الصداع النصفي Migraine

 الصداع النصفي يعرف بالشقيقة وهو اضطراب عصبي مزمن يتميز بتكرر حالات معتدلة إلى شديدة من الصداع وكثيراً ما يحدث بالاشتراك مع عدد من أعراض الجهاز العصبي اللاإرادي، ويتميز بحدوثه في جانب واحد أي يؤثر على نصف الرأس، كما إنة نابض أي يكون الألم مع النبض. 

الصداع النصفي
الشقيقة

الشقيقة تتميز بحدوثها في جانب واحد من الرأس (أي ثؤثر على نصف الرأس) ويكون الصداع نابض بطبيعته، ويستمر الألم لساعات وقد يستمر لمدة ثلاثة أيام، وتشمل الأعراض المصاحبة له الغثيان والقيء ورهاب الضياء واحتداد السمع ورهاب الروائح، ويتفاقم الألم بشكل عام عند ممارسة النشاط البدني. 

أسباب الصداع النصفي

الأسباب الكامنة وراء الصداع النصفي غير معروفة، ولكن يعتقد أنها مزيج من العوامل البيئية والوراثية، وقد يحدث الصداع النصفي نتيجة ما يلي  :-

  • الاضطرابات النفسية المرافقة للصداع النصفي مثل الاكتئاب والقلق والاضطراب الوجداني ثنائي القطب. 
  • الإضطرابات البيولوجية. 
  • الاضطرابات الجينية مثل :-
    • متلازمة كاداسيل. 
    • اعتلال الشرايين الدماغية الذاتي السائد. 
    • الاضطرابات أحادية الجين. 

وهناك عوامل أخرى تؤدي إلى الصداع النصفي كالإجهاد والجوع والتعب، كما قد يحدث الصداع النصفي عند النساء في فترة ما قبل وبعد الحيض، وعند بدء الإحاضة. 

أعراض وعلامات الصداع النصفي

يظهر الصداع النصفي عادة على شكل صداع شديد متكرر ذاتي التحديد مترافق بأعراض عصبية، وقد يترافق الصداع بالأورة : وهي اضطراب إدراكي للحواس، وتختلف شدة الألم ومدة الصداع وتواتر النوبات من شخص لأخر.  

يطلق على نوبة الصداع النصفي التي تستمر لفترة أطول من 72 ساعة بحالة الشقيقية : وهي حالة منهكة من الصداع النصفي، وهناك أربعة مراحل ممكنة لنوبة الصداع النصفي، ولكن قد لا تحدث كل هذه المراحل كاملة، وهي :-

  1. المرحلة البادرة : وهي التي تحدث قبل الصداع بساعات أو أيام. 
  2. مرحلة الأورة : وهي التي تسبق الصداع مباشرة، وهي اضطراب إدراكي للحواس. 
  3. مرحلة الألم : وهي التي تعرف باسم مرحلة الصداع. 
  4. المرحلة النهائية : وهي التأثيرات التي يشعر بها المصاب عقب انتهاء نوبة الصداع النصفي. 

مرحلة البادرة

البادرة أو الأعراض المنذرة وتبدأ قبل مدة تتراوح بين ساعتين إلى يومين من بدء الألم أو الأورة، وهذه الأعراض قد تشمل مجموعة متنوعة من الظواهر وهي كما يلي :-

  • تبدل الحالة المزاجية التهيجية. 
  • الاكتئاب أو النشوة. 
  • الإعياء. 
  • الرغبة بتناول أطعمة معينة. 
  • تيبس عضلي وخاصة في الرقبة
  • إمساك أو إسهال. 
  • حساسية تجاه الروائح أو الضجيج. 

مرحلة الأورة

الأورة هي ظاهرة عصبية بؤرية عابرة قد تحدث قبل أو أثناء الصداع، وتظهر تدريجيا على مدى عدة دقائق، وعادة تكون أقل من 60 دقيقة، وتتضمن أعراض الأورة اضطراب إدراكي للحواس ، وتشمل :-

  1. بصرياً : حيث يرى المصاب أضواء كثيرة أو غريبة أو يرى خطوط متعوجة. 
  2. شمياً : حيث يقوم بشم روائح غريبة وهي غير موجودة أصلاً.
  3. سمعياً : حيث يقوم بسماع أصوات غريبة أو غير موجودة. 
  4. حسياً : حيث يشعر بوخز الدبابيس والإبر في جانب واحد من اليد والذراع وينتشر إلى منطقة الفم والأنف من نفس الجانب، ويحدث الخدر عادة بعد انتهاء الشعور بالوخز ويترافق بفقدان الإحساس بالموقف. 

