خلل التوتر العضلي هو اضطراب حركي عصبي يؤدي إلى حدوث انقباضات مستمرة في العضلات مما يتسبب في الإصابة بعدة تقلصات أو إلتواءات متكررة أو تكرار حركات لاإرادية بشكل غير طبيعي أو اتخاذ الجسم أو عضو منه أوضاعاً شاذة.
خلل التوتر العضلي |
قد يكون هذا الاضطراب وراثياً أو قد ينشأ بسبب عوامل أخرى مثل الإصابات المرتبطة بالولادة أو غيرها من الصدمات الجسدية الأخرى أو العدوى أو التسمم بالرصاص، أو قد ينشأ كرد فعل لعدد من العقاقير الدوائية، ولا سيما العقاقير المضادة للذهان.
يختلف خلل التوتر العضلي عن فرط التوتر العضلي، ففرط التوتر هو اختلال في الخلايا العصبية الحركية العليا المسؤولة عن تنظيم حركة العضلة، مما يؤدي إلى إنخفاض قدرته العضلة على التمدد، وجعلها في حالة من التقلص المطول.
أنواع خلل التوتر العضلي
ينقسم خلل توتر العضلات الى الأنواع التالية :-
- توتر عضلي شامل يصيب عضلات الجسم كلها.
- توتر عضلي بؤري يصيب عضلات جزء محدد من الجسم.
- توتر عضلي جزئي يصيب عضلات أجزاء مجاورة لبعضها من الجسم.
- التوتر العضلي المعتدل.
- التوتر العضلي الحاد.
خلل التوتر العضلي الشامل
خلل التوتر العضلي الشامل يصيب عضلات الجسم كلها، ويتميز بما يلي :-
- تتم ولادة الطفل بشكل طبيعي ويمر بمراحل نمو الأطفال المختلفة بشكل طبيعي.
- ينتقل عن طريق جين سائد موجود على كروموسوم جسدي.
- تكون بدايته في مرحلة الطفولة والكبر والصغر.
- يبدأ في الأطراف السفلية ثم ينتشر لتشمل الإصابة الأطراف العليا من الجسم.
خلل التوتر العضلي الشامل يعرف باسم خلل التوتر العضلي المسبب لالتواء العضلات مجهول السبب.
خلل التوتر العضلي البؤري
خلل التوتر العضلي البؤري يصيب أجزاء محددة من الجسم، ويوجد لة عدة انواع وهي كما يلي :-
- توتر عضلات الرقبة : وهو الشد العصبي لعضلات العنق، ويؤدي إلى حدوث دوران لاإرادي للرأس نحو جهة واحدة أو انجذابها في اتجاه الصدر أو الظهر أو معاناة المريض من مجموعة مركبة من أكثر من وضع من هذه الأوضاع التشنجية.
- تشنج الشرج : يحدث التشنج لعضلات المستقيم، ويؤدي الى التبرز المؤلم والإمساك، وقد يكون الأمر معقداً في حالة سلس البراز.
- تشنج الجفون : تتشنج العضلات التي توجد حول العينين، حيث يعاني المريض من أن عينيه تطرف بسرعة كبيرة وقد لا يستطيع السيطرة على عملية إغلاقهما التي تتم رغماً عنه مما ينجم عنه الإصابه بالعمى.
- نوبة شخوص البصر : يحدث لعضلات العين والرأس، ويتمثل ذلك في انحراف العينين الشديد باستمرار لأعلى مع تقاربهما في كثير من الأحيان مما يسبب ازدواج الرؤية، ويرتبط ذلك كثيراً بالانحناء إلى الخلف والتواء الرقبة إلى الجانب وفتح الفم على آخره أو إطباق الفكين والكز على الأسنان، وفي كثير من الأحيان، يرجع سبب حدوث ذلك إلى تأثير تناول مضادات القيء مثل ميتوكلوبراميد، ومضادات الذهان مثل بروكلوربيرازين.
- التوتر العضلي بالمفصل الفكي الصدغي : يؤثر على عضلات الفك وعضلات اللسان، ويؤدي إلى حدوث تشوهات في الفم واللسان.
- توتر عضلات الحنجرة : ينتج عن ذلك بحة الصوت التشنجية، حيث يبدو صوت الفرد المصاب وكأن به بحة أو خشونة أو يكون خفيفاً حتى يصبح كالهمس.
- التوتر العضلي البؤري الذي يصيب عضلات اليد والساعد : المعروف باسم تقلص يد الكاتب أو الموسيقي، حيث يصيب عضلة واحدة أو مجموعة صغيرة من عضلات اليد.
