الإنزلاق الغضروفي هو تغير في وضعية أحد الأقراص الغضروفية التي تفصل فقرات العمود الفقري، حيث تتكون هذة الأقراص من شريط خارجي يشبه الإطار يدعى بالحلقة الليفية، وتحيط هذة الحلقة بمركز من كتلة لبية مطاطية تحتوي على مادة تشبه الهلام، تدعى بالنواة اللبية، ويحدث إنزلاق القرص عند إندفاع المحتوى الهلامي الداخلي للقرص من خلال نقاط ضعف أو تمزقات في الغلاف الخارجي للقرص، مما يؤدي إلى إنتفاخ وبروز جزء من القرص بجوار الفقرات.
الأقراص الغضروفية تقع بين الفقرات، وكل قرص يشكل مفصل غضروفي ليفي، ليسمح بالحركات البسيطة للفقرات، ويعمل كرباط ليحمل الفقرات ببعضها البعض، ويساعد على امتصاص الصدمات في العمود الفقري، الناتجة عن حركة الفقرات، حيث تعمل كوسادة لامتصاص الصدمة والشدة الناتجة عن جميع الحركات التي تحدث بين الفقرات أو التي يتعرض لها العمود الفقري.
الانزلاق الغضروفي |
تتكون الأقراص من شريط خارجي يشبه الإطار يدعى بالحلقة الليفية، وبداخل هذة الحلقة نواة تحتوي على مادة تشبه الهلام، فعند وجود ضغط زائد على هذه الاقراص قد يندفع المحتوى الهلامي الداخلي للقرص من خلال تمزقات أو نقاط ضعف في الغلاف الخارجي، مما يؤدي إلى بروز وانتفاخ الجزء الضعيف المتمزق كالبالون يبدو وكأنه يخرج من بين الفقرات ليضغط على الاعصاب في النفق الفقري، أو أن تتسرب النواة اللبية من خلال تمزق في الغلاف الخارجي للقرص، وهذا ما يسمى بإنزلاق القرص الغضروفي، والقرص المنزلق يؤدي إلى تهيج جذور الاعصاب التي تخرج من النخاع الشوكي، فينتج عنه ألم أو تنمل أو ضعف في الذراع أو الساق.
أنواع الانزلاق الغضروفي
ينقسم الإنزلاق الغضروفي بنائاً على موقع الانزلاق، إلى الأنواع التالية :-
- الإنزلاق الغضروفي العنقي.
- الإنزلاق الغضروفي الصدري.
- الإنزلاق الغضروفي القطني.
- الإنزلاق الغضروفي العجزي.
يؤدي كل نوع إلى ظهور أعراض مختلفة عن أعراض النوع الأخر، ولكن هذة الأعراض قد تتشابه مع امراض عصبية عديدة، ومن أهمها تضيق القناة الشوكية، وتجدر الإشارة إلى أن الإنزلاق الغضروفي يختلف ماماً عن الإنزلاق الفقري.
أسباب الإنزلاق الغضروفي
يوجد بين الفقرات العظمية أقراص غضروفية تعمل على تقليل الضغط على الأعصاب الفرعية وتسهل حركة الفقرات العظمية عند القيام بتغيير وضعية الجسم مثل الوقوف والانحناء، وهذة الأقراص تحتوي على مادة هلامية تساعدها على المرونة، مما يجعل الأقراص كوسادة لامتصاص الصدمة التي تقع في العمود الفقري، فعند حدوث ضغط زائد على هذة الأقراص، قد يحدث تمزق في جزء من القرص، او قد يكون هناك ضعف في القرص فتندفع المادة الهلامية نحو المنطقة المتمزقة، او الضعيفة، مما يودي إلى بروز وإنتفاخ القرص بجوار الفقرات، ومن الأسباب الشائعة لحدوث الإنزلاق الغضروفي ما يلي:-
- ضعف عضلات العنق والظهر : ويكون نتيجة أسباب وراثية، أو بسبب نمط الحياة الغير صحي وطبيعية العمل عند البعض وقلة ممارسة الرياضة والبدانة واصابات العمود الفقري.
- إنفتاق الأقراص : يحدث الانفتاق عندما يتمزق أو يتشقق الشريط الخارجي للقرص وتتسرب المادة الشبيهة بالهلام إلى الخارج، مما يشكل ضغطاً على القناة الشوكية أو على الجذور العصبية فيؤدي إلى اعتلال الجذور.
تحدث معظم حالات انفتاق (انزلاق) الأقراص القطنية نتيجة لشد مفاجئ كما يحدث في الحوادث، وهناك عدد من عوامل الخطر التي يمكن أن تساهم في إمكانية حدوث انفتاق للقرص، ومنها ما يلي :-
- التقدم في السن : حيث تجف الأقراص تدريجياً بمرور الزمن، ثم تفقد قوتها ومرونتها.
- حمل الأشياء الثقيلة وخصوصاً بالوضعية غير السليمة أو الرفع بطريقة غير صحيحة وبشكل متكرر، وهذا يشكل إجهاداً إضافياً على الفقرات القطنية.
- قلة ممارسة الرياضة.
- تناول طعام غير متوازن.
- السمنة وزيادة الوزن.
- التدخين.
كما إن هناك العديد من العوامل التي تساهم في الإضرار بصحة القرص.
أعراض وعلامات الإنزلاق الغضروفي
تعتمد أعراض وعلامات الإنزلاق الغضروفي على موقع ونوع الإنزلاق، وذلك كما يلي.