مرحلة الألم

يتصف الصداع النصفي بأنه صداع نابض وحيد الجانب تتراوح شدته بين المعتدلة والشديدة، وعادة ما يأتي تدريجياً وتزداد شدته بفعل النشاط الجسدي، وقد يكون الألم ثنائي الجانب، وقد يترافق بألم العنق. 

يقترن الألم بالتقيؤ والغثيان، والحساسية للضوء والحساسية تجاه الصوت والحساسية للروائح والتعب والتهيجية، وقد يترافق الألم بأعراض عصبية ذات صلة بجذع الدماغ أو أعراض عصبية على جانبي الجسم. 

  • وتتضمن الأعراض الأخرى ما يلي :-
    • الشعور بالدوران. 
    • الشعور بخفة الرأس. 
    • الارتباك. 
    • تشوش الرؤية. 
    • احتقان الأنف. 
    • الإسهال وكثرة التبول. 
    • شحوب وتعرق. 

الأعراض النهائية

آثار الصداع النصفي قد تستمر لعدة أيام بعد انتهاء الصداع الرئيسي، حيث قد يشعر المريض بالألم في المنطقة التي كانت متأثرة بالصداع النصفي. 

كما يشعر بالتعب أو بأنه معلّق ويعاني من ألم في الرأس وصعوبات في الإدراك وأعراض هضمية وتغيرات في المزاج وضعف، وقد يشعر بعض المصابين بانتعاش أو بهجة غير عادية بعد نوبة الصداع النصفي، وقد يشعر الآخرون بالاكتئاب والتوعك. 

التشخيص

يعتمد تشخيص الصداع النصفي إلى العلامات والأعراض، وقد تم وضع المعايير التالية لتشخيص الصداع النصفي وهي :-

  1. خمس نوبات أو أكثر للصداع النصفي المترافق مع الأورة، ويعتبر حدوث نوبتين صداع كافياً لتشخيص المرض. 
  2. تستمر النوبة بين أربعة ساعات وثلاثة أيام اثنان أو أكثر مما يلي :-
    • صداع في أحد جانبي الرأس. 
    • صداع نابض. 
    • ألم معتدل أو شديد. 
    • تفاقم الصداع بسبب النشاط البدني الروتيني أو دفع المصاب إلى تجنبه. 
  3. وجود واحد أو أكثر مما يلي :-
    • الغثيان أو القيء. 
    • الحساسية لكل من الضوء والصوت على حد سواء. 
  4. إذا كان الشخص يعاني من رهاب الضوء، والغثيان، وعدم القدرة على العمل أو الدراسة ليوم واحد فمن المرجح أن يكون التشخيص إيجابياً.

التشخيص التفريقي

هناك عدد من الحالات الأخرى التي قد تؤدي الى ظهور أعراض شبيهة بأعراض الصداع النصفي ومنها ما يلي :-

علاج الصداع النصفي

تتم معالجة الصداع النصفي من خلال تجنب المثيرات والتحكم بالأعراض الحادة والوقاية الدوائية، كما ينصح باستعمال المسكنات البسيطة لدى الاشخاص الذين تكون اعراض الصداع النصفي لديهم من خفيفة إلى متوسطة مثل الإيبوبروفين، الديكلوفيناك، خليط باراسيتامول والأسبرين والكافيين. 

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من آلام متوسطة إلى شديدة أو الأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة لا تتجاوب مع المسكنات العادية ، فينصح بإستعمال :-

  1. التريبتانات : وهي العلاج الرئيسي لحالات الصداع النصفي الشديد، ومن أدوية هذة المجموعة :-
    1. سوماتريبتان. 
    2. ريزاتريبتان. 
    3. ناراتريبتان. 
    4. إليتريبتان. 
    5. افيتريبتان. 
  2. الارغوتامين وثنائي هيدروإرغوتامين : وهي من الأدوية الفعالة لعلاج الصداع النصفي، وتعتبر أنجح خيار علاجي في أكثر الحالات صعوبة وخاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الحالة الشقيقية، حيث تقوم بإيقاف تأثير الصداع النصفي بمجرد بدايته. 

ومن الأدرية الأخرى :-

  • ميتوكلوبراميد في الوريد. 
  • ليدوكائين عن طريق الأنف. 
  • ديكساميثازون في الوريد. 

عند إضافة جرعة واحدة في الوريد من ديكساميثازون إلى العلاج الأساسي لنوبة الصداع النصفي، يؤدي الى انخفاض حدوث نوبات الصداع لمدة ثلاثة ايام. 

تعليقات