تقلص يد الكاتب يحدث نتيجة لممارسة عدد من الأنشطة التي تعتمد على اليد لفترات طويلة، مثل الكتابة أو العزف على إحدى الآلات الموسيقية، مما يسبب إصابة عضلات اليد بتقلصات لاإرادية، وفي بعض الأحيان، ترتبط هذه الحالة بأداء مهام محددة، مما يعني أن ظهور الحالة يرتبط بشكل عام بممارسة أنشطة معينة فقط تسبب إجهاداً شديداً لعضلات اليدر، ويعتبر خلل التوتر العضلي البؤري الذي يصيب عضلات اليد اضطراباً عصبياً في الأصل، ولا ينشأ بسبب الإجهاد العادي.
إن عدم القدرة على التحكم في العضلات الدقيقة واستمرار الحركة اللاإرادية ينتج عنه الشعور بتقلصات وتشنجات مؤلمة في العضلات واتخاذ الجسم لأوضاع غريبة، مما يجعل محاولة الاستخدام أو التحريك المستمرين لأعضاء الجسم المصابة بهذا التوتر العضلي أمراً مستحيلاً.
خلل التوتر العضلي الجزئي
خلل التوتر العضلي الجزئي يصيب جزئين من الجسم مجاورين لبعضهما البعض، مثل :-
- خلل التوتر العضلي النصفي الذي يصيب عضلات الذراع والساق في الجانب نفسه من الجسم.
- خلل التوتر العضلي متعدد البؤر الذي يصيب أجزاء مختلفة من الجسم.
- خلل التوتر العضلي الشامل الذي يصيب معظم عضلات الجسم، وغالباً ما يكون في الساقين والظهر.
أسباب خلل التوتر العضلي
أن الأسباب المؤدية إلى الإصابة بخلل التوتر العضلي لا تزال غير معروفة أو مفهومة، ولكن هناك نظريات تعتقد ان أسباب خلل التوتر العضلي الأولي هي ما يلي :-
- اعتلال الجهاز العصبي المركزي، أو أنه ينبع من منطقة في الدماغ تختص بالنشاط الحركي للجسم وتسمى العقد القاعدية.
- خلل حمض جاما أمينوبوتيريك المعني بإنتاج خلايا بركنج العصبية والذي يساعد الدماغ في السيطرة على العضلات.
- بعض الاستعداد الوراثي للإصابة بهذا الاضطراب العضلي بالإضافة إلى العوامل البيئية التي تساعد في ذلك.
أما خلل التوتر العضلي الثانوي فقد يحدث نتيجة الاسباب التالية :-
- وجود اعتلال في الدماغ.
- اختلال توازن المواد الكيميائية بالجسم.
- التعرض للصدمة.
- نتيجة تناول عقاقير معينة.
- نتيجة الإصابة بأمراض الجهاز العصبي مثل مرض ويلسون.
كما أن العوامل البيئية وتلك التي تتعلق بطبيعة المهام التي يؤديها الفرد يمكن أن تؤدي إلى ظهور وتفاقم الإصابة بخلل التوتر العضلي البؤري، وذلك لأن هذه العوامل تظهر على نحو متفاوت على الأفراد الذين يؤدون مهام تستلزم حركات بالغة الدقة تعتمد على استخدام اليدين، مثل الموسيقيين والمهندسين والمعماريين والفنانين.
أعراض وعلامات خلل التوتر العضلي
تختلف أعراض خلل التوتر العضلي وفقاً لنوع التوتر العضلي الذي يعاني منه الفرد، ففي معظم الحالات، تؤدي الإصابة بخلل التوتر العضلي إلى اتخاذ الجسم أو جزء منه وضعيات شاذة وغير طبيعية، ويبدو ذلك خاصةً عند الحركة، بالإضافة الى ما يلي :-
- الألم عضلي مستمر.
- التعرض لنوبات من التشنجات والتقلصات العضلية الحادة الناجمة عن حركة العضلات اللاإرادية.
- إطباق الشفتين ثم فتحهما بسرعة.
- انعدام التوافق والتناسق في حركة العضلات الدقيقة باليد، والشعور بالألم الناجم عن تقلص العضلات عند استمرار تحريكها والإصابة بالرعشة والارتجاف.
- قد تنشأ تقلصات العضلات أو الشعور بالآلام الشديدة نتيجة بذل أي مجهود عضلي صغير جداً، مثل الإمساك بكتاب في اليد ومحاولة تصفح أوراقه.
