأدوية كحد أدنى كالمسكنات بالاضافة إلى الأدوية المضادة للروماتيزم.