الإنزلاق الغضروفي العنقي : يحدث الانزلاق الغضروفي العنقي في الفقرات العنقية، حيث يشكو المريض من الأعراض التالية :-
- ألم حاد في العنق، ويكون إما على جانب واحد أو على الجانبين من الرقبة.
- ألم حول لوح الكتف.
- يزداد الألم عند العطس، أو السعال، أو الضحك، أو التمدد.
- قد يزداد الألم عند القيام بتحريك الرأس أو عند ثني العنق.
- تيبس عضلات الرقبة وصعوبة تحريكها بسبب الألم.
الانزلاق الغضروفي الصدري : يحدث الانزلاق الغضروفي الصدري في الفقرات الصدرية، حيث يشكو المريض من الأعراض التالية :-
- ألم في الظهر، وقد يشع الألم إلى القفص الصدري والضلوع.
- يزداد الألم عند العطس، السعال، الضحك، التمدد.
- الشعور بضيق التنفس نتيجة تأثر العضلات التي تساعد على التنفس.
- قد يصاحب المريض تعب نفسي.
الانزلاق الغضروفي القطني : يحدث الانزلاق الغضروفي القطني في الفقرات القطنية، حيث يشكو المريض من الأعراض التالية :-
- ألم شديد أسفل الظهر وقد يمتد الألم إلى الوركين والساقين.
- الشعور بتقلصات حادة في عضلات المؤخرة أو الرجلين عند المشي.
- يزداد الألم أثناء العطاس أو السعال.
- الشعور بالخذر والتنمل في الأطراف السفلية.
- عدم القدرة على الوقوف لفترة طويلة أو المشي لمسافات طويلة.
- ضعف القدرة على التحكم في عمل المثانة (تبول لا إرادي في الحالات الشديدة).
الانزلاق الغضروفي العجزي : يحدث الانزلاق الغضروفي العجزي في الفقرات العجزية، حيث يشكو المريض من الأعراض التالية :-
- ألم ينتشر من أسفل الظهر، إلى الأرداف، والساقين والقدمين.
- يكون الألم متوسط إلى شديد، حسب حالة المريض.
- الشعور بالخدر والتنمل.
- ضعف العضلات.
- صعوبة في القيام بالحركة، مثل الوقوف او المشي.
تشخيص إنفتاق القرص
يتم تشخيص إنفتاق القرص الفقري والإنزلاق الغضروفي من خلال التاريخ الطبي والفحص البدني كفحص الأستجابة العصبية وردود فعل العضلات، للبحث عن الألم، والبحث عن وجود فقدان في رد الفعل المنعكس في الأطراف، والبحث عن وهن العضلات، وفقدان الإحساس، بالإضافة إلى إجراء اختبارات التصوير بالأشعة والتخطيط، مثل :-
- التصوير بالأشعة السينية.
- التصوير بموجات الرنين المغناطيسي.
- التصوير بالأشعة المقطعية.
- تخطيط كهربية العضل.
ويمكن أن يتم تشخص الانزلاق الغضروفي العنقي من خلال ثني الرأس إلى الأسفل مع الضغط على الرأس من الأعلى، فعند الإصابة يحدث ألم شديد في العنق وتيبس في عضلات الرقبة.
علاج الانزلاق الغضروفي
تتم معالجة الإنزلاق الغضروفي عن طريق استخدام مجموعة من طرق المعالجة، كالمعالجة الدوائية، والمعالجة الطبيعية، والعلاج الجراحي.
المعالجة الدوائية
تشمل المعالجة الدوائية إستخدام الأدوية المضادة للألم مثل مضادات الالتهاب لتخفيف الألم، والتورم، ومرخيات العضلات لتهدئة التشنجات، وأحياناً قد تستخدم مسكنات الألم المخدرة لتخفيف الألم الحاد، وقد يتم حقن المريض بعقار مضاد للالتهاب فوق الجافية، ويستخدم للمرضى الذين يعانون من آلام شديدة أو ألم شديد في الساق.
المعالجة الطبيعية
يتضمن العلاج الطبيعي ممارسة التمارين الفيزيائية مثل التدليك، والشد، وتمارين التقوية لتقليل الألم وزيادة المرونة، وقد تستخدم الكمادات الحارة والباردة.
العلاج الجراحي
يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي إذا لم يتحسن المريض بواسطة طرق المعالجة السابقة، أو في حالة وجود عجز عصبي لدى المريض، وتتم المعالجة بواسطة العملية الجراحية، وتتضمن الجراحة إزالة جزء من القرص التالف، أو إزالته بالكامل (استئصال القرص)، لتخفيف الضغط على العصب، وبالإضافة إلى استئصال القرص، ربما تكون هناك حاجة إلى إزالة جزء من العظم المغطي للعصب.
قد تكون هناك حاجة إلى إجراء دمج بين الفقرات في حالة انفتاق القرص للمرة الأولى، أو عند الضرورة، ويمكن ملء الحيز الذي يخلفه إزالة القرص باستخدام طعم عظمي (قطعة صغيرة من العظم تؤخذ عادة من ورك المريض)، ويستخدم الطعم العظمي أو بديل العظم لوصل الفقرات، أو دمجها ببعضها البعض، وفي بعض الحالات، يمكن استخدام أدوات ذات تصميم خاص كالقضبان أو اللوالب، لتحفيز الدمج وإضفاء الثبات على العمود الفقري.