- قد يصبح من الصعب التوصل إلى وضع مريح للذراعين والساقين حتى عند بذل أبسط أشكال المجهود العضلي المرتبط بإبقاء المريض على ذراعيه معقودتين، مما يسبب الشعور بألم شديد مماثل لما يعرف باسم متلازمة تململ الساقين.
- وجود رعشة وارتجاف في الحجاب الحاجز أثناء التنفس أو يشعرون بالحاجة لوضع أيديهم في جيوبهم أو تحت أرجلهم أثناء الجلوس أو تحت الوسائد أثناء النوم وذلك لإبقائها ثابتة وللحد من الشعور بالألم العضلي.
- ارتجاف في الفك ويسمعون صوته عند الاستلقاء في الفراش.
- قد يصاحب صوت المريض خروج صوت فرقعة من وقت لآخر أو قد يبدو الصوت أجش، مما يدفع المريض دائماً إلى إطلاق أصوات لتسليك الحنجرة وتحسين الصوت.
- صعوبة بالغة في بلع الطعام والشراب يرافقها تقلصات وتشنجات مؤلمة في الحنجرة.
- اضطرابات النوم والإرهاق وحالات تقلب المزاج والضغط النفسي.
- صعوبة التركيز وعدم وضوح الرؤية.
- اضطرابات الهضم.
- وحدة الطباع وسرعة الغضب.
وعندما يتم توجيه أمر للعضلات والأطراف بالتحرك وأداء نشاط بعينه، فإن العضلات قد يصيبها التعب والإجهاد بصورة سريعة، وبعض هذه العضلات قد لا تستجيب أصلاً لذلك، مما يسبب الضعف العضلي، بينما يستجيب عدد آخر منها بشكل مبالغ فيه أو يصبح في حالة تصلب وتيبس، مما يسبب حدوث تمزقات صغيرة في العضلات إثر بذل أي مجهود عضلي.
قد تزداد أعراض تقلص العضلات سوءاً بشكل كبير عند استخدامها أو محاولة إجهادها، ولا سيما في حالة الإصابة بخلل التوتر العضلي البؤري، كما إن استمرار تعرض الفرد للضغط النفسي والتوتر والقلق وقلة النوم والإجهاد العضلي المستمر وانخفاض درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض خلل التوتر العضلي.
علاج خلل التوتر العضلي
يهدف علاج حالات التوتر العضلي إلى الحد من أعراض هذا الاضطراب الذي يصيب العضلات والتخفيف من حدته، حيث إنه لا يوجد أي علاج فعال له حتى الآن.
حيث إن التقليل من حركات العضلات التي تؤدي إلى تفاقم أعراض الإصابة بخلل التوتر العضلي أو تزيد من حدتها يوفر للفرد للمصاب الشعور ببعض الراحة، بالإضافة إلى الحد من التوتر والإجهاد والحصول على الكثير من الراحة والاسترخاء والممارسة المعتدلة لبعض التمارين هذا إلى جانب الدور الذي تلعبه أساليب الاسترخاء الحديثة.
وهناك العديد من أساليب العلاج المختلفة التي تركز على تهدئة نشاط المخ أو إحصار الاتصال بين الأعصاب والعضلات في الجسم باستخدام العقاقير أو قمع الأعصاب وكبت نشاطها أو إزالتها، كما تجدر الإشارة إلى أن جميع أساليب العلاج الحالية المستخدمة في الحد من أعراض خلل التوتر العضلي لها آثار جانبية سلبية وتنطوي على العديد من المخاطر.
العلاج الطبيعي
يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في بعض الأحيان في تخفيف أعراض خلل التوتر العضلي البؤري لدى الحالات المصابة به، لذا فهناك مجموعة منظمة من التمارين التي تم إعدادها خصيصاً للمساعدة في تخفيف الألم الموجود في المنطقة المصابة بالتوتر العضلي.
العلاج بالأدوية
هناك العديد من الأدوية التي حققت نتائج إيجابية فعالة في علاج بعض حالات خلل التوتر العضلي ومن بينها ما يلي :-
- الديفينهيدرامين.
- البنزاتروبين.
- الأدوية المضادة للشلل الرعاشي مثل تريهكسفينيديل، ليفودوبا.
- الأدوية المهدئة التي تساعد على إرخاء العضلات مثل ديازيبام، الكلونازيبام.
العلاج الجراحي
قد يتم اللجوء إلى العلاج الجراحي وإجراء العمليات الجراحية، مثل إجراء عملية جراحية لإزالة وقطع تلك الأعصاب الموجودة في منطقة العضلات المصابة، من أجل التخفيف من حدة التوتر العضلي.