تسلخ الأبهر هو عبارة عن تمزق يصيب جدار الشريان الأبهر مما يؤدي إلى تدفق الدم بين الطبقات المكونة لجدار الشريان الأبهر، مما يجبر هذه الطبقات على التباعد عن بعضها البعض، وتسلخ الأبهر هو من حالات الطوارئ التي قد تؤدي إلى الوفاة العاجلة حتى مع تقديم أفضل وأكمل العلاجات المتوفرة.
تسلخ الأبهر |
إذا تمكن التسلخ من تمزيق الشريان الأبهر تماماً واختراقه عبر الجدران الثلاثة للشريان كلها، يؤدي ذلك إلى حدوث نزيف دموي غزير وسريع، ويتسبب التمزق الناتج عن تسلخ الأبهر في حدوث معدل وفاة تبلغ نسبته 80% بينما تتلقى نسبة 50% من المرضى المصابين بتسلخ الأبهر حتفهم قبل وصولهم إلى المستشفى.
أسباب تسلخ الأبهر
يرتبط تسلخ الشريان الأبهر بالإصابة بمرض فرط ضغط الدم وكذلك بالعديد من الاضطرابات التي تصيب النسيج الضام.
- نادراً ما يقترن التهاب الأوعية الدموية بتسلخ الأبهر.
- ويمكن أن ينتج تسلخ الأبهر عن رضوض الصدر.
- كما ترتبط الإصابة بتسلخ الأبهر بمتلازمة مارفان، ومتلازمة تيرنر.
أعراض وعلامات تسلخ الأبهر
معظم المرضى يعانون من ألم حاد يصيبهم بشكل مفاجئ، ويوصف الألم الذي يعاني منه مريض تسلخ الأبهر بأنه يشبه التمزق في طبيعته أو بأنه ألم تغلب عليه سمة الحدة أو الشعور بوخز طعنة، ويشعر البعض بانتقال الألم في داخل أجسادهم بينما يمتد التسلخ لأسفل داخل تجويف الشريان الأبهر.
- يرتبط مكان الألم بالموضع الذي يحدث فيه التسلخ، ويرتبط الإحساس بألم الصدر الأمامي بالتسلخ الذي يصيب الأبهر الصاعد.
- أما الألم الذي يشعر به المريض بين الكتفين فيقترن بالتسلخ الذي يصيب الأبهر الهابط.
- فإذا كان المصاب يعاني من ألم في التجويف البلوري المحيط بالرئتين، فقد يكون ناتجاً عن التهاب التامور الحاد الناتج عن النزيف الحادث داخل كيس التامور.
وتشمل الأعراض الأقل شيوعاً والتي يمكن أن تصاحب الإصابة بتسلخ الأبهر ما يلي :-
- قصور القلب الاحتقاني.
- التعرض لحالة الإغماء والسكتة الدماغية.
- اعتلال الأعصاب المحيطية الإقفاري.
- الشلل السفلي.
- السكتة القلبية والتعرض للموت المفاجئ.
التشخيص
قد يصعب التوصل إلى التشخيص السليم لحالة تسلخ الأبهر بسبب تنوع الأعراض والعلامات نتيجة لاختلاف الموضع الذي بدأ فيه التمزق البطاني والمدى الذي وصل إليه التسلخ.
فعند المريض الذي يشعر بألم في الصدر يتشعب حتى يصل إلى ظهره، يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار التفريق بين الحالات التالية :-
- تسلخ الأبهر.
- احتشاء عضلة القلب.
- القصور الأبهري الحاد.
- التمدد الوعائي للشريان الأبهر غير التسلخي.
- التهاب التامور.
وتشمل الاختبارات المستخدمة لتشخيص الإصابة بتسلخ الأبهر فحص الأشعة المقطعية بالكمبيوتر للصدر مع استخدام مادة تباين يودي وكذلك استخدام تصوير القلب الصدوي عبر المريء، والتصوير بالرنين المغناطيسي للأوعية الدموية.
علاج تسلخ شريان الأبهر
ترتفع احتمالية التعرض للوفاة بسبب تسلخ الأبهر إلى أقصى درجاتها في الساعات القليلة الأولى التالية لبداية حدوث التسلخ، ثم تبدأ في التراجع لاحقاً، ولهذا تختلف الاستراتيجيات العلاجية التي يتم استخدامها لعلاج حالات الإصابة بتسلخ الأبهر الحاد مقارنةً بحالات التسلخ المزمن.
يشير التسلخ الحاد إلى الحالة التي تظهر فيها الأعراض على المريض خلال الأسبوعين الأولين من بداية حدوث التسلخ، فإذا نجح الفرد في تخطي هذه الفترة الحرجة التي تفصل بين بداية حدوث الإصابة وتشخيصها الفعلي، ستتجه مراحل تطور المرض نحو الأفضل.
في حالة الإصابة بتسلخ الأبهر الحاد، وبمجرد التأكد من التشخيص، فإن اختيار العلاج المناسب يعتمد على موضع التسلخ في الشريان كما يلي :-
- في حالة تسلخ الأبهر الصاعد، تكون الأولوية للتدخل الجراحي قبل استخدام العقاقير.
- في حالات تسلخ الأبهر القاصي غير الحرجة بما في ذلك حالات تسلخ الأبهر البطني، يكون من الأفضل استخدام العقاقير بدلاً من اللجوء للتدخل الجراحي.
وفي حالة التسلخ الذي يبلغ ستة سنتيمتر أو أكثر، في جدار الشريان الأبهر، فيجب أن يتم إجراء جراحة طارئة للمريض.
المعالجة الدوائية
تتم معالجة تسلخ الأبهر باستخدام العقاقير في المقام الأول بالتحكم الدقيق في ضغط الدم، ويهدف العلاج إلى الوصول إلى متوسط ضغط دم يتراوح ما بين 60 و70 ملليمتر زئبقي، وذلك للحد من إجهاد التمزق بخفض الضغط الانقباضي وقوة تقلص العضلة القلبية.
وللحد من إجهاد التمزق، يجب استخدام مادة موسعة للأوعية الدموية مثل : -
- نتروبروسيد الصوديوم مع أحد حاصرات بيتا مثل اسمولول، أو بروبرانولول، أو لابيتالول.
- استخدام محصرات قنوات الكالسيوم، وخاصةً إذا كانت هناك موانع طبية لاستخدام مثبطات مستقبلات بيتا.
ويعتبر دواء فيرابميل وديلتيازيم من أكثر محصرات قنوات الكالسيوم شيوعاً، لأنهما يجمعان بين خاصيتي توسيع الشرايين والحد من تقلص عضلة القلب.